الأحد، 6 أكتوبر 2013

4 - قصص قصيرة



4 - قصص قصيرة
محمد المنصور الشقحاء


1 - ثقافة

انفلت من بين الأصدقاء المحدقين معه في امتداد البحر، مقتحما الموج وهو يصرخ: الشمس غرقت سوف انقذها. ولما تأخر في العودة، امتطى الأصدقاء سياراتهم مغادرين المكان وبقيت سيارته تنتظر عودته.&


2 - الحارس

تلفت  يرصد انتباهنا وهو يرشف اخر قطرة في كأس الشاي، وقد انتهت الحلقة المعادة من مسلسل درامي فكاهي يعرضه التلفزيون يعد خصيصا لشهر رمضان، وسكن رباعي البلوت لانشغال احدهم باتصال هاتفي.
قال: هذه حكايتي انما نهايتها خلاف ما عرض، كانت برحمة الله في صالحي.
كل ما شاهدتم خلال نصف ساعة مررت به، باحت بعد عام من تعرفي على اسرة طالب بالمدرسة التي اعمل بها من كانت تتابع دروسه بأنها تحبني.
قالت: لكن حبي لك لم يكن يوما أقوى مما هوعليه الأن.
 وان صوتي يزرع السكينة في اعماقها لتتجاوز التعب، كنت امثل بالنسبة لها فقير منعزل اجتماعيا فقررت استعبادي، في العام الثالث ساهمت في تأثيث شقة زواجي بعد ان فشلت في فسخ خطوبتي ممن اختارتها امي لي، كما اختارت ألألوان خطوة بخطوة، وتدخلت في اختيار خاتم الزواج ومركز خياطة الملابس،
لما شاهدت زوجتي انفجر بركان الغيرة، جاء اعترافها الذي اشعرتني فيه اني استحق النبالة بسبب خصوصية المكان الذي ارتقيت اليه في حياتها، لأنها تسعى من أعماق الروح الفرحة بلوعة الآخرين ان تنمي في داخلي روح الانجاز.
ومعه في الشهر الثاني تغيرت حالتي النفسية ودب الشجار بيني وبين زوجتي، كانت وانا اقدم لها التقرير اليومي اما عبر الهاتف او وهي تجلس بجواري في السيارة وكفها تربض على فخذي تدقق في التفاصيل، وكانت كجزء من حقيقة لا تنكر نهم لشيء اخر.
واشعر بفرحها عندما اخبرها ان زوجتي عند اهلها، وذات مساء وقد تطاول النقاش هممت بضرب زوجتي، نفست عن غضبي بلكم مرآة مغسلة اليدين القابعة في زاوية الصالة فأدميت يدي وجرحت اصابعي وتناثر الزجاج في حوض المغسلة وعلى البلاط، وانا اتفقد الحالة اكتشفت لفافة سوداء مدسوسة بعناية في حفرة بالجدار.
جلست على احد كرسي الصالة واخذت أفك أربطة اللفافة اظافر وشعر وقطع مختلفة من قماش مقصوصة بعناية ومخاطة الى بعضها بخيط اسود وورقة عليها رسوم وخطوط، خفت واتصلت بزميل في المدرسة حضر وقام بجمع المتناثر؛ وأخذني الى منزل امام مسجد الحي الذي يسكن فيه.
اخذ الامام اللفافة وبعد فحصها قال: هذا عمل شيطاني
قلت: سحر
قال زميلي: اجل كانت امورك مرتبكه آخيراوكنا نتحرج نكلمك
قال امام المسجد: امور بيتك . .
قاطعته: مترديه نفسيا لولى ان زوجتي قريبه كنت طلقتها من ثاني اسبوع
وضع كفه على رأسي وتلى بعض ايات القرآن ثم نفث في وجهي، وقام بوضع اللفافة ومحتوياتها في اناء واشعل فيها النار ولما ترمدت سكب عليها الماء.
شعرت بسكينة وهدوء وشع نور بدد العتمة معه تجاوزت غابة الرماد، وطلب مني الانتقال من شقتي وان الأفضل مغادرة المدينة؛ فكان ذلك وها أنا العب البلوت معكم، وزوجتى تضع مولودها الثاني بين يدي امها.&

24 / 9 / 1434



3 - يوم جمعة


هي من سعت لطلب الطلاق بعد زواج اربعة أعوام، لم تجد فيها الهدوء الذي معها فقدت ظلها، اذ انه لا يمتلك اطلاقا تلك البهجة المفعمة بالرقة والحنو التي تلتمع في عينيه، وعادت لغرفتها في منزل والدها في الشهر الخامس تذكرت حبها الأول فأخذت تقف خلف ستارة نافذة غرفتها ليلا تتأمل الفضاء.
في نهاية الشهر العاشر لمحته عبر العتمة يخرج من باب المنزل المقبل، قبل ان يمتطي عربته حدق في النافذة، رصدته كان يأتي كل يوم جمعة بعد أذان المغرب لزيارة اسرته ومع اذان العشاء يغادر وفي الحالتين يحدق في النافذة، عليها ان تعبر هذا الخوف الساكن في داخلها من دون أي عون.
تعطرت وارتدت اجمل ملابسها، اخبرت امها انها مدعوة لمناسبة تقيمها زميلتها في العمل بعد المغرب، خرجت من الباب لمحها وهو يهم بمغادرة العربة تمشي على الرصيف، شيء فيه اشتعل حرك العربة ولما حاذاها توقف، لما استقرت في المقعد لم يكن هو، ولما تجاوز الشارع لم تكن هي، تأملته وشعرت بالم حاد يخترقها.
 عبرت لحظة صمت كأنه لم يجد ما يقوله،فجأة وجهه أشرق وصوته الهامس تدفق مولدا قوة هائلة، معه الأحلام كانت تنسج خيط هبات حميمية لم تعد تذكر، فوجدت في ذلك شيء من الرضا.&

26 / 11 / 1434




4 - خديعة


نزح: وراء قمم الأحلام التي تشاركه مجلسه المنفرد بالمقهى، مع دخان الجراك وهو يحصي عتبات صعوده ودرجات تدحرجه الى هاوية العمر، وقد اغلق الواقع منافذ الاحساس، لم يحضر حفل تكريم المتقاعدين من العمل فهو منهم في ادارته الحكومية، همهم: وصديق عمره يشاركه هذه الليلة الشتائية الصاخبة بالرياح والمطر، مز دخان الجراك: كنت فراشة جذبها النور الحارق فأحترقت ولما كنست الريح ما تبقى من يباس تناثرت في الفضاء.&

27 / 11 / 1434



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق