قصص قصيرة
( 2 )
محمد المنصور
الشقحاء
1 - الحارس
تلفت يرصد انتباهنا وهو يرشف اخر قطرة في كأس الشاي،
وقد انتهت الحلقة المعادة من مسلسل درامي فكاهي يعرضه التلفزيون يعد خصيصا لشهر رمضان،
وسكن رباعي البلوت لانشغال احدهم باتصال هاتفي.
قال: هذه
حكايتي انما نهايتها خلاف ما عرض، كانت برحمة الله في صالحي.
كل ما
شاهدتم خلال نصف ساعة مررت به، باحت بعد عام من تعرفي على اسرة طالب بالمدرسة التي
اعمل بها من كانت تتابع دروسه بأنها تحبني.
قالت:
لكن حبي لك لم يكن يوما أقوى مما هوعليه الأن.
وان صوتي يزرع السكينة في اعماقها لتتجاوز التعب،
كنت امثل بالنسبة لها فقير منعزل اجتماعيا فقررت استعبادي، في العام الثالث ساهمت
في تأثيث شقة زواجي بعد ان فشلت في فسخ خطوبتي ممن اختارتها امي لي، كما اختارت ألألوان
خطوة بخطوة، وتدخلت في اختيار خاتم الزواج ومركز خياطة الملابس،
لما
شاهدت زوجتي انفجر بركان الغيرة، جاء اعترافها الذي اشعرتني فيه اني استحق النبالة
بسبب خصوصية المكان الذي ارتقيت اليه في حياتها، لأنها تسعى من أعماق الروح الفرحة
بلوعة الآخرين ان تنمي في داخلي روح الانجاز.
ومعه في
الشهر الثاني تغيرت حالتي النفسية ودب الشجار بيني وبين زوجتي، كانت وانا اقدم لها
التقرير اليومي اما عبر الهاتف او وهي تجلس بجواري في السيارة وكفها تربض على فخذي
تدقق في التفاصيل، وكانت كجزء من حقيقة لا تنكر نهم لشيء اخر.
واشعر
بفرحها عندما اخبرها ان زوجتي عند اهلها، وذات مساء وقد تطاول النقاش هممت بضرب
زوجتي، نفست عن غضبي بلكم مرآة مغسلة اليدين القابعة في زاوية الصالة فأدميت يدي
وجرحت اصابعي وتناثر الزجاج في حوض المغسلة وعلى البلاط، وانا اتفقد الحالة اكتشفت
لفافة سوداء مدسوسة بعناية في حفرة بالجدار.
جلست على
احد كرسي الصالة واخذت أفك أربطة اللفافة اظافر وشعر وقطع مختلفة من قماش مقصوصة
بعناية ومخاطة الى بعضها بخيط اسود وورقة عليها رسوم وخطوط، خفت واتصلت بزميل في
المدرسة حضر وقام بجمع المتناثر؛ وأخذني الى منزل امام مسجد الحي الذي يسكن فيه.
اخذ الامام
اللفافة وبعد فحصها قال: هذا عمل شيطاني
قلت: سحر
قال
زميلي: اجل كانت امورك مرتبكه آخيراوكنا نتحرج نكلمك
قال امام
المسجد: امور بيتك . .
قاطعته:
مترديه نفسيا لولى ان زوجتي قريبه كنت طلقتها من ثاني اسبوع
وضع كفه
على رأسي وتلى بعض ايات القرآن ثم نفث في وجهي، وقام بوضع اللفافة ومحتوياتها في
اناء واشعل فيها النار ولما ترمدت سكب عليها الماء.
شعرت
بسكينة وهدوء وشع نور بدد العتمة معه تجاوزت غابة الرماد، وطلب مني الانتقال من
شقتي وان الأفضل مغادرة المدينة؛ فكان ذلك وها أنا العب البلوت معكم، وزوجتى تضع
مولودها الثاني بين يدي امها.&
24 / 9 /
1434
2 - الفراشة
في نهاية اليوم الرابع
للمؤتمر جاء جلوسه إلى طاولتي في مطعم الفندق الذي يحتضن لقاءنا السابع، والذي
احضره للمرة الثالثة حيث يتم انعقاد المؤتمر كل عامين في المدينة التي تقوم
الجامعة المستضيفة؛ والتي تم التوافق على دعوتها في اللقاء السابق.
قال: أنه الحضور الأول لي
لتقاعد مندوب الإدارة التي اعمل بها.
وفي الخامسة عصرا وأنا أقف
أمام باب المصعد.
قال: سوف أقوم بجولة خاصة
وزيارة قريب يرقد في أحد المستشفيات جاء للعلاج على حساب الدولة.
ودس في كفي ورقة مطوية من
مذكرات الفندق، تحمل رقم هاتفه النقال ورقم غرفته.
بعد إغفاءة لا أدري كيف طالت،
كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة ليلا، شعرت بالجوع والظماء فأخذت حماما بارد
وبدلت ملابسي، وأنا أتناول جهاز الهاتف النقال من على طاولة التلفزيون بالغرفة،
لمحت المذكرة ورقم الهاتف.
جاء العشاء والحديث الذي معه
تجاوزنا جدل المؤتمر، وتباين الأعضاء السياسي وثقافة بعضهم المتدنية وهم يسلطون
الضوء على تأثير هذه الكوارث على الإنسان؛ للتعارف وتحديد نقاط المشاركة على ضوء
تخصصنا العلمي والمعرفي.
همنا مشترك بما حمله برنامج
المؤتمر من نقاط أمطرناها تحليلا، وغدا اليوم الخامس تعقد الجلسة الختامية في
العاشرة صباحا وتعلن المقررات ويصدر البيان الختامي وتعلن معه الجامعة المستضيفة
ومدينتها لاحتضان اللقاء الثامن.
تجاوزنا الحديث واندمجنا في
رسم خارطة لا علاقة لها بما تجمعنا له، من ثلاث قارات تشابهت مجموعة من دلها في
مخاطر كوارث طبيعية.
أغمضت حواء عينيها؛ المشهد
والألوان قطرات المطر تنهمر شلال ماء الفيضان يحملها إلى أماكن هجرتها، بعد
انخراطها رغم انفها في حياة جديدة، كما فراشة اقتربت من اللهب بحثا عن الدفء
فاحترقت.
تنبهت على جرس هاتف الغرفة،
كان يرتدي ملابسه جلس على طرف الفراش.
قال: أسف لن احضر الجلسة
الختامية.
دخلت الحمام وانسكب الماء على
جسدي، فضلت استعمال المنشفة التي نشف بها جسده، ولما سعيت لارتداء سروالي الأبيض
الذي دسسته تحت المخدة فلم أجده، ولمحت على جهاز التلفزيون لفافة صغيرة حوت آخر
جديد لونه أحمر.
وأنا استعد للخروج من الغرفة
إذ أزف موعد الجلسة الختامية، عثرت على الطاولة التي بجوار باب الغرفة، على كتاب
عنوانه يناقش فقرة الجفاف وتلوث المياه، الفقرة التي لم نتوافق على طرق تجاوزها
فتم ترحيلها للقاء القادم، وفوقه علبة صغيرة لما فتحتها لمع خاتم بفص من الزمرد
الأخضر.
وأنا أتفحص الخاتم رن جرس
هاتف الغرفة، معه دسست الكتاب في حقيبة يدي مع الخاتم، كانت سكرتيرة المؤتمر تطلب
مني الحضور لمكتب السكرتارية لتوقيع المحضر بصفتي نائب الوفد، وهناك اخبرني احد
أعضاء الوفد سفر الرئيس بسب اتصال من السفارة.
أعلن البيان وتحددت المدينة
التي تستضيف اللقاء الثامن، موعد عودتنا كوفد بعد ثمان ساعات، شاركت بعض الأعضاء
التسوق وفي الطائرة أخرجت الكتاب لتزجيه الوقت ومعه الخاتم الذي انتصب مشعا في احد
أصابع كفي اليسرى، في الصفحة الرابعة من الكتاب وجدت بخط حروفه صغيرة وحبر اخضر
كلمات ملتبسة ( إلى الندى من وجدت الإنصات لها مفيدا لتذكر هذه اللحظة ).
تذكرت إني لا أعرف اسمه والى
أي وفد ينتمي، جاء صوت من يجلس بجواري من الوفد ( أن التنظيم جيدا. ومحاور اللقاء
مركزة. لأن نصف مواضيع الجدول مستقاة من مقترحاتنا ) ثم أخذ يقلب البوم صور
فوتوغرافية تم التقاطها للوفود، لما لمحته وضعت سبابتي عليه سائله مرافقي عنه،
أغلق عينيه مفكرا ثم حدق في وزم شفتيه وهز رأسه بعدم المعرفة.
تحسست الخاتم متذكرة لون
سروالي الداخلي فأغمضت عيني مستعيده أحداث أربع وعشرين ساعة، ليتردد صدى إذاعة
الطائرة بتأكيد ربط الأحزمة وإغلاق الهاتف النقال والأجهزة الالكترونية استعدادا
للهبوط، فتحت هاتفي قبل إغلاقه فلم أجد رقمه وقلبت أوراق الكتاب فعثرت على مذكرة
الفندق مطوية كان الرقم الذي بها رقم هاتفي وكذلك رقم غرفتي.&
10 / 8 / 1434
3 - فأر التجارب
في حفل عشاء خاص باستراحة
شمال الرياض، تأكد مسعاي بأن أجتاح جسد زينب أستاذ علم النفس بالجامعة الأهلية،
وهي تتألق ببساطتها كنجمة حفل أعضاء القسم من الجنسين بمظهرها وحديثها وقربها ن
الجميع، بعد أن استفزني استحواذها على وقت نائب مدير الجامعة الذي حضر لدقائق
مجاملة لكبير اساتذة القسم المحتفل بأفراد عائلته القادمة من مصر للبقاء طيلة
الصيف بسبب فصل دراسي صيفي؛ اعتمده مجلس ادارة الجامعة وفقا لرغبة مجموعة من
الطلاب.
عند المغادرة لبى البعض دعوتي
للتوصيل في طريق عودتي، التقت نظراتي ببحثها عن زميلتها التي حضرت معها، تابعتها
حتى عثرت عليها ثم التقينا عند الباب.
قلت: اتمنى توصيلك . . ثم !
فاجأها قولي المختصر المعلن
امام من حولنا بما تحت السطور من بعد( ثم ) فتوقفت عن الكلام مددت كفي مشيرا
لسيارتي وقد وقف بجوارها البعض، لحقت بي وجلست في المقعد الأمامي عرفت أن زوجها
مسافر في رحلة عمل منذ أيام، بعد ان اوصلت مرافقينا وعدنا ادراجنا للعمارة التي
نتشارك السكن في شققها، والتي تمتلكها الشركة التي أسستها الجامعة.
قلت: أمي تقيم معي وهي الأن
عند أختي المريضة
طال وقوفها في المدخل تستعرض
الصور واللوحات المعلقة، ثم جلست بعد ان خلعت عباءتها وحررت شعر رأسها من الوشاح
الملتف حوله، جلست بجوارها واشعلت التلفزيون رائحتها تتسرب الى زوايا المكان، وظعت
كفي اليسرى على فخذها شيء فيها اهتز، قربت فمي من عنقها زارعا قبلة سريعة وقمت
خشية ردة فعلها.
قالت: ليه وهي تمسد شعر رأسها
وقفت وهي تحدق في مددت ذراعي
وطوقتها دسست وجهي في صدرها تقاسيم وجهها الهاديء ومكونات جسدها وقلق اللحظة وفرا
خطوتنا التالية التي اكده استسلامها مما شجعني على التمادي والتنقل من خطوة لآخرى،
كانت وفق رضاها مساحة حرة في حديقة غناء بنسيمها وأريجها وموسيقى هادئة تنساب من
مكان بعيد تشاركنا غيابنا.
وهي تستعد للمغادرة قالت:
أشعر أنك صدتني وان كنت علميا أتقمص دور الصياد.!
قلت: بل روحك اشعلت كل هواجس
الأنتظار فنصبت شباكي
قالت: وابنة العميد
قلت: مؤخرتها نقطة جذب
وهي تلتف حولها قالت: وانا
قلت: روابيك غنية بالحياة
وامام الباب وبعد عناق وقبلة
طويلة؛ قلت: هل تقدميني لها
وجاء هاتفها بعد مغرب اليوم
الثالث؛ كانت كلمة واحدة قالت: انتظرك
ارتديت افضل ثيابي وتحلقت
وتعطرت؛ فتح الباب زوجها المحاسب في الادارة المالية، التي هي من الأقسام التي
اشرف عليها بصفتي مدير عام الشئون الادارية ولمالية بالجامعة، عرفني على ضيوفه كان
العميد وزوجته وابنه حسن وابنته سكينه ولأعرف اثناء الحديث انه شقيق الزوجة.
جاء جلوسي على طاولة العشاء
بين زينب وسكينة، وجاء الأبن وزوجها قبالته بينما العميد وزوجته عل طرفي الطاولة
متقابلين، شعرت انها كانت تحت الطولة تمارس لعبتها مع الأبن الذي لمحت ارتباكه مما
شجعني على الحديث عن بعض المواقف الطريفة في العمل، ومع اندماجي كانت كفي تقبع
بسكينة وهدوء بعض اللحظات على فخذ الفتاة التي ترتدي بنطلون جنز، مما يدفعها الى
التحديق في فأتنبه اسحب كفي.
ونحن جلوس في الصالة أمام
التلفزيون استأذن العميد فطلبت زينب بقاء سكينة وحسن وبعد تدخل الزوج بأنه سوف
يوصلهم اذا اقتضى الأمر، ونحن الأربعة نعلق على المشاهد في التلفزيون ونتحدث في
لغط عن جوانب من اهتمامنا، رن هاتف الزوج وغادر مؤكدا عودته بعد نصف ساعة.
قالت زينب وهي توزع نظراتها
بيني وبين سكينة: لما لاتفرج سكينة على مكتبتك التي محتوياتها تتفق مع مولها
ودراستها الجامعية.
قال حسن: فكرة انما في وقت
أخر
وتواصل الحديث لترف سكينة اني
اسكن ذات البناية، معها تشجعت فأمسكت بكفها وسحبتها خلفي.
قالت: الا يوجد احد
قلت: أمي مسافرة
ولما دخلنا غرفة المكتب اخذت
تتفحص عناوين الكتب واشرطة الحاسب؛ كنت اقف بجوارها شارحا ومعلقا، ثم انحرك حولها
ملامسا مؤخرتها ولم يقلقها التصاقي بجسدها ولما جلست خلف المكتب؛ مشعلا جهاز الحاسب
اجلستها في حظني لنتابع الملفات وعناوين الأبحاث المخزنة وانفاسي تلفح عنقها وكفي
الثانية تربض بسكون على فخذها.
خزنت مدونتها واستعرضت بعض
صورها وصور زملائها بالجامعة وانها في السنة النهائية من احد اقسام كلية التجارة،
وهي تعيد عرض الصور طبعت قبلة على عنقها معها رن جرس الباب لما فتحته كان اخيها
دعوته للدخول فأعتذر ولتأتي ومعها أحد الكتب.
ولما عادت امي كنت اختلس بعض
الوقت لتجديد اللقاء بزينب في شقتها، وقت غياب زوجها في متابعته لأعماله خارج
الرياض وقد استغل وظيفته بالجامعة كمحاسب في اعماله الخاصة، شيء فيها يتجدد عند كل
لقاء وعطاؤها يخترق مسامي ومعه اصبحت طوع بنانها، فغدوت وسيط ينفذ مطالبها ويسهل
مشاريع زوجها.
في ليلة طلبت مني دعوتها
للعشاء في مطعم عائلي فاخر حتى تعرفني على احدى صديقاتها، كانت الصديقة احدى
منسوبات الجامعة طالبة ماجستير تنتمي لي بصلة قرابة من عائلة تقيم خارج الرياض،
لفت نظري تقارب الأثنتين وتبادلهم الحديث الهامس ومشاهدة رسائل الهاتف النقال،
اختبرت دوري في اللقاء وأنا انهض من مقعدي بدعوى الذهاب للحمام ان انحنيت على
الضيفة وقبلت عنقها، معه لمحت انفعال الأستاذة.
قلت: وانا اغادر الشقة فاضية
امي سافرت البارح .!
ولما عدت وجدت الترحيب فسلكنا
طريقنا، في الصالة وامام التلفزيون تواصل حديثنا ولاجد الاثنتين وقد التحمتا في
عناق معه تأكد مثيلية الأستاذة ولما انهارتا امسكت بذراع الضيفة ولما وقفت طوقتها
بذراعي وانا ادفها عنوه للحظة لم تستطع مقاومتها مستبيحا تصدعها وانبهار الاستاذة.
لم يعد اسم الفتاة يتسلق
حديثنا للشيء مجهول انسلخ وجودها ن عبثنا، وكلفت بمهمة فحص عقود اعضاء هيئة
التدريس الجدد وبعض تخصصات العمل وقد تقدم البعض بالأستقالة فكان علي السفر
للقاهرة؛ مما لفت ظري زوج الأستاذة ان اخته ترتب ذلك مع مكتب علاقات عامة ومركز
ابحاث تشارك زوجها العميد فيه.
في المطار كانت الأم مع
ابنتها في انتظاري وتابعا اكمال حجز جناح الفندق الذي تم الحجز فيه، بقيت الأبنة
عند قسم الأستقبال وشاركتني الأم المصعد مع الموظف الذي ارشدني للغرفة وعرفت منها
بعض الترتيبات التي علي الاطلاع عليها في العاشرة من صباح الغد.
نبهني من النوم صوت الأبنه
وانها مع سائق مكتب الأبحاث تنتظرني، طلبت منها الصعود لاأدري كيف خرجت الدعوة
وعاتبت نفسي على تسرعي والمء ينهال على جسدي، وانا اكمل ارتداء ملابسي كان الباب
يقرع كانت الأبنة دعوتها للدخول حتى اكمل استعدادي، وعند باب الخروج تمهلت حتى
وقفت بجواري شابكت اصابع كفي بأصابعها ودفعتها الى الجدار وانا امص شفتيها لم
تقاوم حركتي المفاجئة وتذكرت السائق ابتعدت عنها ولمحت ابتسامة صغيرة على وجهها
وفي المصعد كانت كفها تعانق كفي ولم تطلقها حتى ركبنا السيارة.
ونحن مع اثنين من موظفي
المكتب بعد عشاء اقامته لي زوجة العميد كنا نتفحص الملفات والأسماء.
قال حسن: وهو يرفع ملف احدى
المتقدمات ارجوكم قبولها
قلت: من
قال: اخت زميلي وصديقي
قلت: وما علاقتك بها محولا
استفزاز امه واثارته
قال: انا اكره البنات
قلت: واخوها
قلت: واخوها
قال: وهو يتوجس انفعال والدته
التي سلطت نظرها عليه؛ يعني
قالت الأبنه: انا اجدع منه
في تنقلاتي بين السفارة ومكتب
الخدمات العامة ومقابلة بعض المتقدمين في مركز الأبحاث؛ تقاسم الثلاثة الأم
والأبنة والأبن الأدوار بمحاصرتي وتحديد تنقلاتي، حتى جرى تحديد الأسماء المختارة.
وفي ليلة سفر اختفى الجميع لم
اهتم بالأمر وقد رتب الفندق الحجز وتأمين السيارة التي توصلني للمطار، لآجد
الأستاذة منذ عشرة ايام ترقد في احدى غرف العناية الركزة بمستشفى الشميسي، بعد ان
دهمتها سيارة اثناء ترجلها من سيارة زميل في ساعة متأخرة من الليل م سيارة مسرعة
امام باب العمارة.
في اليوم الرابع عشر انتقلت
الى رحمة الله، وجرى دفنها في مقابر الرياض وكان وريثها الوحيد زوجها بعد احضاره
ان لاقرايب لها سواه، زكل ما حصر اثاث الشقة وبعض المراجع وجهاز حاسب بمكتبها والف
ريال عثر عليها في احد ادراج غرفة النوم، ومع مطالب زوجها بالتحقيق ومساعدته لم
يتوصل الجميع لشيء.
وخطر في ذهني اسم طالبة
الماجستير والمحاضرة بقسم اخر في ذات الكلية، دعوتها للعشاء لمعرفة بعض المعلومات
عن المتوفاة فكان العشاء في المطعم الذي تعارفنا فيه، عرفت انها تزوجت ابن خالتها
وأن لديها ابن في الثالثة.
قلت: قد يكون ولدي
قالت: ثمرة زواجي، صحيح
التقينا ذات يوم ولكن انت الأن صديق واخ
قلت: كيف
قالت: وأنا اركض عبر السراديب
عثرت على ذاتي
قلت: كانت تعشق جسدك
قالت: ضاحكه وأول زوج في
حياتي
قلت: هب من خلقك
قالت: لما عرفت انك فأر تجارب
خشيت ان يصلني الور فهربت
ونحن في الطريق حتى اوصلها
للمكان الذي اخذتها منه، سألتني لما لم اتزوج ولا عرفت اسبابي اغرتني بأن عندها
منتناسبني وتتمنى ان اوافق عليها وهي معلمة ارملة لديها ابن لم يتجاو الثانية، وهي
تقهقه بعد فتحها لباب السيارة قالت: لقد تحول رصيد الأستاذة المالي والعلمي كأرث
لي حسب وصيتها واتفاقية بيننا اعتمدها البنك.&
4 - ثقافة
انفلت من بين الأصدقاء المحدقين معه في امتداد البحر،
مقتحما الموج وهو يصرخ: الشمس غرقت سوف انقذها. ولما تأخر في العودة، امتطى
الأصدقاء سياراتهم مغادرين المكان وبقيت سيارته تنتظر عودته.&
5 - افراج
بعد خمس سنوات من الحجز، تم الافراج عنهم منهم المعاق الجسدي ومنهم المعاق
الفكري وجرى توزيعهم عشوائيا في مدن مختلفة، مع انبلاج الضحى اكتشف أنه مع عربته المتحركة
في الشارع، الناس يتحركون والشمس تشكل ظله، تلفت ونهض عرف كيف يمشي، ولما نزل من فوق
الرصيف دهسته سيارة مسرعة.&
24 / 10 / 1434
6 - خديعة
نزح:
وراء قمم الأحلام التي تشاركه مجلسه المنفرد بالمقهى، مع دخان الجراك وهو يحصي
عتبات صعوده ودرجات تدحرجه الى هاوية العمر، وقد اغلق الواقع منافذ الاحساس، لم
يحضر حفل تكريم المتقاعدين من العمل فهو منهم في ادارته الحكومية، همهم: وصديق
عمره يشاركه هذه الليلة الشتائية الصاخبة بالرياح والمطر، مز دخان الجراك: كنت
فراشة جذبها النور الحارق فأحترقت ولما كنست الريح ما تبقى من يباس تناثرت في
الفضاء.&
27 / 11
/ 1434
7 - زهرة
الدفلي
جاء
اتصالها وأنا في مكة المكرمة لمناسبة خاصة، صوتها يرشح الما وهي تجهش بالبكاء
فاحداهن اتصلت بها وأهانتها.
بعد
أنتهاء المناسبة قررت زيارتها لمواستها، لما وصلت الشارع الذي به منزلها أنتظرت في
سيارتي مفكرا، انه اللقاء الأول بعد تواصل صوتي تجاوز عامه الثالث.
توقفت
عربة أجره ترجلت من توهمتها هي وولجت بابا كان موارب، قائد العربة الأسود وقف
بمحاذاتي لوح بكفه مبتسما وأنطلق، تذكرت اني أعرفه ولكن غاب عني أسمه.&
4 / 12 /
1434
8 - يوم
جمعة
هي من
سعت لطلب الطلاق بعد زواج اربعة أعوام، لم تجد فيها الهدوء الذي معها فقدت ظلها،
اذ انه لا يمتلك اطلاقا تلك البهجة المفعمة بالرقة والحنو التي تلتمع في عينيه،
وعادت لغرفتها في منزل والدها في الشهر الخامس تذكرت حبها الأول فأخذت تقف خلف
ستارة نافذة غرفتها ليلا تتأمل الفضاء.
في نهاية
الشهر العاشر لمحته عبر العتمة يخرج من باب المنزل المقبل، قبل ان يمتطي عربته حدق
في النافذة، رصدته كان يأتي كل يوم جمعة بعد أذان المغرب لزيارة اسرته ومع اذان
العشاء يغادر وفي الحالتين يحدق في النافذة، عليها ان تعبر هذا الخوف الساكن في
داخلها من دون أي عون.
تعطرت
وارتدت اجمل ملابسها، اخبرت امها انها مدعوة لمناسبة تقيمها زميلتها في العمل بعد
المغرب، خرجت من الباب لمحها وهو يهم بمغادرة العربة تمشي على الرصيف، شيء فيه
اشتعل حرك العربة ولما حاذاها توقف، لما استقرت في المقعد لم يكن هو، ولما تجاوز
الشارع لم تكن هي، تأملته وشعرت بالم حاد يخترقها.
عبرت لحظة صمت كأنه لم يجد ما يقوله،فجأة وجهه
أشرق وصوته الهامس تدفق مولدا قوة هائلة، معه الأحلام كانت تنسج خيط هبات حميمية
لم تعد تذكر، فوجدت في ذلك شيء من الرضا.&
26 / 11
/ 1434
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق