الخميس، 31 أكتوبر 2013

دليل الأدباء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية



دليل الأدباء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية


أصدر مجلس التعاون لدول الخليج العربية من خلال دار المفردات للنشر والتوزيع بالرياض، الطبعة الثانية من دليل الأدباء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
تاريخ الطبعة الثانية 1434 – 2013 بتصدير الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون قال فيها ( أتقدم بالشكر الجزيل، والثناء العطر لوزارات الثقافة في دول مجلس التعاون، على إسهاماتها في إثراء هذا الدليل والاحتفاء به، وحرصها الشديد على أن تزود الأمانة العامة بكل ما يتطلبه هذا العمل من البحث وتذليل العقبات )
وتحت كلمة ( ولدار المفردات كلمة ) قال الأديب والصديق الناشر عبد الرحيم مطلق الأحمدي ( إن أهمية هذا الدليل لاتهم أبناء دول المجلس وحدهم فلقد تلقينا طلبات كثيرة من إعلاميين ومؤسسات ثقافية عربية وأجنبية لتزويدهم بنسخ من الدليل ليتمكنوا من التوصل مع الأدباء )
دليل الأدباء جاء في ( 662 ) صفحة وجاء ترتيب الدول حسب الأبجدية العربية:
1 – دولة الأمارات العربية المتحدة ( 156 ) أسم
2 – ملكة البحرين ( 92 ) أسم
3 – المملكة العربية السعودية ( 485 ) اسم
4 - سلطنة عمان ( 119 ) أسم
5 – دولة قطر ( 83 ) أسم
6 – دولة الكويت ( 157 ) أسم
شكرا لأمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وشكرا لدار المفردات على هذا الدليل، الذي تجاوز في الطبعة الثانية ملاحظات الطبعة الأولى 1429 – 2008 والطبعة صفر.

ورحم الله الأستاذ الدكتورعوض القوزي عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة وبدمشق، ورحم الله الشاعر حزام العتيبي.&

وضع قانوني . . !

وضع قانوني . . !

مع اهتمامي بموضوع ( قيادة المرأة للسيارة ) وتطرف الداعين لممارسة هذا الحق وشطط المنكرين.

الا يلاحظ الجميع أن لا هناك قانون يمنع ذلك، ولكن هو تدخل من وزارة الداخلية لمساندة فريق يرفض بدون مبرر.

وهو عرف اجتماعي يمكن تجاوزه، احترمه السلك الدبلوماسي حيث لاتقوم أمرأة موظفة بالسفارة، او زوجة دبلوماسي بقيادة سيارتها في الرياض وباقي مدن المملكة.

هذا يدل على احترام القيم الاجتماعية.
وهذا يتغافله من يسيس منظمات حقوق الانسان.

اتمنى مناقشة ذلك بهدوء . .!

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

تاجر خردة يبتز الوطن.!



تاجر خردة يبتز الوطن.!

محمد المنصور الشقحاء
رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، عبد الرحمن عبد الله الزامل ضد تصحيح أوضاع العمال الوافدين وضد السعودة، وعضو مجلس إدارة الغرفة فهد محمد الحمادي كشف إن جميع العملين في مشاريعه متخلفين أو هاربين من الشركات والأشخاص المتعاقدين معهم، وحامل المبخرة في الغرفة صالح الهبدان أيد ما طرح في المؤتمر.

هو مؤتمر صحفي طريف ويحمل كل المفاجآت التي نعرفها، فشركات القطاع الخاص مملوكة من الباطن لعامل أجنبي، يستقطب جماعته وكلما زاد نصيب صاحب الشركة السعودي غض الطرف وتنازل عن ضميره وقيمه.

عبد الرحمن الزامل وفهد الحمادي وصالح الهبدان، مثال للفوضى كما هم مثال للربح ألربوي والمخالف للأنظمة والشريعة الإسلامية،كما هم مثال للتخريب عندما تسعى الحكومة إلى تضميد جراح المواطن.

ما تم طرحه في المؤتمر وخاصة في مجال الإسكان، رهاب خوف توقف مص دم المواطن، ولن يتوقف عبد الرحمن الأمل وفهد الحمادي وصالح الهبدان، عن الصراخ والاستجداء، هذا اليوم أدرك الجميع أن صاحب العمل مجرد أجير عند عامل أجنبي، يستبدله عند الخلاف ويدخله السجن عند المحاسبة.

وزارة الإسكان تقوم بواجبها الوطني، وزارة العمل تقوم بواجبها الوطني، وزارة التجارة تقوم بواجبها الوطني، ودخول وزارة الداخلية لحماية الوطن والمواطن، أعاد بعض الثقة للدولة بأن أنظمتها لم تعد بعض موادها يؤجل تطبيقها، لعيون تاجر.

في المؤتمر الإعلامي الدعائي ( جريدة الشرق – الأربعاء 25 / 12 / 1434 – العدد 696 ) لملتقى الإنشاءات والمشاريع الثاني. قال عبد الرحمن الزامل: السعودة غير ممكنة إلا في حالة واحدة وهي أن تقوم الدولة بدفع راتب السعوديين في القطاع الخاص.


تصريحه هذا أو ( فضيحته ) تدل أنه يأخذ راتب من شركته التي يملكها من الباطن عامل أجنبي.& 

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

قصص قصيرة ( 5 )



قصص قصيرة ( 5 )
محمد المنصور الشقحاء


1 - السائق

     لم أصل إلى النتيجة المتوقعة، كان ملف القضية مليء بالغريب من الأحداث والحالات التي لا يعرف سبب حدوثها، أوراق ممزقة وأدراج مكاتب تم العبث بمحتوياتها، وكلمات عابثة تكتب على الجدران بالفحم الذي تناثرت بقاياه في ممرات المبنى؛ تركته على طاولة بصالة الجلوس، وقد أرهقني التفكير وتسلط علي النعاس فنمت.
    نبهني جرس الهاتف، كان السائق الذي استأجر يستعجل خروجي، بعد اعتذاري همس بكلمات لم افهمها، وأنا أترجل أمام باب الإدارة قال ( ماما آنت تعبان لازم يستريح ) لم أرد ولوحت له بكفي ودخلت مكتبي، وجاءت مع ضجيجها وسوالفها التي اعتدتها هجرها لزوجها ومراقبة جارها المقابل لتحركها، واكتشافها لحمل خادمتها؛ ثم ذكرتني بموعد اللقاء الشهري.
    وأنا في هذه المعركة مع نفسي المأزومة بشيء اجهله وهمومي الأسرية ومشاكل العمل،التي لاحظها السائق واخذ يتحدث مسريا عني، ومعها شعرت بقربه أكثر مما دفعني ذات يوم في العاشرة صباحا، وقد عدت للدار أن لا اعترض على دخوله، احضر كأس ماء من البرادة المنتصبة في المطبخ؛ ووقف أمامي وأنا اجلس على احد مقاعد الصالة حتى أتجرعه.
قال: آنت مرهق كثير
قلت: نعم مشاكل
    وقف خلفي واخذ يدلك كتفي ويضغط مؤخرة رقبتي، ويتحسس بأطراف أصابعه فقرات ظهري العلوية، باحثا عن الألم الذي استوطن بدني وسرق مني حياتي، ولما مسد شعر رأسي شعرت بالخدر؛ فتنهدت باحثة عن الخلاص.


    توقف وحملني رائحته تزكم انفي وسكينة غريبة فرضت نفسها علي، مددني في الفراش وأخذت أنامله تجس جسدي، وشوط برق يسري في مفاصلي وينساب عنوة إلى شعيرات دماغي، معه انبثق نور غير محتمل فأغمضت عيني.
    كان يتمتم ليصطاد الطائر المقدس وأنا مشغولة بذاتي انتظر بشغف المجهول، شعرت بثقله فوق صدري عيناي مفتحتان وحواسي سكرا بنشوة لم اعتادها، ظلام يخيم فوقي وفي كل مكان وفي هذه اللحظة الغائبة كنت أحلق في غابة سكنت أغصانها وتوسد الندى أوراقها؛ كان مغمض العينيين يسبح كما سمكة في بحر لجي، كنت البحر الذي زاد صخبه ليسكن بسبب الارتواء؛ مع ارتفاع صوت مؤذن مسجد بالحي لصلات الظهر.
   تلفت حولي كان يقف بباب الغرفة نشر ذراعيه وحلق في الهواء كعقاب، بقيت في الفراش اردد فزعة ( احرسني يا خالقي أيها السرمدي، أحفظني يا الهي الحبيب )  وقد لبسني ثوبا من اللهب أتذكر معه ما حدث، لم استوعب استسلامي كانت رائحته حولي، والماء ينهمر على جسدي الملطخ ببقع حمراء وأثار أصابع عزفت نغمات إيقاعها مطر ونثرت أشعة غيمة حمراء وعميقة في داخلي، كسبت معها روحي بهاء التحول.
   عدت منتشية جسديا مرهقة فكريا، فجلست على احد كراسي طاولة الأكل بالمطبخ والجوع يلسعني تجرعت كوب ماء، فتحت باب الثلاجة كل شيء بارد، ليدق جرس الباب اتجهت إليه وقد أحكمت لف بدني بثوب الحمام، كان السائق يحمل آكلا ساخنا؛ احضره من المطعم الذي اعتدت مشويا ته في المناسبات وهمهم بكلمات لم افهمها ورحل.
   من تصرفه شعرت انه نسي حرقه لجسدي، والغابة المطيرة التي أخذني إليها، فركضت حافية القدمين وتسلقت قمم أشجارها العالية، أخذت أفكر فيه بوجد ولم أقاوم رغبة تعاظم لهبها في داخلي، فقررت شرح ما حدث لزميلة اشعر بقربها وقبل أن أغوص، رن هاتفها النقال تكلمت بصوت خافت، ثم التفتت نحوي وهدتني قبلة طائره وأمام اندهاشي همست في أذني ( بكره تعرفين ) ونسيت الأمر.
    جاء انتدابي معها لزيارة موقعا يتبع الإدارة التي اعمل بها، خارج مدينة الرياض بما يزيد على مائة كيلومتر، بسبب الملف الذي يحمل إحداث غريبة وكنت ادرسه منذ شهر يتحدى خبرتي العملية وفكري الإداري، تعثر إيجاد سائق رسمي فلم أجد سوى السائق الذي رحب بخدمتي وبالمقابل المادي الذي اعتمدته الإدارة مع جزء من تكاليف انتدابي، وأصابع كف زميلتي تتخلل أصابعي.
قالت: لن أعود معك


قلت: لماذا
قالت: هنا أقارب
   لم اطرح أي سؤال فقد كانت مجدولة برنامجها في الحادية عشر طلبت السماح، وفي الثانية بعد الظهر كنت في طريق العودة لنقف عند محطة نزود السيارة بالوقود؛ وليواجه تلفتي إعلان بخدمات الموقع ( موتيل ) للمسافرين، كان السائق وهو يحاسب عامل الخدمة مركزا نظره علي تبسمت، ولما تحرك لف داخل سور الاستراحة ووقف أمام صف من الأبواب في الدور الأول ترجل وفتح باب السيارة مد كفه يساعدني على الوقوف، شيء سرى في أناملي شعرت بأثره؛ واتجهنا إلى احد الأبواب صعد الدرج وفتحه.
   كانت غرفة فندق وجدت صورتنا في المرآة المنصوبة في الجدار المقابل، تركني واختفى كنت اجلس على طرف سرير متوسط الحجم، أتأمل الفضاء الممتد أمامي وأراقب تحرك أغصان أشجار الأثل، منصته لمواء القطط ونباح الكلاب؛ وتغريد العصافير مع تقاطع أبواق السيارات وفحيحها.
  ثم عاد أغلق الباب وجلس بجواري، رائحته التي أدمنتها تشعل النار في داخلي ومعها اخذ جلدي ينز عرقا، لم أقاوم الوقوع في الهاوية التي فتح المكان فوهتها، ليأخذني المستحيل نحو المطلق وميناء السكون.
  في الخامسة مساء ونحن نحاذي محطة البنزين مواصلين مسير العودة، وجدت زميلتي تقف عند طاوله تتناثر عليها مجسمات وهدايا ودمى تذكارية، عرفت أنها لمحتني وهي تركز نظرها على سيارتي لما وصلت الدار مع أذان العشاء، دخلت الحمام وتدفق شلال الماء على جسدي، ولما تمددت في الفراش كانت رائحة السائق تعطر الغرفة، وكنت كما كأس خمر امتلاء بعد نضوب طويل.
  الظلام يعم الطريق أتلمس خطاي، دليلي بصيص ضوء خافت يلوح على مبعدة، أنفاس تشاركني المسير بسكينة؛ كنت كمن أغوص في أعماق غابة، الضوء يقترب وفي محيط الدائرة المشعة غمرتني الهمهمة تذكرت السائق، ذات الوجه ذات القميص الأبيض والبنطلون الجينز وذات الرائحة أتجاوز الأول والثاني والثالث والمائة حجم واحد وتقاسيم واحده ورائحة واحدة وهمهمة واحده بكلماتها الغائمة.
نبهني جرس الهاتف من غفوتي، وأعادني للواقع الذي نسيت معه التعب والقلق والإرهاق، كانت صديقتي رفيقة المهمة الرسمية.
قالت: كم كان يومي رائعا
قلت: افتقدتك وعليك توقيع المحضر الذي أعددناه

  تذكرتها كانت في المحطة التي مررت بها، وقفز الفزع الساكن في أعماقي كانت السيارة الواقفة بجوارها ذات السيارة التي اركب، ومن كان يجلس خلف المقود، نسخة أخرى من السائق الذي يرافقني استعدت الحلم وانبثق التشابه، أشعلت ضوء الغرفة وبقية لمبات الدار، دخلت المطبخ وأنا أحوقل تجرعت كأس ماء وبلعت حبتي مسكن.
  وأنا في طريقي للمكتب أخذت أحدق فيما حولي، بين سيارة وأخرى سيارة تشبه سيارتي وسائق يحمل تقاسيم وجه سائقي،وأنا اجتاز الطريق متجهة لباب إدارتي وجدت سائقين في عدد من السيارات التي تشبه سيارتي تقف أمام الباب ويترجل منها بعض الموظفات والمراجعات، لما دخلت المكتب وجدتها، طوقتني بذراعيها وزرعت قبله طويلة على عنقي.
قالت: هو جارنا خدين عمر يعشق رائحتي
قلت متعجبة: . . . رائحتك
قالت: وقطع استمتاعنا إدخال والدته المريضة المستشفى
  غادرت المكتب بعد قيامها بالتوقيع على المحضر، حولت الأوراق لقسم المتابعة وطلبت من المراسلة السمراء التي أحضرت كوب الشاي الأخضر توصيله، ثوب المراسلة الناعم الملمس بخطوطه النارية لفت نظري، ومعه ركزت على مؤخرتها المكتنزة، شعرت برغبة ملامستها ناديتها، اقتربت من المكتب وسحبت الملف من يدها وأخذت اقلب أوراقه.
قلت: ما اسم هذا النوع من القماش
  كانت كفي وأصابعي تختبر سماكته، اقتربت أكثر فوصلت كفي لمؤخرتها كانت امرأة ناضجة رفعت ذراعيها ومدت أصابعها توثب جسدها بخفة صبيانية كشجرة زاهية، افتر ثغرها عن ابتسامة حميمة.
قالت: ( وأنفاسها ورائحتها تملا أعماقي ) متوفر بالمشغل الذي تملكه أختي
  لجم صوتها الرخيم لساني وحبس إحساس داخلي تدفقي، كنت في هذه اللحظة أنثى كانت تبحث عن حاجة فلما ظفرت بها أضاعتها، أخذت الملف من فوق المكتب، وهي تختفي شعرت أن فيها شيء خفي وفظيع، معه نسيت الوقت ليطل الحارس وقد فاجأه وجودي بالمكتب، لم أصرخ محتجة فلملمت أوراقي وغادرت المبنى، تلفت حولي لم أجد سيارتي ولم جد السائق.&

23 / 3 / 1434





2 - السحاب يبسط ذراعيه

دخل المستشفى ومع تكرار الفحوصات والتحاليل قرر الطبيب التدخل الجراحي فحالته خطرة وتستدعي ذلك، فكان علي التبرع بالدم كما هي العادة عند إجراء العمليات الجراحية من الأقارب والأصدقاء.
بعد إكمال اخذ الدم  دخلت العيادة لعمل فحوصات عامه فموعد الزيارة طويل وعنده زوار تقلقني مقابلتهم، لتقول لي الطبيبة: مبروك آنت حامل في الشهر الثاني، الأمر كان مفاجأة ولم ارتب له وعلاقتنا التي اكتمل عامها السادس عمليا؛ وتقارب روحي منذ ثلاث سنوات لم يكن في جدولها هذه الحالة الخوف غدا ينبض في جسدي بدلا من قلبي المد نف  مما أزعجني.
هو تجاوز الخمسين رجل أعمال ناجح في بداية حياته تفرغ لرعاية والدته وشقيقاته الأربع بعد وفاة والده؛  شقيقاته تزوجن الواحدة تلو الأخرى وغادرن لمدن أخرى، وبقي يتابع حال والدته خالة أمي، ومع نجاحه التجاري نسي أن يتزوج وكان تخصصي الجامعي في الحاسب فرصة عمل إضافي في شركته مع عملي كمعلمة.
والدته المقعدة ادخلها مركز اجتماعي للمسنين بسبب سفرياته، ووالدي بعد سجنه لمدة عام وفصله من عمله في قضية رأي عام، طلق أمي ورحل إلى لندن وخلى منزلنا من حراك الأقارب وشغلناه بسائقين الأول لمطالب والدتي والمنزل والثاني لمشاويري وتجوالي، وثلاث عاملات منزل من شرق أسيا.
ولما شعرت أن لا احد عنده دخلت متوترة باقات الورد تحيط به وممرضة أجنبية خاصة تساعده على تصحيح وضع السرير، أخذت منها أقراص العلاج وكأس الماء تطلع في مبتسما وبعد حديث متقطع قلت: أنا حامل. . أغمض عينيه وارتعشت شفتاه. . قلت: حبي أنت قرين الروح وزوجي أمام الله وهذا يكفي؛ فتح عينيه واخذ كفي طوقها بكفيه وران الصمت الذي معه جاءت الممرضة لأخذه لعمل أشعة جديدة.
في التاسعة ليلا عدت للمنزل كانت والدتي تتابع حلقة من مسلسل في التلفزيون، وأطلت إحدى العاملات تخبرنا إن العشاء على الطاولة، تريثنا حتى انتهت الحلقة طوقتني أمي بذراعيها ودخلنا المطبخ حيث طاولة الأكل. وقبل جلوسنا قالت: عمتك خطبتك لابنها ولم تعلق كما هي عادتها عندما تأتي سيرة عائلة والدي أو تكمل طارحة رأيها الذي اعرف انه محرج.
في اليوم الثالث على اكتشاف الحمل وبعد اتصاله دخلت المستشفى في العاشرة صباحا كان في الغرفة محامي الشركة الذي يعرفني وأخر؛ ساعده المحامي على الجلوس وقال: هذه فضيلة الشيخ. . قال الشيخ: هل معك هويتك الوطنية . .أخرجتها من محفظة اليد تأملها ثم قال: حقا والدك غائب. هززت رأسي فواصل وهو يشير إليه هل تقبلينه زوجا.
خرج الشيخ ومعه المحامي طيلة الاجتماع لم انبس بكلمة، كنت عند الشيخ وكيلة نفسي وعند الوصاية الشرعية هو وكيلي وكان المحامي الشرعي شاهد أول وطبيب المستشفى المشرف على حالته الصحية الشاهد الثاني، والظلام يخيم على الكون قال: فعلا أنت حبيبتي وزوجتي أمام الله وخوفا من نتائج العملية الجراحية ها أنت زوجتي أمام الناس.
أكمل شهرين في سريره الطبي وقرر الأطباء ترحيله لمستشفى متخصص في أمريكا وهناك لفظ أنفاسه، وعرفت وقد توزعت أسرته التي لم تعرف بزواجه ارثه، انه عمل حساب بنكي باسمي رصد فيه نصف مكافأتي لقاء عملي الإضافي ومبالغ أخرى هي نصيبي كما قال المحامي من أرباح عمله التجاري في بعض عقود المشاريع الحكومية والخاصة التي كنت أدون إحداثياتها وشقة في عمارة سكنية بشمال الرياض.
ولما لحظت أمي انتفاخ بطني حاصرتني بأسئلتها، فبسطة لها قصتي أخذت تبكي بصوت مرتفع وعصبية لم اعتادها منها وهي توبخني على فعلتي، وقاطعتني منكرة أمومتها وقرابته لنا؛ ولولا خوفها من القادم لطردتني من المنزل؛ وعند ولادتي كانت هي من اختار اسم ابني.&
18 / 4 / 1433









3 - عاطفة

بغباء شديد. جاء انتظاري وفق هواه، فلما عدت للدار ممزقة شعرت أني فقدت ذاتي، وعلي إعادة صياغة مسلمات قادتني عنوة، لتأتي أختي والكون لايسعها لتخبرني أنه جاء ووجدت فيه كل المتع التي لم تنعم بها في حياتها، فلم أجد غير الحسرة عزاء لقلبي. &
28 / 9 / 1432



4 - العتبه

انقبض قلبها بعد سلب الأوهام الفاتنة شخصيتها، فعبرت عينيها سحابة حزن، تعرف كيف تسكن غضبه، في حين أنها بتهربها تثير غيضه؛ مع إدراكها كعتبه سيعثر عليها متجاوزا أزمة النقص التي خلقها انكساره.&

16 / 4 / 1434





5 - الفضول يغير المعالم

والحفل يعلن ختام برنامجه جاء جلوسي لشرب فنجان من القهوة المرة سكبه نادل يرتدي ملابس تراثية ملونة على طاولة بعيده، من خلالها انقل بصري بحرية في زوايا المكان، لتأتي وتجلس بجواري تبادلنا حديث تقطع وتعليق على فقرات الحفل ليرن جرس هاتفها النقال، عرفت إنها كانت تنتظر وقال المتحدث شيء معه تركزت نظراتها علي وهي تردد لا أدري لا أدري ثم تلحقها بقولها تعال جس النبض.
وأقبل كان زميل في المؤسسة الصحفية التي أتعاون معها، مد كفه مرحبا وهو يردد: أخيرا أخيرا ليذكرني انه سعى كثيرا لكسب ودي إنما لم يحالفه الحظ؛ ثم تركنا لتقول: أنها مدعوة لحضور لقاء خاص مع صديقة تأخرت في الحضور، كل ما شعرت به كان فضولا موضوعيا وعنيفا؛ وأنها تتمنى علي مشاركتها اللقاء وكفها تضغط على كفي الرابضة على الطاولة.
كانت منفعلة إلى حد ملائكي وهي تقربني من أجواء المناسبة، كنت اعتقد إنها سوف تتحفظ وهي تقرب لذهني إمضاء وقت عصي التفاصيل وأحمق، ابتسمنا لبعض بتواطؤ عذب وقلت: إن الوقت الذي أمضيه برفقتك من أجمل ساعات حياتي؛ فقالت: وهم. . . المهم موافقة.
ليس من المستغرب أن يكون السعي إلى تحقيق معجزة، فاتحة طرق أمام لحظة انبثاق جديدة تولد الحرارة التي معها يتشكل البدء برؤية مغايرة. تمنحني الثقة بالذات وأنها محاولة اعتدتها تبدو لي في هذه اللحظة بالغة الشفافية فيها أراجع نفسي ولا اغرق في تعاستي.
وجاء بعد اتصالها كانت الساعة العاشرة ليلا، نجلس في المقعد الخلفي من سيارة بيضاء وأخرجت من حقيبة يدها مظروفا مخطط غير مغلق، فتحته كانت بداخله عشر ورقات نقدية من فئة الخمسمائة ريال عزلت خمس وناولتني ضمت أصابعي عليها وهي تهمس: مكافأة المشاركة التي سعدت بها؛ لأعرف البدايات ومما تولد وهل هناك رحم للأوجاع.
فتح الباب ورحب بنا رجل في منتصف العمر سرنا خلفه لنجد أخر يجلس وشاشة التلفزيون تبث فلما أجنبي نهض لمدخلنا ومد كفه قال مستقبلنا: السيد عباس وأنا عادل وخالد وسعيد في الطريق وبعد جلوسنا قالت مرافقتي: أنا زينب وهذه صديقتي فاطمة، كنت كما هرة تنتظر كف مربيتها حتى لا تنفر من ضيف حل.
بعد حديث متقطع ومشهد أكثر حميمي يشكله أبطال الفيلم الذي تبثه قناة تلفزيونية مشفرة قام عباس ووقف قبالة زينب التي رمقتني مبتسمة ثم اختفت، عادل اقترب مني شيء فيه دفعني إلى تصنع البراءة التي تمنحني بعضا من الثقة بالذات، قال: الوقت يمضي ونهض وضع كفه على كتفي فقمت طوقني بيده اليمنى وسرنا متجاورين.
بينما نحن نقضم ما تبقى من فطيرة التوت، تردد حديث بين الجدران همس في أذني: هاه لقد وصلا، تركني في العتمة وأبقى باب الغرفة مواربا ليتسلل منه خيطا من النور معه اندس بجواري وهو يردد: تأخرنا بسبب زحمة السير، ولم يمنحني الرد ومشاركته الحديث والتعرف عليه كل ما فيه يتدفق عرقه ولعابه وهمهمته؛ زرع في الرعب وفجر في أرضي منابع جديدة اكتشفها، وارتفع نداء. وكما جاء في العتمة غادر الغرفة؛ ولفت نظري لمعان خاتمه وهو يتكئ على الباب الموارب منتعلا جزمته؛ ليفصلني عن الجزء الشاذ الذي دخلت فيه.
الصياد والطريدة كنت الصياد وإذا بي الطريدة؛ أربعة رجال وامرأتين ترى هل عاشرت زينب الثاني أم اكتفت بالأول، أنا اعرف ماهو بداخلي إنما هناك جانب نفعي واضح يسيطر على اللحظة معه أقوم بترتيب الأشياء التي ارغب في ا لحصول عليها وفق رغبات معتقد خلقت مبرراته، التفتت زينب نحوي وهي تؤشر على ساعة معصمها مذكرة بالوقت قلت وأنا ازرع ابتسامة انتصار على وجهي: بقي اثنان قالت: نعم قلت: اثنان عرفت إنها لم تفهم. رن هاتف عادل وأعلن انه مغادر لارتباطه برحلة عمل. اقترب مني وزرع قبله على جبيني رافقه عباس للباب.
صاحب الخاتم امسك بكف زينب وسحبها خلفه التفتت نحوي مرتبكة، الرابع لم يتفوه بكلمة حتى جاء عباس حدقت في الاثنين التقت نظراتي بنظرات عباس ابتسم ونهض لحقت به أخوض في أوحال المستنقع واخذ ينصب العلامات في مساحات جسدي الفسيحة وهو يطفئ الشعلة التي أحدثتها ذاكرة تربط بين رائحة الزهرة والمكافأة.
 جاء من يطلبه؛ ترك الباب مفتوحا ليتقدم الرابع. النور يعم الغرفة تلفت حوله وأغلق الباب قفز في الماء وسبح في اليم واخذ يطفئ ما تبقى من النار ورش حولي الماء البارد.
لا يمكنني أن أخبرك قالت زينب: وهي تقبع في الكرسي المحاذي لمكتبي في الإدارة التي اعمل بها وقد حصلت بعد جهد على رخصة فتح محل تجاري لبيع الملابس الجاهزة وأدوات الزينة النسائية في سوق تجارية جديدة؛ قلت: هل معك شريك يمكنني مساعدتك. ردت رأسها إلى الخلف ورتبت شعر رأسها بأطراف أصابعها وقالت: تحررت من ذاك الوجود الغريب والأليم الذي يقتحم حياتي ونهضت؛ غادرت مقعدي وسرت بجوارها وقد أعيتني الصور لمعرفة هذا التواصل غير المفهوم بيننا قالت: نحن نستطيع رؤية الأشياء وتذوقها فقلت:ونتشابه في كل شيء.&
3 / 11 / 1432




6 - الفناء

    بعد تجوال بين المحلات التجارية بحثا عن حاجتي من المشتريات، جلست فوق مقعد في فضاء السوق التجاري أراقب المارة من المتسوقين، صابه الانتباه للأشباح المتحركة في المجال البصري منقبة عن معرفة صادقة ابحث عنها للوصول إلى اليقين، جاء نادل المقهى هززت رأسي موافقة على شيء لم استبينه.
وأنا ارشف بقايا فنجان القهوة جلس في المقعد المحاذي لمقعدي، تلفت حوله ثم تشاغل بهاتفه النقال.
قال: هل يضايقك جلوسي
قلت: أبدا
قال: هل تنتظرين احد
قلـت: لا
عندها قام وحمل اللفافة التي تضم مشترياتي، تريثت قليلا ثم نهضت غادرنا السوق عربته في المواقف، ولما جلست في المقعد بجواره التفت نحوي وقبلني شعت ابتسامة دفء في أطرافي وأن رأسي فارغا وثقيلا فقد قوة الإحساس بالأشياء التي تخلق الفعل المضاد.
غادرنا المكان وعبر زمن وأمكنة لم أتمكن من رصدها توقف لينفرج باب كراج سيارة آليا، دس ذراعه تحت إبطي إنها لحظات الشغف، باب المدخل لم يكن مغلقا ضوء خافت يشي الممر وصالة بمقاعد وفرش وثير تهمس بموسيقى هادئة، جلست وجلس إلى جانبي تبلل السكون ليكشف عن مدى التناقض المصحوب بالتردي والسقوط؛ وقلق الذات لتحريرها من ركام ذكريات كريهة.
وانفرج باب جانبي فأطل من لم يلفته وجودنا وقد طوق بذراعه فتى ناصع البياض، جلس الاثنان في المقعد المقابل متجاورين، أحسست بنفسي أغوص في أعماق غابة بغاية الراحة حتى اقتنص اللحظة الهاربة بسبب سلسلة من الهموم المادية والمعنوية؛ تلفت حولي قام مرافقي واخذ كفي.
رن جرس الباب كان مندوب مطعم حضر العشاء، رتب الفتى والأخر طاولة الأكل وارتفع صوت يعلن الانتهاء لففت جسدي بغطاء ثقيل، كراسي الطاولة ثمانية ونحن أربعة تبادلنا حديث متقطع وتطلعت في ساعتي.
دخن مرافقي  سيجارته التي أخرجها من العلبة القابعة على الطاولة، سحبت العلبة وأخذت سيجارة تناولها وأشعلها ومج دخانها ثم أعادها، الفتى يرتدي سروال نسائي شفاف ويغطي جسده برنوس حمام قصير لفت نظري بياضه واكتنازه.
نهض مرافقي وغادر غرفة الطعام التقت نظراتي بالأخر، تبسم ووقف بلا حراك كان لائقا في صمته، اللامبالاة تجاوزتني نهضت من مقعدي وأنا أدس بقايا السيجارة في الطفاية لما حاذيته أغمضت عيناي تصورت أني أجد فيه الخلاص أمطرني بالقبلات والملامسات التي جاء معها الاستسلام.
فتح الفتي باب الغرفة لم يهتم بوجودنا وأتجه إلى دولاب الملابس العتمة واللون الأحمر اخترق أحاسيسي؛ كان مثل أفعى صغيرة تحولت إلى شبح فتهاويت بلا حياة، غادرت الفراش وأمسكت به دفعته إلى أريكة في الغرفة طوقته بذراعي أخذت اقبله وامرر أناملي على جسده.
في الواحدة صباحا كنت ادخل الدار لم يهتم كما هي العادة بتأخري فقد اعتاد الجميع ذالك؛ في الفراش استسلمت لخدر لذيذ وعذوبة وإحساس بالأمان معه نمت عميقا ليجتاحني حلما يشع نورا باهر، لمحت فيه الأخر يتمايل فرحا في حديقة من الزهور يدعوني لمشاركته الركض. &&
20 / 1 / 1432






7 - القدرة على السيطرة

 جلس بجواري اعرفه تصرفاته تزرع القلق، بعد العشاء رافقته وفي الطريق عرفت إن زوجته مسافرة، في العاشرة فُتح باب الغرفة تحمل براد الشاي، جلست مبتسمة أدخلت كفها في شعر رأسها.
قالت: صادك

تعبير رقيق ينبعث من عينيها وشفتيها الشاحبتين؛ وأنا في سيارة الأجرة  ناولني السائق مظروفا  فتحته بداخله ورقة خمسمائة ريال، وليأتي صوته يعاتبني على المغادرة إذ كان يأمل أن نتناول الغداء في احد المطاعم.&

تحت قبة مجلس الشورى عضو فاسد.!



تحت قبة مجلس الشورى عضو فاسد.!

محمد المنصور الشقحاء

نعم كشفت مناقشة الاسكان الأمن للمواطن ( جريدة الجزيرة – الثلاثاء 24 / 12 / 1434 – العدد 15006 ) ان تحت قبة مجلس الشورى عضو فاسد.

عضو مجلس الشورى خالد العقيل وعضو مجلس الشورى صالح العفالق، تحولا من عضو شورى يحدث انظمة الدولة ويدافع عن حقوق المواطن، الى مندوب مبيعات للقطاع الخاص أثناء نقاش المجلس؛ اعمال وزارة الاسكان وصندوق التنمية العقاري.

وزارة الاسكان تسعى الى تأمين مسكن مجاني للمواطن، واذا تعثر مشروعها تجد السند في صندوق التنمية العقاري، من خلال الدولة كواجب وطني المساهم في تذليل العقبات التي تواجه المواطن في تملك مسكن الأسرة.

ولم يتوقف عضوي المجلس من المناداة باشراك شركات ومؤسسات القطاع الخاص بمجال العقار، في التسهيلات الحكومية المقدمة للمواطن، حتى تأخذ نصيبها، كي لاتفقد دورها التجاري الذي معه اصبح شراء الأرض حلم وتملك المسكن الأمن مسنحيل.

ولم يتفرد عضوي المجلس خالد العقيل وصالح العفالق بمشروع التحفيز، اذ ركض في المساندة كحملة مباخر عضو المجلس سعدون السعدون وعضو المجلس سالم القحطاني بوهم الاستفادة من التقنيات الحديثة، وكأن هذه التقنيات لاتستطيع وزارة الآسكان توظيفها وهي القادرة على ذلك.

وهل يدرك الأعضاء الأربعة الكرام، ان تحفيز القطاع العقاري الخاص يأتي من البنوك، أما وزارة الاسكان لتحقيق مشروعها، تحتاج الى ثبات موقف الملك الذي استحدث الوزارة واحترام الوزارات لتطلعات خادم الحرمين الشريفين الداعم بصدق للوزارة الخدمية والتي لها علاقة مباشرة بحاجات المواطن.

الأعضاء الأربعة النجباء ( مع رجاء ان التقرير الصحفي شوه صورة المداولة ) خالد العقيل وصالح العفالق وسعدون السعدون وسالم القحطاني، بدلا من اقتراح المزيد من الأفكار الداعمة لمشروع وزارة الاسكان وتحفيزها على العمل وتسريع الانجاز.


بغباء تحولا في الجلسة الى ناطق بأسم تاجر عقار لمص المتبقي من دم المواطن بعد ان هدر كرامته، يدعون لدمج اهداف وزارة الاسكان الانساني وهي حكومية، لدعم مطالب تاجر يخشى فقد المركب الذي افقده وطنيته وانسانيته. وبالله المستعان.& 

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

يا جماعة: معرض الكتاب سوق تجاري . .!





يا جماعة: معرض الكتاب سوق تجاري . .!

محمد المنصور الشقحاء

اليوم في جريدة الحياة ( الأثنين 28 / 10 / 2013 العدد 18469 ) وتحت عنوان لافت أختاره بعناية محرر المادة الأستاذ احمد عيد الفتاح ( مثقفون: ثقافة المملكة في الخارج صور وأعلام وتمر وقهوة ) ثم عنوان خافت ( قالوا:ان الوزارة ليست مؤهلة لتقديم المنجز الأدبي والثقافي . . والحل في مجلس أعلى ).

قبل أيام شارك الأديب عبد الحفيظ الشمري في معرض بكين للكتاب، وقبل أيام أيضا شارك الأديب عبد العزيز الصقعبي والأديب يوسف المحيميد في معرض فرانكفورت للكتاب، من خلال دعوة وزارة التعليم العالي المشاركة في هذه المعارض باسم القطاع الحكومي.

من شارك في المحور بعيد بمسافة ألف كيلو متر طولي عن الموضوع، بل ان اجاباتهم كانت ذاتية ولا تحمل أعماق القضية، كما طرحها المحرر، اعتمادا على تغريده ملتبسة ( لأحدهم ) في تويتر.

معرض الكتاب سوق تجاري متنقل لتسويق المنتج، وهذا نجده في الأخبار السابقة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، ونشرات المعرض خلال أيامه.

المنجز الأدبي والفكري السعودي نراه اليوم أكثر حضورا، من خلال دور النشر العربية والأجنبية، في معرض الرياض وغيره من المعارض، بسبب كثافة النشر الخاص وشراكة الأندية الأدبية مع دور نشر عربية، وجناح وزارة التعليم العالي اعلامي يقدم منجز الجهات الرسمية اليوم لسنا بحاجة اليه.
انما اين دور النشر السعودية من معرض الكتاب في العالم، الناشر السعودي كفرد وكجمعية نجده سلبي، وهذا واضح من خلال معرض الكتاب الدولي بتونس.

نحن كأدباء ضحية دور نشر لا تعرف كيف تسوق منتجها، دور نشر لا تسعى للمشاركة خارجيا حتى عن طريق وكيل يبرز الكتاب الصادر عنها في جناحه.

من شارك في المحور يرد بسذاجة كما ( الببغاء ) وزارة التعليم العالي غير مؤهلة، بينما هي المؤسس الحقيقي لمعرض الرياض الدولي للكتاب، كما يرى البعض وفي ( جهل مفرط ) الحاجة ل ( مجلس أعلى ) فاعل، وكل الأقوال تتكئ على الدور الحكومي.

بينما معرض الكتاب سوق تجاري ينطلق، من خلال مشاركات دور نشر اهلية تسعى لترويح منتجها، وغياب الناشر السعودي لاتسأل عنه وزارة التعليم العالي، انما تحاسب جمعية الناشرين من خلال وزارة الثقافة والاعلام ووزارة التجارة، اعرف ان الناشر السعودي وجمعية الناشرين السعوديين، لم يكن في برنامجهم المشاركة، فهم منافس خاسر.&


الأحد، 27 أكتوبر 2013

قصص قصيرة ( 4 )




قصص قصيرة ( 4 )
محمد المنصور الشقحاء


1 - أصل الحكاية

جاء الحديث غريبا فأنا من يتحدثون عنه كنادرة مما يقع في قصر الأمير، فعلا كنت من ضمن طاقم الحراسات للشرطة العسكرية، وفي السابعة مساء توقفت سيارة أمام حاجز بوابة الدخول
لا أعرفها ولا أعرف قائدها وإذا به بلهجة أهل الشام ينعتني بالحمار ويطلب مني السماح له بالدخول، توقفت أناقشه في لفظه فواصل إن خي الم . . . ينتظره، عندها فتحت باب السيارة ولكمته على صدره ورفسته بقدمي ولما تخلص مني ركب سيارته ورجع من حيث أتى، بعد ثلاثة أيام أفادني قائد الموقع إن الأمير طلبني فدخلت ناسيا الأمر وهناك كان الرجل الذي ضربته يقف بجوار الأمير شعرت بالتوتر الذي لم يتقبل صراخ الأمير وصفعه المتكرر على وجهي كنت أقف كما عامود من الأسمنت تدخل مرافقي وسحبني، ومع الفجر كنت اركب سيارتي الخاصة مغادرا الرياض متجها إلى بلدتي في جبال عسير، نسيت الأمر وعملت سائق سيارة أجرة ومشرف عمال في شركة تجارية يملكها احد أقاربي، وفي العام الثالث كانت الشركة هي الراعي الرسمي لحفل ضمن نشاط مدينة أبها في الصيف وكان تكليفي بقيادة سيارة احد الضيوف من الفندق لمقر الحفل وإعادته، وأنا انتظر في استقبال الفندق دوري إذا بمرافقي الأمير الذي أهان كرامتي أمام الغريب ولم يحترم الزى العسكري ترددت في التحرك إنما شعرت بالمسئولية فلم اهتم بغيضي وتوتري وتتبعت التعليمات وسرت في الموكب، وفي العودة عرفت ان الأمير وهو يحدق في تذكر شيء كانت هواجس لم تطفح على السطح إنما لمحته يهمس في إذن مرافقه الخاص والأمير يركز نظره علي، في اليوم التالي كان علي إيصال الأمير للمطار قبل الموعد بساعة اتفقت مع المشرف على البث الصوتي والصورة في غرف الفندق بث شريط فديو أحضرته يحمل مشهد عشر دقائق يوثق حادثة بوابة قصر الأمير كان العامل البنغالي متردد فرشوته فغامر وبث الشريط اعرف إن الأمير الآن يجلس في جناحه مع مرافقه الخاص لتناول فنجان القهوة والاستعداد للسفر، تأخر نزوله وأنا استعدت الشريط والعامل البنغالي اختفى من غرفة البث شعرت إن هناك حركة متصاعدة داخل الفندق، هبط الأمير ومرافقه ومعه بعض موظفي الفندق ورجال الأمن حدق في شعرت أن ذاكرته تحسنت وفي الطريق للمطار ران الصمت، ولما ترجل المرافق الخاص وقمت بفتح الباب.
قال الأمير: هو أنت
قلت : نعم
وناولت المرافق مظروف بداخله نسخة من الشريط تناوله مندهشا، وقد هز الأمير رأسه موافقا على استلامه، كانت الثامنة مساء وفي أخبار العاشرة ليلا عرفت إن الأمير وصل الرياض وفي أخبار السابعة صباحا جاء خبر موت الأمير اثر نوبة قلبية
 ( صياغة اولى )





2 -  الميت
فتح باب الشقة التي تسكنها في البناية المستأجرة من الشركة التي تعمل بها، فوجدها نائمة في الفراش وبجوارها صديقها الجديد، وضع مسدسه المجهز بكاتم الصوت على صدغها.&








3 - البقاء على مقربة

اجتزت عامي الجامعي الثالث بتوافق معنوي ومادي، المعنوي شهادة تقدير من القسم الذي أنتمي له، ودرع بسيط من جماعة النشاط الثقافي والرياضي بالكلية.
ومادي حققه والدي في بداية الأسبوع الأول من إجازة الدراسة حيث أخذني إلى وكالة سيارات في الطائف وقام بشراء سيارتي الأولى.
جاء الصيف هذا العام حافلا بالنشاطات الاجتماعية والثقافية التي أسهمت في بعضها، وكان حفل زواج أحد أقاربي مناسبة غير عادية، فقد جاء وأنا أستعد للعودة إلى الرياض لترتيب انطلاق العام الدراسي الرابع.
كنت أفكر بالسفر بالطائرة وحمل السيارة عبر وكالة نقل السيارات، غير أن تفكير أمي بهاجس سفر فلانة عمة العريس المقيمة في الرياض عند أولادها، وفلانة شقيقة العروس المقيمة في الرياض حرك في تجربة السفر برا.
توافق الجميع على الفكرة وانطلقنا ثلاثتنا بعد غداء في منزل أهل العريس، في الرابعة عصرا كنا نغادر الطائف الأرض والناس؛ في المقعد الأمامي بجواري فلانة الأولى عمة العريس وفق حدس خاص، وفي المقعد الثاني وبالتعامد معي تجلس أخت العروس.
وبعد خروجنا من الشوارع الموشحة بأسماء من الماضي وأشجار تين ذابلة وحدائق ورد بكماء والجبال توشحها شمس الغروب الصفراء توقفت أزود سيارتي بالوقود ومعرفة حاجات مرافقتي من السوائل والأطعمة، ولما عدت للسيارة اكتشفت تبادل الاثنتين أماكن الجلوس.
انتصفنا الطريق والظلام يخيم، الإسفلت يتمدد أمامي وأنوار السيارات العابرة والقادمة من الاتجاه الثاني يشاركانا الحديث المتقطع وعلامات القلق والإرهاق، لتطل أنوار مقهى وموتيل مسافرين فكان ان حجزت غرفة لمرافقتي ورتبت إحضار عشاء وشاي.
أوصلت مرافقتي للغرفة التي تفقدتها معهما وخرجت حتى تمارسا حاجاتهما بحرية، ولم ألاحظ وأنا اجلس على أحد مقاعد المقهى أتلذذ بمج دخان سيجارتي وتجرع كوب الشاي؛ أن إحداهما تقف في نافذة الغرفة ترصد حراكي.
جاء عامل المطعم يخبرني ان العشاء الذي طلبته معد، أخذته إلى الغرفة، تباين ترحيب مرافقتي كان ملتبسا فقد قرصهما الجوع، البنية الجسدية للاثنتين متقاربة، وقد ارتدت احدهما فستاناً يبرز ثراء صدرها؛ والثانية ترتدي بنطلوناً داكن اللون وعلى الوجه غطاء شفاف.
وأنا أقف عند الباب لمعرفة حاجاتهما جاءت مطالبتهما ان أبقى لمشاركتهما العشاء، كنت أجلس بين اثنتين تباين هاجسهما وتزداد رغباتهما وضوحا وتعلقاً مع قلق لم اهتم به، ولحسن الحظ دائما ما تعطيني الأقدار تعليمات تكون قد تم تنفيذها بالفعل في أكوان أخرى.
لم أجد السياج المعنوي الذي تشكل مع العباءة السوداء وغطاء الوجه القاتم طيلة الطريق، لتحل ببساطة اليقظة والانتباه وهما في نظري يعنيان الأمن والاطمئنان، انتهينا من العشاء وشرب الشاي وحديث متقطع لتقول فلانة التي لا أدري وهي تسأل عن مقدار أجرة الغرفة وثمن العشاء إنني أمثل لها رغبات كامنة في جسدها اليبس الذي معه وقفت الأخرى منصتة ومتقمصة التظاهر بالأخلاقيات، وفي أعماقنا أشجار مكر وشر؛ يقنن بمدى فرادته.
ساد الغرفة عتمة وزاد إشعاع الضوء القادم من فضاء اختلطت فيه ذرات الحياة، الأخرى تقف في النافذة ترمق الأفق ثم غادرت الغرفة وأنا أتعارك مع من تسعى لامتصاص الحياة من جسدي؛ جاء انتصارها ديمة هطلاء متجاوزا تجاربي العذراء ففجرت الساكن الذي قاومته بوعي مجهول الهوية وبوجد ونكهة تكشفت فيها أنواع اللحظة.
كنت أعرف أني مندفع، إنما كانت هناك لحظات يتوق فيها نفاذ الصبر لاعتياد الانفجار، وبما أني معزول بسبب دراستي أملك صداقات معدودة تشاركني عادات كثيرة تنمي مواهبي وطموحي العلمي، ومن هنا جاء تخرجي وطلب الجامعة أن أكون أحد أعضاء التدريس بحلم الابتعاث واكتشاف الجديد.     
وافق والدي على تواصلي العلمي، وحتى تكسر أمي حاجز الخوف شاركتني عدة أسابيع من تشكلي الجديد، وفي يوم عودتها طلبت مني وهي تتسوق أن أحقق رغبتها في زيارة قريبة انقطعت أخبارها حتى تطمئن على صحتها.
كانت الصديقة عمة قريبي فلانة الأرملة التي شاركتني الطريق ومن كانت بجسدها المعروق لحظة انبثاق اكتمل عناصره، التقت كفانا ونظرنا المرتبك لتتحول ابتسامتنا الصغيرة إلى ضحك صاخب توقفت معها أمي عن الكلام.







4 - الخلود
    بينما أقوم بجمع مراجع البحث الذي أعده لنيل درجة الماجستير، وقع بين يدي كتابا من إعداد باحثه في مجال مساند أعدته لمنسوبي المركز العلمي الذي تعمل به، مما حداني إلى الاتصال بالمركز بحثا عن بعض مراجع دراستي ولم يفدني الاتصال الهاتفي، فزرت المركز وبعد نقاش مع أمين عام المركز؛ عرفت إن الباحثة إحدى أعضاء هيئة التدريب فزودته برقم هاتفي وحاجتي لعلها تساعدني.
بعد أيام جاء اتصالها وأمهلتني أسبوعا للبحث، وتجاوزنا أيام الأسبوع فاتصلت كانت مريضة وترقد بالمستشفى، زرتها وشعرت إنها لم تتوقع ذلك؛ قدمت لها باقة ورد وانتظرت تجاوزها الحالة المرضية.
كان اللقاء الأول في صالة استقبال فندق الشرتون وبرفقتها آخر، لم أسعى لمعرفته وان ذكرت اسمه، قدمت خطة العمل والمراجع والمصادر مؤشرا فيها على المتوفر وعرفت إنني ابحث عن الباقي، تكرر لقاء الفندق حتى اكتملت مراجعي ومصادري؛ وأخذت اكتب بحثي أبدت استعدادها للطباعة والمساهمة في المراجعة والتنسيق.
اندمجت أفكارنا والتقت خواطرنا فقد كان البحث احد مصادر عملها، ومع تعدد اللقاءات عرفت أنها من مؤسسي المركز، والآن تخطط للمرحلة القادمة في حياتها، بشرتها سمراء مائلة للبياض وجسدها الرشيق يحمل بمكوناته طاقة تتجاوز الحدود، موفرا تقارب روحي خلق شراكة تناص للعمل الممزوج بالحب؛ في حلبة غنية بمادة تشابكت أطرافها.
وفي مساء يوم دعتني لزيارتها، فتحت الباب ووجدت أوراقي متناثرة فوق مكتبها، ولا ادري لما وقفت خلف الكرسي الذي تجلس عليه متابعا نقاط ملاحظاتها على صفحات البحث في الحاسب.
ولما التفتت مواصلة النقاش كانت كفي تدلك كتفيها، تبسمت ومع سمارها وشعر رأسها المنساب اكتشفت مشاعر اجتاحتني، ولطبيعتها الهادئة انحنيت وزرعت قبلة طويلة على شفتيها أغمضت عينيها متجمدة ولما أحسست ببرودها توقفت، نهضت من مقعدها واختفت لما لحظت تأخرها وجدتها تجلس على احد كراسي طاولة طعام صغيرة بالمطبخ.
قلت: أسف
قالت: كانت . . ( ولم تكمل )
جلست على المقعد المقابل وران الصمت، لما وقفت عم المكان ظلام دامس تخلله عويل ريح وهدير أمواج، ولما شع النور تنفح ما صنعه انفعال زلزل الأرض ومنه اهتزت السماء.
اكتمل البحث وحصلت على الدرجة وافتقدتها في قاعة المناقشة، أسرعت إلى السكن كانت هناك أخرى لم تستوعب كلامي واعتبرتني فاقدا للوعي، في الصباح كنت في المركز بارك الموظف حصولي على الدرجة ولما طرحت اسمها اخذ يستفسر عن سبب بحثي عنها.
 قلت: هي من ساعدني في تحقيق النتائج. . ! صمت وفتح درج ملاصق لمكتبه.
قال: هي من ساهم في تأسيس المركز لكن سافرت منذ عشر سنوات وكنا على تواصل حتى توفت قبل أربعة أعوام.
قلت ( بصوت هامس وأنا أحدق في صورتها): . . كانت معي حتى اعتمد المشرف رسالتي
قال: من
لم أرد تركت نسخة من الرسالة وصورة من وثيقة الدرجة على المكتب وأخذت الصورة، غادرت الغرفة وفي باحة المركز شعرت بنسمة تحمل عطرها، تلفت حولي لمحت آمين المركز يقف في نافذة غرفته؛ ركبت سيارتي وآنا أترجل أمام باب المنزل لمحت على المقعد الخلفي قنينة عطر ووردة صفراء مربوطة بشريط ازرق.&
12 / 4 / 1434










5 - الرقص في الوقت الضائع


اشعر بألم في أسفل بطني معه قمت بمراجعة المركز الطبي بالحي، وجاءت المعاينة الظاهرية للطبيب غير شافية، فقام ابني البكر الذي التحق بالجيش بعد الثانوية بعمل ملف باسمي في المستشفى العسكري وحدد موعدي الأول كانت الطبيبة كثيرة الحوار والنقاش وكان ابني يقاطعني للإجابة على أسئلتها لأكمل ملفي الطبي.
وكان الموعد الثاني والثالث وفي الرابع وقد أكملت فحوصات الدم للسكري وقياس الضغط وباقي الكشف الكامل المفاجآت وهي تكتب العلاج كان الموعد الخامس لمعرفة اثر العلاج إذ غادرت مقعدها وسارت معي حتى باب العيادة.
في الموعد الخامس كنت انتظر دوري في غرفة الاستقبال وحيدا إذ كلف ابني من إدارته بمهمة خارج مدينة الرياض تردد اسمي عبر نداء المرضى لدخول العيادات توجهت للعيادة التي اعتدتها كانت الطبيبة وممرضتها الأسيوية قاست نبضي ونسبة السكر في دمي.
قالت الطبيبة: كل شيء تم التحكم به
قلت: الحمد لله
قالت الطبيبة: لم يحضر ابنك
قلت: أسامة كلف بمهمة عمل من إدارته خارج الرياض
قالت الطبيبة: عندك غيره
قلت: ثلاثة أبناء ذكور وابنة
قالت: أسامه الأكبر
قلت: نعم
قالت الطبيبة: متزوج
قلت: بعد وأفكر في ذلك
قالت الطبيبة: موافق
أنهت الممرضة تسجيل ملاحظاتها وقد ران الصمت منتظرا الوصفة الطبية للعلاج فتحت الطبيبة درج مكتبها العلوي وأخرجت دفتر حجمه كبير كما خيل لي بين أوراقه أوراق أخرى ملونه وضعته على المكتب.
قالت الطبيبة: منذ موعدك الأول شعرت أني أعرفك
قلت: نعم
قالت الطبيبة: تأكدت من ذالك عندما هاتفت أختي المقيمة في أمريكا
قلت: قد يكون
قالت الطبيبة: لك أخت اسمها هاجر
قلت: نعم رحمها الله
قالت الطبيبة: هاجر زميلة أختي في الثانوية
قلت: وبعد
قالت الطبيبة: وقتها كنت أنت في الثانوية المهنية في قسم الكهرباء
قلت: وهو عملي اليوم
قالت الطبيبة: وبسبب هذا التخصص دخلت بيتنا
عندها سرت رعشة وهم في جسدي معها تجاوزت جدران العيادة إلى زمن بعيد كنت الابن الثالث بين الذكور والخامس في الأبناء والبنات ثلاثة أولاد وخمس بنات والدي موظف في قسم مالي في إدارة حكومية تمكن من رعايتنا وتعثرت دراستي في الابتدائية والمتوسطة فالتحقت بالثانوية الصناعية وأنا في الثامنة عشر.
أخي الأكبر تخرج من الجامعة وعين معلما في جازان وتدرج حتى استقر به الأمر في جدة أختي الثانية في الترتيب توقفت عند المتوسطة وتزوجت أنا وهاجر الرابعة في الترتيب كان طموحنا تنمية مهاراتنا هي تهوى الخياطة والتفصيل فكانت درجاتها في التدبير المنزلي الأعلى مما ساعدها على الالتحاق بالجامعة وأنا هوايتي في الكهرباء عطلت اهتمامي بالمواد الأخرى، وكان تعثري الذي قاومته بمزيد من العسف وتبديل برنامجي اليومي بما يعيد التوازن لخطواتي، فكان التحاقي بالثانوية المهنية ثم حصولي على دبلوم من قسم الكهرباء في الكلية التقنية والعمل في المجال الحكومي.
في الموعد السادس الذي تأخر بسبب ضغط المواعيد حرصت على ان أكون وحيدا وهذا جاء حسب توقع الطبيبة التي لم تستعجل الممرضة في تدوين أرقامها وكتابة ملاحظاتها
قالت الطبيبة: هاه هل تذكرت شيء
قلت: انتظر المزيد منك
قالت الطبيبة: والدي مهندس معماري ورئيس الإدارة الهندسية في إدارته التي لها مشاريع خارج الرياض.
قلت: المهندس بكر إبراهيم
قالت الطبيبة: الشيخ بكر إبراهيم رجل الأعمال المعروف ورئيس مجلس إدارة احد البنوك
قلت: نعم
قالت الطبيبة: تمت محاربة والدي في قيمه وعمله مما اثر على علاقته بأمي التي وجدت فيك البديل المناسب
قلت: نعم
قالت الطبيبة: أختي المراهقة كانت تتوسم فيك فتى أحلامها فأنت شقيق زميلتها المفضلة
قلت: أنا
قالت الطبيبة: إنما تبني أمي لك افسد خططها
قلـت: وأنت
قالت الطبيبة: كنت في الثامنة لا اثر لي
كان دخولي المنزل أول مرة لحل إشكال في كهرباء جزء من الفيلا التي تسكنها العائلة واستعنت بشركة لديها مهندسين للإصلاح الذي معه أصبحت الأم تستعين بي في حل مشاكل الأدوات الكهربائية وأعطالها ولم استوعب إنني الرجل الوحيد الذي سمحت له بدخول غرفة نومها ثم تطور الأمر مع غياب المهندس في رحلات عمل وحماية حقوقه المعنوية والمالية التي شغلته عن دوره الأسري فخلق تباعد ذهني وجسدي وجدته الأم التي تعاني من توتر نفسي وقلق جسدي تعالجه بأدوية مسكنه، انه إهمال لها وأنها لم تعد المؤثرة داخل المنزل فأخذتها هواجسها إلى عوالم أخرى وصورني مرجل هوسها أني هلام في إطار التكوين وعليها تشكيلي كما أوجدني عالمها المشوش.
ذات مساء وقد غربت الشمس رن هاتف المنزل كنت الأقرب رفعت السماعة كانت هي تطلب حضوري مشترطه ان اركب سيارة أجره لم استوعب طلبها إنما نفذته لم يكن هناك احد هي من فتح الباب تغطي جسدها عباءتها السوداء وانسكب شعرها أغلقت الباب العتمة تعم الممرات والضوء القادم من الشارع يتسلل، أدخلتني غرفة النوم وأمرتني بخلع ثوبي تمددت بسروالي القصير عاري الصدر مررت كفها على صدري وبطني اخذ الرعب يلبسني والعرق ينز من مسامي أخذتني الحالة إلى غرفة العمليات أنا المريض وهي بحركتها تمثل الطبيب الجراح الذي بلمسه يحدد مكان شق الجرح، شعرت بحرارة جسدها وتدفق رغبتها ولما اقتحمت أعماقها كانت ترتعش وهجا وحياة، توقف كل هذا مع رنين جرس الباب.
كنت حينها في الثالث ثانوي وعمري عشرين عاما لم أتجاوز الأفكار النظرية عن المرأة وأحلام ليلية تربك حراكي داخل المنزل، وبعد شهرين من التجربة الأولى رتبت للقاء أخر أصبحنا فيه نمارس عبثنا بعد مغرب الأربعاء في الأسبوع الأخير من كل شهر احضر بسيارة أجرة ولا يتجاوز اللقاء نصف ساعة ينتهي برنين جرس الباب قبل أذان العشاء حيث تكون الأسرة في لقاء شهري يتناوب ثلثه من الأسر ترتيبه.
وخلال هذه اللحظات المستقطعة نميت ثقافتي العاطفية بمطالعة المجلات الفنية والثقافية واقتناء الروايات والقصص العاطفية معها كنت احدث تصرفي في كل لقاء بما كسبته من اطلاعي ومعها شعرت أنها تتحسن نفسيا وجسديا، لكن أمور المهندس زادت سوءا فقرر وهو يعد لزواج ابنته فريدة المتخرجة من الثانوية زميلة أختي اخذ إجازة من العمل ومغادرة البلاد وكنت في المستوى الثاني في الكلية التقنية.
كان حفل الزواج حديث والدتي وأختي التي أعلنت ان زميلتها سوف تسافر مع زوجها الذي يدرس في أمريكا وان موافقتها جاءت عن رغبة في إكمال دراستها في مكان أخر تجد فيه نفسها ليس من خلال إقناع أمها لها، أو قناعتها بأن المتقدم لطلب يدها هو من تتمنى أو يتفق مع مواصفاتها التي كل يوم تتجدد أثناء نقاش الصديقات في فسح الحصص الدراسية اليومية وخلوات دورات المياه في التلصص على المدخنات من الزميلات وإرعابهم بالوشاية.
ونحن نتحدث أمي وأخواتي وإخوتي والتلفزيون يعرض برنامج عن الطبيعة بعد صلات المغرب رن جرس الهاتف ولما رفعت السماعة جاء صوتها كانت فريدة العروس زميلة هاجر تطلب حضوري وبسيارة أجرة لمنزل أسرتها في الطريق اعرف ان الجميع مسافرين منذ ثلاثة أيام وإنها سوف تسافر بعد يومين، تذكرت ان هذه الشروط اعتدتها مع أمها وحلق تساؤل هل كانت تعرف.
فتحت الباب كانت تتدرع بعباءتها وشعرها القصير يلفه شال احمر شفاف يفتر وجهها عن ابتسامة صغيرة جلسنا متقابلين في غرفة الجلوس.
قالت: كنت حلمي
قلت: لم اعرف
قالت: أمي خطفتك مني
قلت: نصيب
قالت: لم أجد في زوجي ما وجدته أمي فيك
قلت: هي من أشعل الجذوة
قالت: الآن سوف أستعيدها
لم تمهلني كان فراش أمها حوض سباحتنا وسياحتنا مع إعلان ثورتنا ورصد شيء لم نتمكن من فهم حالته، كان فوق تخيلاتي وتصوري أني أتفرد بموهبة تتجاوز الوصف ولما رن جرس الباب
قالت: الآن عرفت لما لم أجد اللذة في أليالي الثلاث السابقة
قلت: والآن
قالت: وجدتها
تركت لي ثلاثة مفاتيح وهي تغادر الغرفة في باب الغرفة المشرع، مفتاح الغرفة ومفتاح مدخل الفيلا ومفتاح باب الحوش وطلبتني ان انتظر حتى تغادر وقد سحبت خلفها حقيبة انتصبت في زاوية الغرفة دست بها أشياء أخذتها من غرفتها تمهلت ودخلت الحمام انسكب الماء على جسدي وتعطرت من قنينات عطر متناثرة في الحمام وغرفة النوم أغلقت الأبواب.
قالت الطبيبة: هل تخلصت من المفاتيح كما قالت لك فريدة
قلت: ترددت ولكن بعد تخرجي والتحاقي بالعمل نفذت طلبها
تذكرت اسم الطبيبة كان فاطمة وكانت في الثامنة من العمر في أول مقابلة والعلاقة التي استمرت أربع سنوات كانت في الثالثة والرابعة أكثر حميمية ووجد أختي هاجر تخرجت من الجامعة وتعسرت ولادتها ونزفت دمها حتى لفظت أنفاسها ومولودها الأول يصرخ معلنا وجوده.
بعد عامي الثاني في العمل تزوجت وبعد ثلاثة أولاد وبنت ومع تقسم إخوتها التركة بعد وفاة والدها وخلافهم مع إخوتهم من أبيهم كان زواجي من أختهم محور نقاش أنا عامل كهربائي وهم من عائلة معروفة وأمام هذه الإشكالات غادرت زوجتي الدار وطلقتها  بعد عدد من جلسات المحكمة فشل فيها أهل الخير في التوسط، لتفاوت في القيم الاجتماعية معها تنازل إخوتي عن منزل الأسرة بنسب في نصيبهم من الإرث فأعدت ترميمه ليستوعب أولادي وتعود أمي المقيمة عند أخي الأكبر في جده لرعايتي ورعاية أبنائي.
عرفت ان فوزية أم احمد لم تنجب سوى فريدة وفاطمة وإنها ماتت منتحرة في بيروت إذ استقر المقام بالمهندس وقد مدد إجازته الإدارية ثم قدم استقالته وكون مع مجموعة من رجال الأعمال في بيروت شركة أعمال كان وسيط دخولهم السوق السعودية، فوزية في غمرة انشغالها بمجتمعها الجديد عادت حالتها النفسية للتوتر ومشاكل جسدها فأدمنت شرب الخمر لم يستطع المهندس التوفيق بين حالتها ودوره كرجل أعمال فأدخل فاطمة مدرسة داخلية حصلت عبرها على الثانوية والتحقت بكلية الطب في الجامعة ألأمريكية.
كانت فوزية تقاوم مراقبة الممرضة التي ترافقها وأخرى تساعدها على حياتها كسكرتيرة لها وفي غفلة من الاثنتين دخلت غرفتها وأخرجت من الثلاجة قنينة خمر وتمددت في مغطس الحمام وبعد عدت جرعات من فم القنينة قطعت شرايينها فتدفق دمها ولفظت أنفاسها،
فاطمة تخرجت طبيبة وعملت في المستشفى الجامعي ببيروت عامين معها وأثناء قيام لجنة طبية تابعة لشركة تشغل المستشفى العسكري بالرياض بزيارة بيروت للتعاقد مع كادر طبي وفني وإداري جرى التعاقد معها فعادت للرياض وبعدها انتقل والدها للرياض لاحقا بها.
فاطمة في الثلاثين من العمر تجاوزت عقد الحياة ولم تقرر كيف تعيد صياغة حياتها وان لم تفقد الكثير من أجواء بيروت إذ خمسين في المائة من العاملين معها هم رفاق درب وحياة كما ان الوسط الاجتماعي داخل المستشفى لم يصدمها وحراك المجتمع في الرياض خلق حياديتها الذي وفر لها الاطمئنان النفسي والجسدي.
وفي مراجعة لم يرتب لها كنت اجلس أمامها تقلب ملفي الطبي، ثم تحدق في مبتسمة عرفت إنها تخطط لشيء
قالت الطبيبة: الفاء الثالثة تبحث عن نصيبها فيك
قلت: لم افهم
قالت الطبيبة: فوزية الفاء الأولى اكتشفتك وفريدة الفاء الثانية راقبتك حتى أخذت حقها وبقيت الفاء الثالثة المحايدة التي لم تدرك حينها الأمور فماذا تبقى
قلت: أنتي
قالت الطبيبة: نعم
جاء ترتيبها متمهلا وفي هدوء ضمنا جناح في فندق بنجومه الخمسة كانت العباءة السوداء تنسكب على جسدها لم تحدد الزمن إذ إننا نحن من نتحكم به أنا في الخمسين من العمر أتمتع بمقدرة غير مرئية في تلطيف المكان وهي بنضجها وعلمها وتمتعها بمواصفات جسدية وحسية تشاركني ذاكرة لم نفتحها لتدلق كل شيء.
في الصباح والغرفة تعبق برائحتنا وأنفاسنا مررت كفي على جسدها تنبهت فالتصقت بي
قالت: لم اصدق انك النور الذي اقتحم وجودنا
قلت: انتم من أوجده
قالت: كانت فريدة صادقة
قلت: فيما ذا
قالت: انك من خلقت سعادتها التي تعيشها اليوم مع زوجها وأبناؤها
قلت: هل هي سعيدة في أمريكا
قالت: وتغريني بأن التحق بها
أخبرتها برغبتي في بقاؤها في الرياض لم ترد علي وان رتبت لزواج ابني أسامة من ابنة احد أقارب والدها ولأجدها وأنا اجتاز ممرات المستشفى برفقة رجل يضج حياة
قالت الطبيبة: زوجي بدر
قلت: نعم
قالت الطبيبة: بدر ولد خالتي ومدير مكتب الوالد في إدارة البنك، جاء لأخذي لتناول الغداء في أحد المطاعم
حدقت بها كانت السعادة تطوقها والحياة تعج في ممرات المستشفى أصر بدر على دعوتي لمشاركتهم الغداء؛ ترددت وجاء تصريحها بأني موافق .
26 / 7 / 1431


   

6 - الريح

سأطير كقبره واختفي فوق السحاب، ورفعت رأسها شكت متنهدة كنت الأسعد حالا؛ إنما تدحرجت مع التيار السريع في طريق لم أتوقعه بغير رجعة، بسببك خسرت رجلي وفقدت صديقتي، كانت الريح تهب بشدة واغرورقن عيناها بالدمع.&
9 / 11 / 1432