السبت، 6 يونيو 2020

دلال




دلال
قصة قصيرة
محمد المنصور الشقحاء

بعد ثلاثة أيام؛ على زيارتها، التي كانت غير متوقعة، جاءت زوجة صاحب المنزل الذي استأجرت دوره الأرضي، كبيت لرجل متزوج منذ أربعة أشهر.
سألت عنها؛ لما أنكرت وجودها، قالت: بحده رائحتها في الجدران.
قلت: من!
قالت: دلال . . .
تذكرتها؛ غاضبت زوجها ثلاثة ايام، الذي جاء معتذرا عن غيابه، لسفره المفاجئ في مهمة رسمية لساعات، ولتعقد إنجازها غاب يومين.
قلت: تعرفيها؟
قالت: كانت زوج زوجي
في اليوم التالي جاءت؛ تسأل عن زوجتي
قلت: جاء خالها واخذها!
قالت: لماذا ؟
لم أعرف بماذا أجيب؛ فأخذت أسأل ابنها الذي يقف بجواري عن دراسته، وانهى ابنتها، عن العبث بالثلاجة، فاحترمت صمتي.
بعد شهر وحيدا؛ والتأخر في العودة للنوم، والخروج مبكرا للعمل عدت العاشرة صباحا.
وتمددت في الفراش؛ مفكرا لماذا اليوم طلقت زوجتي، وبسبب إرهاق التفكير رقدت في مكاني بملابسي.
تنبهت على جرس الباب؛ العتمة تلف المكان، وانا ادعك عيني أثناء وقوفي عند الباب، لفتحه كانت هي مع ابنها وابنتها، لما رأت انهياري، صعدت الدرج متجهة لمسكنها، في الدور الأول وانا اتابعها بنظري ولما اختفت اغلقت الباب وعدت للتمدد في الفراش والعتمة تزداد حلكه.
لأجد عند خروجي؛ خلف باب الخروج حافظة طعام، حملتها معي للمكتب، وتركتها في السيارة، وتأخرت في المقهى حتى التاسعة ليلا، ولما خلعت ملابسي وارتديت ثوب النوم، وهممت بدخول الفراش، قرع جرس الباب، كان الأبن ناولني حافظة طعام، ولم يتفوه بكلمه، وإن وجدت على وجهه ابتسامة صغيره.
هل سنغرق في الحلم؛ كل منا اصيب بجرح؛ جرحها لم يلتأم، وجرحي ينزف.
تكررت حافظة طعام العشاء
واعتدتها فأخذت أقلق اذا تأخرت وأتساءل إذا لم تصل وأفكر بالصعود لطلبها وانا ابتسم مستهجنا هذه الفكرة.
خروجي اليومي للعمل؛ ارتبط بجرس التنبيه، في جهاز الجوال، احترام لوقت الدوام وواجب الوظيفة.
ووجدتها ذات صباح؛ تقف في رأس الدرج، تجاهلتها خارجا، وانا ادير محرك السيارة، لمحتها وابنتها، تركبا سيارة تقف في الشارع.
افتقدت حافظة طعام العشاء؛ وافتقدت حراك الدور الأول في البناية، واتصل صاحب مكتب تأجير المنازل؛ يذكرني بانتهاء سنة الاستئجار، كأنه يقول انت الآن بمفردك، وهذا يخالف شروط صاحب المنزل.&


5 يونيو 2020


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق