السبت، 6 يونيو 2020

زمن



زمن
قصة قصيرة
محمد المنصور الشقحاء
عدت للمنزل؛ الذي ولدت فيه وتدرجت سنوات عمري الأولى، في غرفه الأربع والذي طردتني منه امي، التي تزوجت بعد عام على وفاة والدي، بمن يضايقه وجودي.
جاءت العودة؛ بعد عشر سنوات، وبعد موتها بسنتين، وسجن زوجها منذ اشهر، بسبب تعاطيه المخدرات وجنحة أمنية لم أعرفها، عقب اتصال أحد الجيران للسؤال هل البيت معروض للبيع.
لا فأجاء بزيارة سيده متشردة؛ كانت امي تعطف عليها، وجدت فيها حنان الأم، واستعادة الذاكرة وقد قبلت استضافتي لها، لسكن إحدى غرف المنزل، وإن كانت تتضايق نفسيا وجسديا من الاستقرار في مكان واحد كما قالت.
تأخرت في العمل؛ ولما فتحت الباب تنبهت على أن عند رفيقتي ضيفة، مرت بجواري، وانا اقف في المدخل، والقت السلام مرتبكة واغلقت الباب خلفها.
وانا اتناول الغداء؛ قالت هذه جارتنا العسيريه زوجة الشايب الشرقي الله يرحمه؛ وتذكرت تنوع سكان منازل شارعنا الصغير والصغيرة، الوانهم مناطقهم بلدانهم، وضجيجهم ومغامراتهم.
وكعادتي وانا اشرب الشاي؛ واقلب صفحات الجريدة، التي يوزع نسخها علينا قسم العلاقات العامة بإدارتنا، شعرت بجلوسها بجواري وقد اعتادت الاختفاء في غرفتها.
وضعت يدي على فخذها؛ ليستقر راسي عليه كمخدة، وقلت مازحا ( فللي شعري وقصعي القمل) اخذت كفها تمسد رأسي، واصابعها تتغلغل في شعر رأسي، وقالت بصوتها الجهوري وحشرجة حنجرتها ( شعرك طويل رح للحلاق ) شعرت بالخدر وارتفع شخيري.
اشعرتها انها امي؛ وانها اختي، وانها صديقتي، لتقول غاضبه ( وزوجتك الله لا يحفظك)  لتشاركنا ذات ليله جارتنا العسيريه العشاء، ولفت نظري اناقتها ورشاقتها وثلاثتنا نتبادل أطراف الحديث، عرفت انها ترغب في الرقاد معنا.
جاءت لحظة الممارسة لأسرار العلاقة الجنسية؛ بين الذكر والأنثى، التي أعرفها نظريا ووجدت التنوع في عطاء الاثنتين، ولما عدت من الدوام وعلى سفرة الغداء، قالت ( ها وش رايك في كزوجه ) ضحكت بصوت مرتفع، ودخلت غرفتي بحثا عن قيلولة ادمنتها.
وانا جالس لوحدي؛ اتابع أحداث فلم اجنبي طويل في التلفزيون، لفت نظري، الهدوء، والعتمة التي حولي، ولم أجد ضيفتي في غرفتها، فتحت خزنة الملابس فلم يلفت انتباهي شيء.
وبعد غياب أكثر من عشرة أيام؛ وجدتها في المطبخ تجهز الغداء، ولمعرفتي بسلوكها الغجري  لم أسأل، وعلى سفرة الغداء، قالت عازمه الليلة صديقتي للعشاء، لا تتأخر مثل عوائدك في المقهى.
عدت في موعدي الحادية عشر ليلا؛ لأجدها وصديقتها، في غرفة الجلوس أمام التلفزيون بدلت ملابسي، لبست ثوب النوم، وجلست بجوار شريكتي، سحبت فخذها ووضعت رأسي عليه كمخدة، وغفوت كعادتي وارتفع شخيري، لتنبهني حتى اذهب للفراش&


3 يونيو 2020



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق