الشقحاء واليوسف وعبدالحفيظ نماذج لتخريب القصة السعودية*
بقلم
الكاتب الصحفى / حزام
العتيبيى
يعتبر الأخ محمد منصور الشقحاء على الصعيد الإنساني والشخصي رجلا
لطيف المعشر حسن التعامل يتمتع بحس فكاهي جميل ، أما في مجال الكتابة فعلاقته بها
ساذجة لا تتجاوز سوى صف الحروف وتسويد الصفحات بكلام مرسل تختلط فيه الخواطر ب (
السواليف ) وحديث النفس ، لا تستطيع غالبا أن تجد له بداية أو نهاية ، يفتقد
للترابط بين جمله وسطوره على صعيد الشكل وتمتلئ كتابته بأخطاء اللغة و الإملاء على
الصعيد اللغوي ، اما الأسلوب وتقنيات الفن وتجليات الإبداع فلا علاقة لما يكتبه
بذلك ..
والمثير هو الصمت المطبق من قبل المختصين بالخطاب النقدي والابداعي
في الساحة الادبية السعودية تجاه ما يمارسه الشقحاء من تطفل بائس على كتابة القصة
، هذا الصمت الذي فتح الطريق لكثيرين لاستسهال العملية الكتابية ( الإبداعية ) ،
وهم في نظري شركاء بشكل او بآخر في تشويه الأدب السعودي بصمتهم عن الكتابات
المجانية او حتى بمساهمة بعضهم في كيل الثناء والمديح للمتردية والنطيحة لأسباب
ليس من بينها خدمة الإبداع ، بل إنني ازعم ان هذا الصمت المتواطئ عليه من قبل فئة
من النقاد والمهتمين فيما يخص كتابات الشقحاء إنما هو ثمن لما كان يقدمه لهم من
خدمات اثناء عمله لعدة عقود في نادي الطائف الأدبي ، الأمر الذي جعله يصفع الساحة
المسكينة بأكثر من عشرين كتابا رديئا على مدى أربعين عاما ، الامر الذي أغرى عدد
من كتاب الشنطة العرب بتدبيج كتب سقيمة عن أمجاده في كتابة القصة وإبداعه العظيم
وهم بالطبع لا يستطيعون التكفل بقيمة طباعة هذه الكتب السمجة والمثيرة للغثيان من
بينها كتب لعدد من النكرات في عالم النقد والأدب لم يجدوا فرصتهم لتعلم الحلاقة
الا في الأدب السعودي من بينهم محسن يوسف، دراسة في القصة القصيرة عند محمد
الشقحاء و طلعت صبح السيد، السهم والمسمار (دراسة تطبيقية في قصص محمد الشقحاء) –
فؤاد نصر الدين حسين، قراءة في أدب الشقحاء ،عبد القادر كراجة، و محمد الصادق
عفيفي وكلهم لا علاقة لهم لا بالأدب ولا بالنقد ولكنها متطلبات العيش على حساب
الادب السعودي ( الغلبان ) ..
ولربما يعتبر البعض ان الشقحاء كان ذكيا في استثماره لفترة وجوده في
نادي الطائف لتكريس اسمه في سجل كتاب القصة شاء من شاء و أبى من أبى و ( كله عند
العرب صابون ) ..
ولعلني أشير هنا الى شهادة الشقحاء عن نفسه في جريدة الوطن السعودية
تمثل الصدق والحقيقة عندما قال ( انا فاشل في كتابة القصة … ) ولا اعرف لم لا يكفر
عن ذنبه بحق القصة و يستغفر الابداع ويتوب عن الكتابة بعد هذه الشهادة .
ومن أهم ما يثير الاستغراب في ساحتنا اننا كثيرا ما نكتب ونقول أن
بيننا من يشوهون الكتابة الأدبية وانه يجب علينا كمثقفين تطهير الساحة الثقافية من
أذاهم وأن على النقد ان يشير بوضوح الى المتطفلين ويفضحهم ..هكذا نزعم في كتاباتنا
الهامشية والعمومية ويتحسر بعضنا على ما يتعرض له الأدب من تشويه من المتطفلين
وفاقدي الموهبة ، لكن الكل يجبن عن ذكر أسماء هؤلاء او الإشارة اليهم ، في خيانة
كبيرة للهم الأدبي والأمانة الثقافية ..وكأن كلا منا ينتظر ( غودو ) لخدمة ابداعنا
و ادبنا ..
ولعلي استطيع القول ان الشقحاء مجتهد كبير حاول كتابة القصة ولم يجد
من يصدق معه ويقول له :قف ياسيدي فأنت لا تحسن صنعا ..هل نلوم الشقحاء ام نلوم
خونة الإبداع والثقافة ومنهم من يسمعونه بعض الثناء او يقومون بالصمت المحرم تجاه
خطيئته .
أنني أسائل كل مهتم بكتابة القصة القصيرة ان يكتب رأيه الحقيقي في
كتابات أخينا الشقحاء ومن يماثلونه ، خاصة ان ما يكتبونه عنه وعن أمثاله مخالف
تماما لما يضمرونه في دواخلهم او يقوله بعضهم لبعض …
و أود القول للعزيز الشقحاء : لا تبتئس فلست وحيدا ..بل أن قائمة
المتطفلات والمتطفلين على كتابة القصة القصيرة كثر ، لكني بدأت بك لأنك الأقدم
هجرة ، وسأكتفي هنا بالإشارة الى اسمين اولهما صديقنا خالد اليوسف الذي نحفظ له
جهوده الببليوجرافيا عن القصة السعودية لكن ذلك لا يبرر له إقحام نفسه في كتابة فن
إبداعي لا يمتلك أدواته ولا يتوفر على الموهبة التي تمكنه منه وليته يوفر جهوده
لمجاله الببليوغرافي ، أما الثاني فهو عبدالحفيظ الشمري والذي لا أعرف أية ريح هبت
به على أرض الكتابة ولا من أي شجرة زقوم يستمد مداده فهو وبكل صدق مثال للكاتب
الذي لا يعرف ماذا يكتب ولا كيف يكتب ولا ماذا يريد ويكفي ان تلقي نظرة على عناوين
كتبه المسماة ظلما وعدوانا ( روايات وقصص ) ..
و أحمد الله أنني لست كاتب قصة وإلا لاستعنت بأحد مشايخ الرفض العربي
لإقامة حد التحرش بكتابة بالقصة ابتداء من إلزام كل من قام بذلك بأكل كل ما تبقى
من أوراق وقراطيس كتبه وكان الله في عون الشقحاء وعبدالحفيظ و أمثالهم على ذلك
1. وبعيدا عن هذا الحد فليست القصة القصيرة او الرواية فقط هما من
اصبحتا ضحية للمتطفلات والمتطفلين ، بل حتى الشعر سيد الفنون وقع ضحية لذلك لكن
الشعر سيد يفضح الدخلاء سريعا ولا يسمح لهم بالبقاء …ومن الأمور الطريفة ان مولانا
الشقحاء تطفل على الشعر وأصدر في ذلك كتابين منذ زمن بعيد ولكن الشعر رفع في وجهه
البطاقة الحمراء ، فهل لذلك علاقة بأن القصة مستضعفة لأنها أنثى …
أعرف ان في ساحتنا الأدبية والثقافية عدد من الأقلام المخلصة للكتابة
الإبداعية وتمتلك الرؤية الناضجة ولا تنقصها الشجاعة الأدبية في فضح الزيف والادعاء
وربما يحول بينها وبين طرح رؤاها ما اسميه انتشار الفساد الثقافي في صفحاتنا
الثقافية والادبية السعودية التي أصبح بعضها اشبه بصفحات المبتدئين ومكرسة
للمجاملات والحصول على المنافع المتبادلة والا ما علاقة مسؤولا حكوميا كبيرا
بالكتابة الثقافية وهو لا يجيد سوى كتابة العرائض ..
لذلك اسأل النخبة والمبدعين والنقاد الحقيقيين مالذي يجعلنا نصمت
أمام غزوات المتطفلين على بحيرات الكتابة الإبداعية ..لم لا يتم استبعادهم من المنشط
الثقافية واوعية الكتابة الإبداعية الجادة سواء كانت دوريات او منتديات او نواد
ثقافية او حتى ملاحق ابداعية وثقافية … وليذهبوا للكتابة في صحف ومجلات ( التسلية
) ولن يمنعهم احد ..اما ان يحسبون على الإبداع السعودي وبمساعدة من بعض بائعي
الذمم من اخوتنا العرب فهو امر لا يمكن قبوله …
من المخجل قالت: ار لهذه الأسماء النكرات فاقدة الموهبة جنبا الى جنب
مع أسماء مبدعينا ومبدعاتنا كرجاء عالم وجارالله الحميد وعبدالمحسن يوسف و آخرون
يشكلون قصائد اعتزاز لثقافتنا ..
ولذائقتكم أعيد هنا نشر ما أسماه محمد الشقحاء ( ق. ق. ج ) تحت عنوان
( الاخت الثالثة )
لما جلست قالت :ماذا قدمت حتى استأثرت بعشقك ! قلت: ماذا لم تقدمه
مضحية حتى نكون الواحد.
ولم تغادر حتى بذلت كل شيء و ارتسمت على وجهها الموشى بشفرة ذهبية
ابتسامة نصر وانا اجمع اوراقي وملابسي عائدا عثرت على حزمة نقود تجاوز اجماله
تخميني وبطاقة تمني شعرت بالهزيمة واني كنت في سوق النخاسة ) …
..يا مولانا الشقحاء : سأتجاوز عن ركاكة السطور وسقمها واقول :إذا
كنت لم تستطع كتابة اربعة اسطر سليمة لغويا وأسلوبيا فرحم الله القصة السعودية
التي أهدرت دمها منذ اربعين سنة …
*صحيفة روافد العربية الإلكترونية (
المدينة المنورة ) 8 اكتوبر 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق