صحافة
1 - الشقحاء: فرحُنا بانتقال الأندية الأدبية إلى وزارة الثقافة والإعلام
فرح مبتور
كرَّمه ملتقى القصيم الأدبي بعقد جلستين لقراءة قصصه..
عبد الله السمطي نشر في جريدة الرياض يوم 08 - 11 - 2008
كرم نادي القصيم الأدبي الأديب محمد منصور الشقحاء خلال الملتقى
الأدبي الرابع الذي اقامه النادي عن جماليات القصة القصيرة، حيث عقد له جلستان
لقراءة أعماله القصصية، كما أدلى الشقحاء المولود بالرياض في العام 1366ه.
"1947م" وصاحب أكثر من ثمانية عشر مؤلفاً قصصياً وشعرياً بشهادته
الإبداعية عن تجربته السردية والأدبية في اليوم الثالث للملتقى. وفي مناسبة تكريمه
في الملتقى كان معه هذا الحوار:
@ الأديب محمد الشقحاء ماذا يمثل لك هذا التكريم، وهل جاء متأخراً،
خاصة بعد تكريمك في أثنينية عبدالمقصود خوجة؟
- لم يأت التكريم من قبل نادي القصيم الأدبي متأخراً، وربما لم أكن
أتوقع أن يتم هذا التكريم في هذا الوقت بالذات، لوجود شخصيات أدبية مؤثرة، وتجربتي
بعد مرور أربعة عقود لم تصل بعد لحد أن أبحث عن التكريم، وهذا تفكير خاص، لكن
حينما كلمني الأصدقاء في نادي القصيم الأدبي شعرت بالفرح، ووجدت مكاناً يحتفي
بكلماتي، أما تكريم خوجة فإن عبدالمقصود خوجه يعتبر رجلاً فريداً، في ملاحقته
للأدباء وقد أشار إلى ذلك في كلمته في ليلة تكريمي.. إذ كان يلاحقني مدة 3أعوام
وأنا اعتذر ووجدت في الأخير لأن استجيب لدعوته، ووجدت بساطة الأثنينية وهدوءها ومع
الإعلام والبهرجة الإعلامية التي تغطي الأثنينية إلا انني أجد فيها معاني الإخاء
والمحبة.
@ بالنسبة للتكريم في ملتقى عن القصة هل ترى أن ذلك يعيد القصة
القصيرة إلى دائرة الضوء بعد أن طغى الاهتمام بالرواية؟
- القصة القصيرة لم تختف من الساحة، هناك القصة القصيرة والشعر فرسا
رهان الساحة الأدبية، ولن يختلف اثنان على ذلك، أما مسألة تجاوز الرواية أو قصيدة
النثر هي أشياء مرحلية لكن القصة القصيرة هي الفرس الأصيل الموجود في هذا المجال.
@ هي موجودة كإبداع لكن العناية بها ثقافياً وإعلامياً قل في السنوات
الأخيرة؟
- نعم اتفق معك ان الاهتمام بها قل، لكن هناك أسماء أصدرت في السنوات
الأخيرة أعمالاً وهناك أسماء جديدة لها أعمال منشورة في الصحف أو الانترنت
وأصدرتها في كتاب، ولم يتأثر بما يحدث. هناك كتاب قصة قصيرة حاولوا أن يقدموا
روايات مثل: فهد المصبح، وفالح الصغير، وخالد اليوسف ولديه رواية في المطبعة،
وهؤلاء يعتبرون من رموز القصة القصيرة، إلا ان هذا لا يؤثر على سيرتهم القصصية أو
لا يؤثر على أن المنجز في القصة القصيرة تردى أو تأخر أو أثر عليه العمل الروائي.
@ هل يمكن أن تكون تراتبية الأجناس الأدبية إعلامية من ناحية
الاهتمام بها وفرض الاهتمام على النقاد والمثقفين؟
- ساحتنا الأدبية تتسم بالبحث عن الجديد، بغض النظر عن أن هذا الجديد
جيد أو متميز أو مؤثر، لذلك تجد أن أي عمل أولي لأي كاتب تسلط عليه الأضواء، ثم
حين يصدر عملاً ثانياً أو ثالثاً أو رابعاً تتدرج المتابعة حتى تصل إلى حد الصفر.
الرواية بدأت عندنا من خمسين سنة لكن حسب الاحصائيات الأخيرة ان هناك ما بين 40-
50رواية تصدر سنوياً، فهل كل هذه الروايات متميزة؟. مع تقديري لبعض الاسماء خاصة
في السنوات الأخيرة، ان ما صدر هو عبارة عن قصة طويلة. فالرواية بسياقها بتكوينها
بأيديولوجيتها وزمنها الطويل، والقضية التي تتعمق في مناقشتها من خلال الحوارات
الدائرة بين الشخصيات.. فأغلب هذه النصوص لم يجد التفاعل التراكمي للشخصيات، الذي
يعطيك انطباعاً شخصياً بأن هذا أيديولوجيته واتجاهه، فلذلك تصنف على انها قصة
طويلة وليست رواية. رغم أن الغلاف مكتوب عليه كلمة: رواية.
@ من تجربتك الطويلة مع نادي الطائف الأدبي هل لامس التغيير الذي حدث
بالأندية الأدبية جوهرها النظامي؟
- فَرَحُنا بانتقال الأندية الأدبية إلى وزارة الثقافة والإعلام فرح
مبتور. كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تعامل الأندية الأدبية كمؤسسات أهلية،
ونشاطها ودورها يتم من خلال اهتمام الأعضاء. هذا الانتقال خلط الأوراق، بصفتها
وزارة الثقافة والإعلام كمؤسسة اعلامية وثقافية، رأت انها المسيطرة على الساحة
الثقافية وبذلك من خلال إدارييها تفرض دورها الثقافي، فكانت إقالة مجلس إدارات
الأندية الأدبية السابقة، وكلنا كان يتوقع ألا يكون تشكيل مجالس الإدارة الجديدة
بهذا الشكل، كنا نتوقع أن تقوم الوزارة قبل إقالة مجالس الإدارة السابقة بعمل
قاعدة معلومات عن كل ناد من خلال الملفات السابقة وأن يكون لديها إلمام كامل بكل
المثقفين والأدباء بكل مدينة، وأن يتم دعوة مجموعة لا تقل عن عشرين اسماً
لمناقشتهم في إقالة المجلس، ووضع ترشيحات جديدة، ومن خلال هذه الاسماء يتم صياغة
الانتقال من تجربة لتجربة. نظام الأندية الأدبية قائم، ويتحدثون عنه، لكن مع الأسف
الشديد، سيطرة بعض العاملين في وزارة الثقافة والإعلام من إداريين وعاملين، حولوا
الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية تابعة للوزارة. وبالتالي تم تعيين 10أشخاص
لإدارة النادي الأدبي وتوزيع المناصب بينهم. بينما النظام الأساسي للأندية الأدبية
هو أن يكون مجلس الإدارة مكوناً من عدد فردي "5" أو "7" أو
"9" حتى يكون هناك ترجيح لصوت. لكن مع الأسف أصبح التعيين، والتباين بين
الأشخاص، حوّل النادي من ناد أدبي بحت، إلى ناد اجتماعي يتشكل من جماعة كمجلس
إدارة لها اهتمامات أخرى غير الأدب والثقافة، بينما كانت الخطوة الأساسية في
الأندية الأدبية أن يكون نادياً أدبياً، دوره تفعيل الساحة الثقافية من خلال
الانتاج، ومساعدة الأدباء على تنمية مواهبهم.
@ هل ترى ان عدم وجود رابطة للأدباء والكتاب السعوديين بمثابة تهميش
للدور الثقافي السعودي على الرغم من تحوله إلى مركز مؤثر في الثقافة العربية
اليوم؟
- ليس تهميشاً ولكن عدم وعي بأهمية هذا الدور من خلال المجتمع
المدني، لأن القائم على النشاط الأدبي والثقافي اليوم هي مؤسسات اجتماعية وأدبية، ومؤسسات
المجتمع المدني مهمشة ولم تقم بدورها كما في العالم العربي.
وقد أشرت في صيغة لي انه لابد من وجود جمعية للأدباء السعوديين حتى
يكون لنا صوت في الجمعية العمومية لاتحاد الكتاب العرب. وحتى لا نحضر كضيوف شرف لا
يحق لنا التصويت، رغم أن الساحة الثقافية والاقتصادية والسياسية والإعلامية لدينا
تشهد نهضة حقيقية، نحن الآن بيت العرب. كما أن الانتاج الأدبي كبير ودور النشر
كبيرة.
2 - سؤال يثير نقاشاً حول تكريم كتاب القصة في المملكة
حسين السنونة نشر في جريدة اليوم يوم 16 - 04 - 2011
أثار القاص والباحث خالد اليوسف على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي
«فيس بوك» موضوعا كان محوره الرئيس بلوغ الأدب العربي في المملكة مكانة كبيرة
ووصوله إلى آفاق واسعة، نشرا ومتابعة وقراءة وكتابة نقدية.. فهل ساهم كتّاب
وكاتبات القصة القصيرة في ذلك حتى يستحقوا التكريم أو التقدير أو جائزة، أيا كان
حجمها ؟ ولماذا ؟
صفحة خالد اليوسف على موقع «فيس بوك» (اليوم)
المداخلات حول الموضوع أثارت نقاشا عميقا بين الكثير من المثقفين
والقاصين والأدباء، وقد اتفق أكثر المداخلين على أنه تم الاحتفاء بشخصية قصصية
وتكريمها، فهل نقدم الرائد والأقدم ومن له الأولوية في النشر والإصدار ؟ أم نقدم
الأكثر إنتاجا في القصة القصيرة ؟ أم نقدم الأكثر تفاعلا مع القصة القصيرة كتابة
ومتابعة وتعمقا وإخلاصا ؟ أم نقدم المتميز فنيا وتقنية وإبداعا ؟
(اليوم) اختارت مجموعة مداخلات لبعض المثقفين والأدباء، إضافة إلى
الاتصال بآخرين للتعرف على آرائهم حول هذا الموضوع، فكانت المحصلة كالتالي:
المكابد يستحق
فيما يتعلق بمن يستحق التكريم، رأى الناقد حسين بافقيه أن الذي يستحق
التكريم هو القاص الذي يكابد هذا الفن ويتابعه متابعة حثيثة، وله في ذلك آثار تعزز
هذه المكابدة، فالكثرة مهمة ولكنها ليست دليلا على تميز أو نبوغ، لأن الكثرة قد
تكون عيبا إذا لم يصاحبها التجويد، وصاحب الأثر الواحد قد يرجع عن تميزه لغير سبب،
وفي التراث النقدي العربي، كان النقاد العرب لا يقدمون صاحب الأثر الواحد، وكانوا
يقولون: لو أن له غير قصيدة لقدمناه.
وقال: «علينا أن نشيد بأصحاب الإبداع الذين لهم تأثير في مسيرة الفن
الإبداعي بكل اشكالها وأنواعها، والذين كان لهم تأثير في مسيرة الفن القصصي، وأظن
أن هناك إجماعا ضمنيا على قاص بعينه والرضا بتجربته الفنية».
حفل كبير
وتمنى القاص محمد الشقحاء من وزارة الثقافة والإعلام إقامة حفل كبير
بمناسبة مرور خمسين عاما على مرور إصدار أول مجموعة قصصية قصيرة للقاص عبدالله
الناصر بعنوان «نساء مناضلات»، وتكريم من أبدعوا في مجال كتابة القصة القصيرة،
وكان لهم دور كبير وبارز للجميع في احتلال القصة القصيرة السعودية مكانا فاعلا في
العالم العربي.
وأكد الشقحاء أن الأدب السعودي وصل إلى مستوى كبير، خاصة في الأعوام
الماضية، مشددا على أن هناك من يستحق التكريم في جوانب الإبداع سواء شعرا أو قصة
أو رواية.من جانبه، أكد القاص ناصر العديلي أن الأدب السعودي (شعر وقصة ورواية) لم
ينل العناية اللائقة به، خاصة في الثلاثين سنة الماضية، بالرغم من النجاحات التي
تحققت لعدة أجيال، متمنيا من وزارة الثقافة والإعلام الاهتمام بالأدب، ووضع جوائز
ومحفزات للأجيال في كل حقل من حقوله عبر ثلاثين عاما.
أسماء كثيرة
بدوره أوضح القاص محمد البشير أن ما يهمه شخصياً أن يقدم اسما يليق
بتقلد الجائزة الأولى. وقال: «لدينا من الأسماء الكثير، وإن كنت لا أعرف كل كتاب
القصة السعودية، ولكن يتبادر إلى ذهني من حيث المنجز المطبوع: فهد المصبح ومحمد
الشقحاء وخالد اليوسف، وغيرهم، ومن الكتاب الذين لديهم منجز، ولا يطبع منه الكثير:
جبير المليحان وناصر الجاسم، وغيرهما، ومن الكتاب الذين يعجبني لونهم القصصي وليس
له الكثير: محمد علوان، صاحب «الخبز والصمت»، وفهد الخليوي.وأشار البشير إلى أن
المشكلة هي في العدد الكبير، موضحا أن «الاختيار يصعب دون قواعد، فالأهم أن توضع
قاعدة تميل إلى الجودة قبل الكم، لنخرج باسم يستحق التقدير والفخر به، وهذا ما
يصعب، ففن القصة فن مطاطي لا يخضع لكثير قواعد، وما يعجب سعد لا يعجب سعيد من أهل
الصنعة الواحدة».
رؤى نسائية
وكان للقاصات والأديبات دور في محور النقاش، فالكاتبة منى العبدلي
حددت أسماء تستحق التكريم من وجهة نظرها، وقالت: «لا أرى كتاب قصة قصيرة أفضل من
عبدالواحد الأنصاري وعدي الحربش.. لكل منهما خطه الخاص وأسلوبه المميز ولغته
الجاذبة المتمكنة. قادران على حبس الأنفاس وصنع الدهشة التي لا تنسى».وأشارت
الشاعرة رهايف الشريف إلى أن «فهد المصبح قاص باذخ، علوان، أميمة البدري، حسن
البطران.. مجموعة تتميز بطرائق تعبيرية جميلة فضائل أخلاقية نشوة عربية كوكبة
غموض.. فلو نعيد قراءة بعض القصص لوجدنا أننا نحصد أسماء جديدة».فيما رأت القاصة
تركية العمري أن هناك الكثير من الأدباء القاصين يستحقون التكريم والاحتفاء بهم
على ما قدموه في عالم الأدب والثقافة، ولهم دور في الحراك الثقافي.
رؤى عربية
ولم تقتصر المشاركات على الكتاب والمثقفين السعوديين، بل كان لبعض
المثقفين والكتاب العرب دورهم في المشاركة بآرائهم، منهم أستاذ النقد الأدبي
الحديث في جامعة حلب بسوريا نضال الصالح، الذي طرح الموضوع من زاوية أخرى، قائلا:
«ثمة كتّاب قصة سعوديون يستحقون التكريم، وثمة تقصير إعلامي بحقهم وبحق نتاجهم،
وممن هو جدير بذلك، وممن ينتمون إلى غير جيل أدبي».
وطرح الصالح بعض الأسماء التي تستحق التكريم والنقد ، طبقا لرأيه،
وهم: محمد علوان ونورة الغامدي وعبد العزيز الصقعبي وجبير المليحان وسعد الدوسري
وشيمة الشمري، ومن قبل: محمد المنصور الشقحاء، وخليل إبراهيم الفزيع.وقال الكاتب
المصري فرج عبد الوهاب إن «الإبداع السعودي في السنوات القليلة الماضية، قد استطاع
أن يقدم طرحا جديدا من خلال أسماء تميزت وتبوأت مكانتها العربية باقتدار، فنحن نجد
بجوار عبده خال ورجاء عالم، نجد أسماء مثل يوسف المحيميد والشمرى والشقحاء
والتعزي».
3 - الشقحاء: أنا كاتب قصة فاشل
أول سكرتير لأدبي الطائف ما زال يحيره سر عمره 38 عاما
ساعد الثبيتي نشر في جريدة الوطن يوم 02 - 07 - 2012
لم يجد القاص محمد الشقحاء حرجا في أول أمسية له على منبر نادي
الطائف الأدبي والذي عاد إليه متحدثا عن تجربته مع النادي بعد انقطاع دام 17 عاما
أن يعترف بالفشل قائلا "أنا كاتب قصة فاشل".
وكشف أن عددا من أعماله القصصية فشلت ورفضتها دور نشر ومنها أعمال
موجهة للطفل، وتكررت مفردة "الفشل" كثيرا في حديث الشقحاء العفوي وهو
يتحدث عن سيرته قائلا "التحقت بالعمل الوظيفي عندما فشلت في مواصلة
دراستي".
جاء حديث الشقحاء إلى حضور الأمسية شفافا وخاصة عندما تساءل أحد
الحضور عن سر تخليه عن مكتبته الخاصة قبل نحو عقدين وإهداء كل محتوياتها إلى مكتبة
الملك فهد الوطنية، حيث قال "شعرت حينها بعدم مصداقية وجودي كأديب، فأهديت كل
محتويات مكتبتي لمكتبة الملك عبدالعزيز، ولامني بعض الأصدقاء في عدم إهدائها
لمكتبة النادي آنذاك أو المكتبة العامة بالطائف، لكني أعترف أنها كانت حالة هروب
فكرية من الطائف قبل أن تحين لحظة الهروب الفعلية التي جاءت لاحقا وغادرت فيها
الطائف".
واستعرض الشقحاء تجربته الشخصية قائلا: بنيت تجربتي بجهد ذاتي من
خلال الاطلاع على ما ينشر في الصحف أو الكتاب المستعمل الذي يباع في حراج الطائف
قبل 40 سنة.
وتحدث الشقحاء عن مرحلة تأسيس نادي الطائف الأدبي في منتصف السبعينات
الميلادية، وما تلا مرحلة التأسيس من نشاط وأول انتخابات شهدها النادي عام 1400،
مشيرا إلى أن التصويت فيها كان ورقيا ومورس بشكل طبيعي ولم تكن هناك شكاوى كما حدث
في الانتخابات الحالية، منتقدا ما أثير حول الانتخابات قائلا "تابعت ما أثير
من ملاحظات على لائحة الأندية فلم أجد ما يستحق الإثارة، وإن كان هناك خلل فهو في
مجالس الأندية الجديدة فلا تلقوا باللوم على اللائحة"، مؤكدا أن ما أربك
الانتخابات الحالية هو الاستعانة بأصوات الأصدقاء.
وتحدث عن تجاربه القصصية التي تجاوزت 15 عملا قصصيا وتجربة استقالته
التي ربطها بتدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك في توزيع مناصب أعضاء مجلس
إدارة النادي.
وتطرق لقصة "اللقاء" التي جازف بنشرها في مجلة الأدب
العربي المصرية وقرأها في مهرجان الجنادرية وما أثير حولها من أمور انتهت بلقائه
بالرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك الأمير فيصل بن فهد، نافيا أن تكون تلك الواقعة
وراء استقالته.
ولفت الشقحاء إلى أن القراءة لم تعد المصدر الوحيد للثقافة، ففضاء
الإنترنت أعطى فرص الكتابة لكل من هب ودب - على حد قوله – مشيرا إلى أن كل من يكتب
يستطيع أن ينشر ولكن المتلقي وحده هو من يحكم بأن هذا قاص وذاك شاعر فهو الذي يقيم
العمل ويفرق بين الغث والسمين.
واعترف الشقحاء بعزوفه عن قراءة نصوص الأسماء الجديدة في القصة قائلا
"هناك أسماء بلا شك؛ لكني لا أتابعها بعناية أو باهتمام لشعوري بغثيان في
داخلي إذا أردت قراءة شيء جديد".
واختتم الشقحاء الذي قرأ نصا قصصيا ونصا شعريا، حديثه بالمطالبة
بتكريم أدباء الطائف المبدعين والمثقفين المميزين في سوق عكاظ، مستغربا ألا يكون
لهم تكريم على غرار التكريم الذي كانت تقيمه اللجنة العامة للتنشيط السياحي في
بدايات تأسيسها.
وتوقف الشقحاء عند غياب مثقفي وأدباء الطائف عن أول اجتماع لإعادة
إحياء سوق عكاظ عام 1395 بالرياض والذي نجم عنه تأسيس الأندية الأدبية، قائلا: ما
زلت أبحث عن إجابة لسر غياب مثقفي الطائف عن ذلك الاجتماع!.
4 - الشقحاء: أنا متفرج يبحث عما يلفت نظري في الساحة الثقافية
هاني حجي نشر في جريدة اليوم يوم 01 - 06 - 2011
بعد أن ابتعد عن المشهد الثقافي وأصبح متفرجا كما أطلق على نفسه كان
لنا ونحن نبحث عن المتفرجين ممن انسحبوا من الساحة الثقافية ودخلوا دوائر الصمت
الذي ربما يقود وفق متغيرات الزمن والحركة إلى النسيان أو التجاهل. ان نتذكره وان
نحاوره حول قضايا كثيرة ومتغيرات عديدة في الساحة لنرى مدى متابعته ومواكبته أحداث
الساحة وهو في صمته الاختياري.
محمد الشقحاء
إنه القاص محمد منصور الشقحاء الذي عرف بوفائه لفن القصة القصيرة،
عبر إصداراته الكثيرة في هذا المجال الذي شغل مساحة في الحركة الثقافية لفترة
طويلة من الزمن.
هل مازالت تجربتك في نادي الطائف الأدبي عالقة في ذهنك رغم تشكيك
البعض في دورك؟
- كانت تجربة ناجحة ومتميزة على المستويين الخاص والعام، فنادي
الطائف الأدبي الذي ساهمت في تأسيسه ثم شاركت في نشاطه كعضو في مجلس الإدارة أمينا
للسر تميز بفعل لافت من خلال منبره وكتبه وعلاقته بالصحافة وفاعلية الأعضاء من
خلال مجلس الإدارة واللجان المساندة، ولم يطفح التباينان الفكري والأدبي كخلاف
فيما نعتمده في الطباعة وفي الندوات والمحاضرات خلال عقدين من العمل المتجانس، حتى
جاء الترشيد القسري الذي معه فقد النادي مقوماته، فكان انسحابي المتدرج حتى اعتمدت
استقالتي الثانية، وقبلها مدير عام إدارة الأندية الأدبية آنذاك، إنما تاريخيا
يعتبر نادي الطائف الأدبي هو من حقق أهداف لائحة الأندية الأدبية الثقافية.
التكتلات حق مشروع لمن يرغب في العمل الجاد من خلال فريق متناغم في
أهدافه ويحمل قضية يسعى لأن تكون أبرز مناشط النادي، و»الميدان يا حميدان»..
كيف تقيم أداء الأندية الأدبية؟
- الأندية الأدبية اليوم وهي تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام تقاتل
من أجل البقاء بخطط غاب عنها المنجز الحقيقي القائم على طموح الأعضاء في مجلس
الإدارة المعين واللجان التي لم تستوعب دورها الحقيقي، وكل ناد يقدم ما لديه إنما
هل هذا يؤكد الرسالة التي من أجلها قام.. هنا إشكالية؛ نشاط هنا وكتاب هناك.. الكل
يركض والكل يعمل، إنما هل المنجز يوافق المرحلة؟ هنا علينا أن نفكر، ومن هنا جاء
طرح قيام المراكز الثقافية التي يجد فيها الباحث عن المعرفة مطلبه وفق نشاط مبرمج
ولجان لها برامج تمنح المشارك والحضور حق الاستفادة والشبع.
هل سترشح نفسك في انتخابات الأندية الأدبية؟
- تقدمت للنادي الأدبي بالرياض بعد إعلان نظام الأندية الأدبية لأكون
عضوا عاملا؛ وعندما يتم تحديد موعد عقد الجمعية العمومية لانتخاب أعضاء مجلس إدارة
جديد، سوف أشارك في الانتخاب، ولن أرشح اسمي كعضو في المجلس حتى لا أفقد زهو
الأيام التي كنتها.
على ذكر الانتخابات، هل تتوقع أن تكون هناك تكتلات أدبية؟
- التكتلات حق مشروع لمن يرغب في العمل الجاد من خلال فريق متناغم في
أهدافه ويحمل قضية يسعى لأن تكون أبرز مناشط النادي، و»الميدان يا حميدان»..
الفرصة متاحة للجميع، والجاد والصادق من يصل، بغض النظر عما هو تقليدي أو مجدد،
المهم أن يكون النادي مؤسسة أدبية فاعلة.
كانت لك وجهة نظر حول أدب المرأة، وقلت: «إن الأديبة كالقطة تأكل
أولادها حين تجوع».. هل مازالت على الرأي؟
- عندما قلت: إن الأديبة كالقطة تأكل أولادها حين تجوع لم أقصد رصدنا
واقع هذا الحيوان الأليف، إنما كثير ممن توسمنا فيهن مواصلة المسيرة توقفن ونسين
حراكهن، بل إن بعضهن تنكرن لكتاباتهن بفعل اجتماعي أو خلافه، من هنا كانت
المقارنة.
أين أنت من المشهد الثقافي؟
- متفرج يتلفت حوله باحثا عن نص يلفت نظره ليتحاور معه، وعندما تنبثق
فكرة أكتب قصة قصيرة أو مقالا أتريث في نشره وأن أغامر ببعث الحياة فيه من خلال
فضاء الانترنت، وقد أقف متأملا وجها تقاسيمه تحفر الذاكرة لعلي أجد فيه شيئا مما
فقدته.
متى يرى اتحاد الكتاب السعوديين النور؟
- كثر الحديث عن اتحاد الكتاب وجمعية الكتاب أو رابطة الكتاب، سمها
ما تشاء، وغامرت مع ثلة في طلب تأسيس جمعية للكتاب وطرقنا الباب الخطأ، ولما كثر
الحديث توقفنا ولم يقم بما قمنا كمجددين للمطلب من يرى أن وجود الجمعية مطلب
بدعاوى مختلفة أهمها في نظري فقرنا كأدباء ومثقفين روح العمل الجماعي والتطوعي،
بسبب مكاسبنا الفردية التي نمت البغضاء والتنافر والقطيعة في أعماقنا، فلم نعد
نحترم بعضا، ومن هنا فشلنا، وأعلنها بصدق (...)، جمعية الكتاب تندرج تحت مسمى
مؤسسات المجتمع المدني وهي هنا متخصصة لأنها تمثل شريحة معينة من المجتمع أدباء
وكتابا، وهذه الشريحة غير فاعلة وليس لها مطالب بقدر ما يسعى أفرادها لمنافع خاصة
بكل أسف.
كيف ستؤثر الأحداث التي تدور في العالم العربي على القصة؟
- الأحداث القائمة في الوطن العربي لن تؤثر في القصة لأنها لم تكتمل.