السبت، 9 نوفمبر 2013

قصص قصيرة ( 10 )




قصص قصيرة ( 10 )
محمد المنصور الشقحاء

1 - الثالثة

المقترح جاء من الثالثة حسب ترتيب المباشرة بالمدرسة النائية، وقد يأسن من النقل إلى المدن التي ينتمين لها، مع بداية العام الرابع بقرية غارقة في الرمال، يشعل ظلمة ليلها فراشات فسفورية؛ وهديل حمام بري سكن أسطح المنازل وأغصان الأشجار.
جاء السكن في منزل من دور واحد في مدينة بدو صغيرة، على طريق الرياض الطائف لكل واحده غرفة وصالة جلوس، لا يتجاوز الطريق التربي الممهد المؤدي للقرية المستظلة بجبال تاريخية تعصف في مغاراتها الرياح، بها مزارع متناثرة وأبار مسكونة بالجن، والمدرسة الكيلوات الخمسين.
المبنى المستأجر بالمدينة الصغيرة يملكه شيخ القرية، ومبنى المدرسة بالقرية يملكه شيخ القرية، إضافة إلى محطة وقود وبقاله في المدينة الصغيرة ومزرعة وزريبة غنم وقطيع من الجمال في القرية.
تشاركن في شراء سيارة جديدة بدل المتهالكة التي يقودها سائق اسياوي يعمل بمحطة البترول يملكها صاحب المنزل استأجرنه لمهامهم الخاصة، ثم تشاركنا في العام الثاني في شراء المنزل المستأجر لما عرضه مالكه للبيع حتى يزوج ابنته.
لم يحضرن خادمة للنظافة والطبخ، كما لم يستعجلن في نهاية العام الدراسي الثاني الحصول على خلو طرف من مديرة المدرسة، في المدرسة يقمن بواجباتهن التربوية والتعليمية، وفي المنزل يمارسن حقهن في الحياة كما فرضته الحالة التي جمعهم القدر فيها.
وتشاركن في منتصف الأسبوع الثاني من بداية الفصل الدراسي الأول من العام الثالث، في تأسيس مركز للخدمات الطلابية، باسم زوج الثالثة الذي جاء فجاءه ليقود السيارة ويساعدهن على تأمين طلباتهن، معه تم إضافة غرفة ببابين الأول يطل على الصالة والثاني على فناء المنزل الأمامي.
وفي الأسبوع الأول من الفصل الدراسي الثاني، وكل واحده تعد كشوف طالبات فصلها ووسائل تحضير الدروس، ثم متابعة مسلسل تركي في التلفزيون يعرض في الثامنة ليلا، وزوج الثالثة، يتوقع انه أغلق مركز الخدمات والآن يتناول العشاء في مطعم مسافرين بالمدينة، قبل حضوره.
بعد انتهاء حلقة المسلسل التركي وقبل انطلاق مسلسل كوري جديد، جاء اقتراح الثالثة مشاركتها في زوجها، وقد تشاركن في كل شيء حميم وودي، منذ اليوم الأول لوجودهن في الغربة.
رفضن ولكن مع الوقت والثلاث في صالة الجلوس يتابعن التلفزيون، وقد فرغن من تصحيح الواجبات المدرسية، ابتسمت الثالثة وهي ترى رفيقتيها في هذه الليلة يتعاقبن دخول غرفة نومها.&


2 - وشم

لما شاهدت زميلتها في العمل الوشم الجديد الذي على بطنها، قالت: لقد رسمته على ذراعي من أجله منذ سنتين، وكنت انتظر دورك يحل بقلق.&



3 - ممثله

لم يكن زوجها الذي ينتظرها عند باب العمارة، فقد كان زوج إحدى الحاضرات جاء خروجها مع قدومها، في لقاء نهاية الأسبوع التالي وهن يتابعن ( يوتيب ) جديد، كانت هي تتخلص من عباءتها وغطاء وجهها قبل ركوب السيارة، صوره حارس العمارة.&



4 - سمكة

أستيقظت على جرس هاتفها النقال، جاء صوته ينتظرها في مركز خدمات الطلاب الذي يملكه، لأخذ البحث الذي طلبت من المركز إعداده، كانت ترتدي بيجامة قطنية من قطعتين وتملك جسدا نحيل لافت للانتباه.
القميص يستر صدرها الصغير المسطح وجزء من بطنها الضامر، والسروال في حجم ورقة التوت.
وجهت السائق للمركز مدت كفها عبر نافذة السيارة لتتناول الأوراق؛ تلفت حوله وطبع قبلة على ظهر يدها.
ابتسمت وعرف أن زوجها مسافر، وان ابنها في رحلة مدرسية، اتفقا على تناول الغداء في مطعم اعتاداه، ركب بجوار السائق.&

5 - شجن

لما لوح لها بكفه لم تتوقف، أوقف السيارة في مواقف المركز التجاري، وجدها تنتظره بالمقهى، عندما خلص من شرح سبب تأخره، تنبه والنادل يطلب قيمة القهوة، أن لا أحد يجلس معه.&


6 - إشراق

توقفت عن السؤال عن والدها الغائب، ولما اجتازت الثانوية وفي قمة النشوة، أرتها والدتها صورة والدها، كان سائق الباص الذي يقلها للمدرسة.&


7 - نخاسة

بابتسامة منهكة تناولت أجرتها وغادرت الغرفة، وهي تركب السيارة أخرجت من فتحة صدرها النقود، وسلمتها للسائق الذي لم ينبس بكلمة.&






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق