الخميس، 28 نوفمبر 2013
مواطن بلا مسكن ووزارة إسكان تعلق الجزرة.!
مواطن
بلا مسكن ووزارة إسكان تعلق الجزرة.!
محمد المنصور الشقحاء
تذكرني
وزارة الإسكان بلجنة محاربة الفقر الطيبة الذكر التي استهلك الأعضاء الوقت والرصيد
المالي المعتمد للجان ورفع الفقر أصابعه معلنا انتصاره.
وزارة الإسكان
لها أهداف نبيلة وهي تأمين السكن للمواطن بواقعية، إنما الظاهر أنها أخذت تنظير
لجنة مكافحة الفقر دليل تقييم لما تطرح من أفكار.
التوجيه
الملكي الذي أصدره الملك عبد الله بن عبد العزيز بناء ( 500000 ) خمسمائة ألف وحده
سكنيه للمواطن.
حتى
اليوم لم يتحقق شيء، ما نشاهده ونسمعه تنظير يبشر بخير، المواطن يصلي ويدعو ربه في
المساجد أن تكون الولادة طبيعية.
ووزارة الإسكان
ترفض تحقيق ذلك إذ تبحث عن عملية قيصرية للولادة، ولكن تكاليف العملية غير متوفرة
فكل المستشفيات تطلب نصف التكاليف.
من هنا
وزارة الإسكان مهددة بالموت بسبب عسر الولادة، وهو بسيط لما لا تطرح هذه الوزارة
عملية شراء ( 100000 ) مائة ألف وحدة سكنية من القائم بواقع خمسة ألاف وحده ( 5000
) في كل مدينة تسلم لأول كشوف بنك التسليف العقاري مع إحضار المستفيد ( هويته
الوطنية – مشهد من مقر عمله – كرت العائلة لمعرفة انه متزوج – عقد المسكن المستأجر
).
اعرف أن
شركات العقار والتطوير العمراني لديها مساحات من الأراضي البيضاء كمساهمات ولديها
اليوم عمائر وفلل كوحدات سكنية للاستثمار.
إنما هذه
الخطوة بحاجه إلى توجيه وأمر جديد من الملك عبد الله بن عبد العزيز فيه توفر وزارة
المالية المبالغ المقدرة لهذه العملية القيصرية لولادة وزارة الإسكان في حملها
الأول.
الفكرة
قابلة للنقاش بتقوى وصلاح وفكر ناضج يشعر بهم المواطن؛ والمحزن إننا أغنى دول
المنطقة وسبعين في المائة من المواطنين: لا يملك المسكن الأمن له ولأسرته، بينما
دول عربية اقل مدخل، نسبة تملك المواطن لمسكن فيها وصلت إلى تسعين بالمائة. وبالله
التوفيق.&
الأحد، 24 نوفمبر 2013
الق
ألق
ق . ق . ج
محمد المنصور الشقحاء
إنني
ذاهبة ولبست عباءتها، اليوم جاءت تميز حزنها عن الباقين، لما رن جرس هاتفها قالت:
جاء؛ وهي تفتح باب السيارة همست انه ابنك، فتذكرت أنها قالت: ( حينما لا يلوث الظل خطواتنا نميز هلت الليل
) واختفت.&
البئر المظلمة
البئر المظلمة
قصة قصيرة
محمد المنصور الشقحاء
خمس
سنوات لم يشغل تفكيري سوى تطوير خبرتي العملية، وتنمية رصيدي المالي حتى أجد
الاستقرار الذي فقدته؛ انتقلت من أقصى الغرب إلى العاصمة فكانت الإعلانات المبوبة قراءتي
وشهادة الثانوية التجارية مؤهلي منذ ثمان سنوات، حتى استقر تجوالي في هذه الشركة
المتخصصة في المواد الغذائية.
كانت السنة الأولى تجربة مرهقة لإثبات الوجود،
والسنة الثانية انطباع طيب بأني آلة حاسبة لا تخطيء في جدول الضرب، والسنة الثالثة
حملت حقيبة المدير العام في مؤتمر اقتصادي دولي، رعته الغرفة التجارية الصناعية
فكانت الورقة التي أعددتها وألقاها مدار نقاش؛ وفي السنة الرابعة عرف الجميع إني
مدير مكتب صاحب الشركة، وفي السنة الخامسة مع رغبة مدير الشركة وصاحبها تحولت إلى
مساهمة مغلقة، توزع أسهمها صاحب الشركة وزوجته وابنه المغترب وبنتيه، واثنان هم
أشقاؤه وواحدة هي أخته من أبيه وأربعة ينتمون للعائلة وأربعة من موظفيها بنسب
متفاوتة.
بعد اعتماد الشراكة واعتماده من وزارة
التجارة، أصبحت المدير الإداري والمالي، وأصبحت الابنة البكر القادمة من أمريكا
عضو مجلس الإدارة الخماسي المدير التنفيذي، في الشهر العاشر من السنة السادسة لي
والسنة الأولى للشركة بعد تحولها، أمضيت أربع ساعات مع المدير التنفيذي بمكتبها
الخاص بمنزل الأسرة نراجع التقرير الأول للشركة.
وهي بعباءتها الحريرية السوداء الموشاة بخيوط
ملونة والمخاطة كما الثوب الرجالي، تقف بجواري عند الباب مودعة،أنفاسها تلهب أعماقي
مدغدغة مطالب كبحها خوف آن تكون مدمرة معتذرة عن تأخرنا في المراجعة، عانس تجاوزت
الثلاثين كل جزء فيها يحتاج إلى ترميم.
بعد اعتماد التقرير من الجمعية العمومية
وتصديق بيانات الميزانية، دعوتها للعشاء لم احدد السبب وان تناقشنا في أمور
مختلفة، وفي التاسعة ليلا كنا في غرفة بالدور الأول من استراحة طريق صحراوية تبعد
عن الرياض أكثر من مأتي كيلو متر شرقا.
وقفت في نافذة الغرفة تتأمل الفضاء، السماء
تتوهج نجومها والطريق تذكرنا به أبواق السيارات والنور الخاطف العابر وبأننا خارج
المكان، قرع نادل مقهى الاستراحة الباب لأتناول منه الشاي وقناني الماء، أوصدت
الباب ووقفت بجوارها أصابعي تمطر جسدها بملامسات متقطعة قامت بحركة تفلت واهنة، تلاشت
الكلمات وادلهم صمت تام ونحن نغطس في بحيرة من العرق.
كنت أرمم جسدا أنهكه النسيان وجمد الصداء
مفاصله وطمر الرمل آباره، ولما سرى الري في شرايينه تفتحت المسام وعبق أريج الزهر،
ندت عنها تنهده وكأني بها استعادت رشدها فالتمعت عينيها بومضة حياة، بعدها سرت
ابتسامة خجلا على وجهها الذي شع نوره، ترجلت من السيارة أمام باب المنزل مع انبلاج
نور الفجر، انتظرت حتى دخلت ولوحت بكفها قبل غلق الباب.
شعرت
وآنا أقود سيارتي في الشوارع الخالية، بالانكسار وأنا اردد ما هو حسن يغري على
الخطأ وإني دخلت الغابة التي تزورني بين وقت وآخر في حلم يتكرر، كنت اركض حتى
تتقطع أنفاسي ثم اسقط في أعماق بئر لا قرار له تحوطني الظلمة وعواء ذئاب ونباح
كلاب وعويل رضيع فأتنبه من نومي وقد كساني العرق ونشف حلقي.
الظلام الخوف واليتم والطريق يتطاول أمامي،
من أقابل منشغل بأمره وغير مبال بما أنا فيه من هم، أخذت الأبواب تغلق في وجهي
للمرة الثانية، وان علي الرحيل في بحثي عن ذاتي إلى حيث لا ادري، حتى أتخلص من
الغابة السوداء والبئر المظلمة.&
19 / 1 / 1435
الاثنين، 18 نوفمبر 2013
نفح العود في نسب آل حمود
كتاب نفح
العود في نسب آل حمود*
أهداني الابن
الدكتور فهد محمد السليمان الشقحاء، نسخة من إصدار يوثق نسب أسرة الشقحاء من آل
حمود الهذلي بعنوان ( نفح العود في نسب آل حمود ) تأليف ولد العم المرحوم بإذن
الله محمد بن سليمان الشقحاء.
افتتاحية
الكتاب بقلم شيخ ( معرف ) العفران من الحتارشة من هذيل بمكة المكرمة هلال بن علي
بن هلال الحتيرشي الهذلي، وكلمة لأخيه محمد بن علي بن هلال الهذلي، ثم مقدمة
المؤلف المرحوم بإذن الله أبو فهد محمد بن سليمان بن علي بن منصور بن محمد آل حمود
العفراني الحتيرشي الهذلي الملقب الشقحاء.
اشتمل
الفصل الأول من الكتاب بيان نسب آل حمود مع التركيز على أسرة الشقحاء ولقب الأسر
العشر المعروفة من آل حمود.
1 – آل حمود
وشهرتهم الشقحاء
2 – آل حمود
وشهرتهم المنصور
3 – آل حمود
وشهرتهم النانيه
4 – آل حمود
وشهرتهم المحيسن
5 – آل حمود
وشهرتهم الجنيني
6 – آل حمود
وشهرتهم العبيد الله
7 – آل حمود
وشهرتهم الموسى
8 – آل حمود
وشهرتهم العويس
9 – آل حمود
وشهرتهم الحمود
10 – آل حمود
وشهرتهم المبعض
مع بعض
الشواهد التاريخية ومعلومات مختصره عن بعض أفراد أسرة الشقحاء.
والفصل
الثاني أورد مقتطف من القصص والأشعار.
الملاحظ
لم اعثر في مراجع الكتاب على كتاب نجديون وراء الحدود تأليف عبد العزيز عبد الغني إبراهيم
وكتاب رجال من الذاكرة للطويان وكتاب أعلام من القصيم للمعارك ولم أجد استشهاد
يأتي على اسم الرحالة ومؤرخ القصيم محمد بن ناصر العبودي.
الكتاب إضافة
علمية ومعرفية عن أسرة الشقحاء إلى كتاب الكتروني عن عائلة الحمود من إعداد محمد
بن عبد الرحمن العويس، رحم الله ولد العم محمد بن سليمان الشقحاء وجمعنا الله به
في أعلى درجات الجنة مع الرسل والأنبياء والصالحين. اللهم أمين.&
*الطبعة الأولى 1430 - 2009 الصفحات 126
الأحد، 17 نوفمبر 2013
18 سنه ونصف تكفي. !
18 سنه ونصف
تكفي. !
حلقة
مثيرة قدمها لنا الإعلامي البارع داوود الشريان؛ من برنامج ( الثامنة ) التلفزيوني
( الأحد 17 / 11 / 1435 ) في قناة أم بي سي ( واحد ) تحدث فيها الموقوف ثمانية عشر
سنه ونصف وليد السناني، طارحا قناعاته الشخصية وموقفه مما حوله.
كرر المقدم
كلمة ( الموقوف ) مما يعني أن وليد السناني، غير مسجون لأنه لم يحاكم ولم يصدر
بحقه حكم شرعي.
18 سنة
ونصف توقيف الا تكفي؛ أتمنى بعد إذاعة الحلقة، تدخل الادعاء العام وتدخل هيئة حقوق
الإنسان.
بل انتظر
تدخل خادم الحرمين الشريفين؛ بإطلاق سراحه دون شروط .!!!
السبت، 9 نوفمبر 2013
قصص قصيرة ( 10 )
قصص قصيرة ( 10 )
محمد المنصور الشقحاء
1 - الثالثة
المقترح جاء من الثالثة حسب
ترتيب المباشرة بالمدرسة النائية، وقد يأسن من النقل إلى المدن التي ينتمين لها،
مع بداية العام الرابع بقرية غارقة في الرمال، يشعل ظلمة ليلها فراشات فسفورية؛
وهديل حمام بري سكن أسطح المنازل وأغصان الأشجار.
جاء السكن في منزل من دور
واحد في مدينة بدو صغيرة، على طريق الرياض الطائف لكل واحده غرفة وصالة جلوس، لا يتجاوز
الطريق التربي الممهد المؤدي للقرية المستظلة بجبال تاريخية تعصف في مغاراتها
الرياح، بها مزارع متناثرة وأبار مسكونة بالجن، والمدرسة الكيلوات الخمسين.
المبنى المستأجر بالمدينة
الصغيرة يملكه شيخ القرية، ومبنى المدرسة بالقرية يملكه شيخ القرية، إضافة إلى
محطة وقود وبقاله في المدينة الصغيرة ومزرعة وزريبة غنم وقطيع من الجمال في
القرية.
تشاركن في شراء سيارة جديدة
بدل المتهالكة التي يقودها سائق اسياوي يعمل بمحطة البترول يملكها صاحب المنزل
استأجرنه لمهامهم الخاصة، ثم تشاركنا في العام الثاني في شراء المنزل المستأجر لما
عرضه مالكه للبيع حتى يزوج ابنته.
لم يحضرن خادمة للنظافة
والطبخ، كما لم يستعجلن في نهاية العام الدراسي الثاني الحصول على خلو طرف من
مديرة المدرسة، في المدرسة يقمن بواجباتهن التربوية والتعليمية، وفي المنزل يمارسن
حقهن في الحياة كما فرضته الحالة التي جمعهم القدر فيها.
وتشاركن في منتصف الأسبوع
الثاني من بداية الفصل الدراسي الأول من العام الثالث، في تأسيس مركز للخدمات
الطلابية، باسم زوج الثالثة الذي جاء فجاءه ليقود السيارة ويساعدهن على تأمين
طلباتهن، معه تم إضافة غرفة ببابين الأول يطل على الصالة والثاني على فناء المنزل
الأمامي.
وفي الأسبوع الأول من الفصل
الدراسي الثاني، وكل واحده تعد كشوف طالبات فصلها ووسائل تحضير الدروس، ثم متابعة
مسلسل تركي في التلفزيون يعرض في الثامنة ليلا، وزوج الثالثة، يتوقع انه أغلق مركز
الخدمات والآن يتناول العشاء في مطعم مسافرين بالمدينة، قبل حضوره.
بعد انتهاء حلقة المسلسل
التركي وقبل انطلاق مسلسل كوري جديد، جاء اقتراح الثالثة مشاركتها في زوجها، وقد
تشاركن في كل شيء حميم وودي، منذ اليوم الأول لوجودهن في الغربة.
رفضن ولكن مع الوقت والثلاث
في صالة الجلوس يتابعن التلفزيون، وقد فرغن من تصحيح الواجبات المدرسية، ابتسمت
الثالثة وهي ترى رفيقتيها في هذه الليلة يتعاقبن دخول غرفة نومها.&
2 - وشم
لما شاهدت زميلتها في العمل الوشم الجديد الذي على بطنها، قالت: لقد رسمته على ذراعي من أجله منذ سنتين، وكنت انتظر دورك يحل بقلق.&
لما شاهدت زميلتها في العمل الوشم الجديد الذي على بطنها، قالت: لقد رسمته على ذراعي من أجله منذ سنتين، وكنت انتظر دورك يحل بقلق.&
3 - ممثله
لم يكن زوجها الذي ينتظرها عند باب العمارة، فقد كان زوج إحدى الحاضرات جاء خروجها مع قدومها، في لقاء نهاية الأسبوع التالي وهن يتابعن ( يوتيب ) جديد، كانت هي تتخلص من عباءتها وغطاء وجهها قبل ركوب السيارة، صوره حارس العمارة.&
لم يكن زوجها الذي ينتظرها عند باب العمارة، فقد كان زوج إحدى الحاضرات جاء خروجها مع قدومها، في لقاء نهاية الأسبوع التالي وهن يتابعن ( يوتيب ) جديد، كانت هي تتخلص من عباءتها وغطاء وجهها قبل ركوب السيارة، صوره حارس العمارة.&
4 - سمكة
أستيقظت على جرس هاتفها النقال، جاء صوته ينتظرها في مركز خدمات الطلاب الذي يملكه، لأخذ البحث الذي طلبت من المركز إعداده، كانت ترتدي بيجامة قطنية من قطعتين وتملك جسدا نحيل لافت للانتباه.
القميص يستر صدرها الصغير المسطح وجزء من بطنها الضامر، والسروال في حجم ورقة التوت.
وجهت السائق للمركز مدت كفها عبر نافذة السيارة لتتناول الأوراق؛ تلفت حوله وطبع قبلة على ظهر يدها.
ابتسمت وعرف أن زوجها مسافر، وان ابنها في رحلة مدرسية، اتفقا على تناول الغداء في مطعم اعتاداه، ركب بجوار السائق.&
أستيقظت على جرس هاتفها النقال، جاء صوته ينتظرها في مركز خدمات الطلاب الذي يملكه، لأخذ البحث الذي طلبت من المركز إعداده، كانت ترتدي بيجامة قطنية من قطعتين وتملك جسدا نحيل لافت للانتباه.
القميص يستر صدرها الصغير المسطح وجزء من بطنها الضامر، والسروال في حجم ورقة التوت.
وجهت السائق للمركز مدت كفها عبر نافذة السيارة لتتناول الأوراق؛ تلفت حوله وطبع قبلة على ظهر يدها.
ابتسمت وعرف أن زوجها مسافر، وان ابنها في رحلة مدرسية، اتفقا على تناول الغداء في مطعم اعتاداه، ركب بجوار السائق.&
5 - شجن
لما لوح لها بكفه لم تتوقف، أوقف السيارة في مواقف المركز التجاري، وجدها تنتظره بالمقهى، عندما خلص من شرح سبب تأخره، تنبه والنادل يطلب قيمة القهوة، أن لا أحد يجلس معه.&
لما لوح لها بكفه لم تتوقف، أوقف السيارة في مواقف المركز التجاري، وجدها تنتظره بالمقهى، عندما خلص من شرح سبب تأخره، تنبه والنادل يطلب قيمة القهوة، أن لا أحد يجلس معه.&
6 - إشراق
توقفت عن السؤال عن والدها الغائب، ولما اجتازت الثانوية وفي قمة النشوة، أرتها والدتها صورة والدها، كان سائق الباص الذي يقلها للمدرسة.&
توقفت عن السؤال عن والدها الغائب، ولما اجتازت الثانوية وفي قمة النشوة، أرتها والدتها صورة والدها، كان سائق الباص الذي يقلها للمدرسة.&
7 - نخاسة
بابتسامة منهكة تناولت أجرتها وغادرت الغرفة، وهي تركب السيارة أخرجت من فتحة صدرها النقود، وسلمتها للسائق الذي لم ينبس بكلمة.&
بابتسامة منهكة تناولت أجرتها وغادرت الغرفة، وهي تركب السيارة أخرجت من فتحة صدرها النقود، وسلمتها للسائق الذي لم ينبس بكلمة.&
قصص قصيرة ( 9 )
قصص
قصيرة ( 9 )
محمد
المنصور الشقحاء
1
- فينوس
قارورة
مشروب مغشوشة عثرت عليها دورية للشرطة في شنطة سيارته، فرضت زواجي به لأني كنت
برفقته تلك الليلة، ثم دخل السجن ستة أشهر وتم فصله من عمله.
وفي
لقاء عائلي سنوي قابلت من نحت أزميله جسدي، فغرقت في مشاهد شريط سينمائي لعشرين
سنة سابقت فيها الريح بكل أفق؛ وتقدم قارورة المشروب ثمن للحظة فقد، في بعض
المناسبات.
قال:
( وأنا أغادر ) أنت كما أنت.!
قلت:
غربتك الطويلة أغلقت منافذ الإحساس.؟
لوح
بكفه المعروقة، شعرت بوهنه والشيب يتخلل شعر رأسه وشاربه الكث؛ ابتسمت وأنا أجد قارورة
المشروب بجواري على مقعد العربة، فأخرجت من حقيبة يدي الصغيرة قلم الروج.&
22
/ 6 / 1434
2
- كولاج
كان
وجدتها جذابة في بداية الأمر، تمتعت بإيقاعها في حبائلي، فتمادت في التفاخر لأكتشف
وصديقي يتحدث عن ألمه، أنها تميز نفسها وبتيه الطبقة التي تنتمي لها. كيف تزدري
المشاعر الهزيلة التي تلاحقها. &
28
/ 9 / 1432
3 - متآكلا بالصمت
في
رحلة قاسية تشكل وجها متآكلا بالوجع، ومع الغضب هام في شوارع المدينة الراقدة في أحضان
جبال السروات جسدا متآكلا بالصمت، تزوج وطلق في عام واحد نعتته بفاقد الرجولة؛ غير
انها لاحقته وهي في الشهر الثاني من العدة بأنها حامل، مع شكه لم يقف أمام تسجيل
ولدها باسمه.
احترف
أعمال كثيرة موظف حكومي سائق سيارة أجرة وحارس في مركز تجاري تعدد أنشطته وقود
هوايته في الرسم ويرفض اعتباره فنان تشكيلي وأن بعض شخبطاته اختارها أصدقاؤه لتكون
تعريفاً لكتب أصدرها النادي الأدبي .
وجاءت
ذات مساء كان يقف في بوابة القادمين في المطار باحثا عن راكب ينقله، تلفتت حولها
ثم جلست في مقاعد الانتظار وخلت الصالة من المسافرين، تحركت على الرصيف قلقة اقترب
منها شيء دفعها للسير بجواره ركبت بصمت السيارة.
عرف
أنها قدمت لتشارك في عزاء أختها التي ماتت بعد معاناة مع المرض، طلبت رقم هاتفه
لتسهيل تنقلها حتى عودتها لمدينتها ومنزلها في الشمال.
في
اليوم الثالث جاء اتصالها أوصلها للسوق لا يدري ماذا تريد، بعد تجوال طال عادت،
عرف إنها تبحث عن شيء فقدته؛ الرابعة عصرا اقترح تناول فنجان من القهوة في منتزه
في أعلى جبال المدينة، لم ينتظر إجابتها فاتجه غربا لم يكن المقهى بعيدا .
في
الصباح وهو يهم بمغادرة الدار جاء اتصالها، كانت ترتب سفرها في مكتب الطيران أكدت
رقم رحلتها، ولفت نظرها حفاوة الموظف، عرفت هوايته فأصرت على زيارة مرسمه، ارتبك
غير إنها حاصرته تجولت بين رسوماته وألوانه شعرت بالرعشة أمام وجه فتاة تشبهها
وطفل ملامحه غريبة .
قال:
زوجتي وابني.
قالت:
نعم ؟
قال:
طليقتي.
وهو
يوصلها طلبت منه قبول دعوتها للعشاء، فرحلتها في العاشرة ليلا تحول هو المضيف نصب
طاولة الأكل بين لوحاته وعلب الألوان، بعد المغرب جاء هاتفها تجول بين شوارع
المدينة وأزقتها المظلمة في وجودية مدمرة؛ في الثامنة كان الاثنان يجلسان على
مقعدي الطاولة، نهضت تفتت كآبة الغرف المعتمة ولتعلن البؤس الذي يمتصها لاحقها
بنظره .
تجاوز
انهزاميته وتذمره باحثا عن الحب شاطرته جنونه في إثبات وجوده ورجولته مع تخل عن
عقلها معرية قشورها لتغوص في أيام طفولتها، أنه الماضي الذي ينتقم من كل شيء، تمرغ
في داخلها إلى حد الموت.
في
المطار دخل معها إلى صالة المسافرين، تناولا مشروبا بارداً والمذيع يعلن توجه
المسافرين إلى بوابة السفر شدت على كفه لتمتص واقعه ومشاعره، ليبدأ المرحلة
الثالثة من حياته. &
4
/ 11 / 1430هـ
4
- متعاون
رفضت
مطالبه فترصد خطواتها، ولما شاهدها مع احدهم تدخل محلا تجاريا وشى بها، لتأخذها
سيارة الشرطة وبعد عشر ساعات؛ اقتنع المحقق أن مرافقها كان أخوها من أمها. &
11
/ 3 / 1433
5
- موجة ضباب داكنة
لما
وقفت أمامه غارقة في الخوف انتظر تبرير حضوره، مد يده وفك حزام البرنس الذي يغطي
جسدي، حدق وقد سرت ابتسامة باهته على وجهه وقال: أمك بالمستشفى ثم انهار
باكيا.&
10
/ 7 / 1433
6 - نداء
لم
أفكر كثيرا فقد كان الموقف جاذبا رغم انشغالنا بمتابعة أخبار حادث مروع تبثه شاشة
التلفزيون، وشأبيب المطر تنداح عبر زجاج المقهى واقتحام نداء يتكرر بين وقت وآخر
في بهاء الفندق.
طلب
احدهم نسخة من كتابي الجديد وفي الممر المؤدي إلى موقف السيارات حيث تقف عربتي
اعترضت طريقي، تبادلنا حديثا غير مترابط سرنا للعربة ومع المطر غادرنا الفندق عبر
حوارنا المتقطع؛ جاء وصف دارها مع إخباري بأنها تبحث عن من تشاركه الحديث.
لم
يستقبلنا احد السكون يخيم على الدار أشعلت الأضواء أنفاس الحياة تكمن في تقاطيع
وجهها وحركة كفها وهي تتحدث، نبهني جرس الهاتف تلفت حولي كنت في فراشي بغرفة
الفندق وشعاع الشمس يضج ألق؛ عبر زجاج النافذة. &
8
/ 2 / 1432
7
- نبتة الشيطان
في
الثانية صباحا عدت ومرافقيني الثلاثة للفندق، وأنا افتح باب الغرفة جاء جرس
الهاتف، كانت نائب رئيس الوفد تسألني عن ملاحظاتي على البيان الختامي للمؤتمر،
استأذنتها الحضور لغرفتها لمزيد من التدقيق؛ وبعد الانتهاء من تدوين الملاحظات
شعرت أن هناك مشروعا آخر، صاغه وهمها حتى تصدق ذاكرتها بطريقة أفضل.
تنبهت من النوم على جرس منبه الهاتف فغادرت
الغرفة متوجها إلى مقر الجهة الراعية للمؤتمر؛ كانت تشارك باقي أعضاء الوفد قبل
انطلاق الجلسة الختامية مناقشة الملاحظات، وبعد إقرار البيان الختامي ونحن نتوزع
على طاولات المطعم اقتعدت الكرسي الثاني في طاولتي، وبعد صمت لم يطل.
قالت:
لقبك وجزء من اسمك يسكن أعماقي
قلت:
إنها المرة الأولى التي نلتقي
قالت:
ومع ذلك أعرفك
استرسلت
في الحديث بجمل غير مترابطة وبكلمات راديكالية جافة، وفي الطائرة أخذت أصيغ جوانب
يتم استرجاعها من تاريخ عائلتي، وتذكرته شقيق جدتي لأمي رجل الأعمال العصامي، وصل
قمة الهرم اقتصاديا ولما فكر أن يتزوج وقد تجاوز الأربعين غرق في صراعات عائلته.
هاجر مغاضبا إلى جده وفي حفل بأحد الفنادق التقى
بأمها زوجة دبلوماسي حلق بعيدا، ليجد فيها التطلع والإذن التي تسمع والصوت الذي
يناقشه، اعتبرها مستشاره الخاص ومن خلالها استفاد من علاقات زوجها الدبلوماسية في
الحصول على وكالات شركات أوربية، وليكتشف حملها قبل انتقالها مع زوجها إلى سفارة بشمال أفريقيا، استنتجت وأنا اهبط سلم الطائرة أن
نائب رئيس الوفد قد تكون ابنته.&
26
/ 1 / 1434
الخميس، 7 نوفمبر 2013
جمعيات ومؤسسات خيرية خاصة من ورق.!
جمعيات
ومؤسسات خيرية خاصة من ورق.!
محمد
المنصور الشقحاء:
لدينا أكثر
من ثلاثمائة ( 300 ) جمعية ومؤسسة خيرية خاصة لأسر وشخصيات معروفه، تتصدر أخبارها الصحف
منها من يقدم مولد كهرباء لإنارة هجرة ومنها من يوزع قناني مياه في شهر رمضان وآخرها
خبر توزيع وجبات خفيفة في الحج.
كلنا على
دراية إن هذه المؤسسات الخاصة قصد بها الخير ومساعدة الفقراء والمساكين، ولكن تحولت
مع الوقت إلى ناشط دعائي لمؤسسات من تحمل اسمه التجارية بكل ما تحمل التجارة من
ابتزاز وخداع وسرقة.
كما أنها
هذه الجمعيات الخيرية والمؤسسات الخيرية استغلت الخطاب الديني، لتأكيد دورها الإنساني
في حفلات عامة ومناسبات خاصة غير بريئة.
نحن
اليوم بسبب المنح الوهمية واستقطاع مساحات وسعة من الأرض، وتعثر منح خريجي الجامعة
ارض ومنافسات بيع المخططات في غياب رقابة الدولة ومسئوليها.
الإسلام
لم يحتكر الماء والكلاء والمسكن: اليوم الماء يباع والكلاء يسوره رجل مقتدر لرعي
جماله وبقره وغنمه، والأرض توقف الجهات الرسمية المحتاج ولا تحاسب صاحب الصك الزيف
و المستخرج بأمر ملكي.
إذا كان
صاحب الجمعية الخيرية الخاصة ( او ورثته ) يريد البرء مما اقترف بل من أخطاء الأبناء والبنات والخدم من
حملة المباخر وسم طال عمرك وموظفي تزييف السجلات عليهم النظر في حاجة
الفقير المسكين اليوم.
إن
الفقير والمسكين اليوم بحاجة لبيت ينام هو وأولاده تحت سقفه، فلو إن مجلس إدارة
الجمعية الخيرية الخاصة أو المؤسسة الخيرية الخاصة أدرج في ميزانية مشروعها الخيري السنوي الدعائي
تأمين ( 10 ) عشرة بيوت لأسرة فقيرة.
لكان أجدى
من النشرات وحفلات العمل الوهمي واعتماد خطة عمل غير منفذة ولكن تعتمد على الورق
وتحلق بها الصحف وتلهج بها السنة دعاة البشوت.
التقوى
وصلاح النية لم تعد هدف. إنما حسبنا الله ونعم الوكيل.&
الأربعاء، 6 نوفمبر 2013
ضياع الحقوق ووزارة المالية
ضياع الحقوق ووزارة المالية
محمد المنصور الشقحاء:
في جريدة الرياض ( الأربعاء 3
محرم 1435 العدد 16571 ) مقال جيد بعنوان ( حقوق العسكريين المتقاعدين ووزارة
المالية ) كتبه محمد بن سعد الجذلاني؛ عن قضايا العسكريين المتقاعدين في القضاء
لاستعادة حقوقهم المالية الموقوفة.
ناقش الكاتب الحالة من ناحية
قانونية، وأتهم وزارة المالية أنها تعطل حق شرعي يحميه النظام، وأشار إلى مخصصات
حرم العسكري التقاعد منها عند تسوية حقوقه العامة، حتى يتم صرف معاش التقاعد.
وبما أن الأستاذ محمد بن سعد
الجذلاني، ناقش هذا الأمر قانونيا فلما نسي أن وزارة الدفاع هي السبب في حرمان
العسكري من حقوقه المادية.
إذ هي الجهة التي تطوي قيد
العسكري؛ وفق مواد نظام التقاعد العسكري، وهي من خلال إدارتها المالية تحسب سنوات
الخدمة، وتقرر الحقوق ثم تحدد ما يصرف عن الإجازات، ومبلغ معاش التقاعد.
ليس دفاعا عن وزارة المالية (
المشهور عنها تأخر صرف الحقوق المالية بدعوى الدراسة ) إنما الكاتب التبس عليه
الأمر وهو الحقوقي الواعي بالأنظمة والقوانين الشرعية والمدنية، وزارة المالية
خزنة ( صندوق ) الدولة تكتب الشيكات وتعتمد المبالغ المنصرفة على ضوء ما يصلها من
أوراق.
إنما الذي أعرف أن هناك إشكالات
قانونية في بعض قطاعات وزارة الدفاع، في اعتماد المخصصات للعسكري وهو على رأس
العمل، ولما يتقاعد وقد فشلت كل محاولاته في أخذ حقوقه المالية، يتقدم للقضاء،
وهنا تتراجع وزارة الدفاع وتقر انه يستحقها.
ملاحظ هذا من قطاع لأخر في
وزارة الدفاع الاجتهاد المعطل، ولذلك يسعى البعض إلى أن يكون في قطاع معين لمعرفته
أنه لا يستفسر؛ فقيادته تقرر بوعي منح العسكري حقوقه المادية والمعنوية.
فعلا ( العسكريون بجميع فئاتهم،
ومختلف رتبهم، وتنوع اختصاصاتهم، من أبناء الوطن ) خصمهم هنا وزارة الدفاع، وهي من
خلال موظف بها تأكل حق مواطن خدم الوطن، وبالله التوفيق.&
الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013
قصص قصيرة ( 8 )
قصص
قصيرة ( 8 )
محمد
المنصور الشقحاء
1
- ِسفرُ الزهور الصفراء
نحن
نستطيع رؤية الأشياء ولمسها، قضيتي وفق نظام اجتماعي غارق في الخصوصية. مجتمع غير
طبقي تشكله الأسرة والعائلة ورابطة النسب؛ زيادة دخلي المادي والاستفادة من كل
الفرص التي تعترض طريقي، ملتمسا الطعام ولو في الكهوف المظلمة.
جاء
اتصاله في العاشرة صباحا بمهمة جديدة، نقل ضيوفه إلى مزرعته في عشيرة شمال الطائف
لتناول طعام الغداء وقضاء بعض الوقت بين الأشجار وخرير المياه، كان الضيوف سيدة
وابنها في الخامسة من العمر مع مرافقاتها الثلاث.
طريقنا
الذي لم يستغرق الساعة، تجاوزنا وحشته بحديث متقطع تبتدره السيدة الجالسة في
المقعد الأمامي مع ابنها ثم تشركنا عنوة فيه، وفي الثانية عشرة ظهرا جاء مع طعام
الغداء، وبعد تناول الشاي قامت أصغرهن بأخذ الطفل ومغادرة المكان، واختفت السيدة
مع الأخرى بينما العجوز أسبلت جفنيها وارتفع شخيرها، كنت الجالس الوحيد وأمامي
الفضاء وندف السحب.
قمت
متلفتا حولي وقد تسرب الملل إلى أعماقي، واندغمت في ممرات المزرعة ارتب أفكاري
لأجد الطفل والفتاة يجلسان على حافة بركة ماء تتسرب منها مسارات سقي مربعات تم
حرثها وأخرى مزروعة بأشجار فاكهة الصيف، توقفا عن خوض المياه بكفيهم عند اقترابي؛ ولتجاوز
أفكاري حطمت حمى التوتر فحملت الطفل وحاولت غمس قدميه بالماء وقد ارتفع احتجاج
الفتاة ففجر قلقها وصخبها يقيني الموحش بالتيه فتعانق حديثنا شوقا طهرته الصبوة.
في
الخامسة مساء أعدتهن للدار التي نقلتهن منها بحي شهار، وفي ظهيرة اليوم الثاني جاء
اتصاله بأن علي إيصال ضيوفه إلى جده حيث أنهن وافقن على أن أكون قائد رحلة العودة،
عرفت أثناء الطريق إنهن من حاشية زوجة شخصية سياسية واقتصادية، يتولى صديقي إدارة أعماله
في الطائف.
ونحن
نلج القصر في جدة قالت الفتاة للعجوز إن عليها تبديل ملابسها، واقترحت أنني من سوف
يحقق مطلبها ومع اعتراض العجوز وافقت؛ والتفتت نحوي هامسة بسرعة أرجوك فلا احتمل غضب
العمة، أحيانا اللغة قادرة على تحقيق التماثل بين شخصين غير عابئة بالمكان والموقف
متجاوزة لعبة الخداع معتمدة على حاجات الآخرين وقدرتهم على الفعل.
طلبت
مني مرافقتها وأنا احمل حقيبة جلدية متوسطة الحجم، لتشكل اللحظة قصة خرافية في
سياق تراكم انضغاط زماني ومكاني مفرغ من قوة التخيل، لتشع شمس الحقيقة وفق مسميات
ومعلومات لفضية تصل انحباس اتصال. كل ما يحتاجه حركة معينه تطلق شرارة الوجود،
فكانت الفتاة الشفرة المفهومة بين كل ما حصل، دفعتني إلى امتلاك جسدها وحرث
تفاصيلها الصغيرة بمهاراتها المكتسبة من مخالطتها سكان القصر حيث تعمل أمها دادا
نفيسة التي تربت العمة في أحضانها في بيت أسرتها بالرياض؛ وأصرت على إن ترافقها في
منزلها بجدة كأم وراعية لشئونها الخاصة.
وهي
تترجل من العربة قالت: سوف تكتشف رائحتك وتشم عرق جسدك عندما اقترب منها وهذه طاقة
تكتسب أهمية إضافية في الصراع، لم افهم مقصدها وأنا استعجل الفرار بحثا عن مسحة من
المواساة الروحية في مكان عام اعتدته؛ تهدئ زواياه روع المشاعر الممزقة التي
اجتاحتني .
وأنا
في حمى تحليل ما يوجد حولي في توافق قدرات ومعرفة اكسب بها خبرة في مجال سوق معارض
السيارات وذكاء الشريطية في البيع والشراء، عثر علي صديقي الذي انقطعت أخباره
لسفره للعلاج من مرض الم به على حساب سيده، بعد فشله في الحصول على أمر علاج من
وزارة الصحة بسبب عدم قناعة اللجنة الطبية المركزية بحالته، وصرخ في منفعلا: لقد أمرضتني
العمة تبحث عنك.
بعد
جدل واستفسار للموضوع اخرج من جيبه ألف ريال وهو يقول هامسا: بنزين السيارة
ومصاريف الطريق، التساؤلات لا أهمية لها الآن وقد اجتزت نصف الطريق المؤدي إلى
جده، السذاجة دفعتني إلى المنزل الذي عرفت أن الفتاة وأمها وبعض العاملين في القصر
يقيمون فيه والمكون من طوابق ثلاث وشقق تعج بالسكان.
طرقت
باب الشقة التي لم يغب رقمها عن ذاكرتي تأخر الرد فكررت الطرق لينفرج الباب عن وجه
لم اعرفه قال: نعم قلت: حامد. دققت النظر في ثم انسحبت تاركة الباب مشرعا العتمة
تضيع معالم المكان فأخذت أركز على مخزون الذاكرة منقبا عن المعلومات التي كسبتها
في زيارتي السابقة.
لأجدها
تجلس على احد مقاعد غرفة الاستقبال
قالت:
تأخرت
قلت:
ضيعت معالم الطريق
قالت:
هل علمت أن فاطمة حامل
قلت:
من
قالت:
أختي الصغيرة
قلت:
كيف تريديني أن اعرف وأنا لا اعرفها
قالت:
ألا يذكرك المكان بها
كانت
هذه نقطة حساسة نبهت مشاعري التي كانت حتى هذه اللحظة خارج الزمن اعتبر دائما أنني
في مكان أخر وان كل لحظة خاصة إنما هي بلا أهمية.
قلت:
بلا
لم
يكن هناك احد كانت ترتب للأتي: زوجه منذ عشر سنوات فشلت كل محاولاتها في الحمل، فقد
جدفت بكل طاقتها والآن بعد حمل فاطمة سوف
تجرب محاولة أخرى شعرت بنفسها حمقاء ومزاجها العكر ينفر الأشياء الجميلة التي
نسقتها بعذوبة متوحشة فوق ارض بور. لتتفجر حمى اللحظات الأخيرة، انشرحت أساريرها
فأشرقت ملامحها الصارمة مرحا وشبابا.
رافقت
صديقي في رحلته العلاجية الثانية التي استمرت أشهر ستة، تجاوز فيها مرحلة الخطر
وعاد صوته الجهوري يقلق صمتي ويشاغب بحروفه النحاسية الثلج المتراكم في أعماقي،
الذي خلفه رحيل عاملة بالمستشفى تم فصلها بعد اتهامها بتكوين علاقات جنسية مع مرضى
معينين تبتزهم، لم أجد هذا في علاقتي بها والتي تأتي وفق انبثاق خاص إنها الربة
الطيبة وعذراء المكان الرائعة. ولده تجانس فكري نماه حرصي على إتقان لغة أجنبية
استعين بها في ركضي وشعوري إنها أجمل واحدة في مجموعة العاملين بالمستشفى.
لما
عدنا للطائف كان الشتاء يخيم على المدينة بشوارعها الخالية من الحركة وناسها
ألمقطبي الوجوه، ليها تفني صديقي في ساعة متأخرة من الليل بأن عمه أخيرا رزق بابن،
فر النوم من عيني وتذكرت فاطمة بنت الطبيعة الطيبة؛ الفتاة البائسة وهي تلوي أصابعها
وتلوح بكفها رفضا لواقعها، غضب وإحساس بالفضيحة طوقني، غادرت الدار ركبت سيارتي لا
ادري وجهتي لأتوقف عند مقهى مسافرين صغير تلفت حولي وطلبت من النادل كوب شاي. بعض
المسافرين حولي وحديث متقطع هنا وهناك، لأتنبه على صوت النادل يطلب ثمن الشاي، عدت
أدراجي وشمس الصباح بأشعتها الذهبية تنير الطريق، عدت للدار وصوت أمي ينساب عبر
الجدران، كانت تطوي سجادتها رمقتني بنظرة وجله قبلت رأسها ودخلت الفراش.
8
/ 9 / 1432
2
- شــذرة
كما هي الرؤيا شعرت بها تقف في وسط الغرفة، جاءت
كما كانت عندما أوقفني رجال الشرطة ولم يتبق على الطائف المدينة المكان والناس سوى
مائة وخمسين كيلومتر، سيارتها ارتطمت بحاجز الطريق الأسمنتي في محاولة من السائق
تجنب الاصطدام بقطيع من الأغنام انبثق فجأة، زوجها المكلف بمهمة عمل في مكة
المكرمة دفعها إلى مشاركته الطريق.
ترددت
في نقل الاثنين فأنا عائد من الرياض بعد فشل إقناع زوجتي الثالثة التي اختارتني
لمظهري بعد معرفتها بفشل تجربتين ان يستمر زواجنا الذي لم يكتمل عامه الأول.
لما
دخلنا الطائف في الثالثة صباحا البرد والضباب يركضان في الشوارع الخالية، أقنعتها
وزوجها بقضاء بقية الوقت في سكني المكون من غرفة وصالة جلوس ومطبخ أكن فيها منذ
شعرت أنني مختلف؛ زهد في أشياء كثيرة من الموجودات.
مع
ارتفاع صوت المؤذن ينادي لصلاة الظهر، لم يكن هناك أحد فقلبت هاتفي الجوال الذي
توقف نبضه بسبب انتهاء البطارية، كنت أرقد على الأرض في الصالة أمام التلفزيون
وخلفي دولاب الكتب التي تشاركني قلقي.
هنا
أشعر أنني أملك نفوذاً معه أصرف النفوس وكشف العلوم التي تعسر على الآخرين، فوجدت
لنفسي الحظوة التي تتجاوز الذلة ولا تشعر بالحاجة، دخلت الحمام وانسكب الماء على
جسدي، بدلت ملابسي وخرجت مع ارتفاع صوت المؤذن يقيم الصلاة، وفي المكتب طرح رئيس
القسم بعض الأسئلة وقد استفسر رجل أمن بالهاتف عن وجودي.
قبل
انتفاء الأسئلة وإكمال باقي ساعات العمل، تذكرت هاتفي النقال فتشت جيوبي وتذكرت أني
ربطته بالشاحن لإعادة الروح إليه.
تذكرتها
كانت رفيقة باقي الطريق منذ شهر، ترتدي قميص بيجامتي البيضاء المخطط، يغطي نصفها
العلوي وجزء من وسطها، طرفا القميص ينفرجان عن سرها وسروالها الداخلي، بشرتها
السمراء لا تفصح عن أنها تجاوزت الأربعين نظارتها تزهو ، اقتربت من مكاني لينبثق
من جدران الغرفة شعاع أبيض تتطاير فيه فراشات وندف بيضاء وقصاصات ورق ملون.
مرآة
الوجود تختصر انتظاري وتطلق نقاء أعماق الكشف التي حبسها الذوق لانعدام الفكر
الصحيح، قررت وحركتها توجد الحرارة أن تشعره بوجوده حتى يختار بملء حريته، إنما هنا
عليها أن تفعل، رفت جفونها قليلا ومطت شفتيها، شعرت بغصة في حلقي، لا لم يكن من
الممكن أن أستسلم لهذه الرؤيا التي قد تترك على الفور في الفم طعما زائفا.
تجاوزت
رد فعلي الأول؛ أحاول إقناع نفسي أن حقيقة اللحظة البسيطة الخوف لا الظروف
المصاحبة، كنت أعرف أن التفصيلات أكثر شناعة، والزمن مغالطة كبيرة والعطاء والمنع
تتم وفق المقام الذي معه جاء التشكل.
أنفاسها
تلفحني وحديثها يرتقي بنا إلى حالة اندماج وينساب نهر النور صاعدا مع تصاعد أنفاسي،
رن جرس المنبه فتحت عيني، النور يشع، قميص البيجاما معلق مع باقي الملابس في
المشجب، جلست على طرف الفراش خالي الوفاض واتجهت إلى الحمام لفت نظري برودته
والبخار المتصاعد من الجدران كما الضباب.
في
المكتب ناولني المراسل مغلف قال ان رئيس القسم تسلمه، فتحته كانت صورة صك المحكمة
بطلاق زوجتي الثالثة، ورسالة غير موقعة من رجل أوصلته ذات يوم يخبرني أنه ميت منذ عام
ستمائة وستة وخمسون، عندها تذكرت أنني غير موجود ولم يعد أي شيء يفصلني عن نفسي .&
16
/ 10 / 1430 هـ
3 - صوت
كان
صوتها ينم عن قدر من العصبية،عبرت لحظة صمت قبل أن تترجل مع العربة لاحقة
بمرافقتها، تموجات صوتها تقاطع البهجة المفعمة بالرقة والحنو التي تلتمع في
عينيها، لم تأخذ باقي الخمسين فالمشوار كان بثلاثين ريال، لما عدت للموقف في
المركز التجاري؛ تجدد الصوت ليركب في المقعد الخلفي امرأة وطفل في الرابعة.&
28
/ 6 / 1433
4 - ضغث نبات متسلق
وأنا
أتابع مباراة في كرة القدم عبر منافسات اولمبياد لندن وحيدا في غرفة التلفزيون
بمنزلنا، طلبت مني أمي وهي تحمل كرتونا صغير بين يديها مغلق بإحكام، أن أوصله
لجارتنا الساكنة بالدور الأول من منزلنا وتشارك والدتي العمل بمدرسة ابتدائية للبنات
بحي الشرقية، ماطلتها بدعوى انتظار نهاية الشوط الأول فجلست بجواري وقبع الكرتون
في حضنها، ومع نهاية الشوط الأول التفت نحوها ثم وقفت وحملت الكرتون، جارتنا معلمة
لها أربعة أعوام تقيم مع ابنيها وابنتها بينما زوجها يأتي عصر الأربعاء لقضاء يومي
الخميس والجمعة وتختفي أيام الإجازات، قرعت الباب ففتحته الابنة ذات السنوات
الأربع طلبت منها أخذ الكرتون فرفضت، وأنا أجادلها أقبلت الأم بثوب الحمام الأحمر الطويل
وقد لفت شعر رأسها بفوطة بيضاء، جاء وقوفها أمامي بهذا الشكل صادما فتراجعت إلى
الوراء وتوقفت مع ابتسامتها الصغيرة محدقا فيها.
قالت:
شكلي خوفك
قلت:
نعم
قالت:
أي أنا جنية
وهي
تتناول الكرتون شممت رائحة الصابون وعطر الحمام، فلم أغادر مكاني وهي لم تغلق
الباب ولم تتوقف عن التحديق.
قلت:
رفضت ابنتك اخذ الكرتون
قالت:
زعلانه لأن أخويها مع أبوهم في السوق
قالت:
سلم على أمك
لم
انبس بكلمة ولم تطلب هي مني الانصراف، وأمام ابتسامتها وشكلها ورائحة الصابون
انشغل عقلي فولد الجراءة التي اعتدتها بصفتي مسئول الإذاعة المدرسية.
قلت:
سروالك لونه ابيض
صدمها
السؤال فأغمضت عينيها ووضعت الكرتون الذي تحمله على الأرض، وتراجعت خطوه للوراء
وفتحت رباط ثوب الحمام كاشفة جسدها الأسمر الرشيق والمبهر بمكوناته، ونزعت الفوطة
التي تلفها حول رأسها ليتهدل شعرها الطويل المبلل بالماء؛ وقد انطبق البرنس على
جسدها، أمرتني بحمل الكرتون والسير خلفها انصعت مع سكينة تلبستني؛ الطفلة في صالة
الجلوس تتابع الرسوم المتحركة في التلفزيون، ولجت إحدى الغرف وطلبت مني ترك الكرتون
على طاولة تقبع في وسطها، ومع العتمة اقتحمت عذريتي في تعبير قاس عن نقمتها
وتذمرها من حالة كادت أن تدمر حياتها، فغصت في نفق الظلماء، أمام الباب وابتسامة
صغيرة على وجهها زرعت قبله على خدي؛
انبثقت لحظتها أريانا ابنة مينوس إحدى بطلات الأساطير اليونانية تنافس في فعلها الفتاة التي خطفها الجني كما
جاء في كتاب ألف ليلة وليلة.
تجولت في الشوارع بسيارتي؛ الطائف بشوارعها الضيقة
والسوداء المكتظة بالمحلات التجارية وسياراتها والمشاة بتنوعهم وصراخهم صور غائمة،
وشارع خالد بن الوليد بتشكيله العجيب يمتد أمامي، متجاوزا أسواق العنقري وحي وادي
النمل وخليطه المقلق سكان من كل العالم بسحنهم البيضاء والسوداء ولهجاتهم المختلفة
ولغتهم حسب كل عرق ونشاط سري، واتجهت إلى مقهى في شرق المدينة بمدخل معارض بيع
السيارات، التقي فيه بعض زملاء الدراسة وأصدقاء الحي نلعب البلوت وندخن، في
العاشرة ليلا عدت للدار أترقب من يوبخني ويلقي بكل سياط العذاب في وجهي؛ وتنبهت لا
احد فالجميع سافر بعد تناول الغداء إلى مكة
للمشاركة في عزاء قريب لوالدي والدته توفت.
ونحن على طاولة العشاء ومن حديث والدتي فيما يهم
الأسرة عرفت إن زميلتها الغائبة بسبب إجازة نهاية العام الدراسي التي التقتها في
بيت المتوفاة، جاء اسمها في حركة نقل المعلمات وتحقق طلبها لتكون بجوار زوجها في
مكة، شعرت بمغص شديد يمزق أمعائي معه تم نقلي للمستشفى كان اشتباه التهاب الزائدة
الدودية فمنحت بعد رقابة لمدة نصف ساعة مسكن، ونحن في السيارة عائدا للدار قالت
أمي: سميرة تقولك سلامتك وفي الواحدة بعد منتصف الليل وأنا في فراشي بغرفة النوم
كانت سميرة تجلس على طرف الفراش تتحدث عن أخبارها الجديدة وفي الثانية غادرت،
تنبهت من النوم وأنا اشعر بجفاف حلقي وعطش شديد فغادرت غرفتي متجها للمطبخ، وجدت
أمي تجلس خلف طاولة المطبخ الصغيرة تتجرع الماء، حدقت في وغادرت المطبخ بصمت .&
16
/ 10 / 1433
5 - عندما نتذكر الأشكال العادية
شعرت أن من سعى لطباعة كتابها الأول في
النادي الأدبي، يتاجر باسمها لرسم هالة لصور لم تحدث؛ فلما دعيت للمشاركة في ندوة
أدبية عبر لقاء منبري مع طالبات الأقسام الأدبية بالجامعة تجاهلته في حديثها، وإذ
بها في حلقة جديدة من مقاله الشهري في الملحق الثقافي بالجريدة اليومية؛ ذات نص
ساذج ومفكك وغير مستقر لغويا؛ وفي معرض الكتاب الدولي بالرياض لما التقيا عند
الدار التي تنشر كتبه ونشرت كتابها الثاني أهدته نسخة من الكتاب، فجاء اعتذار
الملحق الثقافي الذي نشر خبر إصدارها مع تقريظ المحرر، بأن الكاتب أعتذر عن اختفاء
الحلقة الجديدة من مقاله لأنه مسافر.&
14
/ 7 / 1433
6
- فأر التجارب
في
حفل عشاء خاص باستراحة شمال الرياض، تأكد مسعاي بأن أجتاح جسد زينب أستاذ علم
النفس بالجامعة الأهلية، وهي تتألق ببساطتها كنجمة حفل أعضاء القسم من الجنسين
بمظهرها وحديثها وقربها ن الجميع، بعد أن استفزني استحواذها على وقت نائب مدير
الجامعة الذي حضر لدقائق مجاملة لكبير اساتذة القسم المحتفل بأفراد عائلته القادمة
من مصر للبقاء طيلة الصيف بسبب فصل دراسي صيفي؛ اعتمده مجلس ادارة الجامعة وفقا
لرغبة مجموعة من الطلاب.
عند
المغادرة لبى البعض دعوتي للتوصيل في طريق عودتي، التقت نظراتي ببحثها عن زميلتها التي
حضرت معها، تابعتها حتى عثرت عليها ثم التقينا عند الباب.
قلت:
اتمنى توصيلك . . ثم !
فاجأها
قولي المختصر المعلن امام من حولنا بما تحت السطور من بعد( ثم ) فتوقفت عن الكلام
مددت كفي مشيرا لسيارتي وقد وقف بجوارها البعض، لحقت بي وجلست في المقعد الأمامي
عرفت أن زوجها مسافر في رحلة عمل منذ أيام، بعد ان اوصلت مرافقينا وعدنا ادراجنا
للعمارة التي نتشارك السكن في شققها، والتي تمتلكها الشركة التي أسستها الجامعة.
قلت:
أمي تقيم معي وهي الأن عند أختي المريضة
طال
وقوفها في المدخل تستعرض الصور واللوحات المعلقة، ثم جلست بعد ان خلعت عباءتها
وحررت شعر رأسها من الوشاح الملتف حوله، جلست بجوارها واشعلت التلفزيون رائحتها
تتسرب الى زوايا المكان، وظعت كفي اليسرى على فخذها شيء فيها اهتز، قربت فمي من
عنقها زارعا قبلة سريعة وقمت خشية ردة فعلها.
قالت:
ليه وهي تمسد شعر رأسها
وقفت
وهي تحدق في مددت ذراعي وطوقتها دسست وجهي في صدرها تقاسيم وجهها الهاديء ومكونات
جسدها وقلق اللحظة وفرا خطوتنا التالية التي اكده استسلامها مما شجعني على التمادي
والتنقل من خطوة لآخرى، كانت وفق رضاها مساحة حرة في حديقة غناء بنسيمها وأريجها
وموسيقى هادئة تنساب من مكان بعيد تشاركنا غيابنا.
وهي
تستعد للمغادرة قالت: أشعر أنك صدتني وان كنت علميا أتقمص دور الصياد.!
قلت:
بل روحك اشعلت كل هواجس الأنتظار فنصبت شباكي
قالت:
وابنة العميد
قلت:
مؤخرتها نقطة جذب
وهي
تلتف حولها قالت: وانا
قلت:
روابيك غنية بالحياة
وامام
الباب وبعد عناق وقبلة طويلة؛ قلت: هل تقدميني لها
وجاء
هاتفها بعد مغرب اليوم الثالث؛ كانت كلمة واحدة قالت: انتظرك
ارتديت
افضل ثيابي وتحلقت وتعطرت؛ فتح الباب زوجها المحاسب في الادارة المالية، التي هي
من الأقسام التي اشرف عليها بصفتي مدير عام الشئون الادارية ولمالية بالجامعة،
عرفني على ضيوفه كان العميد وزوجته وابنه حسن وابنته سكينه ولأعرف اثناء الحديث
انه شقيق الزوجة.
جاء
جلوسي على طاولة العشاء بين زينب وسكينة، وجاء الأبن وزوجها قبالته بينما العميد
وزوجته عل طرفي الطاولة متقابلين، شعرت انها كانت تحت الطولة تمارس لعبتها مع
الأبن الذي لمحت ارتباكه مما شجعني على الحديث عن بعض المواقف الطريفة في العمل،
ومع اندماجي كانت كفي تقبع بسكينة وهدوء بعض اللحظات على فخذ الفتاة التي ترتدي
بنطلون جنز، مما يدفعها الى التحديق في فأتنبه اسحب كفي.
ونحن
جلوس في الصالة أمام التلفزيون استأذن العميد فطلبت زينب بقاء سكينة وحسن وبعد
تدخل الزوج بأنه سوف يوصلهم اذا اقتضى الأمر، ونحن الأربعة نعلق على المشاهد في
التلفزيون ونتحدث في لغط عن جوانب من اهتمامنا، رن هاتف الزوج وغادر مؤكدا عودته
بعد نصف ساعة.
قالت
زينب وهي توزع نظراتها بيني وبين سكينة: لما لاتفرج سكينة على مكتبتك التي
محتوياتها تتفق مع مولها ودراستها الجامعية.
قال
حسن: فكرة انما في وقت أخر
وتواصل
الحديث لترف سكينة اني اسكن ذات البناية، معها تشجعت فأمسكت بكفها وسحبتها خلفي.
قالت:
الا يوجد احد
قلت:
أمي مسافرة
ولما
دخلنا غرفة المكتب اخذت تتفحص عناوين الكتب واشرطة الحاسب؛ كنت اقف بجوارها شارحا
ومعلقا، ثم انحرك حولها ملامسا مؤخرتها ولم يقلقها التصاقي بجسدها ولما جلست خلف
المكتب؛ مشعلا جهاز الحاسب اجلستها في حظني لنتابع الملفات وعناوين الأبحاث
المخزنة وانفاسي تلفح عنقها وكفي الثانية تربض بسكون على فخذها.
خزنت
مدونتها واستعرضت بعض صورها وصور زملائها بالجامعة وانها في السنة النهائية من احد
اقسام كلية التجارة، وهي تعيد عرض الصور طبعت قبلة على عنقها معها رن جرس الباب
لما فتحته كان اخيها دعوته للدخول فأعتذر ولتأتي ومعها أحد الكتب.
ولما
عادت امي كنت اختلس بعض الوقت لتجديد اللقاء بزينب في شقتها، وقت غياب زوجها في
متابعته لأعماله خارج الرياض وقد استغل وظيفته بالجامعة كمحاسب في اعماله الخاصة،
شيء فيها يتجدد عند كل لقاء وعطاؤها يخترق مسامي ومعه اصبحت طوع بنانها، فغدوت
وسيط ينفذ مطالبها ويسهل مشاريع زوجها.
في
ليلة طلبت مني دعوتها للعشاء في مطعم عائلي فاخر حتى تعرفني على احدى صديقاتها،
كانت الصديقة احدى منسوبات الجامعة طالبة ماجستير تنتمي لي بصلة قرابة من عائلة
تقيم خارج الرياض، لفت نظري تقارب الأثنتين وتبادلهم الحديث الهامس ومشاهدة رسائل
الهاتف النقال، اختبرت دوري في اللقاء وأنا انهض من مقعدي بدعوى الذهاب للحمام ان
انحنيت على الضيفة وقبلت عنقها، معه لمحت انفعال الأستاذة.
قلت:
وانا اغادر الشقة فاضية امي سافرت البارح .!
ولما
عدت وجدت الترحيب فسلكنا طريقنا، في الصالة وامام التلفزيون تواصل حديثنا ولاجد
الاثنتين وقد التحمتا في عناق معه تأكد مثيلية الأستاذة ولما انهارتا امسكت بذراع
الضيفة ولما وقفت طوقتها بذراعي وانا ادفها عنوه للحظة لم تستطع مقاومتها مستبيحا
تصدعها وانبهار الاستاذة.
لم
يعد اسم الفتاة يتسلق حديثنا للشيء مجهول انسلخ وجودها ن عبثنا، وكلفت بمهمة فحص
عقود اعضاء هيئة التدريس الجدد وبعض تخصصات العمل وقد تقدم البعض بالأستقالة فكان
علي السفر للقاهرة؛ مما لفت ظري زوج الأستاذة ان اخته ترتب ذلك مع مكتب علاقات
عامة ومركز ابحاث تشارك زوجها العميد فيه.
في
المطار كانت الأم مع ابنتها في انتظاري وتابعا اكمال حجز جناح الفندق الذي تم
الحجز فيه، بقيت الأبنة عند قسم الأستقبال وشاركتني الأم المصعد مع الموظف الذي
ارشدني للغرفة وعرفت منها بعض الترتيبات التي علي الاطلاع عليها في العاشرة من
صباح الغد.
نبهني
من النوم صوت الأبنه وانها مع سائق مكتب الأبحاث تنتظرني، طلبت منها الصعود لاأدري
كيف خرجت الدعوة وعاتبت نفسي على تسرعي والمء ينهال على جسدي، وانا اكمل ارتداء
ملابسي كان الباب يقرع كانت الأبنة دعوتها للدخول حتى اكمل استعدادي، وعند باب
الخروج تمهلت حتى وقفت بجواري شابكت اصابع كفي بأصابعها ودفعتها الى الجدار وانا
امص شفتيها لم تقاوم حركتي المفاجئة وتذكرت السائق ابتعدت عنها ولمحت ابتسامة
صغيرة على وجهها وفي المصعد كانت كفها تعانق كفي ولم تطلقها حتى ركبنا السيارة.
ونحن
مع اثنين من موظفي المكتب بعد عشاء اقامته لي زوجة العميد كنا نتفحص الملفات
والأسماء.
قال
حسن: وهو يرفع ملف احدى المتقدمات ارجوكم قبولها
قلت:
من
قال:
اخت زميلي وصديقي
قلت:
وما علاقتك بها محولا استفزاز امه واثارته
قال:
انا اكره البنات
قلت: واخوها
قلت: واخوها
قال:
وهو يتوجس انفعال والدته التي سلطت نظرها عليه؛ يعني
قالت
الأبنه: انا اجدع منه
في
تنقلاتي بين السفارة ومكتب الخدمات العامة ومقابلة بعض المتقدمين في مركز الأبحاث؛
تقاسم الثلاثة الأم والأبنة والأبن الأدوار بمحاصرتي وتحديد تنقلاتي، حتى جرى
تحديد الأسماء المختارة.
وفي
ليلة سفر اختفى الجميع لم اهتم بالأمر وقد رتب الفندق الحجز وتأمين السيارة التي
توصلني للمطار، لآجد الأستاذة منذ عشرة ايام ترقد في احدى غرف العناية الركزة
بمستشفى الشميسي، بعد ان دهمتها سيارة اثناء ترجلها من سيارة زميل في ساعة متأخرة
من الليل م سيارة مسرعة امام باب العمارة.
في
اليوم الرابع عشر انتقلت الى رحمة الله، وجرى دفنها في مقابر الرياض وكان وريثها
الوحيد زوجها بعد احضاره ان لاقرايب لها سواه، زكل ما حصر اثاث الشقة وبعض المراجع
وجهاز حاسب بمكتبها والف ريال عثر عليها في احد ادراج غرفة النوم، ومع مطالب زوجها
بالتحقيق ومساعدته لم يتوصل الجميع لشيء.
وخطر
في ذهني اسم طالبة الماجستير والمحاضرة بقسم اخر في ذات الكلية، دعوتها للعشاء
لمعرفة بعض المعلومات عن المتوفاة فكان العشاء في المطعم الذي تعارفنا فيه، عرفت
انها تزوجت ابن خالتها وأن لديها ابن في الثالثة.
قلت:
قد يكون ولدي
قالت:
ثمرة زواجي، صحيح التقينا ذات يوم ولكن انت الأن صديق واخ
قلت:
كيف
قالت:
وأنا اركض عبر السراديب عثرت على ذاتي
قلت:
كانت تعشق جسدك
قالت:
ضاحكه وأول زوج في حياتي
قلت:
هب من خلقك
قالت:
لما عرفت انك فأر تجارب خشيت ان يصلني الور فهربت
ونحن
في الطريق حتى اوصلها للمكان الذي اخذتها منه، سألتني لما لم اتزوج ولا عرفت
اسبابي اغرتني بأن عندها منتناسبني وتتمنى ان اوافق عليها وهي معلمة ارملة لديها
ابن لم يتجاو الثانية، وهي تقهقه بعد فتحها لباب السيارة قالت: لقد تحول رصيد
الأستاذة المالي والعلمي كأرث لي حسب وصيتها واتفاقية بيننا اعتمدها البنك.&
7 - في المرآة وجه يجهش بالبكاء
تجاوزت
تعثر سوء من كان يتزود ممن لا زاد له، بعد ليل طال بلا قمر فتعلمت نشيدا منفردا اهجر
فيه ظروفي الصفراء عن الحياة وهاجس الموت.
بكيت
لما رأيت الضياع كمعشوقة تنزف كالشلال في كل اللحظات فأنا زهرة استثنائية في حديقة
تعج بالبسطاء.
بعد
زواجي تراكمت الخرائط بدوت صغيرة كحبة سمسم في بيدر امتدت فيه السنابل على مد
النظر.
اختفى
ذات ليلة وتواصل الاختفاء فراشي كسته السكينة، خفق زخرف الحياة المتعالي فقد ظله
لأعرف انه تم توقيفه والتحقيق معه بسبب خلاف في إدارته، معها دخل السجن هكذا جاء
اتصاله القضية معتمه .
تواصل
همس زملاء العمل بغير الحقيقة فقاومت كل العواصف، وفي نهاية الشهر السادس عرفت انه
أفرج عنه وسوف يعود لم اعترض فكان علي أن استعد للحضور، قنديل عتيق أسرج في داخلي
يكشف الخراب وتراكم الغبار فلون طريقي الق جزائر اللؤلؤ حتى اعبر.
رن
هاتفي النقال كانت إحدى صديقاتي اعرف عذابها قالت: عرفت من يشاركني التسول تحدثت
كثيرا معها مزجت مداد قلبي باللون الأخضر،
غادرت الدار للسوق من اجل إعداد لحظتي الجديدة، لفت نظري عند المتجر الذي أتسوق
حاجتي منه شغبه يشاركني التجول والوقوف عند المحاسب ليتلقفنا المخرج ويبتلعنا
الشارع.
لم
أقاوم خوائه فقد نبه لحظة الابتسام، جمعتنا اللحظة تساوينا في صفة المنبوذين خطرت
في أعماقي أزمان غير ذا الزمن.
قلت:
هل تحفر
قال:
نجرب
أنوجد
الحال فقد وجدت من ينقب عن الحفر المندثرة في جسدي، غمر الصفاء أعماقي وانخضب
السؤال؛ الهرب برزخ التائهين لا ادري كيف تغير لوني وكل خفق حكاية.
بدء
الحفر شعرت أني أغوص فيمتلئ جسدي بالماء وانتشي برواء المسافات واستعر المعنى
المقشر بصورة ابني فتجاوزت الوصف وذهول الحالة.
الحفر
حمل البشارة والتدفق شكل نطفة التكوين، فعلت شيئا مألوفا وقد تعودت النسيان. . الدقائق
تكتم التفجر أنا اعبر نقوش البهاء، عاود الحفر ساعدني كي أقوم من الرماد وارسم خط البدء
والانتهاء ودقات قلبي أجدها تتجاوز جسدي النحيل.
المطر
ينثال وأسترد معه الذاكرة التي فقدتها مرآة تريني اتصال متوتر، دورانه أدى إلى
اتحاد وجداني مع وجود زرع في داخلي الهدوء والسكينة، القلق الطفولي تشكل ونظراتنا
تلتقي تيقظ هاجسي كغيم تصاعد في الغرفة.
في
مركز التجميل وأنا أعيد صياغة معالمي قالت إحدى العاملات وهي تنهي تشذيب أصابعي
بعدما قصت شعري: ها أنت عروس لن يسأم رجلك من أنفاسك.
جاء
لم يتحدث عن غيابه عانق طفلي كفه الباردة عانقت كفي المفعمة بالحياة، لحظة التمرد انطلقت مع جسد غادرته حيويته لأنهض
على شمس شتائية تضيء الغرفة. &&
10
/ 1 / 1432
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)