الأحد، 23 أغسطس 2015

وزارة الثقافة والإعلام وعصر الاستبداد




وزارة الثقافة والإعلام وعصر الاستبداد

محمد المنصور الشقحاء
نحن مجتمع متذمر من أداء الحكومة؛ ومحبطين من قضايا اجتماعية تفرض نفسها علينا وبالتالي، نركض خلف الشائعة حتى نعانقها ونتمتع بما تحمل، ونمارس الفوضى بهمجية مقصودة بوسائل حديثه لننفس عن الغضب المشتعل في أعماقنا من شيء مجهول.

وبما إننا كوطن وكمواطن ندور مع كوكب الأرض؛ ونمارس الفعل حتى نشعر أننا أحياء إن كان حسي أو افتراضي لنقول شيء يهدئ من القلق ويلمس تطلعاتنا أفراد وجماعات.

التمس أخبار الوطن وأخبارنا كمواطنين من الصحف الالكترونية والورقية الوطنية والوافدة بمكتباتنا والبقالات أو عبر فضاء الانترنت.

وأعادتنا وزارة الثقافة والإعلام لعصر التعسف أو بمعنى واقعي للعصر الحجري؛ وهي تمزق أوراق بعض الصحف الوافدة أو تحجب الصحف الالكترونية عبر لوحة غبية تقول ( عفوا. الموقع المطلوب مخالف لأنظمة وزارة الثقافة والإعلام ) اعرف أن الحجب يأتي للمنتج الوطن الذي لم يرخص له أنما.

إنما المنتج الرخص له في بلده وسمح له بممارسة نشاطه في الانترنت ( هنا اقصد الصحف ) هل لأنها تنشر أخبارنا المحجوبة محليا، أو لأنها طرحت رائيا سياسيا يخالف تطلعاتنا أو توقعاتنا.

لماذا أعادنا وزير الثقافة والإعلام الجديد لعصر الظلام ( العصر الحجري ) وموظفي الوزارة من خلال الرقابة يمزقون بعض الصفحات في الصحف الورقية الوافدة ويحجب بغباء الصحف الالكترونية؛ وأمامنا أكثر من ألف قناة تلفزيونية عربية تبث المتضارب من الأخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية.


لما ناقشت مع ثلة من الأصدقاء هذه الحالة، صمت البعض وانشغل البعض بمتابعة محمد عبده مطرب العرب في قناة تلفزيونية غنائية، وانشغل البعض بلعب الورق ( البلوت ) وناقش قلة الموضوع وهم يدللون إنهم استطاعوا تجاوز الحجب الغبي والمبتذل، إنما أسفهم جاء من تصرف وزارة الثقافة والإعلام وكأنها تغرد خارج السرب، والمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا بمشاركتهم الفاعلة هم العالم لكسر العزلة يرسم معالم مستقبل يتجاوز الحلم.&

الكتاب المدرسي وهم كل عام.!



الكتاب المدرسي وهم كل عام.!

محمد المنصور الشقحاء

منذ ألف سنه ومع انطلاق العام الدراسي؛ يقال إن بعض المدارس لم تستلم الكتب المدرسية لتوزيعها على الطلاب؛ ويقال آن بعض المدارس استلمت نصف العدد المطلوب؛ ويقال إن كتاب المنهج الفلاني لم تطبعه المطبعة لأن المكلف بمرجعة بروفات الطبع من الوزارة في إجازة.

الكتاب المدرسي وخلال شهر منذ اليوم الأول وهو حديث التربويين والصحف والطلاب والآباء والأمهات، ووزارة التعليم وقبلها التربية والتعليم وقبلها المعارف؛ مدار تندر الصحافة والمجالس الخاصة والعامة؛ في مجال عجز توفير الكتاب المدرسي في وقته؛ وعجز اكتمال النصاب من المعلمين والمعلمات في المدارس.
في جريدة المدينة وفي قمة الصفحة الأولى ( تطبيق " الاعتماد المدرسي " وأقراص الكترونية لمواجهة " نقص المقررات" ) في تفاصيل الخبر في الصفحة ( 5 ) ( واضطرت 45 إدارة تعليمية إلى وضع نسخ للمقررات التي يوجد فيها نقص على أقراص الكترونية ( مدمجة ) وتوزيعها على الطلاب والطالبات، رغم آن غالبية لا يتوفر لديهم أجهزة كمبيوتر في منازلهم ).

الكتاب المدرسي الورقي رغم معرفة المعوقات ومشاكل المطابع تتكرر حتى اليوم؛ وكأن وزارة التعليم هي السبب وليست المطابع؛ ويؤكد هذا عدم التفكير داخل الوزارة في توفير البديل مع التطور الهائل في مخرجات التعليم في كفة المراحل.
أنا احد أبناء هذه الوزارة ويحزنني تكرار إشكالية الكتاب المرسي وعدم اكتمال نصاب كل مدرسة ن المعلمين والمعلمات؛ التي تواكب كل عام انطلاق العام ألدرسي؛ الحاسب الآلي وهو من وسائل العصر الحديث له إدارة هامة في وزارة التعليم؛ لما لا تقوم هذه الإدارة بنسخ الكتاب المدرسي الكترونيا ونعمل قرص لكل مرحلة وتوزعه على إدارات التعليم والمدارس عبر جهاز الحاسب لكل مدرسة.

وتقوم كل مدرسة بتوزيع المنهج في قرص مدمج على كل طالب حتى وان استلم كامل الكتب المدرسية، منها تشجيع الطلاب على تطوير مهاراتهم في لحسب الآلي، ومنها السير وحكومتنا تسعى إلى تطبيق الحكومة الالكترونية لمواكبة العصر وتقديم الخدمة للمواطن الذي أرهقته المراجعات بسبب موظف كسول أو إدارة تجهل دورها.

كما إن رجال الأعمال والشاهد على دورهم التعليم الأهلي، وكذالك المطابع ودور النشر والمكتبات لما لا يقوم الجميع بدور ايجابي في مجال الكتاب المدرسي وتوفيره في قرص مدمج يستطيع الطالب الذي لم يستلم كتبه من مدرسته أو أثناء العام فقد بعضها يرجع للقرص وقد يجده عند احد مكاتب خدمات الطلاب فيطبع له نسخة ورقية.


هل اعتدنا التذمر وإيجاد النقص بإرادتنا حتى نتلقى النقد وجلد الذات؛ أم حالة الفوضى التي تقول إننا همج ضخمت الذات البائسة في أعماقنا، وكما هو الكتاب والحلول المتوفرة اليوم والتي نهمل تجربتها بقصد؛ أو إكمال النصاب من المعلمين والمعلمات قد يكون لوزارة المالية دور وقد يكون لوزارة الخدمة دور إنما أين دور مجلس لوزراء مما ينشر في الصحف ويتداول في المجالس الخاصة والعامة والمقاهي عن نقص الكتاب المدرسي وتكدس بعض المدارس بالعلمين والمعلمات والنقص الواضح في غالب المدارس وتكرار ذلك حتى انتهاء الفصل الدراسي الأول.&

الاثنين، 17 أغسطس 2015

شركاء في الوطن.!



شركاء في الوطن.!
محمد المنصور الشقحاء

في دولة الكويت العربية إحدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ اكتشفت ترسانة من الأسلحة مخبأة في منازل بعض الكويتيين، كما وجدت وكما ورد في جريدة السياسة الكويتية إن أعضاء حزب الله الكويتي ألف عضو فيهم وزراء وأعضاء في مجلس النواب واكادمين ورجال أعمال.

والكويت العربية من خلال دستورها ودور مجلس الوزراء ومجلس النواب، أكثر حرية في ممارسة العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتجربة شاهده منذ الاستقلال ومحنة الاحتلال العراقي وشغب إيران الجارة أيام الشاة وأيام الخميني.

والنقاش الحاد والتنافس العام قائم منذ عام 1971 والكل يسعى لبناء كويت الاستقلال، ماذا تغير اليوم ولما ترسانة الأسلحة والمسئول عنها أبناء الكويت شركاء الوطن، هل الولاء المذهبي فرض على هذه المجموعة تفجير الوطن من الداخل بعد أن استطاعت الدولة حمايته من الخارج.

وكما هو الكويت نجد مملكة البحرين العربية حراك غير طبيعي لعصابات مجهولة النسب تتذمر من الدستور؛ الذي منح الجميع الحقوق وأمانة أداء الواجب كشركاء في الوطن إنما وبسبب ولاء مذهبي مدعوم من الخارج الذي لم يستطع احتلال البحرين من الخارج لمقدرة الدولة على حماية الوطن بقدرتها الذاتية ودعم الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأصدقاء، جاء السعي لتفجير البحرين من الداخل ومن الأبناء.

واليمن العربية شمالا وجنوبا كانت صراعاتها داخلية وانتماء قبلي داخل دائرة اليمن، اليوم ومن خلال مكون مذهبي تم دعمه من الخارج دمر كل اليمن التاريخ والحياة الناس والوطن؛ وجدها فرصة اخترق الصراع الداخلي بدعم فئة على أخرى؛ من خلال الدعم الخارجي وتقاتل أبناء اليمن وقد زاد اندهاشهم مما يحدث فجاء موتهم وتشردهم من شركاء في الوطن وجد في المذهب مشجب لتفجير الوطن.

والمملكة العربية السعودية وفي محافظة ومركز بالمنطقة الشرقية تشملهم التنمية كباقي المحافظات والمراكز نجد من يتظاهر ويقتل رجال الأمن ويسرق جاره بل يقتله إذا قاومه بسبب ولاء مذهبي لخطاب خارجي؛ ولنقارن بين فساد الخطاب بعد تفجير المسجدين بالمنطقة الشرقية وواقعية الخطاب بعد تفجير مسجد التدريب بأبها، ومن فجر هنا وهناك من أبناء الوطن، ولكن ينتمي لخطاب خارجي ولم ننسى تفجيرات الخبر والرياض التي نتسلى بالحديث عنها بمجالسنا الخاصة وفي المقاهي، وقد تجاوزنا أحداثها.

هل الشراكة في الوطن إعلان نرفعه عندما نسيء للوطن قد يكون، إنما دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية أسرة واحده وان اختلفنا في العادات وتشاركنا في الإسلام كدين من خلال مذاهب تتفق على الأصول وتختلف في بعض الفروع، وفي اللغة العربية لغة القرآن الكريم؛ وقبلتنا واحدة مكة المكرمة.&


الجمعة، 14 أغسطس 2015

قصص قصيرة ( 15 )


قصص قصيرة ( 15 )
محمد المنصور الشقحاء

قواقع الجزر المهجورة
أثناء رحلة استجمام تداخل فيه العمل؛ جاءت إقامتي في منزل أسرة احد أفرادها مستشار للشركة التي اعمل فيها بالرياض، وبعد حفل بمناسبة إطلاق منتجا جديد من شركة تنفذ بعض عقود عمل لشركتنا في مجال التجارة.
اكتشفت في ساعة متأخرة من النهار أن من تشاركني الفراش صديقة مضيفي، شعرت بالرعب ولما أحست بي رمقتني مبتسمة بوجهها الممتلئ المستدير وشعرها الأشقر المبعثر ثم غادرت الغرفة، اكتملت أيام الرحلة وعدت محملا بالحكايات، وبمشاريع استثمارية تحتاج إلى شركاء متضامنين لتنفيذها.
وبعد اجتماع بين القيادات كان نصيبي أربع مؤسسات، علي زيارتها ومعرفة إمكانية الاستفادة من خبرتها ومقدار استعدادها للشراكة، سكرتيرة مكتبي قامت بالاتصالات لتحديد مواعيد الزيارة، كما قام طاقم المكتب بعمل ملف عن نشاط كل مؤسسة، رئيسها تاريخها رأس مالها.
في المؤسسة الثانية وأنا اتجه لمكتب رئيس مجلس الإدارة، وجدت في مكتب السكرتارية صديقة مضيفي في رحلة الاستجمام تنتظر قدومي، وبعد اتصال هاتفي وقفت مبتسمة ثم سبقتني إلى فتح باب جانبي.
اقتربت من مديرة المؤسسة الجالسة خلف مكتبها، ونظرات ثلاثة يقعدوا حول طاولة اجتماعات صغيرة في زاوية الغرفة تتابعني، وبعد الترحيب سبقتني المديرة لطاولة الاجتماعات، بينما الموظفة غادرت الغرفة.
جلسنا متقابلين وانطلق الحوار الذي طال وقد تقاربت الأهداف وان تباينت الأفكار، وبعد ثلاث ساعات من النقاش غادر الثلاثة المكان، ولمحتها وانا أهم بالقيام تدعك جبينها وتضغط على مؤخرة رقبتها، عرفت انه إرهاق الجلسة وألم يعاودها من وقت لآخر.
اتجهت للمقعد الذي تجلس عليه وهي تتابعني بنظرها، لما وقفت بجوارها أخذت استفسر عن حالتها، وبغير شعور كانت كفي رابضة على مؤخرة الرقبة وأصابعي تتحسس نبض العروق تلاحق مكان الألم، استرخت مستسلمة لنتنبه على قرع الباب ابتعدت، كانت الموظفة ومعها آخر عرفت انه السكرتير.
بعد أيام ثلاثة وقد اكتملت طباعة التقرير الذي أعددته عن الزيارة، وملاحظة مجلس إدارة شركتي ونقاط التعاون وتوضيح أهداف التعاون، اتصلت لبعثه مع مندوب الشركة فعرفت أنها مسافرة فطلبت رقم هاتفها النقال وبريدها الالكتروني.
جاء صوتها تخبرني إنها في زيارة عائلية، وتنتظر التقرير عبر البريد الالكتروني، وحرصت آن اسأل عن الإرهاق وألم رقبتها فجلجلت ضحكتها وهي تودعني،وأنا أتناول الغداء مع ثلة من أصحاب الأعمال بمطعم الفندق الذي يقيمون فيه.
 كان اتصالها صوتها حولي تلفت تجلس وحيدة على طاولة صغيره خلف نافورة المطعم ألملونه، نهضت واتجهت نحوها عرفت إنها في خلوة مع نفسها بالفندق لدراسة مشروع تسعى شركتها التقدم له.
متزوجة ولها طفل في العاشرة، والشركة ارث من والدها المتوقي منذ ثلاث سنوات، رجل الأعمال المهاجر إلى أمريكا بعد تقاعده من الحكومة التي جنسته بعد التعاقد معه خمس سنوات كمهندس مدني، تدرج في العمل حتى أصبح وكيلا للوزير في الشأن الهندسي، أما زوجها فله نشاطه الخاص.
في غرفتها بالفندق تمددت في الفراش وأخذت أدلك رقبتها،ثم أنسابة كفي تدعك كتفيها هابطة عبر فقرات ظهرها، ولما وصلت المنتصف تحركت فابتعدت وتسمرت واقفا، جلست ورفعت رأسها محدقة لتطل ابتسامة شهوانية لامرأة شبقه ، جلست في المقعد المقابل، نهضت ترتدي بيجاما أفغانية حريرية مشجره فضفاضة سروال طويل وقميص إلى الركبة.
وقفت خلفي التقى النظر في المرآة ثم انشغلنا بمتابعة وميض ضوء طائره عابره في سماء الرياض عبر نافذة الغرفة، طوقتها بذراعي فانتصب صدرها في حركة بطيئة وقربت وجهي من وجهها،عانقت شفتيها حابسا أنفاسي في قبلة طويلة، شيء ما تشكل لم اعد أنا، كنت آخر يعانق نفسه بنهم ممسوسا يسكنني شيطان، اقتربنا من النافذة سحبنا حبل الستارة فاختفت النافذة، لم نعد ملزمين بأي شيء، وحيدان تعصف بنا الرياح من كل اتجاه، وفي الظلام سقطنا في هاوية كانت الشمس في قعرها؛ وأشعتها كما أطراف إخطبوط تسحبنا نحو اللهب.&


النفس الضالة
بعد سهرة صاخبة بالمرح وفي الواحدة بعد الظهر، الهدوء يخيم على المنزل إنما في داخل الرجل العجوز الذي تجاوز الستين من العمر الذي هو أنا، قلق فقد جربته عند وفاة زوجتي الأولى ورحيل ابني.
هذه الثانية من أقارب الراحلة، ارتبطت بها وأنا اعرف آن لها خليل، مع الوقت اعتدته لم اشعر بالذنب؛ ولم اغضب كما انه وإنها يريان تصرفهم، غذاء روحي لجسدي الذي فقد حيويته.
البارحة جاء العشيق ومعه احد الأصدقاء، طلب منها معاشرته فرفضت، ولما رجاني أن أحدثها تواصل تمنعها ولما شعرت بغضبي استسلمت، لكن أين هي.
على طاولة الأكل بالمطبخ، كانت الطاولة فارغة على غير العادة، وفي وسطها ورقة فوقها زهرة نرجس صفراء من أزهار الفناء الخلفي للمنزل، في أعلى الورقة البيضاء سطر واحد وبدون توقيع، بموافقتك آن أعاشر صديق خدني أقول وداعا.&



أيها السرمَديٌ لا تقاوم الصحراء
هنا عرف رسالة الغناء في الأودية، بعد تجمد أطرافه ومقاومته حتى يقول كلمته؛ ولما باح همه تلفت حوله فلم يجد أحداً، وطريق من الزفت الأسود يمتد شمالاً على مد النظر.&


ضل خلف الزجاج
جاءت موافقتي آن تكون زوجه فتم كل شيء، وفي غرفة الفندق تدفق العسل مع ضجيج الشارع، في اليوم الثالث لم أجدها، تمددت في الفراش مترقبا حضورها؛ وجاء صوت أمي عبر الهاتف: إنها هجرتني وترغب في الطلاق.&


لهد
جاءت ورقتي في اللقاء عن الصناعة والتصنع، وجاء تعليقها عن الخيال والتخيل وواصل البعض الحوار على طاولة العشاء وفي زاوية قاعة المناسبات بالفندق، استأذنت الجلوس حتى ارتب سفري مع العلاقات بالفندق، وأمام باب المصعد وجدتها.
 وعندما توقف بالدور الثالث والثلاثون قالت: غرفتي بنهاية الممر. وأنا افتح باب الغرفة دعوتها لمواصلة النقاش رحبت، ولما رن الهاتف تذكرتها كتبت اسمها في إهداء نسخة من كتابي الجديد، قدمته لموظف الاستقبال الذي أنكر وجودها.&


ولادة أخرى تستدعي البكاء
بسبب سفر والدتي للعلاج في ألمانيا ومرافقة والدي لها، التحقت وأنا في المرحلة المتوسطة الصف الثاني بمدرسة أهلية توفر وسائط نقل، كان ذلك في الأسبوع الثالث من بداية الفصل الدراسي الأول في اليوم الرابع وأنا أغادر الحافلة قدم لي السائق وردة صفراء وهو يرحب بي، ولامست كفه كتفي مطببه.
شعرت بحرج من مرافقاتي وهن يصرخن ابتهاجا وان كانت نصف المقاعد خالية، تكرر إهداء الوردة وملامسة كتفي إنما في أوقات كنت أخر راكبه معه، أخذت أنا أيضا اهدي السائق شيئا مما اقتنيه من مقصف المدرسة أو مما اقتنيه من بقاله الحي، كما تعودت إنزال كفه لملامسة مؤخرتي.
رجعت آمي سالمه وعاد والدي وتناقشت أمي وأبي معي في العودة لمدرستي الحكومية المجاورة لمنزلنا، طلبت التريث حتى نهاية العام الدراسي، فقد اعتدت الرائحة بينما هو خوف غريب تلبسني ملامحه وجوه بعض زميلاتي بالمدرسة وشغب رفيقاتي بالحافلة.
رائحة السائق اليوم غيرت سكوني، وأنا اشتمها في جسد السباك الذي جاء لتسليك السد في أنابيب مجلا المطبخ، وأنا اشرح له المشكلة فزوجي الذي اتصل في الطريق، هو من دفعني إلى فتح باب الشقة واستقباله بعد أن ارتدي العباءة ريثما يصل.
تفقد السباك التوصيلات والمحابس، ثم خرج من المطبخ، وعند باب الشقة اخذ يشرح العطل وأجرته واحتياجه من أدوات؛ الرائحة تنفذ إلى أعماقي وتنبهت على كفه بين وقت وآخر ومع انفعاله تلامس كتفي، وهو يفتح باب الشقة الموارب للمغادرة كان زوجي يصعد الدرج،  تسمرت في مكاني لمتابعة باقي التفاصيل حتى النهاية.
على العشاء قال زوجي انه اتفق مع السباك بدء العمل بعد صلاة الظهر، حيث يحاول أخذ إذن من عمله، كنت أهز رأسي فأنا سكرا عبر سرداب لحالة بالغة الشفافية من رائحة أغرقت روحي بنشوة غريبة من زمن لم اعد أتذكره.
تنبهت على جرس الباب كان السباك غطيت جسدي بالعباءة؛ وراسي بالحجاب وركضت نحو الباب، كان السباك ومعه آخر بعد وضع أدواته بالمطبخ عاد ولوح بكفه وهو يبتسم ، تركت الاثنان يمارسون عملهم وأغلقت باب غرفتي بالمفتاح وبقيت جالسه وفي أعماقي هدوء وسكينة مبالغ فيها فأنا بكامل حجابي، ولما سمعت صوت زوجي ترقبت باب الغرفة يفتح ولم يطل تفكيري جاء صوت زوجي خلفه وأصابعه تقرع.
بعد انتظار تحققت الوظيفة ومعها أدرك زوجي أهميتي، وأبهجني دموع الفرح التي انبثقت في وجه أمي وهي تحتضنني، ومعها وبعد عشاء أقررناه مجموعة من الموظفات  تكريما لمديرة قسمنا المتقاعدة، حشرني ثلاث من الزميلات بالقعود في المقعد الأمامي من سيارة إحداهن بجوار السائق كفتاة في مكان عام التصقت بالجدار حابسة أنفاسها، ونحن نتحرك تسللت رائحة السائق إلى انفي لم تكن بزهو رائحة سائق الحافلة أو صخب رائحة السباك التي شعرت معها أن ملابسي غارقة في البلل، إنما خالطها بعض العطر الذي استنشقه في زميلتي صاحبة السيارة القابعة في الخلف.
تجاوزت النسيان كنت اركض بإرادة طيبه وروح خلاقه، متجاوزة الحاشية والحرس وقد شعشع العمر حتى الثمالة، في سهل اختلطت أشجاره العملاقة بأزهار برية صفراء وعشب تمدد عبر الشقوق الصخرية، بينما الضباب يفتح عبر جداره الأبيض طريق ماطر بحبات لؤلؤ تنداح إذا لامست شعري فتنساح على وجهي.
شيء واحد ظل يلاحقني لصباح حلم احتضن حكاية من ألف ليلة وليلة، كف سائق الحافلة المدرسية العجوز وهي تطبطب على كتفي، ثم تنزل عبر فقرات ظهري في سكون وهدوء لتلامس مؤخرتي وقد تخشب جسدي النحيل، ولما يدب الخوف داخلي أتحرك فتنتصب الكف أمامي حاملة زهره صفراء تؤكد وجودي.
هذا الشيء الذي انبثق من الماضي ورائحة عرق عمال المطعم ممن يخدم طاولتي جعلني اعتذر عن مرافقة زميلاتي في العودة، وتسللت إلى الشارع وهناك أخذت سيارة أجره، وفي الطريق تسوقت وساعدني السائق في حمل باقي الأشياء إلى شقتي، تبعني إلى المطبخ واضعا الأشياء على طاولة الأكل وانتظر حتى دسست المشروبات في الثلاجة، لم يكن هناك احد وهو يتحرك أمامي منسحباً جاشت مشاعر بداخلي لمست إن روحي تتعاطف معها، فراودني حلم لم أجد الشجاعة حتى اقتله لرفع نفسي عن التراب.
 وأنا أغلق باب الشقة بالمرتاج سمعت قرعا  توقف حوار أفكاري اللامتناهيه والتي سلبت مني الإحساس بالواقع، ولما واتتني الشجاعة فتحت الباب نسيت أني قد شنقت عباءتي على مشجب بغرفة التلفزيون وارتديت ملابس المنزل، وتناثر شعر رأسي وشيء من أصباغ مناسبة تمنح وجهي وشفتي بقايا الق، وتوهج صدري عبر فتحة الثوب الحريري الأزرق الموشى بخطوط الذهب، كانت محفظتي اليدوية بيد السائق تراجعت بخطوات خلفيه، كنت على يقين أني وصلت تقدم أغلق الباب الرائحة تغرق الشقة بهالة نور، ولما استعدت ملامحي القلقة وأنا أودع انتظاري الذي لم يكن حزيناً. كنت مؤمنة بالخلاص، رحت ابكي بصوت مرتفع فقد حظيت وأنا ارتمي بين ذراعي الرائحة بحب كبير سكن جسدي.
كانت الرابعة صباحا عندما رن جرس هاتفي الجوال الذي توقف قبل أن أرد، ثم جاء جرس الرسائل شعرت برغبة شديدة في مشاهدتها وقد تكرر جرس الرسائل متصاعدا بعدد لم احسبه كانت الرسائل زهور صفراء وطيور محلقة وفراشات فسفورية وقوس قزح انساب الهدوء إلى داخلي، وقد حملت الرسالة الأخيرة كلمات أعادت الرعشة لجسدي ( رائحتك طيبه ) رفعت مخدة الفراش حتى ادفن جهاز الهاتف تحتها لأجد زهرة نرجس صفراء.&





غضب

اشتعل مرجل الغضب في داخله، وهو يرى زوجته ووالدته يدافعن عن السائق الذي تأخر في إيصاله لمقر عمله يوم أمس لعطل أصاب سيارته وسجله رئيس القسم في بيان الغائبين؛ الزوجة جاء موقفها أن السائق قلص أيام غيابها في سجل العمل والأم قالت لقد أصبح احد أفراد الأسرة وهو يكمل أي نقص في البيت، دخل غرفة السائق في غيابه بعد ثورته فوجد في البراد قارورة خمر منتصفه، تجرعها ونام في الفراش لما ولج السائق الغرفة وجده؛ حمله ودخل المنزل كانت الأم والزوجة بغرفة الجلوس يتابعن حلقة جديدة في التلفزيون من مسلسل كوري، قامت الزوجة وسارت أمام السائق وبغرفة النوم ساعدته على تمديد زوجها في الفراش.&




قصص قصيرة ( 14 )


قصص قصيرة   ( 14 )
محمد المنصور الشقحاء

الجميلة
في لحظة شغف، قالت بحنان: ليس من العدل أن تغضب منه، عندما ارتمت بجواره على مقعد سيارة الأجرة، وقد صممت كشف المسلح بالأخلاقيات الصارمة والعاطفة الرزينة.&


 استشارة
بعد ساعة من جلوسنا، نهضت قائله والثانية تبتسم: تعال أستشيرك  فيما جئت من اجله، ثم تركتني في الفراش لتأتي الثانية، ولما عدنا لغرفة الجلوس قامت ابنتها ذات السنوات العشر وأمسكت بكفي لتسحبني لغرفتها.&


جرح
جاء اللقاء مصادفة اثر قوله: لن تخسري اذا جرى بيننا نقاش صغير ممتع، فصممت ان تكون زميلتها معها، وهي تجلس خلف مكتبها في اليوم الثالث، تذكرت ان صديقتها من بدأ الحوار شعرت بجرح، ولما بحثت عنه عرفت انه رحل.&


حدث في حي الشرقية
من خلال انتظاره الطويل داخل السيارة لسيده، عرف تحركاتها معلمه تسكن مع والدتها ووالدها رجل الأعمال، من خلال إحدى سيدات منزل سيده، تسلل ذات ليله عبر السطح، ومع توغله وجدها ترقص على موسيقى هادئة في غرفتها، لما لمحته توقفت لم تقاوم اقترابه، بعد إقناعها والدها أصبح سائقها الخاص.&



لم يعد بالبيت احد. !

      في الليلة الأخيرة من ندوة في حراك عام بالرياض، وبعد الانتهاء من ورقتي والنقاش حولها، جاءت مرحبة بعد لقاء وحيد، اثر حوار بالهاتف في قضايا نشترك في حمل همها.
     ومعه عرفت أنها حتى الآن حامل بأهدافها ذات التداعيات الواعية، ولم تستطع مع عسف الأيام أن تحقق أي نقطة من أفكارها، وفي الفندق حيث أقيم تشاركنا فنجان قهوة، ورحبت بدعوتها لمواصلة الحوار بمنزلها.
     لم يكن بالبيت احد الهدوء يخيم على كل شيء، وفي الثانية بعد منتصف الليل كنت ارقد في غرفة الضيوف وهي في غرفتها حيث أن لديها عمل في الصباح ومكلفة بدراسة مشروع لم تفصح عنه، وان وعدتني بأخذ رأي حوله.
    في العاشرة صباحا تنبهت الغريزة المنذرة بالخطر على حركة وأصوات مختلطة، فتح باب الغرفة دخل رجل شرطه وثلاثة رجال كنت بملابسي الداخلية في الفراش فانلة علاقي بيضاء وسروال قصير، لبست ثوبي وتم سحبي من ذراعي لصالة الجلوس.
   هناك وجدت رجلا جالس على احد المقاعد، وامرأتين متحجبتين تقفان في زاوية الصالة، انصرف عني الجميع وقد اشار احدهم للمرأتين، وسبقهما مع الشرطي إلى درج الصعود للدور الأول، ليعود الرجل وهمس في إذن البقية بشيء معه الأنظار أرعبتني.
    فجاءه دخل البيت مجموعة أخرى، بملابس طبية ومعهم نقاله سبقهم احد الموجودين إلى الدرج، وبعد انتظار مرهق هبط الجميع بجثة صاحبة الدار، وفي مركز الشرطة وقعت محضر مداهمة أمنيه، على ضوء تبليغ عن جريمة أخلاقية.
    في اليوم الثالث من التوقيف علمت إن الوفاة طبيعية، كما عرفت أنها على خصام مع زوجها الذي هجر البيت منذ خمس سنوات لخلاف مالي، وان ابنها يعمل بسفارة في أوربا وابنتها بسبب زوجها ابن عمها؛ مقاطعة أمها لنشاطها الاجتماعي، وان السائق الذي أوصلنا للمنزل تجسس علينا وهو من بلغ زوج الابنة.
    وأنا انتظر صعود الطائرة عائدا للطائف، تذكرت لقاء جمعنا منذ عشر سنوات في شاليه بمنتزه على البحر، شاركنا العشاء شقيقتها الأصغر، بينما أشعة القمر تلامس موج البحر الهادئ، وتقاطع أحاديثنا.&&




التيه
قاومت الحصار بزواجها، مما أتاح لها تحقيق أهدافها، ولما مات عاتبها احد أولادها فعادت للسجن، تندب عمرها.&



ببساطة
كتلة ترتعد من شدة البرد كنت، ولما نفخ برقة على الرماد المتراكم، جاء الارتعاد بشكل أعمق وأقوى، غمغمت: لكن هذا مثل حياتي مجرد فعل زائف.&


سر العين
1 -
في اليوم الثالث على وفاته، طلبت من أسامة اصغر أولادها آخذها إلى قبر أبيه حتى تقرأ الفاتحة عليه، لما وقف ابنها بجوارها أمام القبر طلبت منه انتظارها في السيارة، جثت على ركبتيها ونادته ثم قالت: فيصل وفاتن وحمد عيالك وأسامة وميرفت ولديٍ.
2 - 1
 كنت قانعة بما كتب لي الله، لم احتج على غيابك المتكرر والطويل، ولم اعد أناقش رفضك أن أتوظف وأنا احمل شهادة جامعية في خدمة المجتمع أو أواصل دراستي الجامعية.
3 - 2
 لعلمك أنا الأديبة سر العين التي كتبت روايتين ومجموعة قصص قصيرة وديوان شعر، هذا سري وعالمي جنتي وناري الذي عشته بعيدا عنك معك، أبوح به الآن وأسامحك على كل ما كان.


4 -
وهي في السيارة عائده للمنزل سرح بها الخيال، فيصل مهندس وعنده ابنه في الرابعة من عمرها، وفاتن معلمة لغة انجليزية بمدرسة ثانوية وعندها طفل في الثانية من العمر، وحمد فضل العمل الدبلوماسي فالتحق بوزارة الخارجية برجاء العمل في إحدى السفارات، وأسامة في المستوى الأول جامعه كلية الطب،وميرفت طالبه في الثاني ثانوي.
5 -
لما دخلت الدار شعرت بأنفاس الجميع تجاهلت عيونهم، صعدت لغرفتها وبدلت ملابسها ثم اندمجت مع الجميع في الحوار والنقاش واستقبال المتأخرين من المعزين.
6 -
هو مدير مكتب رجل أعمال كون ثروته في القاهرة، ولما وجد شركاء استقر في الرياض، له مراكز تجارية في أنحاء العالم، يرافقه في رحلاته وغالبا يسافر لمتابعة انجاز بعض الصفقات التجارية، ومن خلال النسب المئوية المربحة من الصفقات كون رصيده المالي والاقتصادي في مبان سكنية استثمارية، عازلا أسرته التي أبعدها عن كل شيء مهيئا الراحة لكل فرد وان كانت كفه مغلولة في وجه مطالبهم.
7 -
عشقت القلم وتوسدت الورقة فنزف قلبها الدم حروفا وكلمات، وذات مساء كان صوته عبر الهاتف اعتذر عن الخطأ وشجعته على الحديث، مما كون نصها القصصي الأول لما توقف صوته.
8 -
 ومع ابتداء النص الثاني وهي تتجول في احد الأسواق لمحته يتابعها، لم تنفعل ولم تشعره بالترحيب، ووقف بجانبها أمام المحاسب هو حاملا مقتنياته وهي أيضا تحمل مقتنياتها، لفت نظر المحاسبة التشابه بين المقتنيات فنقلت نظرها بين الاثنين الصامتين وافتر وجهها عن ابتسامه، معها ضحك الاثنان.
9 -
وفي طريق الاثنين لمواقف السيارات اتفقا على لقاء آخر، جاء اللقاء حاملا زخم انفعال تراكم كلمات وسطور النص الثاني الذي تطاول مع الأيام من قصة قصيرة إلى رواية، تبادلا السرد حتى الصفحة المائة والثمانين الموشح بالنهاية ومعه خلقت أسامة.
10 -
عندها جاء اسم سر العين، وتواصلت عبر الهاتف مع دار نشر لبنانية فكانت روايتها ومجموعتها القصصية حديث بعض الصفحات الثقافية، وفي الأيام والشهور التالية كانت تتابع اثر وعيها الذي بثته داخل الصفحات منتشية إنها قالت شيئا من حزنها حتى تتجاوز الضياع الذي تكون في داخلها.
11 -
وجاءت روايتها الثانية أحداثها لم تتجاوز سور المنزل وسكانه وزائريه، خلال أربع وعشرين ساعة في مائتين وأربعين صفحة، كل عشر صفحات غنية بأحداث ساعة كاملة، فيها ثوان في أماكن متفرقة لاتصال هاتفي من الأب يسأل كما هي العادة عن الوضع، جاء البناء الفني والمعماري للرواية بعد طبعها مثار قلق النقاد.
12 -
ولما تخرج فيصل من الجامعة والتحق بالعمل كان التفكير في زوجه له، وأثناء البحث لفت نظرها وهي خارجه من منزل إحدى الأسر بعد مشاهدة ابنتها وتقارب الصفات المطلوبة، شاب يقف بجوار سيارتها أثار الرعشة في جسدها.
13 -
 قال السائق: ماما السيارة بنشر. فعلا كان احد عجلات السيارة مفرغا من الهواء هنا أبدى الشاب استعداده لتوصيلها لمنزلها، حدقت فيه مبتسمة وسبقها إلى سيارته.
14 -
في الطريق عرفت انه شاعر وأن له ديوان مطبوع، شاركته الحديث ولمست أن إحدى فتيات المنزل الذي زارته سكنت قلبه، وهي تترجل من السيارة قدم لها نسخة من ديوانه، ولما قلبته وهي تتابع أخبار التلفزيون في صالة الجلوس جاء رقم هاتفه.
15 -
بعد عشر صفحات من الديوان هاتفته كان ينتظرها فأخذت تناقشه في النص الذي وصلته، كانت تخريجاتها لبناء النص حارقه معه أرسل لها قبله عبر الهاتف، ومع تكرر الاتصال أصبحت شاعره لم تعرض نصوصها عليه وان وجدت فيه التمرد الذي سكن بعد إفراغها لجزء من حزنها فتجاوزت أزمة النقص وأيقظ حواس أرادت لها الكمون.
16 -
وهي في الفراش والعتمة تلفها وكل شيء في البيت ساكن، همهمت: أنا من لحم ودم ولمعت في الظلام عينيها، فأشعلت نور الغرفة تفقدت بقايا جسدها أمام مرآة دولاب الملابس. دخلت المطبخ وتجرعت كأس ماء من البرادة ثم جلست أمام التلفزيون، وهي تتابع أغنية صاخبة من فلم أجنبي اتصلت.
 قال: كنت انتظرك فتراكمت القصائد وخلقت ميرفت، التي مع انتقالها من المرحلة الابتدائية إلى المتوسطة جاء طبع ديوان الشعر.
17 - 3
وحيدة تصرفت ومع من حولي انشغلت من خلال الظاهر بأسرتي، وجاء موت زوجي لدمج الباطن بالظاهر، عشر سنوات ولم أصل لنقطة التقاء وان توسعت دائرة الأصدقاء من خلال عضويتي بمركز اجتماعي نشاط ثقافي ورياضي غني بلحظة تحد مع البعض في سباق ترفيهي نتجاوز الوحدة والضياع.
18 - 4
وذات ليلة وأنا اجلس في فناء المنزل أتأمل الفضاء، وندف من السحب تقترب من القمر لحجب أشعته، جاءت ابنتي فاتن لم تقاطع تأملي، ووضعت كفها على كفي المنبسطة على متكئ المقعد وهمست: وين وصلت سر العين.
19 - 5
 قامت من مقعدها جلست في حضني، طوقتها بذراعي أشم أنفاسها وانساب دمعي؛ فأخذت ابكي بصوت مرتفع.&





الخميس، 13 أغسطس 2015


انبعاث الذاكرة
قصة قصيرة
محمد المنصور الشقحاء

على غير العادة جاء لقاء الصديقات هذا الشهر بمطعم احد الفنادق، وأنا أتلفت حولي وصخبنا أحيانا يتجاوز الطاولة التي نجلس حولها، لمحته انه العالم الذي عرفته وعشت فيه وشعرت بقشعريرة تجتاح جسدي، خصلة بيضاء تلون شعر رأسه الكث وكذلك شعيرات بيضاء تخضب ذقنه الصغيرة.

 استأذنت مرافقاتي الذهاب للحمام ومررت من جانبه حتى أتأكد من حالتي، تابعني بنظره ولما عدت همس ( كيفك فاتن ) ولمحت ورقة بيضاء صغيرة تتمدد بجوار كأس الماء المنتصب على طاولته، تسمرت في أعماق رؤية يوتوبية أعادتني لزمن تجاوزته دقائق وأنا أحدق فيه ثم أخذت البطاقة ولما عدت لرفيقاتي دسستها في حقيبتي.
 في الواحدة صباحا وأنا افتح باب المنزل تذكرت القصاصة فجلست على احد مقاعد الفناء واتصلت، كان ينتظرني غاب عشرون عاما نصفها في السجن والنصف الأخر متجولا في بلاد الله بحثا عن الأمان، قلت كل شيء هو جزء منا حتى النار وشيء لا يوجد هو السلوان، وان ناقشنا الثقافات والقيم وأثارها العميقة في تصرفنا.
 جاءت عودته منذ أيام بعد أن فشل في فهم كيفية بلوغ المستقبل الحلم، وإقامته بالفندق مؤقتة حتى يرتب استقراره بعد خلاف مع بعض أفراد أسرته، ونفور أقاربه منه على ارث من أبيه وأمه حتى تمكن من الحصول على منزل الأسرة القديم، تذكرت كيف تسللت لغرفة السطح يقودني هدف المنفعة وقد غفي الجميع كانت لمرة واحدة إنما الأعمق ولم استطع التخلص منها.
 في اليوم الثالث وبعد أن أنزلني السائق بالسوق التجاري الذي تعودت التسوق منه للبيت وبعد دقائق من الجلوس على احد مقاعد المقهى الذي يستريح فيه رواد السوق من عناء التجول، تذكرت ضجيج روحي وقوة الإمساك بالمتعة وانتزاعي بعنف لقمة اللحظة الأخيرة مشدودة إلى الأرض وريح عاتية تقتلع أشجار الشوارع. 
 ركبت سيارة أجره وبعد ضياع بسبب تطاول المباني واستحداث الشوارع وصلت كان المنزل منتصبا كما عنقاء تقاوم الزمن، قرعت الجرس ليفتح الباب كان بملابسه الداخلية فانلة علاقي وسروال ابيض قصير، ابتسمت وأفكاري تبعث في طعما لاذعا انتشرت على وجهه عذوبة ملائكية، حدق في ومد كفه ممسكا بكفي وسحبني للداخل .&