الثلاثاء، 21 مايو 2013

كتاب مدينتا الجزيرة العربية المقدستان




كتاب مدينتا الجزيرة العربية المقدستان
محمد المنصور الشقحاء
أكرمني مركز تاريخ مكة المكرمة بمطبوعات قيمة من إصداره، تتناول تاريخ إقليم الحجاز وحراكه الإنساني العام، من خلال قداسة المكان وخصوصية إنسان حرص على العبادة مع سعيه الجاد في العمل.
شملت هذه المطبوعات، ثلاثة كتب مترجمة و ( البوم ) صور مع التعليق باللغة الانجليزية، وأربعة كتب عربية حديثة تؤرخ للمكان والتعليم وأئمة الحرم المكي والمسجد النبوي في خمسة مجلدات للدكتور صالح الحميد.
وهذه الإصدارات الوثيقة مصدر ثراء وإثراء، لأن مادتها مصدرها المعايشة لا السماع ( اقصد هنا الكتب العربية ) أو المجاورة المؤقتة، وهذا يمنحها العلمية الصارمة والثقة في المنهج والتأليف.
ونخلص للكتاب ( مدينتا الجزيرة العربية المقدستان ) والمقصود هنا مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ تأليف الدون رتر وترجمة الدكتور عبدالله محمد نصيف، المجلد الأول يتحدث عن مكة المكرمة وكيفية الوصول عبر خطة مجدولة، من السويس بمصر حتى دخول مكة المكرمة.
والمجلد الثاني بعنوان المدينة المنورة وفيه تحدث المؤلف عن زيارته لمدينة الطائف، والطريق الذي سلكه حتى دخل الطائف مع رفيقيه عبر باب شبرا ( أو باب السيل ) كما أضاف المؤلف، الطريق الذي سلكه المؤلف للوصول إلى الطائف طريق السيل ( الزيمة – اليمانية – السيل – المنحوت – السيل الصغير – القديرة – القيم ) وان اثبت المؤلف ( الطريقان اللذان يصلان مكة بالطائف ) وهما الطريقان القائمان اليوم ( الهدى والسيل ).
يقول المؤلف عن الطائف ( ما أروع أن تجد مثل جمال هذا الربيع في أرض الجزيرة العربية ) وقال ( قلت لصاحبي: إن ما يقوله أهل مكة عن الطائف ظهر حقيقة أنها جنة من جنان دمشق نقلتها إلى هنا أيدي الملائكة ) ثم رسم المؤلف خارطة للطائف حدد فيها؛ مسجد أبن عباس والثكنة التركية وقريتي ( حي ) السلامة وقروى، وباب الريع وباب شبرا وحصن لم يسمه ومكان مقبرة أيضا لم يسمها وان كانت حسب تخطيط الخارطة على مسافة من مسجد أبن عباس.
الدون رتر رحالة انجليزي زار مكة المكرمة والطائف والمدينة المنورة عامي 1925 / 1926 الموافق لسنة 1343 هجرية، البدء للرحلة كان يوم 25 مايو 1925 الكتاب صدر في طبعته الانجليزية عام 1928 وهذه الترجمة العربية في عام 1433؛ في 688 صفحة موزعة على مجلدين متوجة بكشاف عام للأسماء والأمكنة، مع خريطة الجزيرة العربية موضحا عليها خط سير المؤلف للمغادرة، الذي غادر مدينة ينبع على باخرة أسمها المنصورة متجهة إلى بور تسودان في طريقه للقاهرة.
الكتاب غني بالمشاهد والأمكنة، في سرد وصفي عادي ينم عن امتعاض من المهمة التي كلف بها وقد عاد محملا بتقرير مخطوط، وفي ذاكرته مظاهر البؤس والشقاء.
وهنا: الشكر للمرة الألف لمركز تاريخ مكة المكرمة الذي شرفني بمطبوعاته، ويصل هذا الشكر لدارة الملك عبد العزيز المشرفة على المركز ولكل من يقوم بجهد جاد وصادق في بعث تاريخ الجزيرة العربية من بوابة المملكة العربية السعودية.&

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق