الأحد، 19 مايو 2013

الحضور الأنثوي في خطاب «الشقحاء» القصصي


الحضور الأنثوي
في خطاب «الشقحاء» القصصي
قراءة في مجموعتي «الحملة» و«المحطة الأخيرة»(٭)
الدكتور / يوسف حسن العارف
ورقة عمل شارك بها في ملتقى نادي القصي الأدبي الرابع – القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا في المملكة العربية السعودية 5 - 7 / 11 / 1429 منشوره في كتابه ( في فضاءات النص السردي السعودي المعاصر / قراءات .. ومتابعات – الصادر عن نادي نجران لأدبي ومؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر 2013 )
أولاً: التمهيد: الشقحاء من التنشئة إلى التكوين الثقافي:-
(1) الولادة والتنشئة:

من أم «عسيرية» من (ثعابة), وأب «قصيمي» من (بريدة). احتفلت أسرة منصور المحمد المخمي بمولودها الذكر الذي ولد في عام 1366هـ في الرياض وأسموه «محمدًا» .. ولظروف العمل فقد انتدب والده إلى «جازان» ليعمل في مركز الأمارة , ثم يتنقل في بعض قرى المنطقة أميرًا ومسؤول مركز حتى تفجع الأسرة بموت الوالد في «أبو عريش» عام 1369هـ وكان عمر «محمد» ثلاث سنوات ليدخل في حياة اليتم والفقر ثم الشتات والاغتراب التي تصنع الرجال وتساعد على العصامية وصنع الذات.
قال عن هذه الفترة - في ذات حوار صحفي -:
«طفولتي كانت يتم وفقر, وأم تحملت المسئولية بعناية كاملة مما جعلتني أفقد الصلة بأهل والدي. فكان عليَّ أن أتبنى اللقب الذي وعيت عليه رغم أن لأسرتي لقب آخر وجماعة أخرى ولم أحاول عندما أصبحت أدرك مسئوليتي تبديل الأشياء وإن تعرفت على أهل والدي في القصيم وبالذات في بريدة وفي الرياض»(1).
ويقول:
«الشتات والاغتراب فعلا جزء من مرحلة التكوين, في الثانية من عمري أفقد والدي, وفي الرابعة أشترك في سفر جماعي وعبر البحر إلى الطائف, وفي الطائف يكون الانتقال من حي لآخر بحثاً عن منزل مناسب بالإيجار, وعندما يكون شيء من الاستقرار يتوفى شقيقي الأكبر وأنا في العاشرة, وفي الثامنة عشر أنقطع عن الدراسة حتى أتوظف وأنتقل إلى الرياض ولما يستقر بي الحال أفكر بالطائف وشوارعها والأصدقاء فأقرر العودة إلى الطائف ...»(2).
ويقول:
«حياتي الخاصة هي بذاتها مأساوية يختلط فيها الموت بالفقر بالرحيل بتحمل المسؤولية, في وقت كان يجب أن أجد من يتحملها عني...»(1).
ويقول:
«عشت طفولة معذبة من خلال اليتم والفقر»(2).
ويقول:
«فالموت اختطف والدي وأنا في الثانية من العمر, وأخي الأكبر وأنا في الثانية عشر, واختي الصغرى وأنا في العشرين فكان لذلك أثر كبير في رموزي القصصية لأن الموت حرمني من عطف الأب ورعاية الأخ ومحبة الأخت الصغرى»(3).
٭       ٭          ٭
من حياة الفقر, واليتم, والارتحال, والشتات, تتشكل حياة هذا الكاتب الذي سيصبح فيما بعد "قاصا" يشار إلية بالبنان . بدأ حياته الدراسية في جازان وأكملها في الطائف حيث بلغ به السلم التعليمي حتى الصف الثاني ثانوي بدار التوحيد.
ولم تستمر سنوات «التمدرس» بل سرعان ما فرضت علية الظروف الأسرية والمعيشية أن يطلب الوظيفة فجاءت فرصته للعمل الحكومي في وزارة المواصلات (البرق والبريد) بالرياض بوظيفة مأمور لاسلكي وذلك عام 1386هـ. وبعد سنتين وجد فرصة وظيفية أخرى في وزارة المعارف في إدارة التعليم بالطائف فعاد إليها عام 1388هـ ليعمل في الإدارة التعليمية.
٭       ٭          ٭

(2) التشكل الثقافي والبدايات:
وفي هذه الفترة من الدراسة والوظيفة تنمو لدى «صاحبنا» الذائقة الأدبية والفكرية من خلال قراءته الأدبية والقصصية والتي شجعه عليها فشله في مادتي التعبير والإملاء في المرحلة الابتدائية, ولكي يعوض هذا النقص لجأ إلى القراءة فاهتم - في سن مبكرة - بقراءة المجلات المصورة للأطفال وقصص المغامرات المصغرة(1).
ولما كبر واشتد عوده - حوالي المرحلة المتوسطة والثانوية - بدأ تواصله الثقافي مع الكتاب العرب والمحليين وخاصة كتاب القصة والسرد ، وكذلك كتاب الشعر والفكر. وكما يقول: كان «يلاحق الأسماء المشهورة التي كانت تكتب القصة بشكل متواصل مثل يوسف السباعي, إحسان عبدالقدوس, أمين يوسف غراب, وفيق العلايلي, غادة السمان, ترجمات تولستوي, البرتومورافنيا, آرنست همنجواى, جون شتاينبك, فيكتور هيجو. ومن داخل السعودية تفاعل ثقافيا مع نصوص إبراهيم الناصر, ومحمد علوان, حسين علي حسين, نجوى هاشم, شريفة الشملان, رقية الشبيب, سميرة خاشقجي, عبدالله باقازي, عبده خال, عبالعزيز مشري, عبدالعزيز الصقعبي, حامد دمنهوري, محمد حسن عواد»(1).
ولما أنس في ذاته القدرة الكتابية والإبداعية سعى لنشر قصصه عبر جريدة المدينة وملحقها الثقافي (دنيا الأدب) الذي يشرف عليها القاص سباعي عثمان, ومن خلال الصفحة الأدبية في جريدة الجزيرة التي يشرف عليها إسماعيل كتكت والأستاذ عبدالرحيم المعمر الذي شجعه وطالبه بالكتابة والنشر(2) وقد أكد هذه الاستفادة والتثاقف مع عمالقة كتاب القصة في لقاءه مع (جريدة الأنباء الكويتية 22 ديسمبر 1393هـ العدد 6342. انظر الثبيتي صــ 335).
وعــبر سـنـوات التثـاقـف والـتــكـوين والتنــشئـه القصـصيـة كــان يجمـع من الكــتب والقـصص الشيء الكثير, حتى أنه أحصـاها - عندما أهدى مكتبته إلى مكتبة الملك فهد الوطنية عام 1418هـ  - فبلغت ما بين 9000-10.000 كتاب فيها الكثير من الجرائد والدوريات, والكتب المطبوعة والمخطوطة والمجموعات القصصية والشعرية والأدبية والفكرية, إضافة إلى ما أنتجه من مجموعات قصصية وشعرية. وفيها حيز كبير للتاريخ القديم والحديث وخاصة تاريخ الجزيرة العربية وأقاليمها (نجد والحجاز) وتاريخ المملكة العربية السعودية والسير والتراجم وكتب الأنساب(1).
وبالتأكيد فكل هذه الكتب أثرت في شخصيته ثقافياً وخاصة المجال القصصي إضافة إلى معاناته الأسرية وعدم أكمال تعليمه والأوضاع النفسية التي كان يعيشها أوجد لديه الحافز ليصنع من ذاته المقموعة ذاتـًًاً إيجابيه منتجة لها موقعها الثقافي والأدبي في بلادنا.
٭       ٭          ٭
(3) الإنتاج القصصي والمتابعات النقدية:
لقد أفرزت هذه المرحلة من التثاقف والتمدرس بدايات الكاتب القصصية حيث نشر قصته الأولى المعنونة بـ «نوره» في مجلة اليمامة عام 1386هـ وبعد عشر سنوات عام 1396هـ يصدر مجموعته القصصية الأولى بعنوان «البحث عن ابتسامه» عن نادي الطائف الأدبي. وهذا أول إصدار على مستوى الأندية الأدبية التي تأسست في المملكة حديثا وكان نادي الطائف الأدبي من أوائل الأندية حيث تأسس عام 1395هـ وكان لصاحبنا دور كبير في هذا التأسيس حيث رشح أمينا للسر وعضو بالنادي. ثم بدأت سلسة إصداراته القصصية:
حكاية حب ساذجة                 1398هـ
مساء يوم في آذار                  1401هـ
انتظار الرحلة الملغاة               1403هـ
الزهور الصفراء                    1404هـ
قالت أنها قادمة                            1407هـ
الغريب                                    1408هـ
الإنحدار                                  1413هـ
الرجل الذي مات وهو ينتظر        1415هـ
الطيب                                    1418هـ
الحملة                                     1423هـ
المحطة الأخيرة                                   2008م
وفي كل هذه المجاميع القصصية «نرى محمد الشقحاء المسكون بهاجس مجاوزة العوائق، يجعله يحيل ذلك في قصصه إلى نماذج قصصية لشخصصيات تتجاوز العوائق وتنمو نحو التفوق والإبداع وانتصار الإرادة. ونجد هذه الشخصيات كثيراً ما ترتد إلى الداخل.. إلى الذاكرة.. إلى الحلم في محاولة لاجتياز ما يعتريها من عوائق وما يقف في طريقها. هذه المجاوزة تأخذ من الشقحاء قدرًا كبيرًا من التركيب والهندسة في بناء عالمه القصصي . فنجده لا يحيل إلى نهاية متوقعة في القصة بل كثيرًا ما يجعل السرد بوحًا ذاتيًا يفضي إلى نهاية مفتوحة. ولعل ولعه بشخصياته النصية ينعكس في كثير من الأحيان على شخصيته فحين تقرأ قصص الشقحاء تجد المقهى وتجد التفاف الأصدقاء حول البطل ونجد تداعيات الذاكرة فتكاد تجد محمد الشقحاء والذي يجلس في مقهى نجمة ويلتف حوله الأصدقاء (حسب ما قاله الدكتور الناقد عالي سرحان القرشي في كلمته الاحتفالية بإثنينية عبدالمقصود خوجه)(1).
ولقد حظيت هذه المجاميع القصصية لمحمد الشقحاء بسيل غامر من الدرس والنقد والتعريف والتأليف مما جعل القاص والأديب خالد اليوسف المختص في الرصد الببليوجرافي يقول:«إنه رصد اثنتين وخمسين دراسة (52) عن الشقحاء منها» ستة كتب خاصة به/ أي تناولت أعماله فقط, وهذه تحسب أولية في حركتنا القصصية والنقدية, ونُشِر عنه (41) إحدى وأربعين مقابلة ولقاءً أدبيًا, وهي امتداد لإبراز معطياته وتفكيره وحركته الكتابية والإنتاجية. كذلك هنالك ثلاثة مقالات خاصة بأعماله. وأشترك في خمس ندوات...»(1).
وبهذا يتضح أننا إزاء شخصية أدبية, وقامة ثقافية, أعدت نفسها وهيأتها ذاتيا حتى أصبحت من رواد كتاب القصة القصيرة في عالمنا العربي والإقليمي/ الخليجي والمحلي/ السعودي. وأصبح لها حضورها الأدبي والثقافي من خلال المنابر الثقافية, والتأليف والاحتفالات في مثل هذه الملتقيات الثقافية التي تقدم عليها أنديتنا الأدبية ومؤسساتنا الثقافية.
ولعلىّ أسهم - في هذه الدراسة - بإلقاء الضوء على المجموعتين القصصية الأخيرة «الحملة, والمحطة الأخيرة» لأنهما تمثلان آخر إنتاجه وبالتالي تطرح أحدث تقنياته الكتابية وفضاءاته المعرفية، وجملة من تبلور آرائه وسردياته، ومن خلالهما نقف على تجلياته القصصية، وعوالمها الفنية, إن شاء الله.
٭       ٭          ٭
ثانياً: الشقحاء قاصاً (من الحملة إلى المحطة الأخيرة):-
(1) التعارف والتعريف:
تعتبر (الحملة)(1) فاتحة التعارف النقدي بيني وبين القاص محمد  الشقحاء, ولكن علاقتي بالشقحاء تمتد إلى ما قبل «الحملة» فقد عرفته (أولاً) قارئًا مستهلكا لانتاجه القصصي  «قراءة وإعجابا وتعاطفاً» لأن أغلب شخوصه وأماكنه تمت إلى أجواء الطائف وأنا طائفي النشأة والتتلمذ والتمدرس حتى المرحلة الثانوية. ثم عرفته (ثانياً) وبشكل مركز عندما استضفناه في إدارة الثقافة والمكتبات بتعليم جدة ليشارك في أمسية قصصية مع زملاء ثلاثة آخرين وناقد متمرس ومتمكن(2), وكانت أمسية رائعة ذاع صيتها صحافيًا. (وثالثة) المراحل التعارفية أو التقاربية بيني وبين محمد الشقحاء, كانت في الموسم السياحي للطائف المأنوس, حينما دعيت لقراءة نقدية/ احتفائية بكتاب الزميل محمد سعد الثبيتي عن الأديب القاص محمد الشقحاء بعنوان «إثباتات مشرقة/ سيرة ذاتية وانتقائية في أدب محمد الشقحاء»(3) وفي هذا الكتاب لمست أنه توثيق ببليوجرافي عن محمد الشقحاء قاصًا, وما كتب عنه من دراسات نقدية، أو تعريفية لمنجزاته القصصية مما يجعله أحد رواد الفن القصصي في بلادنا السعودية.
وأما (رابعة) المراحل التعارفية فهي مرحلة «الحملة» التي كنت فيها قارئًا وناقدًا لهذا المجموعة القصصية الجديدة في حينها, فقد شاركت بورقة عمل نقدية حول هذه المجموعة في منتدى عكاظ الثقافي التابع لجمعية الثقافة والفنون بالطائف(1). ثم جاءت المرحلة (الخامسة) حينما دعيت للمشاركة في احتفالية «الاثنينية» بهذا القاص المبدع , حيث كرمه جمع كبير من المثقفين وكتاب القصة اللذين حضروا هذه المناسبة الاحتفالية, وقد تحدثت بما أعرفه عن هذا القاص/ المبدع.
وهانحن اليوم في المرحلة التعارفية (السادسة) حيث نتدارس آخر مجموعتين قصصيتين لهذا القاص/ المبدع من خلال هذا الملتقى الذي ينظمه نادي القصيم الأدبي, ويكون قاصنا هو الشخصية المحورية للتكريم في هذه الدورة من الملتقى.
٭       ٭          ٭
وفي كل هذه المراحل التعارفية, اكتشفت الأديب القاص محمد الشقحاء في ثوبه الأدبي, اكتشفت عمق تجربته وأسلوبه القصصي, وتواضعه لدرجة كبيرة, وعدم ادعائه - رغم كثرة مجموعاته القصصية التي بلغت عشرًا آنذاك - اكتشفت أنه إنسان متواضع في هندامة, في أسلوب حديثه, في علاقاته مع الآخرين.وهذا سر حيوية الرجل وشفرة أدبية يمكن أن تقرأه من خلالها. واكتشفت- أيضًا - أن الأديب محمد الشقحاء من المتخصصين في كتابة القصص القصيرة واللذين لهم بصمات خاصة في هذا الفن الأدبي ولديه عمق في التجربة القصصية من حيث اختيار شخوصة من المغلوبين والمقهورين المنتمين إلى الإنسانية بكل نجاحاتها وإخفاقاتها, بكل قلقها وانهزاميتها, مع التركيز على جانب المرآة/ الأنثى, جانب الواقع النسوي وخاصة الجانب السلبي للمرآة. يغلف ذلك كله بلغة راقية, وأسلوب شفاف ورصين, ونماذج قصصية قريبة من المتلقي في شخوصها وأزمنتها وأماكنها وعبر تقنيات حوارية, وقصصية تحتفي بالمضامين والرؤى مما يؤهلها لجذب المقاربات النقدية من قبل نقادنا السعوديين وإخواننا العرب والتي بلغت في الرصد البليوجرافي إلى (52) دراسة منها ست كتب خصصت للحديث عن تجربة الشقحاء القصصية ( حسب خالد اليوسف). مما جعله - بحق - أحد رواد القصة القصيرة في بلادنا.
٭         ٭         ٭
(2) مجموعة الحملة (إيجاز وتعريف):
و«الحملة» التي كانت فاتحة التعارف النقدي بيننا, تحمل الرقم الحادى عشر في سلسة مجموعات الشقحاء القصصية من إصدارات نادي جازان الأدبي عام 1423هـ. وقد جاءت بعد انقطاع خمس سنوات لم ينشر أي مجموعة قصصية جديدة.
تتمحور هذه المجموعة حول ثلاثة عشر نصًا يسميه النقاد القصة القصيرة جداً (ق.ق.ج) وهذا النوع الجديد من القصص أسمية - نقديًا - نص الومضة, نص الشفرة, أو النص/ الفلاش, النص المُرَكَّـز.
وهذا - في نظري - محاولة جديدة يدخلها القاص الشقحاء من باب التجربة إذ لم يسبق له أن نشر مثلها في مجموعاته السابقة. مع أن تواريخ بعضها قديمة عام 1408هـ, 1409هـ, 1418هـ, 1419هـ. ومع أنها كذلك فأنها تجربة - في نظري - إيجابية, فيها لغة باذخة, وحبكة متميزة, وحدث يستحق الرصد والبناء القصصي, وأسلوب يشد القارئ ويسثيره. للتواصل مع المخيال الأدبي في هذه الأقاصيص.
كما تتمحور هذه المجموعة على أحد عشر نصًا من القصة القصيرة لتصبح المجموعة أربعة وعشرين نصًا قصصيًا, يفتتحها بالنص المعنْوَن بـ «الحملة» عنوان المجموعة , ويختتمها بنص يحمل عنوان «حكاية أسطورة».
وبين المفتتح والختام تسير بك الحكايات والقصص مابين خيال محض يبدعة القاص ويؤلفة, وبين مرويات شعبية وأساطير تراثية يعيد كتابه نصها أو يبلور فكرتها في صيغ قصصية جديدة وهو في كل ذلك يختار من العناوين المحفزة على القراءة والمداخلة ما هو جدير بذلك. حيث نجد - عند التحليل النصي - تشظى هذه العناوين في متن النص القصصي وانبثاقها عنه في جدلية تجمع ولا تنقص, تبني ولا تهدم, توحد ولا تفرق!!
وسنرى - عند التحليل النصي أيضًا - أن العناوين تأتي مفردة (17) مرة، ومركبة (7) مرات منها تركيبا ثنائيا (5) وتركيبا ثلاثيا (2) مثل:          
- الحملة ـ المربوط ـ المرآة                      (عناوين مفردة).
- النسخة الأولى - ملابس سوداء - هبة النسيم
                                            (عناوين مركبة ثنائية).
- الخلاص والجذور الثابتة - هتاف لحظة مبهمة
                                           (عناوين مركبة ثلاثية).
وكل هذه - مع المداخلات النقدية والتحليل النصي - توصلنا إلى دلالات جمالية وفنية وموضوعيته إضافة إلى ما في هذه النصوص من تشكيلات بصرية , وتقنيات سردية يغلفها أسلوب لغوي شفيف ونموذج حكائي/ قصصي قريب من الملتقى الذي يجد نفسه منساقًا مع الفضاءات النصية من سياق إلى آخر في حميمية مقبولة!!
والجميل في هذه المجموعة أن القاص يؤرخ نصوصه القصصية باليوم والشهر والسنة بحيث يجد القارئ إثباتًا لمولد هذه النصوص ففي عام 1408هـ (3 قصص) وفي عام 1409هـ (1 قصة) وفي عام 1418هـ (10 قصص) وفي عام 1419هـ (5 قصص) وفي عام 1420هـ (4 قصص) وبدون تاريخ (1قصة).
٭       ٭       ٭
(3) مجموعة المحطة الأخيرة (إيجاز وتعريف):
وأما «المحطة الأخيرة» فهي آخر المجموعات القصصية - حتى الآن- التي نشرها القاص محمد الشقحاء عن دار الفارابي في بيروت, عام 2008م الموافق 1428/1429هـ - أي بعد خمس سنوات من المجموعة السابقة (الحملة)- وتقوم هذه المجموعة على (56) ست وخمسين نصًا قصصيًا يمكن أن نصنفها على النحو التالي:
قصة قصيرة                              (34 قصة)
أقصوصة/ أو قصة قصيرة جدًا           (24 قصة)
  تفتتح هذه المجموعة بقصة (السجن) وهي قصة طويلة نوعًا ما, وتختتم المجموعة بقصة (اليماني) وهي من صنف القصة القصيرة. وتجيء قصة (المحطة الأخيرة) حاملة الرقم (48) وهي من نوع القصة الطويلة نوعا ما, وهي التي أختارها المؤلف عنوانا للمجموعة وقد نتوصل إلى سبب ذلك مع القراءة التحليلية إن شاء الله .
وعلى مستوى العناوين سنجد أن أكثرها جاء مفردا (47 قصة) أما العناوين المركبة ثنائيًا فكانت (8 قصص) والعناوين المركبة ثلاثيًا فقط (1 قصة واحدة). وبالطبع سيكون لهذه الأرقام والإحصاءات دلالاتها التي توجه القراءة النقدية لاحقًا إن شــاء الله.
والغريب - هنا - ان هذه المجموعة تغفل إثبات ميلاد هذه النصوص القصصية فلا نجد تواريخ القصص كما في المجموعة السابقة (الحملة). في الوقت الذي نراه قد أثبتها في المدونة المعنونة بـ «الغياب»(1) والتي أصدرتها "أصوات معاصرة" لصاحبها الدكتور حسين علي محمد.
ولعل الميزة التي يلحظها الناقد في هذه المجموعة - على المستوى الشكلي والفني - ولم تكن في سابقتها (الحملة), وجود خمس قصص تكتسب شكلا ً فنيًا وتقنية سردية جديدة, حيث جاءت هذه القصص في مقاطع متعددة وكل مقطع يحمل رقمًا (1), (2)... إلخ, أو اسمًا (مريم), (ريم), (عبدالعزيز). وكانت المقاطع تتراوح في الطول والقصر حيث كانت (دفتر سعدى) ص151 (13 مقطعًا), (والعنقاء) ص 172 (5 مقاطع), (وفريج) ص92 حملت مقاطع أسماء بدل الأرقام (7 أسماء), و(مدى) ص61 و(وهم) ص48 لكل منهما (3 مقاطع).
وهذه التقنية الكتابية والسردية, والشكلية الفنية تتقاطع مع نموذج الرواية أو القصة الطويلة التي تقسم إلى مقاطع وأرقام. وبالتأكيد فإن القاص محمد الشقحاء قد استلهم هذه النقطة الشكلية من قراءاته الحديثة.
٭         ٭          ٭
ثالثاً: الشقحاء مبدعًا (التحليل النقدي):
وبتحليلنا للمجموعتين القصصية سنقف عند مجموعة من القضايا التي تثيرها القصة القصيرة بحسبها نصوصًا قابلة للتأويل والدرس النقدي, ولعل ما يستوقفنا - مبدئيًا - في نصوص محمد الشقحاء ما يلي:
(1) العناوين:
باعتبارها العتبة النصية الأهم والتي تفضي بنا إلى متن النص وتتشظى داخله في دلالات ورموز, فالعنوان أول مدخل يمكن مقاربة النص من خلاله, وفيه القدرة على التحول والتشظي داخل النص مما يعطية الأحقية ليصبح دالاً على النص بأجمعه مع أنه مفردة جاءت في جملة واستحقت الهيمنة والأبوية!!
في مجموعة «الحملة» نجد (24) أربعة وعشرين عنوانا يكشفها جدول المحتويات ص 64, ويحتل نـص «الحملة» الرقم (1) في المجموعة, وبه تفتتح المجموعة, وهنا يتساءل الناقد/القارئ: ما الــذي يجـعل من عـنــوان داخــلي عنــوانًا للمجمـوعة كـــلها, أو مـا الذي يجعل من جملة أو عبارة أو كلمة وردت في نص قصصي عنوانا للقصة/ النص!!
لابد أن هناك ثيمة أو شفرة أو بعدا يتجسد من خلال ذلك فيفرض نفسه - بوعي من القاص أو بلا وعي منه - فيختاره عنواناً!!   وهنا في المجموعة «الحملة» أتساءل لم تم اختيار نص "الحملة" ليكون عنوانا ً للمجموعة كلها؟ أعتقد أن في ذلك حكمة ولعل التأويل النقدي.. يسعفنا بحكمة ذلك.
«الحملة» كلمة وردت في نص »الحملة« (ص ص 7-12) حوالي 5 مرات بنفس اللفظ. و4 مرات بمعناها (القافلة) 3 مرات (الركب) مرة واحدة إضافة إلى عنوان النص. ووردت في نص «المربوط» (ص ص 13-17) مرتان في دلالات مختلفة. ولم ترد لها أي دلالة في باقي نصوص المجموعة. الأمر الذي يجعلنا نتوقف عند هذا الاختيار كعنوان للمجموعة حسب التشخيص التأويلي الذي نتبناه فيما يلي:
«الحملة» مفردة شعبية تعني/ مجموعة من الناس المسافرين تحملهم قافلة الإبل أو السيارات وتنقلهم مع أحمالهم من مكان إلى مكان وكل منهم يحمل ويحمل له.. فهم في حملة!!
و«الحملة» مفردة مؤنثة, تحيلنا - كقراء - إلى استنطاق جميع النصوص لنرى أن التأنيث والأنثى تتشظى في كل النصوص وهي البطل الوحيد الذي يتحرك في كل جزئيات هذه المجموعة. فكأن الأنثى والأنوثة هي الوشيجة التي تربط بين كل النصوص, وهي الثيمة والشفرة التي تكشف عنها نصوصية النص والتي يمكن مقاربتها في مبحث آخر.
أما مجموعة «المحطة الأخيرة» فسنجد أنها تتمحور على ست وخمسين (56) قصة, يكشفها جدول المحتويات ص ص 189-191 ويمثل نص/ قصة المحطة الأخيرة الرقم (48). وفي هذا النص تتجلى جملة من الأمور تجعلها - فيما أظن - قادرة على التحول من نص داخل المجموعة إلى عنوان رئيسي للمجموعة كلها وهي كما يلي:
أنها مبنية على الصراع حول الأنثى.
البطولة فيها للمرأة (عواطف , وأمها).
البنات (الإناث) في القصة (3) والذكور(2) فالأكثرية للأنثى.
عبارة (المحطة الأخيرة) وردت مرة واحدة عدا العنوان في سياق الحديث عن رحلة الطائرة التي فيها عواطف وحنان, وإعلان المذيع الداخلي عن تأخر الرحلة في (محطتها الأخيرة).
المحطة الأخيرة جاءت دلالة على الموت فالأب سعيد وصل للمحطة الأخيرة من العمر ومات قبل عشرة سنوات من وفاة الأم. والأم توفيت ووصلت (محطتها الأخيرة) وكتبت وصيتها لأبنائها وبناتها.
إذن نستنتج من هذه الحيثيات أن النص يفتح حول الأنثى ومعها فضاءً قصصيًا تتمحور من خلاله أحداث النص القصصي. وهذا شبيه بنفس النتيجة في مجموعة "الحملة" مما يجعلنا أمام نص/ خطاب أنثوي تتسيد بطولته الأنثى ودلالاتها الحسية والمعنوية وسماتها الشخصية والبيولوجية. مما يجعلها تتشظى في عوالم النصوص الـ (55) الباقية من المجموعة بحيث استحقت هذه القصة وعنوانها شرف الترقي في سلم الفعل النَّصِّي لتصبح عنواناً للمجموعة كله، وبالتالي تصبح دالاً يتحرك بين السطور ويمكن القبض عليه نقدياً الأمر الذي يشكل لنا المنظور النقدي لمقاربة المجموعتين «الحملة» و«المحطة الأخيرة» من خلال رمز الأنثى وتشظياته وذلك في المحور التالي إن شاء الله.
٭         ٭         ٭
(2) الزمكانية:
في المجموعتين القصصيتين للشقحاء "الحملة – المحطة الأخيرة" تحديداً تنمو العوالم المكانية والزمانية نمواً بالغ الوضوح والتجلي. وذلك من خلال تماس المبدع/ القاص مع المكان, كونه مسرح الأحداث التي تشبعت بها النصوص/ القصص. وهنا نجد محمد الشقحاء يعني عناية تامة بالمكان ويصفه وصفاً دقيقاً ومحكماً.
وتتعدد الملامح المكانية فنجدها تارة مدناً أو قرى أو أحياء, أو مواقع. وتارة شوارع وأسواق ومراكز تجارية وبنوك, وتارة مدارس وجامعات وكليات ومواقف سيارات, وتارة فنادق ومساجد ومطاعم وتارة صحاري وجبال وبحر وكورنيش, وتارة مستشفى ومراكز ثقافية, وكل هذه العوالم المكانية داخل المملكة. أما خارج المملكة فنجد القاص محمد الشقحاء يتعامل مكانياً في نصوصه مع بعض الأماكن في عالمنا العربي, وأوروبا وأمريكا وشرق  آسيا في العالم الآخر.
ومن خلال هذه العوالم المكانية يمكن تقسيمها إلى ما يلي:
أولاً: أماكن خارج المملكة:
وقد رصدنا – في هذا الإطار – مدينتي القاهرة ودمشق كفضاءات مكانية ورد ذكرها في نصوص الشقحاء وكذلك رصدنا أوروبا وأميركا والشرق الآسيوي.
ثانياً: أماكن داخل المملكة:
حيث رصدنا – في هذا المجال أربع مدن سعودية يتردد ذكرها كثيراً في نصوص الشقحاء وهي الطائف - مكة - جدة – الرياض ولكن الطائف يبدو حضورها جلياً ومكثفاً عبر أغلب النصوص في مجموعتي: «الحملة» و«المحطة الأخيرة», حيث نجد الطائف كمدينة ونجدها كقرى تابعة (السيل الصغير) ونجدها – أيضًا – كأجزاء متفرقة أحياء وشوارع ومساكن وبيوت ومطاعم ومدارس... إلخ.
ثم تجيء مدينة مكة المكرمة وما فيها من الحرم المكي وبعض المعالم المكية. ثم تكون جدة ثالثة العوالم المكانية الداخلية حيث نجد المدينة نفسها, ونجد البحر, والكورنيش وحي الروضة وأبحر وغيرها. أما الرياض فنجدها فقط في مجموعة المحطة الأخيرة.
وكل هذا يدل على أن القاص الشقحاء يعتني بالمكان في نصوصه فهو مسرح الحدث, وهو ذكرى لوقائع سابقة, وهو تعلق بالأرض وانتمائها وخاصة (الطائف) وهو إشارة إلى التغييرات الاجتماعية والحضارية.
وبذلك يكون المكان في نصوص الشقحاء فاعلاًً ومنتجاً للدلالات وليس مجرد ملصقاً خارجياًً, يضاف إلى أحداث القصة دون أن يكون له دور في بنائية النص وتجلياته.
   أما «الزمن» في نصوص الشقحاء فهو زمن ينفتح على عوالم الليل والنهار والساعات والسنوات. فنجد الليل وساعاته الأثيرة إلى الذات المبدعة مثل الثانية عشر بعد منتصف الليل, التاسعة ليلاً, الثانية ليلاً، الثانية عشر ليلاً، العاشرة ليلاً. كما تحتفي النصوص عند الشقحاء بأوقات الصلوات الليلية: صلاة المغرب, صلاة العشاء.
أما النهار أو ما عبر عنه بـ «الصباح» و«صباحًا» فنجد تجليات النهار من خلال ساعاته وصلواته فمثلاً: السابعة صباحًا, العاشرة صباحًا الواحدة بعد الظهر, الثانية بعد الظهر, الثالثة بعد الظهر. صلاة الفجر, بعد صلاة العصر, أذان الظهر, أذان العصر.. وكلها عوالم زمانية تشير إلى الساعات والأوقات المهمة التي يتعامل معها القاص فعليًا (ساعات العمل) بينما تغيب الساعة السادسة والخامسة والرابعة نهارًا لأنها أوقات القيلولة وفيها يتوقف القاص ويهرع للراحة!!
وهناك الأزمنة  التي تتعلق بالسنوات والأعوام, (العام الثامن, عشر سنوات) وهناك كذلك أزمنة أخرى لم يحددها القاص بليلٍ ولا نهار ولا سنوات وقد أسميتها الأزمنة الحرة (غير المحددة) مثل: ذات مساءٍ, العاشرة والنصف, الساعة السادسة, الساعة السابعة!!
ومن خـلال هذه الأزمـنـة نلاحـظ أنها تتـكئ على المباشـرة ولا تدخل فيما يسميه النقاد بـ/ الزمن القصصي الذي يختزل أحداثاً تمتد لفترات وفترات طويلة في زمن قصصي يحكى بأسطر محدودة تؤطرها القدرة الإنسانية واللغة السردية الإخبارية(1).
وهكذا كانت (الزمكنة) في عوالم الشقحاء القصصية واضحة كل الوضوح, وقد تعامل معها القاص بكل فاعلية مما يدل على معرفته بالقيمة الفنية لهذين الركنين من أركان القصة القصيرة فوظفها توظيفًا جماليًا يعني برصد حركة النص وتشظياته بين عالم موزون من المكان والزمان فيرتقى النص القصصي – عند الشقحاء – إلى نماذج إبداعية.
٭          ٭          ٭
(3) المعالجة الفنية (اللغة والأسلوب):
يجمع كثير من نقاد القصة, ودارسي السرد على أن أهم ما يميز القصة, والقصة القصيرة هو التكثيف اللغوي, ولذلك كانت اللغة والأسلوب هما أهم المداخل الرئيسة لدراسة القصة وتجلياتها, وكلما كانت اللغة جامعة للبساطة والتكثيف والتركيز, ومستوعبة للترميز والإيحاء وعدم المباشرة كلما ارتقت بالنص القصصي إلى آفاق إبداعية وهذا ما نجده في مجموعتي الشقحاء التي نحن بصدد دراستها وتحليلها .
تقوم هاتان المجموعتان على نموذجين من نماذج القصة القصيرة وهما نموذج القصة القصيرة ونموذج القصة القصيرة جداً أو ما يعبر عنها بعض النقاد بالرموز(ق.ق.ج). فنجد مجموعته (الحملة) تتقاسم هذين النوذجين (13) ثلاثة عشر نصاً من نوع الـ (ق.ق.ج). و(11) أحد عشر نصاً من نوع القصة القصيرة. وأما مجموعة (المحطة الأخيرة) فنجد فيها (34) أربعة وثلاثين قصة قصيرة و(22) اثنتان وعشرين (ق.ق.ج) .
وبالتوغل في دراسة البعد اللغوي والأسلوبي في هذه القصص نجد أن الشقحاء قد استثمر كل خبراته الكتابية, وقراءاته النقدية, وممارساته الأسلوبية لتوظيفها في نصوص هاتين المجموعتين, فنراه في القصص القصيرة جداً يكثف لغته ويركزها على نحو من التجديد والإبداع مثل القصة المعنونة بـ«النسخة الأولى»(1). التي تحكي قصة أديب استلم النسخة الأولى من كتابه الجديد «وقع الكتاب على الأرض, أخذت الحروف تنسل متناثرة, ومع اندهاشه انفتح الباب, وارتفع صرير مزلاج النافذة لتنفتح على مصراعيها فأمتد خط من الأحرف ومن أوراق الكتاب إلى عنان السماء».
هذه القصة لم تتجاوز الثمانية أسطر لكنها تمثل فرح الكاتب بمؤلفه الجديد. وتعطي القارئ ما لا يتوقعه في نهايتها حيث تتحول إلى أسطورة/ الحروف والأوراق تشكل خطأ ممتداً إلى السماء!!
لا يهمنا دلالات القصة ولا رمزيتها بقدر ما تهمنا اللغة المكثفة التي تعامل بها القاص والنهاية الإبداعية غير المتوقعة التي أوصلنا إليها.
ومثال آخر من نص بعنوان (جيره)(1) «عرفته ونحن في عامنا الثاني, يأخذ أشيائي, ويعترض طريقي. وتخرجنا من المرحلة الابتدائية ودرسنا فصلاً واحداً في المرحلة المتوسطة. وبعد أربعين عاماً وجدته أمامي, تبسم وهو يحدق بسبحة بين أصابعي اقتنيتها منذ أيام, بهدوء سلمتها له وخرجت من المكان».
وهذه القصة القصيرة جداً لم تتجاوز الأربعة أسطر, لكنها تحمل أفكارًا ومعاني كبيرة كثفها القاص في عبارات معدودة وألفاظ محدودة. عبرت عن المراد وتجاوزت السرد والتطويل لتجيئ في عبارات مختصرة ومعبرة يمكن تأويلها لغوياً ونفسياً واجتماعيا.... إلخ.
من هذين النموذجين يتضح لنا أن القاص الشقحاء قد تعامل مع اللغة في نصوصه القصيرة جدًا من خلال ما تملكه اللغة والأسلوب من تكثيف لغوي يختزن طاقات إيجابية ناضجة بالرمز ومعبرة عن المراد. ففيها نلحظ الجمل القصيرة, والبعد عن التقريرية والمباشرة, والتماسك اللغوي والانتظام الأسلوبي ونشعر بالحروف والكلمات الشعرية والعبارات المناسبة. فلا نجد الحشو ولا اللغو ولا الإسراف, ولا اللغة التقريرية المباشرة .
وإذا أتينا إلى القصص القصيرة التي تختلف عن القصص القصيرة جداً في مقاسها الكتابي الطويل نوعاً ما, وحاولنا استكشاف المعالم اللغوية والأسلوبية فلا بد أن تقف مع نموذجين نعتقد أنهما يمثلان القاص الشقحاء في هذا الإطار وهما قصة (الحملة) من مجموعة الحملة. وقصة (المحطة الأخيرة) من المجموعة التي تحل نفس العنوان.
(الحملة)(1) أول قصص المجموعة, تحكى قصة مجموعة من الناس غادروا مكاناً ما - لم يتحدد في القصة - إلى مكة من أجل العمرة في منتصف الطريق وقريباً من الطائف استراحت القافلة/ الحملة استعداداً للعشاء والمبيت. أحد المرافقين في الحملة انفرد بنفسه وغادر نحو الطائف دون أن يشعر به الجميع لزيارة إبنته. وصلوا مكة وتوزعوا في غرف الإقامة ولم يفتقدوا الغائب إلا بعد أن نبههم العامل في الفندق/ مقر الإقامة بالحقائب والشنط التي لم يستلمها أحد من رفقاء الرحلة. وبعد ثلاثة أيام لحق بهم وقابلهم في الحرم وعاد معهم إلى السكن!!
في هذه القصة نلحظ الراوي العليم هو المتسيد للحكي. من خلال الجمل الفعلية التي بلغت حوالي (23 جملة) أغلبها أفعال ماضوية مما يتعالق مع فن القصة التي تعنى شيئاً حصل في الماضي!! كما نلحظ أن القاص يلجأ إلى التفاصيل والوصف. ويجمل النص بشيء من الحوارية المتقنة. وهذه كلها أدوات شكلية للبينة اللغوية والأسلوبية.
أما قصة (المحطة الأخيرة)(1) فهي تحمل الرقم (48) في فهرس المحتويات مما مجموعه 56 نصاً قصصياً, وتتمحور هذه القصة حول جدلية الموت والحياة. فالعنوان/ المحطة الأخيرة إشارة ودلاله على الموت/ المحطة الأخيرة للسفر الدنيوي!!
ينقسم هذا النص الحكائي إلى قسمين: قسم يحكيه الراوي عن الأسرة التي حدث عندها الموت.
وقسم تحكيه الرسالة/ الوصية التي كتبتها المرحومة والدة الجميع. التي تحكي قصتها هي قبل الموت!!
وفي كلا القسمين نجد التفصيلات المملة والوصف الذي يخرج القارئ من متابعته للحدث والوصول إلى الحبكة المأمولة. لكننا نشعر بلذة الحدث المحكي عنه. فهذه أم رزقت بخمس من الأولاد ثلاثة بنات وولدين كلهم أخذوا نصيبهم من الحياة تعلموا وعملوا وتفرقوا في بلاد الله الواسعة لكن جمعهم موت الوالدة. وفي اليوم الرابع تتصل عليهم الممرضة التي عايشت أمهم في المشفى وتحمل إليهم الوصية/ علبة فيها شيء من المال والحلي ورسالة. توزعوا المال والحلي فيما بينهم وغادروا كل إلى بلاده... ولم يبق إلا العلبة والرسالة التي بداخلها من نصيب الأخت الكبرى عواطف التي تقرأ  الرسالة وتعرف سر العائلة, فأبوهم الذي يعرفونه ليس هو الأب الحقيقي وإنما هو شخص آخر تعرفت عليه من خلال الصورة المرفقة مع الوصية إنه جارهم الذي يدعونه «العم.. متجاهلين اسمه وقرابته». «إنه أبوكم الحقيقي الذي شعرت معه بالأمان». وتنتهي القصة دون أن يعرف القارئ ردة فعل (عواطف) - الابنة الكبرى -, وكأنها نهاية مفتوحة تترك للقارئ فرصة استكمالها!! متسائلين هل أخبرت أخواتها وإخوانها بفتح الرسالة؟! هل..هل الخ تلك الأسئلة التي تثيرها النهايات المفتوحة.
في هذين النموذجين, يتضح لنا الأساليب اللغوية والمعالجة الفنية التي يتبناها محمد الشقحاء والتي يمكن إسقاطها على باقي النصوص القصصية التي وردت في المجموعتين مع تباين إيجابي وسلبي في كل منهما. على أن أبرز ما يميز تلك الأساليب اللغوية ما يلي:
٭ الاتكاء على لغة الحوار الجاد, ذو اللغة الفارهة التي تمزج لغة المؤلف, ولغة أبطال/ أو/ بطل النص مع استدعاء واضح للمنولوج الداخلي, والحوار الذاتي/ النفسي.
٭ استثمار أسلوب الروايات الشفهية للمزاوجة بين الأحداث المتعاقبة في مجموعة من المقاطع, وكل مقطع له عنوان فرعي أو رقم مستقل مثل ما ورد في قصة «مجنون أبحر»(1) وقصة «القنبرة», وقصة «وهم» وقصة «مدى», وقصة «فريج», وقصة «أوراق من دفتر سعدى», وقصة «العنقاء»(2).
٭ استثمار البعد الذاتي واللغة الشعرية بشكل جيد في لغة الحكي بحيث يبرز «التناص» أو «الإقتباسات» وتوظيفها توظيفاً جمالياً.
٭ استثمار التقنيات اللغوية كالتقابلات اللفظية والصور الكتابية , والإستعارات التركيبية التي تخلص أصول الحكاية من الشوائب وترتقي بها إلى مرتبة الفن الخالص.
٭ العناية بنسق الجمل الفعلية المستندة إلى صيغ المضارعة تارة, والماضوية تارة أخرى, التي تجعل الحدث والبطل في حركة حضور مستمرين.
٭ في بعض النصوص تبدو الملامح اللغوية للقصة القصيرة جداً (ق, ق, ج) من حيث التكثيف الشديد والإيحاء المتعمد, والولع بالتجريب, وإحداث التوازن بين المضمون والأداء الجمالي, واللغة السردية التي تتوالى في الأحداث. والبعد عن التعقيدات اللفظية, وحشو الكلام. والقرب من لغة الإنسان العادي.   
هذا في الجانب الإيجابي. أما ما يؤخذ عليه في هذا الإطار فكما يلي:
٭ التفاصيل الكثيرة, والاستطرادات التي لا داعي لها, وتشتت ذهن القارئ وتعتبر من فضول القول, وكل ذلك بحثاً عن الواقعية أو سبيلاً لإقناع القارئ بالصدق والواقعية.
٭ مستوى تراكيب الجمل بحيث تتقاطع مع لغة الصحافة من حيث الإخبار والصيغ الجاهزة, والبنى التقريرية التي لا تضيف شيئاً للمضمون.
ومع كل ذلك فإننا نؤكد ونثني على ما قاله أحد النقاد عن اللغة المستخدمة في نصوص الشقحاء ومعالجاتها الفنية فهي: «لغة تجمع بين البساطة والتكثيف والتركيز, لديه مهارة خاصة وقدرة على توظيف التقنيات المختلفة, وتتنامى لغته من الأسلوب اللغوي التقريري التي تتبدى فيه الصياغة النثرية المتماثلة, إلى العمل إلى تأصيل البناء اللغوي المتحرر من نمطية العبارة, إلى اللغة المتماهية مع البناء الفني حيث تقترب اللغة من التعليق التحليلي للمواقف, والتحليق الشعري الخيالي, والحوارات ذات الأساليب الإنشائية التي تحفل بما يشبه المنولوج الداخلي أو الحديث النفسي للشخصيات والمناجيات الرومانسية والعبارات التي تختزن طاقة إيجابية ناضحة بالرمز»(1).
٭          ٭         ٭
(4) الشقحاء والحضور الأنثوي في المجموعتين:
ذكرنا – آنفاً – عند حديثنا عن العناوين باعتبارها العتبات النصية الأهم التي تفضي إلى متن النص وتتشظى داخله في دلالات ورموز – أن أغلب تلك النصوص تتمحور حول «الأنثى» مما يجعلنا أمام خطاب أنثوي تتسيد بطولته الأنثى ودلالاتها الحسية والمعنوية , وسماتها الشخصية والبيولوجية بحيث نستطيع مكاشفة المجموعتين (الحملة) و(المحطة الأخيرة) من خلال رمز (الأنثى) وتشظياته وحمولاته – مضمونياً وشكلياً – داخل النصوص المبثوثة في المجموعتين المذكورتين أعلاه, مما يجعلني أؤكد - سلفاً - أن الأنثى/ المرأة/ تاء التأنيث تتشظى في أغلب النصوص, الأمر الذي يجعلها هي البطل الوحيد الذي يتحرك في أغلب  جزئيات المجموعتين. بل هي الثيمة أو الشفرة التي تكشف عنها نصوصية النصوص.
فالمرأة/الأنثى هي           رمز الخصوبة والعطاء والتضحية
                          رمز الأنوثة والإخلاص والسعادة
                          رمز الجمال والمودة والرحمة والمحبة
كل هذه المعاني الإيجابية تتجاوزها شخصية المرأة/الأنثى في أغلب النصوص, لتقف عند المعاني السلبية في رمزية الأنثى/المرأة من خيانة, وخسة, وخطيئة, وحبائل شيطانية, وإغراء. لتبدو لنا المرأة/ الأنثى - في أغلب النصوص - في صورتها السلبية التي يرفضها المجتمع السليم والنفوس الطاهرة والأرواح الأبية, رغم واقعيتها بعض الشيء!!
وبمقاربة سريعة لهذه الجزئية سنورد ثبتاً إحصائياً لعله يفسر ما ذهبنا إليه ضمن آلية نصوصية للقراءة والتأويل النقدي.
أولاً: مجموعة الحملة:
تكررت المرأة /الأنثى               (18) ثمانية عشر مرة.
الصورة السلبية للمرأة /الأنثى        (9) تسع مرات ونوعها الخيانة.
ثانياً: مجموعة المحطة الأخيرة:
تكررت المرأة /الأنثى  (140) مئة وأربعين مرة – وربما أكثر لذكر
                      المجموعات بلا عدد في كثير من النصوص.
الصورة السلبية للمرأة/الأنثى (46) ست وأربعون مرة ونوعها من الخيانة الزوجية والشبق والخضوع للجنس والشذوذ الجنسي.
ويكفي لتأكيد هذه الدلالات أن نتداخل مع القصتين الرئيسيتين في كل مجموعة. ففي قصة "الحملة" نلحظ الخيانة الزوجية من خلال النص التالي:
«كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل عندما وصل إلى ثلاثة أرباع الكشف أمام باب شقة غير مغلق, أقترب سمع همساً, دفع الباب, خرج شاب لم يبرز شاربه, وامرأة على وجهها ابتسامة صغيرة فسألها عن ضياع فراش مطوى وحقيبة من أغراضها, دعته للدخول للتأكد. تفقدت متاعها ونفت ذلك.
هل معك أحد..؟
نعم زوجي وأخوه.
أين هما؟!
أنهما يتسامران مع الآخرين.
وأنت.. هل قطعت عليك سمرك..
لم تجب  .....
          .....
          .....
لم يهتم الحارس, أخذ يتأملها, إن فيها بقية من جمال رغم تقدمها في العمر وفي نظرتها إصرار على الاستيلاء على كل شيء في سبيل تحقيق نزواتها»(1).
يتضح من هذا المقطع صورة المرأة السلبية لدرجة الخيانة فهي تمارس الخلوة غير الشرعية مع شاب لم يبرز شاربه وفي مكة المكرمة أثناء تأدية العمرة. مع أن زوجها وأخاها يتسامران في مكان آخر!! وأنها تصر على الاستيلاء على كل شيء لتحقيق نزواتها. 
وفي قصة «المحطة الأخيرة» تقف على أبغض أنواع الخيانات التي قد تحصل بين الزوجين خلال المقتبس التالي:
«عرفت أن صالح يحبني وبطيبة خاطر أصبح رجلي يعرف سري ويشاركني في همي, وفي الصباح أفطره (نسولف) ونتابع المسلسلات, وأرقد معه في بعض الأيام..... إنه أبوكم الحقيقي الذي معه شعرت بالأمان ...»(1).
من هذا المقطع يتضح خيانة الزوجة لزوجها طوال العمر مع عشيقها صالح لدرجة أنها أنجبت منه الأبناء فهو أبوهم الحقيقي!!
ولو تصفحنا أغلب نصوص «المحطة الأخيرة» لوجدناها عبارة عن رصد للخيانات والمواقف الجنسية للمرأة سواء المتزوجة أو الأرملة أو المطلقة أو بنت العاشرة!!
ومن هنا يحق لنا أن نتساءل: إلى أي مدى تمثل هذه الصورة السلبية التي تصور المرأة – تمثيلاً صادقاً لقضايا المجتمع الذي يعيش فيه المبدع, ومنه يستنبت شخصيات نصوصه وموضوعاتها؟! إن التركيز على الجوانب السلبية في المرأة والتأكيد عليها فيه انتهاك لخصوصية المجتمع ودور المرأة الإيجابي فيه.
إن المرأة كيان وقيمة, إنها الأم, والأخت والزوجة والبنت, وفيها من صور الكمال وشمائل الأخلاق والفضيلة ما يشكل موضوعات قصصية يبدع فيها المبدعون.
٭        ٭          ٭
الخاتمـــة:
..... وبعد
فهذا هو الشقحاء قاصاً وأديباً ومبدعاً, عرفناه من خلال إنتاجه الأدبي, قاصاً يملك أوداته الفنية, ذا لغة راقية, وأسلوب شفاف, ونماذج قصصية تمتح من البيئة الطائفية مفرداتها وشخوصها وموضوعاتها.
عرفناه يحمل قضيه إنسانية يعالجها في نصوصه وإبداعاته, تتمحور حول الإنسان من الولادة حتى الموت  الإنسان بكل نجاحاته وانهزاماته, الإنسان كفرد والإنسان في جماعه.
عرفناه وهو المسكون بهاجس مجاوزة العوائق يوظف ذلك كله في نصوصه حيث نجد شخصياته تسعى نحو التفوق والإبداع وانتصار الإرادة رغم أنها شخصيات وقف الحظ عاثراً في طريقها فاستمدت من ضعفها وحظها التعيس وقوداً للنجاحات المتتالية.
عرفناه من خلال الحضور الأنثوي الصاخب في نصوصه والتي تدل على مدى تمكن الصورة السلبية للمرأة في ذهنيته القصصية فراحت تتبنى حكايات وحكايات لها من الواقع نصيب ولكنه يبالغ جداً في جعلها الصورة الأوحد للمرأة في مجتمعنا المحافظ.

٭        ٭          ٭
المراجــــــع
أولاً: إنتاج القاص: محمد منصور الشقحاء:
- مجموعة الحملة , نادي جازان الأدبي 1423هـ.
- مجموعة المحطة الأخيرة, دار الفارابي, بيروت 2008م.
- مجموعة الغياب (مدونة مختارة) تصدرها أصوات القاهرة, السنة 26 العدد 145, مايو 2005م.
ثانيا: كتب ودراسات:
٭ محمد سعد الثبيتي: اثباتات مشرقة (سيره ذاتية وانتقائية في أدب محمد الشقحاء). مكة المكرمة. مطابع الندوة, 1420هـ .
٭ عبدالمقصود محمد سعيد خوجه: الإثنينية, ج21, 1425هـ.
٭ سعيد مصلح السريحي: تقليب الحطب على النار/ في لغة السرد, نادي جده الأدبي الثقافي, ط1, 1415هـ.
٭ طلعت صبح السيد: دراسات في القصة القصيرة عند الشقحاء. دار الحارثي للطباعة والنشر, الطائف, ط1, 1410هـ.
٭ يوسف حسن العارف: المرأة والخطيئة (قراءة نقدية في مجموعة الحملة القصصية لمحمد الشقحاء). ورقة عمل قدمت لمنتدى عكاظ بجمعية الثقافة والفنون بالطائف 14/5/1424هـ.
٭ ٭ ٭
جدة 23/7/1429هـ
1429/10/11هـ




الهوامش

(٭) محمد علي منصور الشقحاء: «الحملة»، مجموعة قصصية، نادي جازان الأدبي، 1423هـ، الطبعة الأولى..
(٭) «المحطة الأخيرة» مجموعة قصصية، دار الفارابي، بيروت 2008م، الطبعة الأولى.
(1)  جريدة المختلف، العدد 40، نوفمبر 1994م، ص 30، نقلاً عن الثبيتي، ص 286.
(2)  جريدة الجزيرة، العدد 8405، الثلاثاء 9 جمادى الأولى 1416هـ، نقلاً عن الثبيتي، ص 316.
(1)  جريدة الأنباء الكويتية، 22 ديسمبر 1993م، العدد 6342، نقلاً عن الثبيتي، ص 335.
(2)  جريدة الجزيرة 8405، الثلاثاء 9 جمادى الأولى 1416هـ، نقلاً عن الثبيتي، ص 316.
(3)  جريدة الشرق الأوسط، العدد 4757، 7/12/1991م، نقلاً عن الثبيتي ص 269.
(1)  لقاء مع مجلة بلقيس الكويتية، 10 ربيع الآخر 1416هـ، سبتمبر، نقلاً عن الثبيتي ص 328.
(1)  الثبيتي، ص 263، ص ص 270-271، ص ص 314.
(2)  نفسه، ص 262.
(1)  الثبيتي، ص ص 339-349.
(1) كتاب الاثنينية، ج 21، 1425هـ ص ص 33-35.
(1) الثبيتي ص ص 353-354.
(1)  عنوان المجموعة القصصية الحادية عشر، للقاص محمد الشقحاء، صادرة عن نادي جازان الأدبي عام 1423هـ.
(2)  القاصُّون هم: محمد علي قدس، ومحمد علي الشيخ، وعثمان الغامدي، والناقد هو الدكتور عالي القرشي، وقد أقيمت الأمسية مساء يوم السبت 15/1/1420هـ.
(3)  أقيمت هذه الفعالية في المكتبة العامة بالطائف مساء يوم الأربعاء 4/4/1421هـ.
(1)  أمسية نقدية، مساء يوم الاثنين 14/5/1424هـ. وانظر الورقة ضمن هذه الدراسة بعنوان المرأة وانثيالات الخطيئة ص ص 165-175.
(1)  الغياب: مجموعة نصوص قصيرة نشرها محمد الشقحاء ضمن إصدارات أصوات معاصرة، السنة 26، عدد 145، مايو 2005م، وفيها (14) أربعة عشر نصاً نشرت كلها ضمن مجموعة المحطة الأخيرة التي نحن بصدد الحديث عنها.
(1)  انظر سعيد السريحي: تقليب الحطب على النار في لغة السرد، نادي جدة الأدبي الثقافي، ط 1، 1415هـ، ص 19، ص 23.
(1)  مجموعة الحملة، ص 30.
(1)  مجموعة المحطة الأخيرة، ص 120.
(1)  مجموعة الحملة، ص 7-12.
(1)  مجموعة المحطة الأخيرة، ص ص 144-150.
(1)  مجموعة الحملة، ص 23.
(2)  مجموعة المحطة الأخيرة، ص 14، ص 48، ص 61، ص 92، ص 172.
(1)  طلعت صبح السيد: دراسات في القصة القصيرة عند الشقحاء، ط 1، عند الشقحاء، ط 1، 1410هـ/1990م، دار الحارثي للطباعة والنشر نقلاً عن (الثبيتي) ص 130-131.
(1)  مجموعة الحملة، قصة الحملة، ص ص 7-12.
(1)  مجموعة المحطة الأخيرة، ص ص 144-150.
(٭) ورقة عمل قدمت في ملتقى القصة القصيرة بنادي القصيم الأدبي في دورته الرابعة 5-7/10/1429هـ الموافق 3-5/ نوفمبر/ 2008م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق