قصص
قصيرة ( 9 )
محمد
المنصور الشقحاء
1
- فينوس
قارورة
مشروب مغشوشة عثرت عليها دورية للشرطة في شنطة سيارته، فرضت زواجي به لأني كنت
برفقته تلك الليلة، ثم دخل السجن ستة أشهر وتم فصله من عمله.
وفي
لقاء عائلي سنوي قابلت من نحت أزميله جسدي، فغرقت في مشاهد شريط سينمائي لعشرين
سنة سابقت فيها الريح بكل أفق؛ وتقدم قارورة المشروب ثمن للحظة فقد، في بعض
المناسبات.
قال:
( وأنا أغادر ) أنت كما أنت.!
قلت:
غربتك الطويلة أغلقت منافذ الإحساس.؟
لوح
بكفه المعروقة، شعرت بوهنه والشيب يتخلل شعر رأسه وشاربه الكث؛ ابتسمت وأنا أجد قارورة
المشروب بجواري على مقعد العربة، فأخرجت من حقيبة يدي الصغيرة قلم الروج.&
22
/ 6 / 1434
2
- كولاج
كان
وجدتها جذابة في بداية الأمر، تمتعت بإيقاعها في حبائلي، فتمادت في التفاخر لأكتشف
وصديقي يتحدث عن ألمه، أنها تميز نفسها وبتيه الطبقة التي تنتمي لها. كيف تزدري
المشاعر الهزيلة التي تلاحقها. &
28
/ 9 / 1432
3 - متآكلا بالصمت
في
رحلة قاسية تشكل وجها متآكلا بالوجع، ومع الغضب هام في شوارع المدينة الراقدة في أحضان
جبال السروات جسدا متآكلا بالصمت، تزوج وطلق في عام واحد نعتته بفاقد الرجولة؛ غير
انها لاحقته وهي في الشهر الثاني من العدة بأنها حامل، مع شكه لم يقف أمام تسجيل
ولدها باسمه.
احترف
أعمال كثيرة موظف حكومي سائق سيارة أجرة وحارس في مركز تجاري تعدد أنشطته وقود
هوايته في الرسم ويرفض اعتباره فنان تشكيلي وأن بعض شخبطاته اختارها أصدقاؤه لتكون
تعريفاً لكتب أصدرها النادي الأدبي .
وجاءت
ذات مساء كان يقف في بوابة القادمين في المطار باحثا عن راكب ينقله، تلفتت حولها
ثم جلست في مقاعد الانتظار وخلت الصالة من المسافرين، تحركت على الرصيف قلقة اقترب
منها شيء دفعها للسير بجواره ركبت بصمت السيارة.
عرف
أنها قدمت لتشارك في عزاء أختها التي ماتت بعد معاناة مع المرض، طلبت رقم هاتفه
لتسهيل تنقلها حتى عودتها لمدينتها ومنزلها في الشمال.
في
اليوم الثالث جاء اتصالها أوصلها للسوق لا يدري ماذا تريد، بعد تجوال طال عادت،
عرف إنها تبحث عن شيء فقدته؛ الرابعة عصرا اقترح تناول فنجان من القهوة في منتزه
في أعلى جبال المدينة، لم ينتظر إجابتها فاتجه غربا لم يكن المقهى بعيدا .
في
الصباح وهو يهم بمغادرة الدار جاء اتصالها، كانت ترتب سفرها في مكتب الطيران أكدت
رقم رحلتها، ولفت نظرها حفاوة الموظف، عرفت هوايته فأصرت على زيارة مرسمه، ارتبك
غير إنها حاصرته تجولت بين رسوماته وألوانه شعرت بالرعشة أمام وجه فتاة تشبهها
وطفل ملامحه غريبة .
قال:
زوجتي وابني.
قالت:
نعم ؟
قال:
طليقتي.
وهو
يوصلها طلبت منه قبول دعوتها للعشاء، فرحلتها في العاشرة ليلا تحول هو المضيف نصب
طاولة الأكل بين لوحاته وعلب الألوان، بعد المغرب جاء هاتفها تجول بين شوارع
المدينة وأزقتها المظلمة في وجودية مدمرة؛ في الثامنة كان الاثنان يجلسان على
مقعدي الطاولة، نهضت تفتت كآبة الغرف المعتمة ولتعلن البؤس الذي يمتصها لاحقها
بنظره .
تجاوز
انهزاميته وتذمره باحثا عن الحب شاطرته جنونه في إثبات وجوده ورجولته مع تخل عن
عقلها معرية قشورها لتغوص في أيام طفولتها، أنه الماضي الذي ينتقم من كل شيء، تمرغ
في داخلها إلى حد الموت.
في
المطار دخل معها إلى صالة المسافرين، تناولا مشروبا بارداً والمذيع يعلن توجه
المسافرين إلى بوابة السفر شدت على كفه لتمتص واقعه ومشاعره، ليبدأ المرحلة
الثالثة من حياته. &
4
/ 11 / 1430هـ
4
- متعاون
رفضت
مطالبه فترصد خطواتها، ولما شاهدها مع احدهم تدخل محلا تجاريا وشى بها، لتأخذها
سيارة الشرطة وبعد عشر ساعات؛ اقتنع المحقق أن مرافقها كان أخوها من أمها. &
11
/ 3 / 1433
5
- موجة ضباب داكنة
لما
وقفت أمامه غارقة في الخوف انتظر تبرير حضوره، مد يده وفك حزام البرنس الذي يغطي
جسدي، حدق وقد سرت ابتسامة باهته على وجهه وقال: أمك بالمستشفى ثم انهار
باكيا.&
10
/ 7 / 1433
6 - نداء
لم
أفكر كثيرا فقد كان الموقف جاذبا رغم انشغالنا بمتابعة أخبار حادث مروع تبثه شاشة
التلفزيون، وشأبيب المطر تنداح عبر زجاج المقهى واقتحام نداء يتكرر بين وقت وآخر
في بهاء الفندق.
طلب
احدهم نسخة من كتابي الجديد وفي الممر المؤدي إلى موقف السيارات حيث تقف عربتي
اعترضت طريقي، تبادلنا حديثا غير مترابط سرنا للعربة ومع المطر غادرنا الفندق عبر
حوارنا المتقطع؛ جاء وصف دارها مع إخباري بأنها تبحث عن من تشاركه الحديث.
لم
يستقبلنا احد السكون يخيم على الدار أشعلت الأضواء أنفاس الحياة تكمن في تقاطيع
وجهها وحركة كفها وهي تتحدث، نبهني جرس الهاتف تلفت حولي كنت في فراشي بغرفة
الفندق وشعاع الشمس يضج ألق؛ عبر زجاج النافذة. &
8
/ 2 / 1432
7
- نبتة الشيطان
في
الثانية صباحا عدت ومرافقيني الثلاثة للفندق، وأنا افتح باب الغرفة جاء جرس
الهاتف، كانت نائب رئيس الوفد تسألني عن ملاحظاتي على البيان الختامي للمؤتمر،
استأذنتها الحضور لغرفتها لمزيد من التدقيق؛ وبعد الانتهاء من تدوين الملاحظات
شعرت أن هناك مشروعا آخر، صاغه وهمها حتى تصدق ذاكرتها بطريقة أفضل.
تنبهت من النوم على جرس منبه الهاتف فغادرت
الغرفة متوجها إلى مقر الجهة الراعية للمؤتمر؛ كانت تشارك باقي أعضاء الوفد قبل
انطلاق الجلسة الختامية مناقشة الملاحظات، وبعد إقرار البيان الختامي ونحن نتوزع
على طاولات المطعم اقتعدت الكرسي الثاني في طاولتي، وبعد صمت لم يطل.
قالت:
لقبك وجزء من اسمك يسكن أعماقي
قلت:
إنها المرة الأولى التي نلتقي
قالت:
ومع ذلك أعرفك
استرسلت
في الحديث بجمل غير مترابطة وبكلمات راديكالية جافة، وفي الطائرة أخذت أصيغ جوانب
يتم استرجاعها من تاريخ عائلتي، وتذكرته شقيق جدتي لأمي رجل الأعمال العصامي، وصل
قمة الهرم اقتصاديا ولما فكر أن يتزوج وقد تجاوز الأربعين غرق في صراعات عائلته.
هاجر مغاضبا إلى جده وفي حفل بأحد الفنادق التقى
بأمها زوجة دبلوماسي حلق بعيدا، ليجد فيها التطلع والإذن التي تسمع والصوت الذي
يناقشه، اعتبرها مستشاره الخاص ومن خلالها استفاد من علاقات زوجها الدبلوماسية في
الحصول على وكالات شركات أوربية، وليكتشف حملها قبل انتقالها مع زوجها إلى سفارة بشمال أفريقيا، استنتجت وأنا اهبط سلم الطائرة أن
نائب رئيس الوفد قد تكون ابنته.&
26
/ 1 / 1434