قصص قصيرة
محمد الشقحاء
الضياء
رحلت
الأحلام برحيلها وبقيت نتف صغيرة منها في ابنتي سهام وابني عماد لتطلب امها
احتضاننا فتنازلت عن هذه البقية وبقيت وحيدا اقلب البوم لصور تجمعنا عندما يهجرني
النوم.
وجاءت
مضمخة بعطرها عرفت انها ام زوجة ابن شقيقتي مهمومة بشيء علي اكتشافه تعرف اني ارمل
منذ سنوات خمس انشغل بمشاريعه التجارية.
لتتجاوز
لحظة البرزخ اختلطت أنفاسنا بعد تجلي للقلب ذات ساعة غادر الجميع ونحن نتحدث في
اشياء لاتهمنا في نور سماوي وقودها شلة تحتفل بعيد ميلاد احد افرادها في مزرعة
صغيرة حولتها لاستراحة اهرب اليها لادفن حزني في تربتها وجذور اشجارها.
قالت:
تأخر السائق.!!
قلت:
انا اوصلك. . .
هي
موظفه حكومية مرتبطة بمواعيد عمل وانا متقاعد مبكر وجد طريقه عبر مكتب سفريات
وخدمات عامة ومتجر لبيع الملابس الجاهزة واكسسوارات لكل شيء.
التقيتها
تتسوق وتشاغب موظفي متجر الملابس لونها المفضل الأحمر والجديد في الموضة ربطتها
لحظة انبثاق بعاملة سمراء فكانت تركن لمشورتها.
لتقول
لي اختي بعد عشاء نهاية الأسبوع الذي تجتمع فيه العائلة عندها والد زوجة ابني قررت
اللجنة الطبية بالرياض سفره إلى لندن للعلاج.
لم
يشغلني الأمر حتى جاء هاتفها لتطلب مني مساعدة اسرت زوجة ابنها في ترتيب سفر
المريض ومرافقته وقد تم الحجز للمريض بأحد مستشفيات لندن
في
لندن وقد رتب دخول المريض المستشفى احد افراد المكتب الصحي بالسفارة وسهل ايجاد
سكن للمرافقة بالقرب من المستشفى ووجدتها فرصة للتسوق وتجديد اتفاقيات مع مكاتب
سفريات وخدمات عامة.
لأجدها
بعد مغرب اليوم الرابع في صالة استقبال الفندق الذي اسكن كانت قلقة من حالة زوجها
الذي لم يستجب للأدوية التي يتناولها.
بعد
العشاء صعدنا لغرفتي لمواصلة الحديث تمددت من الإعياء والقلق في الفراش لأسمع
شخيرها مندغمه في عالمها المنقسم بين المعاني المجردة والمشاهد كجسد استرخيت في
المقعد الذي اجلس عليه وغفوت لا تنبه على اناملها وهي تمسد شعر راسي.
ليضمنا
الفراش وتهصرني حرارتها ونشويتها التي اشعلتها لتتجاوز قلقها والحالة التي تعيشها
ولما صحوت من النوم لم اجدها.
انهيت
مهامي التجارية وفكرت بالعودة للرياض ليأتي صوتها مستنجدة مات المريض وتأخر موظف
المكتب الصحي في الحضور للوقوف معها شاركتها في ترتيب عودة الجثة للرياض.
واوصلتها
لمطار لندن لرحلتها للرياض وتأخرت يوم اتأكد من استلام مكتب السفريات لتابوت الميت
لما عدت لم اجد الموظفة السمراء وأن افاد احد العمال ان ظرف قاهر وراء ذلك. هبطت
علي قلبي سحبة طمأنينة بيضاء فلم اسعى لكشف الأسرار متحلي بالتجلي معرضا عن كل ما
يشغل نفسي.
انشغلت
بمطلب ابني الذي التحق بالمدرسة وملاحظات جدته ومشاكل اختي مع بعض افراد العائلة
ولأجدها وموظفتي السمراء في احتفال صديق اقامه بمناسبة تخرج ابنه من الجامعة.
لم
تحتفل بوجودي ولم تنفعل من حضوري المتأخر ولم يربكها وجود موظفتي السمراء بعد
إطفاء شموع كيكة المناسبة اعتذرت عن البقاء لموعد عمل سابق.
وانا
أدير محرك السيارة جاءت فتحت الباب وجلست في المقعد.
قالت:
انا موعد العمل السابق
22 -
12 – 2020
الاخبات
ترك
أربعة اولاد اكبرهم في العاشرة واصغرهم في الثانية من العمر. وسافر إلى لندن
لمواصلة العلاج من وعكة صحية تعرض لها. لتنقطع اخباره بعد شهر؛ ولم يتغير شيء في
نمط الحياة وان تلبسني سكون نفس وامان محبوب وجاذب.
وفي
ليلة جاء لقاء ثلة من الصديقات والاصدقاء قال احدهم وهو يناقش افكاري في امكانك
طلب الطلاق منه وهو يسأل عن اولادي وهل ناقشت حقوقهم عند أسرة والدهم.
قاطعت
صديقتي الاثيرة الحوار ولتشاركني الفراش لما عرفت ان اولادي عند اسرة والدهم شيء
فيها تغير لمسته ونحن نتناول الإفطار الذي اعدته العاملة المنزلية ولما غادرت اثر
مكالمة هاتفية لم تحتضنني كما عودتني.
وجاء
بعد اشهر سته اتصال هاتفي من رقم هاتف لم يظهر رقمه بأنه قتل على الحدود التركية
السورية أثناء غارة طائرات حربية روسية نقلت المعلومة لأسرته فلم اجد ردة فعل
ملاحظة وإن قال احد اخوته هل عليك قاصر وهل قصرنا في حق اولادك.
بعد
عام على الوحدة وقلق الغياب تقاعدت من العمل لأتفرغ لأولاده ولتقول لي الصديقة
التي اشاركها بعض همومي واسراري عيشي حياتك.
وفي
منتصف العام الثاني جاء من حرك جوعي وشاركني خوفي صوت عبر الهاتف دغدغ مشاعري
وشاركني هواجسي يعرف كل شيء عني وينتظر موافقتي لشرب فنجان قهوة في مقهى لتواصل
اكثر.
ذات
صباح وقد سرى هدوء مقلق في البيت ثلاثة من اولادي بمدارسهم والصغير في فراشه
والعاملة المنزلية في المطبخ جاء صوته ليقول انتظرك وارسل عبر الهاتف النقال
العنوان اخذت سيارة اجره لأجده كان أحد مدرسي ابن العاشرة في المرحلة المتوسطة.
وعرفت ان الصديقة الاثيرة شقيقته وقد لفتت نظره
صوري الفوتوغرافية التي حفل بها البوم صورها ووجدت فيه وهو يضع كفه على فخذي
ليعيدني للمنزل شيء من حرارة شقيقته.
تكررت
لقاءات المقهى ولم اعترض على اخذه مسار غير المعتاد ليقول ونحن ندخل شارع جانبي
هنا خلوتي التي أجد فيها روحي انفرج باب واسع لتدخل السيارة وينغلق وليترجل ليفتح
لي الباب وامسك بكفي لم انبس بكلمة ولما جلس ملتصقا بي في القعد الوحيد في صالة
جلوس معتمة شعرت بأنفاسه حولي كل شيء انهار.
وانا
اترجل من السيارة امام باب المنزل عدت لواقعي تابعته وهو يختفي ولكن شعرت ان هنا
من يزاحم في تجاوز الباب للدخول.
وجدت اولادي الأربعة على طاولة الأكل بالمطبخ
والعاملة تقدم لهم الطعام ولأجد كرسيي وصحني والعاملة تلاحقني نظراتها وهي تحرك
الكرسي لأجلس.
أشياء
شغلتني لأول مرة وقد غاب الم ما حدث الذي يعني غياب الخوف وحضور الذات معها عدت
للتصالح مع جسدي فكثر خروجي للبحث عما ينقصني .
تجاوزت
الصديقة الاثيرة ولم ابح لها بشيء ولم يلفت نظرها تجاهلي لرأيها في خياراتي عندما
تشاركني التسوق منتظره دعوته لفنجان قهوة بمقهى.
ليأتي
صوته قائلا انه ينتظرني عند الباب لم اهتم بالعاملة المنزلية وهي تلاحقني ولتقف في
الباب لأركب السيارة الواقفة واجلس بجوار السائق كانت التاسعة صباحا ولأعود في
الواحدة ظهرا بعد تناول اطفالي الغداء واختفاؤهم للراحة في غرفهم.
ليأتي
اجتماع أسرة زوجي لمناقشة إرث اولادي وارثي في نصيب زوجي في تركة ابنهم الغائب لم
يتغير شيء الابناء دخل اسمهم كشركاء بدل والدهم وانا جاء ارثي شيك يحمل نصيبي
كوارثه.
لأبداء
مشروعي الخاص عمارة سكنية للاستثمار تضم عشر شقق ومكتب عقار في الدور الأرضي اديره
مع اثنين من العمال المستقدمين من الهند للصيانة وحراسة الباب الخارجي.
لم انتبه
للمراقبة الخفية التي فرضتها علي اسرة زوجي ولم ابالي بقلق والدي وملاحظة اخوتي
وأخواتي ابي يبحث عن زوج لي واسرة زوجي يتنافس ذكورها على الزواج بي بعد إعلان فقد
زوجي وتوقع حصولي على الطلاق.
وانا
أشعر باستقراري وتمتعي بحظوة اخذ نسخة من
مفاتيح ابواب الخلوة الخارجية لنتسابق في الوصول.
وجدت
صوري في أوضاع مختلفة متناثرة على ارضية صالة الجلوس أخذت وقد تخطيت تخبط مشاعري
اجمعها وانا اتلفت حولي.
فتشت كل الزوايا بحثا عن اخرى ولمحت كمرات تصوير
ثلاث نزعتها وتابعت تمديداتها لأجد جهاز المراقبة في احد ادراج دولاب المطبخ لأجمع
الجهاز والكمرات بملاية السرير ووضعها في شنطة السيارة ومغادرة الخلوة.
في
غرفة نومي فحصت جهاز المراقبة بحثا عن المزيد من الصور خربت الجهاز وكمرات التصوير
ومزقت الصور وعلى سطح المنزل اشعلت فيها النار.
انكسرت
من الداخل وحبست نفسي بالدار ولم ارد على جرس الهاتف واذا رفعت العاملة المنزلية
سماعة الهاتف الثابت اهمس لها ان تخبر المتصل اني في السوق مع اولادي لتأتي صديقتي
الاثيرة قلقة لأتحدث عن مشاكل وهمية مع أسرة زوجي ورعاية اولادي.
الابن
الأكبر دخل الثانوية والابن الثالث مع
الابن الثاني ادخلتهم متوسطه غير المدرسة التي تخرج منها اخيهم الأكبر
الابن الرابع ادخلته مدرسة عالمية اهلية اعدت ترتيب حياتي ومعها جاء اتصاله يعتذر
عما حصل الذي كان بترتيب صدقتي الاثيرة شقيقته.
اعتذرت
واغلقت الهاتف ولأبدل رقم جوالي برقم جديد محتفظة بالسابق الذي كان باسم زوجي
مغلقا.
ليفاجئني
ابني الأكبر بأن أحد زملاءه خرج والده من السجن وإن أحد اقاربي بقي عليه سنه
للخروج وإذا شمله العفو لظروفه الصحية سوف يخرج خلال ايام سألته هل ذكر اسمه قال لما عرف والده اسمي ولقبي على كتاب استعاره
جاء ذكر ابوه لرفيقه بالسجن لتشابه اللقب.
اتصلت
بأشقاء زوجي فطلب أحدهم مقابلتي انا وابني للتأكد من المعلومة لنزور زميل ابني
ومقابلة والده واخذ معلومات القريب المسجون وإذا به زوجي الذي ارتكب جريمة وهو في
رحلة العلاج سجن عليها كمشتبه وشريك لآخرين.
وبعد
ثلاثة اعوام لتدهور صحته استفاد من اتفاقية امنية بين لندن والرياض منذ اشهر
لتكملة بقية الحكم في بلده.
تم
توكيل محام لطلب العفو والإفراج عنه وليأخذه إخوته ولتصلني ورقة طلاقي.
27 –
12 – 2020
رسالة
وجد
بين الرسائل التي تجمعت في صندوق بريده مظروف يحمل اسم المدينة التي غادرها.
وفي داخله شيء منها ومن اهلها.
ولما
استقر وراء مقود سيارته لفت نظره تمدد المظروف فوق كوم الرسائل الأخرى.
مد يده
وسحبه ولما فتحه لم يجد بداخله شيء.