قصة
قصيرة
محمد
الشقحاء
جاء
اتصال مدير الادارة يطلب حضوري اقنعني أن اوافق على قبول الترقية الوظيفية التي
جاءت في المركز الرئيس بالرياض.
قال:
اعدك سوف ترجع خلال سنه
قلت:
هل تعدني.!
قال:
نعم
شعرت
بالأمان ودعت امي واخوتي واخواتي فأنا ابنها الوحيد من زوجها الأول الذي مات في
ظروف غامضة وليتزوجها شقيقه عمي لتكون الزوجة الثانية.
في
الرياض احتفل بي زملاء القسم الذي باشرت العمل فيه ولم أشعر بغربة.
وبعد
عشاء في منزل احد الزملاء بمناسبة شفاء والدته من عارض صحي التقيتها في مركز تجاري
تتسوق.
في
البدء لفت نظري مظهرها الخارجي وجدلها مع العاملين بمتجر كنت اتفحص أشكال حاجتي
لتتوقف عن جدلها وتناقش خياراتي.
مع فنجان
قهوه في كفي بأحد ممرات المركز التجاري عرفت أنها ام زميلي ولما نهضت مودعه ضغطت
على كفي وهي تحدق في مبتسمة.
قلت:
كم رقم هاتفك
تركتني
مندهشا وهاتفي يرتفع جرسه وهي تلوح بجهاز هاتفها النقال.
قلت:
نعم
قالت
: هذا رقمي
واختفت
في مصعد المركز.
وأنا
في غرفتي بمبنى شقق مفروشة مجاور لمقر العمل اتابع منافسة كروية بين النادي الذي
اشجع وآخر في دوري كأس المحترفين لكرة القدم.
جاء
اتصالها
قالت:
انتظر لقاء عشاء
قلت:
انشغلت
قالت:
انا ادعوك الليلة للقاء عشاء
ووجدتها
في التاسعة ليلا تنتظر عند باب البناية الخارجي بسيارتها.
وفي
مقهى ومطعم بطريق القصيم استأجرت غرفة ولما جاء العامل شاركتها في اختيار طبق
العشاء.
ونحن
ننتظر اغلقت باب الغرفة بالمفتاح واطفاءت النور وفي الظلام المحيط بنا لفحتني أنفاسها
الباحثة عن الرغبة في محراب حب قتل حراسه شبح الخوف وسيل جليد الرهبة.
كانت
تمتص الحياة مني كأفعى لم تأكل منذ شهر لنتنبه على قرع خفيف ينقر باب الغرفة
كان
العشاء والمشروبات الحارة لتخرج من حقيبة يدها قنينة بحجم الكف سكبت منها في كأسي
وتجرعت الباقي تريثت في الشرب ولما اعادت القنينة للحقيبة شربت كأسي.
ونحن
في طريق العودة.
قالت:
هل انت متزوج
قلت:
مطلق وابني عند امه
وضعت
كفها على فخذي رفعت طرف ثوبي متحسسه شعر فخذي وامام باب المبنى غطت فخذي.
تمهلت
في تنفيذ رغبة العودة للطائف وشعرت بأن مدينة الرياض ضمير جماعة تسال عن الحال ولا
يعنيها تصرف الفرد وعشق الحياة الذي حرمت منه.
ومعه
استأجرت بيت صغير محاط بفناء في شمال الرياض شاركتني في تأثيثه كوكر لشيء غامض كأنثى
احساسها شمعة ينير الطريق واحلامها تشعرني بالدفء.
كنت
اجدها مع طعام الغداء تنتظرني ليرتفع بنا البيت إلى عنان السماء مستقرا فوق غيمة
بيضاء تتهادى في فضاء تلعب فيه نسمة تدفعه ليلتقي بكل الجهات ثم ليعود ويستقر في
مكانه عندها تمتطي سيارتها مغادرة وانا استسلم لغفوة ينبهني منها احتقان البول في
مثانتي فأتلمس الجدران بسبب الظلام حتى ادخل الحمام.
شعرت
أن زميلي اكتشف جموح والدته التي تخلت عن لمسات المرأة الامومية التي كانت هاجسها
لما ترملت لتصبح سيدة الرعد والمطر وان تقربي منه خليط من الزمالة والصداقة غير
البريئة.
فاخذ
يثير رغبة العودة للطائف المدينة الجبلية المتفردة بغاباتها وحدائقها الغناء ونكهة
نسيمها ولما شعر ببرودي انتقل لقسم اخر مرتبا لمغادرة الوزارة التي تجمعنا لوزارة
اخرى.
قالت:
هل حقا تفكر في العودة للطائف
قلت:
علقت الفكرة
قالت:
لمح بذلك ابني
قلت:
الرجل انتقل لمكان اخر
قالت:
لماذا
قلت:
حتى لا يواجه عشيق أمه
صمتت
ولم تنبس بكلمة حتى غادرت لتغيب اكثر من شهر كنت اتصل واجد هاتفها مغلق ولتنبهني
حركتها ذات جمعة من النوم تسبقها رائحتها التي ادمنت.
ولنتناول
طعام الغداء في مقهى ومطعم طريق القصيم كنا هذه المرة بسيارتي التي اصرت على
قيادتها.
ليأتي
اتصاله
قال:
هل الوالدة معك
قلت
: متجاهلا ماذا
قال:
انا زميلك السابق اسأل عن امي
قلت:
وانا اتأملها انا في الطائف .!
ترجلت
في فناء مركز تجاري تعودنا قضاء بعض الوقت فيه واتجهت لمنتزه الرمال الذي تعودت
الجلوس فيه مع بعض الاصدقاء لشرب الشاي وتدخين الشيشة.
طال
مكوثي وحيدا اقلب رسائل جهاز الهاتف وصوره وجاءت صوره لها وهي تقود سيارتها وصورة
لها وهي في غرفتها بمنزل العائلة لأرسل لها صورة لابني وهو يتابع درس عن بعد عبر
الحاسب الآلي.
وفي
العاشرة ليلا كنت اجلس امام شاشة التلفزيون بالبيت اتابع فيلم سينمائي اجنبي.
تعرضت
امي لوعكة صحية أدخلت معها المستشفى وجاء اتصال إحدى اخواتي حاملا الخبر بعد نقلها
لقسم العناية المركزة.
ولتفارق
أمي روحها الصاعدة للسماء في اليوم العاشر وليتأخر دفن جثمانها حتى عودة زوجها عمي
من السفر ولأشارك في استقبال المعزين والتمتع بإجازة عادية من العمل لمدة شهر
انشغلت فيه بتلبية طلبات بني .
كان
المنزل الذي تقيم فيه إرث أبي المتوفي ومعه فاتحني عمي زوجها ونحن في جلسة عائلية
في شأنه وقد شاركني في نصيب امي هو واولاده وبناته منها ورغبته في أن اتنازل عن
نصيبي او بيعه له.
امام
نظرات اخوتي واخواتي قررت التنازل
ولما
عدت للرياض اشتريت البيت الذي اسكن بدعم مالي من البنك ألذي استلم الراتب منه كقرض
شخصي.
وقد
قررت الإقامة في مدينة الرياض كمكان حياة ووجود معه لم يشغلني غيابها لتأتي صورة
لها وهي ترقد على السرير الأبيض في مستشفى حكومي لم تذكر اسمه فتنقلت بين مكاتب
علاقات المرضى بمستشفيات الرياض الحكومية والاهلية فلم أجدها.
لتأتي
رسالة واتساب من رقم جوالها تقول ( الوالدة ماتت ) لأفقد بموتها عقيدة الامومة
الالهية .
8 –
12 – 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق