السبت، 14 نوفمبر 2020

 

 

 

دلال

قصة قصيرة 

محمد الشقحاء

 

بعد ثلاثة أيام؛ على زيارتها، التي كانت غير متوقعة، جاءت زوجة صاحب المنزل الذي استأجرت دوره الأرضي، كبيت لرجل متزوج منذ أربعة أشهر.

سألت عنها؛ لما أنكرت وجودها، قالت: بحده رائحتها في الجدران.

قلت: من!

قالت: دلال . . .

تذكرتها؛ غاضبت زوجها ثلاثة ايام، الذي جاء معتذرا عن غيابه، لسفره المفاجئ في مهمة رسمية لساعات، ولتعقد إنجازها غاب يومين.

قلت: تعرفيها؟

قالت: كانت زوج زوجي

في اليوم التالي جاءت؛ تسأل عن زوجتي

قلت: جاء خالها واخذها!

قالت: لماذا ؟

لم أعرف بماذا أجيب؛ فأخذت أسأل ابنها الذي يقف بجواري عن دراسته، وانهى ابنتها، عن العبث بالثلاجة، فاحترمت صمتي.

بعد شهر وحيدا؛ والتأخر في العودة للنوم، والخروج مبكرا للعمل عدت العاشرة صباحا.

وتمددت في الفراش؛ مفكرا لماذا اليوم طلقت زوجتي، وبسبب إرهاق التفكير رقدت في مكاني بملابسي.

تنبهت على جرس الباب؛ العتمة تلف المكان، وانا ادعك عيني أثناء وقوفي عند الباب، لفتحه كانت هي مع ابنها وابنتها، لما رأت انهياري، صعدت الدرج متجهة لمسكنها، في الدور الأول وانا اتابعها بنظري ولما اختفت اغلقت الباب وعدت للتمدد في الفراش والعتمة تزداد حلكه.

لأجد عند خروجي؛ خلف باب الخروج حافظة طعام، حملتها معي للمكتب، وتركتها في السيارة، وتأخرت في المقهى حتى التاسعة ليلا، ولما خلعت ملابسي وارتديت ثوب النوم، وهممت بدخول الفراش، قرع جرس الباب، كان الأبن ناولني حافظة طعام، ولم يتفوه بكلمه، وإن وجدت على وجهه ابتسامة صغيره.

هل سنغرق في الحلم؛ كل منا اصيب بجرح؛ جرحها لم يلتأم، وجرحي ينزف.

تكررت حافظة طعام العشاء

واعتدتها فأخذت أقلق اذا تأخرت وأتساءل إذا لم تصل وأفكر بالصعود لطلبها وانا ابتسم مستهجنا هذه الفكرة.

خروجي اليومي للعمل؛ ارتبط بجرس التنبيه، في جهاز الجوال، احترام لوقت الدوام وواجب الوظيفة.

ووجدتها ذات صباح؛ تقف في رأس الدرج، تجاهلتها خارجا، وانا ادير محرك السيارة، لمحتها وابنتها، تركبا سيارة تقف في الشارع.

افتقدت حافظة طعام العشاء؛ وافتقدت حراك الدور الأول في البناية، واتصل صاحب مكتب تأجير المنازل؛ يذكرني بانتهاء سنة الاستئجار، كأنه يقول انت الآن بمفردك، وهذا يخالف شروط صاحب المنزل.&

 

 

5 يونيو 2020

 

 

 

 

 

 


 

دعوة

قصة قصيرة

محمد الشقحاء

 

اخيرا وافقت على دعوته المتكررة لشرب الشاي بعد العشاء بمنزله.

هو موظف بشركة صيانة ونظافة متعاقدة معها ادارتي وهو المشرف الذي يحضر العمال ويوزعهم على كل دور.

بشرته سوداء وحديثه إذا فتحت معه اي موضوع يسعى لإقناع محاوره انه يعرف كل شيء وعنده الحل المناسب للحالة التي تزعجك.

شقته في الدور الأول من بناية يملكها والد موظف شاب متوحد يعمل في قسم الملفات.

لفت نظري أناقة زوجته واحرجني ارتباكها وهي ترحب بمقدمي وحرصها على أن يقبل ابنها ذي السنوات الثلاث راسي.

ونحن نتبادل الحديث ونضحك من حركات الطفل وهو يلاحق والدته وبعفوية يلتصق بمؤخرتها الكبيرة التي تهتز في حراكها وهي تقدم المكسرات وتسكب الشاي.

قال: عندك وقت نتعشى شاورما

قلت: انا لبيت دعوتك للسمر والشاي

لمحت على وجهها ابتسامة صغيره وشجعتني على تبديل رأي بهز رأسها

قلت: إن وافقت أم محمد افضل المطبق!

قالت: ابو محمد ما يعجبه المطبق ويحب الشاورما

قال: صح بس رضى العم فايز يهمني

قلت: وانا احدق فيها إذا انت سمحت وهي وافقت وبشرط ادفع الفلوس نأخذ كبسة رز!!

قالت: وهي تغادر غرفة الجلوس انا موافقه وهي ترمقني بنظرها وقد ارتسمت على وجهها الذي تورد كلمعة برق ابتسامة رضى!!

قال: ليه الاحراج (واحتضن طفله وركز نظره علي وكأنه ينتظر إخراج ثمن العشاء من جيبي ) !!

وقفت وأدخلت يدي في جيب الثوب مخرجا محفظة النقود اخرجت ورقة مئة ريال .

قلت: هذه للعشاء

وسحبت الطفل ووضعت في يده ورقة مئة ريال أخرى ولما لمحتها واقفة في باب المطبخ.

قلت: وهذه مئة ريال لسماحك 

جاءت واستأذن خارجا والطفل يركض وراءه وسمعت الباب يغلق جلست في مكانها الأول وتواصل حديثنا الذي انحصر في حياتها وهل حضوري كان بدعوة منه ولماذا تأخرت تعرف كل شيء عني ومهام المكتب الذي اديره.

وقفت واقتربت منها رفعت وجهها تراقب حراكي وضعت يدي على راسها وتخلخلت اناملي شعرها الناعم أغمضت عينيها مصصت شفتيها اخذت تتنهد فتحت عينيها وانا استنشق عطرها وحلقنا في فضاء الشقة بحثا عن زاوية تحتضن انسحاقنا.

ونحن نتناول العشاء اعتذر عن تأخره بسبب التقاء أحد عمال الشركة بالمطعم دفع عنه قيمة وجبة العشاء ولنبقى انا وهي في غرفة الجلوس وقد رقد الطفل واختفى المضيف لتودعني عند الباب مرتديه اللفة الفاقعة الألوان ملابس وطنها الذي يكشف وسطها وسرها بعناق وقبلة طويلة عضت معها شفتي وأخذت تمص دمي ضاحكة. &

 

 

 

 

 

 

رحلة

قصة قصيرة 

محمد الشقحاء

 

جاء داعي السفر فجاءة فلم أحصل على مقعد في الطائرة من الرياض للطائف.

وجاءت مرافقة عمة العريس لتعذر حضور ابنها المناسبة وجاءت مرافقة أخت العروس صدفه.

فجمعنا المقعد الخلفي لسيارة أجره اعتادت وسائقها الطريق البري المزفت.

جاء جلوسي بجوار الباب خلف مقعد الراكب المجاور للسائق وجاء جلوس اخت العروس بجواري وجلوس العمة بجوار الباب خلف مقعد السائق.

في التوقف الأول لتعبئة خزان السيارة بالبنزين وشراء قناني الماء واكياس اللب واللوز والفستق تغير مكاني.

جلست بين الاثنتين نتجرع الماء ونزدرد اللوز والفستق ليتناثر قشر اللب في حضني.

معه جاء تلمس الأكف لفخذي لجمع القشور مع همهمات اعتذار ومشاعر يحجبها غطاء الوجه وتبلد مني.

في التوقف الثاني الطويل لتناول العشاء وشرب الشاي ومز الشيشة اخذت غرفة مسافرين لمزيد من حرية الحركة والتمدد لمرافقتي.

واخذت كرسي متطرف امج دخان الشيشة واشرب الشاي وقد اوصل نادل المقهى الشاي والماء لغرفة مرافقتي منتظرا تجهيز العشاء.

احضر نادل المطبخ العشاء فحملته للغرفة ومع لغط رغبة الاثنتين جلسة لمشاركتهم تناوله وحديث باسم بيننا معه تجاوزنا حرج الموقف.

لتنهض العمة لمعرفة مكان الماء لغسل يديها ودخول الحمام رافقتها للمكان وعدت للغرفة ولتدخل لتشعر بحدوث شيء أثناء غيابها يؤكده وضعية جلوسنا.

لتخرج أخت العروس بحثا عن الحمام ومكان مغاسل الماء رافقتها ولما عدت اغتصبتني العمة كانت كريمة في عطاؤها الذي لحقت بلحظات منه اخت الزوجة فانفجرت ضاحكة.

جاءت العودة للرياض بالطائرة نحن ثلاثتنا بمقاعد متفرقة استطاع أحد المضيفين تجميعنا في شريط واحد تنفيذا لرغبة العمة .

والطائرة تفتح بابها ركبت العمة سيارة تنتظرها عند السلم بينما قطعت الطريق حتى بوابة الاستقبال على مهل أخت العروس اختفت بين الجموع.

كنت في العشرين من العمر وبعد فشل دراسي دبر العمل شقيق زوج اختي منذ ستة أشهر تأقلمت مع أجواء العاصمة واعتذرت عن السكن مع اثنين من اقارب والدي سبقاني بأشهر للرياض وفضلت السكن مع اختي وزوجها.

برمجت اوقات عملي في الصباح دراسة السنة الثالثة ثانوي بالمعهد العلمي والعمل من بعد صلاة العصر حتى ارتفاع اذان العشاء.

من بين المراجعين سحب أحدهم كرسي موظف فترة الصباح الثاني للجلوس بقربي ولما لحظ إغلاق ادراج مكتبي بعد دس إيصالات العمل وحمل مراسل المكتب الأوراق المتراكمة على سطح المكتب.

همس وهو يشير بإصبعه عبر الجدار الى بناية في الجهة المقابلة للمكتب قائلا انا زوج بنت العميد حامد ووالدته عندي ترغب في الاطمئنان عليك.

سرت خلفه وفتح باب شقة في الدور الأرضي واجلسني بغرفة الضيوف لتأتي من مزقت عذريتي وحطمت جدار كنت اسير بجواره ليأتي بالشاي ويشاركنا الحوار. &

 

 

 

 

 

 

 


تنافس

قصة قصيرة

محمد الشقحاء


الأولى جاء تواصلها كطالبة في المرحلة الثانوية لتنمية موهبتها في مجال الكتابة الإبداعية وصياغة الخبر الصحفي.

 لتتدخل الثانية وهي زوجة رجل أعمال سفرياته كثيرة معلمة  لديها وقت فراغ كبير وأفكار طموحة أنجزت بعضها في نشاط جمعية نسائية خيرية لتنمية القدرات وشعور بالجوع الروحي والعطش الجسدي فجاء اسمي كرفيق درب من خلال الأولى.

 فاصبحنا ثلاثي انهارت امامهم جدران المستحيل وتحطمت سلاسل القيم الاجتماعية كل وفق ما يبحث عنه عند الآخر.

 ولتأتي الثالثة المتفردة بجمال مرعب استغلته لأخذ ما يخطر في بالها من عشاقها لتنافس الأولى والثانية على مكانتهم.

 لتكون صورة غلاف المجلة الأسبوعية  التي تصدرها الجريدة اليومية التي أعمل بها ككاتب محترف ومحرر لصفحات المجتمع والقسم الثقافي.

  لا فاجأ بزواج الاولى وسفرها مع زوجها للخارج كموظف امن بإحدى السفارات السعودية في أفريقيا.

 وبعدها اختفت الثانية بتقاعدها من العمل  وشراء شقه في عمائر الاسكان كسكن في مدينة جده لترعى طفليها.

 الثالثة وجدت من يلبي طلباتها فكانت نجمة حفل زواج فاره فلم أعد أهمها كأعلامي يختلق اخبارها الاجتماعية.

لا قراء خبر وفاة والدهم ولأشارك في تقديم العزاء كانت الأم والابن الوحيد الطالب الجامعي لأعرف ان الأب مات ودفن في بلد عربي.

 ولتطلب مني الأم حضوري للمحكمة لإخراج صك حصر ورثه كشاهد وبعد انقطاع تام جاء اتصال الاولى ولتطلب مني تسهيل حصول الأم على صك وكالة من المحكمة بعلاقاتي الطيبة كصحفي.

 حضر الجلسة في مكتب قاض اعرفه الابن وآلام وزميل عمل اسود البشرة كمرافق لها وشاهد كجار للأسرة.

 ولما وقفنا في فناء المحكمة امتطى الابن سيارته مغادر وركب الرجل الأسود سيارته وغادر وطلبت مني إيصالها للمنزل.

الاولى اكتشف زوجها في العام الرابع تناولها وبصفة سريه اقراص منع الحمل سبب تأخر الإنجاب الذي اقلقه كزوج فضربها بعنف.  فاختفت لتتصل به من باريس.

الثانية لحق بها زوجها وسكن معها معوضا سفره وغيابه

الثالثة ادخلها زوجها مستشفى الصحة النفسية بسبب وسواس افقدتها توازنها العقلي ولتشبثها بمرآه تتحدث عبرها مع وجهها.&

 

12 يونيو 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق