الصفاء
قصة قصيرة
محمد الشقحاء
اقتنعت
من ارث الزوج الذي مات في حدث ملتبس بالمنزل وابن في العاشرة تخلت عن كل مقدس
ليعيش وفي حفل بهي بمناسبة تخرجه من الجامعة في مطعم احد الفنادق.
جاء
من يقول لها اريدك زوجه وصداقك احدى بناتي الثلاث زوجه لأبنك لم تفكر كثيرا قبلت
العرض واختار ابنها البنت الثانية ولتعرف ان الأبنة الأولى تحولت بعد وفاة امها
الى صديقة لوالدها.
وجاءت
وظيفة الأبن في مدينة اخرى فسافر وحيدا ولتكمل زوجته فصلها الأخير في الجامعة
وتأدية الاختبارات وهي انتقلت لمنزل زوجها ولتشارك الأبنة الأولى في وجوده في
حياتها كرجل الأبنة الأولى.
وبعد
رحيل الأبنة الثانية مع زوجها جاء سفرها معهم لبضعة ايام تحولت الأبنة الأولى من
صديقة الى زوجه وام لأختها الثالثة الطالبة بالمرحلة المتوسطة والطالبة بالمدرسة
التي تولت ادارتها منذ عشر سنوات.
الأبنة
الأولى وهي جالسة تراجع بعض اوراق المدرسة فتح الباب لتدخل اختها الثالثة والطالبة
بالمدرسة شعور غريب اجتاحها وتوتر لم تسطع التحكم فيه فصرخت تسأل ماذا تريدين قالت
وهي تنهج خوفا وبكاء المدرسة رفضت ادخل الفصل لأني جئت متأخرة.
شعرت
هنا انها الضحية وعليها تجاوز حالة منع اختها من دخول الفصل وهل تتعامل مع الحالة
كأخت ام كمديرة مدرسة لها نظام وطالبه تجاوزته طفحت على السطح حالة المنزل لما
ماتت امها كانت القائدة الخلف ولما تزوج والدها فقدته.
وهنا
تصاعدت التوهمات ان المعلمة تقصد اهانتها
بمنع اختها من دخول الفصل ولا تحترمها غير معترفة بخطأ اختها والغرور بانها قائدة
تعلم بكل شيء وهي تفكر كيف تعالج الموقف رن جرس انتهاء الحصة ولم تنتبه لقيام
اختها من مقعدها ومغادرتها لغرفة الادارة.
لما
عادت للمنزل وجدت والدها يتابع الأخبار في تلفزيون صالة الجلوس وزوجته في المطبخ
تجهز طاولة الغداء اعتذرت بالإرهاق ودخلت غرفتها كانت هي من تقوم بذلك اثناء وجود
والدتها وبعد موتها.
جلست
على طرف الفراش بملابسها تفكر لماذا تعيش ازمة فتاة في وقت مبكر لم تحدث تغيرات
مؤثرة في حياتها تعرف ان جسم الطفلة اصبح مثيرا للمشاعر الجنسية التي استسلمت لها
ذات لحظة تهيج في لقاء جاء صدفة مع شقيق زميلتها في الكلية الذي اعتادت حديثه
ورائحته العبقة المختلطة بدخان السجائر
وها هي الان تسبح وتقاوم الأمواج في بحر الحياة بقلق وحذر.
نبهها
جرس الهاتف وكان صوت زميلتها في الجامعة التي غابت بعض ملامح حياتها وان تعرف انها
تنقلت لمدينة اخرى بسبب الوظيفة في سنواتها الأولى وانها مطلقة ترعى اطفالها
الثلاثة وزاتها في اوقات متفرقة بالمدرسة كمفتشة ادارية من جهة رقابية لمعرفة سير
العمل.
جاء
الحديث عادي ولما استوت في جلستها للإنصات التام والانتقال من موضوع لأخر لتقف
كالمحمومة وهي تعرف مناسبة المكالمة دعوة للعشاء بمناسبة عودة شقيقها للوطن بعد
غربة خمسة عشر عام بعد انتهاء المكالمة تساءلت هل يذكرني ويذكر الشغف الذي دمرني
وقد شعرت معه اني نبتة جديدة قابلة للتغييرات.
لم
يتغير فيه شيء وجاء حديثه بسيطا وهادئ كما كان في الأمس وكأنه لم يختفي خمسة عشر
عام وفي سنة تخرجها من الجامعة وخلقه لصراع تحول الى الم وعزلة فقدت فيه التوازن
في البداية فكانت امي تسندني فتجاوزت شعور الهلع وغموض القادم .
غرقت
في دوامة المكان وشعرت بالنشوة وهو ينطق اسمي بتهجيه الخاص وزميلتي تنفجر ضاحكة
لنبقى ثلاثتنا عرفت ان عنده ابن في العاشرة من صديقة استلطفت وجوده هجرته بعد فشله
الدراسي وانقطاعه عن الدراسة وسعيه وراء افكار فلسفية ربطته بجماعات ترفض السائد
لما عرف اني لم اتزوج قام باحتضاني وتقبيل رأسي.
غمغمت
لن اشمئز منك وقد نلت ما استحق ومحى وقوفك امامي هذه اللحظة كل الاتهامات التي
تراكمت في داخلي عادت لمقعدها وادارت
وجهها نحو الفضاء اخذ جسمها يتعرق قالت بصوت خافت: امقت نفسي !
28
ابريل 2020
ساره
قصة قصيرة
محمد الشقحاء
لم
تشاركني ابنتي ساره في والدها ولم تتفق مشاعرنا ونحن نعلن الحزن لما مات في إحدى
رحلاته خارج الوطن.
تشاركنا
في السائق الأجنبي الذي يوصلها للجامعة ولما اتسوق فجر عواطفها وبقيت تلك التي
يسألها الأصدقاء عن سر نضارتها.
الأشياء
المشتركة بيننا نادرة وقليلة حتى لما تخرجت من الجامعة فضلت وظيفة في شركة لها
مكاتب في مدن أخرى تتيح لها السفر.
افتقدتها
في حفل زواج أحد اقارب والدها شاركنا في استقبال المدعوين كان هاتفها النقال مغلق
ولما عدت للمنزل وجدتها راقده في غرفتها.
دخلت
غرفتي بدلت ملابسي ونمت وفي العاشرة صباحا وانا أتناول الإفطار الذي أعدته عاملة
المنزل وجدت رسالة في جوالي تقول إنها سوف تتغدى خارج المنزل.
وانا
استعد للذهاب للعمل رن جرس الباب لما فتحته كان زميل عمل اثار قلقي بتدخله في شؤون
العمل كمساعد ومرشد كثيرا ويبحث عن لحظة لبث مشاعره
دخل
مغلقا الباب طوقني بذراعيه وقبل شفتي.
اشعل
سيجارته التي رطبها بلسانه وتصاعد دخانها فوق راسي ورائحتها تتسلل عبر فتحات انفي
الى داخلي وانفاسه تستثير سكوني وهو يتحسس رقبتي بشفتيه لأجدنا في السرير وقد
طوقنا الصمت زرع ابتسامة صغيره على وجهه لما وقف وانحنى أخذ كفي وقبله وغادر
الغرفة لأسمع الباب الخارجي يصفق.
تناولت
الغداء وحيدة وجلست أمام التلفزيون وانا استمع لأغنية أحد المطربين اخذت استعرض
الواتساب في جهاز الجوال لأجد صوره سلفي لنا ونحن متمددين بالفراش لا أعرف متى
التقطها.
لم
يرد على اتصالاتي ومع أذان المغرب اتصل معتذرا ويدعوني للعشاء في أحد المطاعم.
تذكرت
ساره واتصلت بها كانت في الطريق مع بعض رفاق الغداء لتطمئنني أنها امضت يومها على
أفضل حال ولما وصلت عرضت عليها الصورة فلم تقل شيء وبعد لحظات سألت عن اسمه لما
قلته أخذت تضحك.
كان
يساعد الموظفات في المكتب ويلاحق السيدات في الأسواق والجميع يرونه ببوهيمية طيب
يعيش لحظته قابلته في منزل احدى زميلاتها في مناسبة خاصه ولتريني صورتها وهي في
حضنه وقد انحسر فستانها عن بعض اجزاء جسدها واخرى غابت معالم وجهها تضع يدها على
رأسها في لحظة هرج مريبة.
لما
وصلت لمكان العشاء وجدته يتحدث مع اخرى شاركتنا العشاء ووافقت على شرب الشاي في
منزله جاءت العاملة المنزلية السوداء بإبريق الشاي في عربته المتحركة واختفت
والتلفزيون يبث حفل غنائي.
استنهضت احدى فقراته الأخرى فقامت ترقص ولحقها
اخذ الأثنان يتفننان في الرقص الفردي والملتحم وقمت بتصوير الحالة الطربية وقد
التصق خدي الاثنان وتشابكت الأيدي ليلتصق الجسدين وانهار على مقعده ولتنحني عليه
في قبلة التصقت فيها الشفاه طويلا.
رن
جرس جوالها وبعد مكالمة قصيرة قررت المغادرة واستأذنت انا مغادرة فطلب مني ايصال
رفيقته لمنزلها الذي جاء في احد شوارع الحي الذي اسكن؛ لم نتبادل الحديث ولما همت
بفتح باب السيارة كتبت رقم هاتفها في كفي وترجلت ملوحة بيديها.
شعرت
انه يتوافق مع افكاري وغرائبية تصرفه الطبيعي تجذبني فكنت اختلس الوقت الذي استمع
لحديثه واقبل مساعدته حتى لو لم اكن بحاجة لها ونتجول في الأسواق الشعبية ونشعر
بالمرح وهناك من يتلمس اجسادنا في الأماكن المزدحمة ولتأتي سارة بعد شهر لتشاركني
فيه ولأجد لوحة رسمها لها وهي تجلس امامه عارية كموديل في مرسمه حتى يرسم وجهي.
ومع
توجسي ان تورطني مشاعر حرية جديده فيها كنت سعيدة غاية السعادة ومختالة باني
الاثيرة في حياته ونحن بجموح نعيش احاسيس لا نفكر في تفاصيلها كنت امرأة ناضجه
بعواطف خاصة ابذل بمودة في غابة الصداقة المجردة لتعيدني سارة لواقعي بأنها وافقت
على خطوبة مديرها بالشركة وسوف تتصل بعمها لمعرفة الوقت المناسب حتى يتعرف عليه.
انشغلت
بترتيب حفل خطوبة وكتب عقد زواج ساره التي ستسافر بعد عشاء المناسبة في جوله مع
زوجها بحثا عن منزلها الجديد وبعد اسبوع لقاءات كان العم معنا همس في اذن سارة انه
يرغب في زوجه ثالثة وفق طلباتي التي منها ان ابقى في منزلي ويكون لي يوم واحد في
الأسبوع وان لا يحرص على الخلفة فله من زوجته الأولى اربعة ابناء وبنتين ومن
الثانية ابن واحد.
جاء
عقد زواجي بعم سارة صباح يوم عشاء حفل زواجها وترتيب نومها وزوجها في فندق رتب
برنامج سفرها وزوجها متكفلا بنقلهم للمطار حيث تم الحجز لهم في فنادق الشركة
المنتشرة في العالم في طريقهم الى امريكا وليشاركني زوجي الفراش وافطار العاشرة
صباحا وليستأذن التأخر في العودة بعد خروجه لصلاة الظهر بالمسجد ساعتين يتفقد
اعمال مكتب شركته والعودة لأخذي لتناول الغداء في مطعم احد الفنادق عربونا
لعلاقتنا الجديدة.
سارة
وفي الحديث عبر الهاتف بعد أيام ثلاثة من الوصول إلى نيويورك قالت وأثناء جلوسنا
أنا وزوجي في مطعم دخلناه بعد أن انهكنا التجول لتناول العشاء والعودة لغرفتنا
بالفندق شممت رائحته التي هي رائحتك كان
يقف خلف مقعدي التفت انبثقت الملامح المخزنة في ذاكرتي كان والدي الغائب منذ عشر
سنوات طوقني بذراعيه وأخذ يقبل جبيني بينما زوجي يقف صامتا متأملا سقف المكان.
جلس
بالكرسي الفارغ حول الطاولة احتضن كفي وهو يردد ( أجلي الأسئلة ) ويتحدث مع زوجي
كمن يعرفه من زمن طويل عرفت إنه متزوج وعنده ولدين وبنت وغيابه مبرمج لدواع خاصة
معها هاجر إلى أمريكا باسم ولقب جديد زوجي اعترف إنه لا يعرف ابي الذي تربطه قرابة
اسرية بوالده وشراكة تجارية طويله.
ومن هنا جاءت الموافقة السريعة من عمي عليه كزوج
وتنازل امي عن حريتها بالزواج من شقيق الزوج الذي طلقني حفاظا على حياتي انا
وابنته .
شيء
في أطل برأسه ليشعل عود الكبريت في جسدي وقلة من الاصدقاء يرتبون حفل توديعي
العزوبية افتقدت الزميل البوهيمي ولم أجد لأسئلتي اجابه حتى بعد اكتشاف غيابه منذ
شهر عن العمل عندما انتظرت مساعدته في حل موضوع ملف قبع على مكتبي طويلا ينتظر رأي
لغلقه.
ليرن
جرس هاتفي كان المتحدث من دائرة الشرطة يسأل عن البوهيمي ويطلب مقابلتي سألت مدير
الإدارة عنه قال صدر قرار طي قيده الوظيفي منذ ايام بعد عشرين يوم غياب متواصل ولم
يراجع أحد للسؤال عنه أو استلام حقوقه والشرطة تحقق في اختفائه.
لأعرف
إنه تعرض لوعكة صحية فرضت عليه مراجعة مركز طبي نقله بالإسعاف لمستشفى الشميسي
وبعد ثلاثة أيام توفى وهناك من جاء وأخذ اثاثه ومقتنياته واحرق مرسمه
وترك
المنزل الذي لم يفتح بابه منذ موته.
زوجي
الذي كان يسعى لسعادتي وجفاف مشاعره واخبار سارة ووالدها وموافقة زوجها على عودتها
لمقاعد الدراسة في الجامعة التي يدرس فيها على حسابه شغلت ذهني
فأخذت
ارتب حياتي بما يتوافق مع الحالة.
وقد
عاد السائق الأجنبي الذي تعاملت معه بخصوصية تامه ومشاعر كانت تنتظر من اتحاور معه
حينها للعمل بالرياض ومشتاق لمعرفة اخباري فحققت رغبته لكشف ما لديه فجاءت ساعة
اللقاء طبيعية وإنسانية لا تغلق باب الاتصال به للحظة مرح سريه.
تلفت
حولي وأنا اجلس خلف مكتبي متفحصة وجوه جديدة تجلس خلف المكاتب في ادارتي ولينزعني
من التأمل صوت أعرفه يدعوني لفنجان قهوة في مقهى كفي بمركز تجاري يطل على طريق
القصيم.
ليجتاز
السوق والمقهى وفي مجمع استراحة مسافرين خارج مدينة الرياض توقف لنتناول الفنجان
في غرفة يستأجرها المسافر بحثا عن خلوة مع النفس معها حلقنا بعيدا استرجعت معها شريط
حياتي ولأجد ونحن نركب السيارة عائدين زوجي يقف أمام مضخة البنزين يحاسب العامل لم
أشعر بالقلق لحظتها ولكن ازعجني وجود سيارته أمام باب المنزل التي كانت تقف مكان
سيارتي وشعرت ان المنزل غريب.&
2
يونيو 2020
زمن
قصة قصيرة
محمد الشقحاء
عدت
للمنزل؛ الذي ولدت فيه وتدرجت سنوات عمري الأولى، في غرفه الأربع والذي طردتني منه
امي، التي تزوجت بعد عام على وفاة والدي، بمن يضايقه وجودي.
جاءت
العودة؛ بعد عشر سنوات، وبعد موتها بسنتين، وسجن زوجها منذ اشهر، بسبب تعاطيه
المخدرات وجنحة أمنية لم أعرفها، عقب اتصال أحد الجيران للسؤال هل البيت معروض
للبيع.
لا
فأجاء بزيارة سيده متشردة؛ كانت امي تعطف عليها، وجدت فيها حنان الأم، واستعادة
الذاكرة وقد قبلت استضافتي لها، لسكن إحدى غرف المنزل، وإن كانت تتضايق نفسيا
وجسديا من الاستقرار في مكان واحد كما قالت.
تأخرت
في العمل؛ ولما فتحت الباب تنبهت على أن عند رفيقتي ضيفة، مرت بجواري، وانا اقف في
المدخل، والقت السلام مرتبكة واغلقت الباب خلفها.
وانا
اتناول الغداء؛ قالت هذه جارتنا العسيريه زوجة الشايب الشرقي الله يرحمه؛ وتذكرت
تنوع سكان منازل شارعنا الصغير والصغيرة، الوانهم مناطقهم بلدانهم، وضجيجهم
ومغامراتهم.
وكعادتي
وانا اشرب الشاي؛ واقلب صفحات الجريدة، التي يوزع نسخها علينا قسم العلاقات العامة
بإدارتنا، شعرت بجلوسها بجواري وقد اعتادت الاختفاء في غرفتها.
وضعت
يدي على فخذها؛ ليستقر راسي عليه كمخدة، وقلت مازحا ( فللي شعري وقصعي القمل) اخذت
كفها تمسد رأسي، واصابعها تتغلغل في شعر رأسي، وقالت بصوتها الجهوري وحشرجة
حنجرتها ( شعرك طويل رح للحلاق ) شعرت بالخدر وارتفع شخيري.
اشعرتها
انها امي؛ وانها اختي، وانها صديقتي، لتقول غاضبه ( وزوجتك الله لا يحفظك) لتشاركنا ذات ليله جارتنا العسيريه العشاء،
ولفت نظري اناقتها ورشاقتها وثلاثتنا نتبادل أطراف الحديث، عرفت انها ترغب في
الرقاد معنا.
جاءت
لحظة الممارسة لأسرار العلاقة الجنسية؛ بين الذكر والأنثى، التي أعرفها نظريا
ووجدت التنوع في عطاء الاثنتين، ولما عدت من الدوام وعلى سفرة الغداء، قالت ( ها
وش رايك في كزوجه ) ضحكت بصوت مرتفع، ودخلت غرفتي بحثا عن قيلولة ادمنتها.
وانا
جالس لوحدي؛ اتابع أحداث فلم اجنبي طويل في التلفزيون، لفت نظري، الهدوء، والعتمة
التي حولي، ولم أجد ضيفتي في غرفتها، فتحت خزنة الملابس فلم يلفت انتباهي شيء.
وبعد
غياب أكثر من عشرة أيام؛ وجدتها في المطبخ تجهز الغداء، ولمعرفتي بسلوكها
الغجري لم أسأل، وعلى سفرة الغداء، قالت
عازمه الليلة صديقتي للعشاء، لا تتأخر مثل عوائدك في المقهى.
عدت
في موعدي الحادية عشر ليلا؛ لأجدها وصديقتها، في غرفة الجلوس أمام التلفزيون بدلت
ملابسي، لبست ثوب النوم، وجلست بجوار شريكتي، سحبت فخذها ووضعت رأسي عليه كمخدة،
وغفوت كعادتي وارتفع شخيري، لتنبهني حتى اذهب للفراش&
3
يونيو 2020
فوضى
قصة قصيرة
محمد الشقحاء
تجاوزت
التفكير فيه؛ والبحث عن اجوبة لتساؤلاته، اثناء سمرنا الليلي بالمقهى نتابع تراقص
دخان رأس الشيشة، والدخان المتشكل أثناء مص اللي بحثا عن النكهة.
ولما
غاب توالت الأسئلة؛ جواله يرن الجرس، ولا من مجيب، ولم تصل بنا حالة القلق، ان
يطرق أحدنا باب منزله للسؤال عنه.
مع
تطاول الزمن؛ نسيناه، ليطل عبر شاشة تلفزيونية فضائية، كمحلل سياسي نصتنا لحديثه،
وارتفعت اصواتنا، متعجب، وناقد لموقفه، وداعم لمنطقه المرتبط بتساؤلاته، الليلية
التي توقفنا عن البحث عن اجوبة عليها.
لا
جده ذات صباح؛ بمقهى كفي يتبادل الحديث، مع سيدة غاب عني اسمها، ولكن لم تغب
تفاصيل جسدها، الذي سبحت فيه فترة، كانت العواطف تقودني لها.
لم
يلاحظ الاثنان وجودي؛ وانا اقلب صحيفة يومية، أثناء تجرع قهوة سوداء ادمنتها، ولكن
التقت نظراتهم، علي وصديق يدخل ويصرخ مرحبا، وهو يقترب من طاولتي معانقا، ويستأذن
للجلوس على طاولتي.
بعد
دقائق كانت في داخلي ساعات؛ غادر المقهى مرتبكا، تاركا مرافقته، التي تمهلت تلملم
نفسها، اقتربت من طاولتي مسلمة، وعلى وجهها ابتسامة نصر وخرجت.
دققت
في ملامح وجه صديقي؛ فوجدت الجالس وجه لا أعرفه، ناديت النادل لمحاسبته تأخر،
وتلفت استعجله، كانت المقاعد فارغة، ومنصة الطلبات فارغة والعتمة تلف المكان
المهجور. &
6
يونيو 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق