سرير للإيجار. . والراعي الرسمي هيئة مكافحة الفساد . !
محمد المنصور الشقحاء:
في محاولة جديدة من وزارة الصحة، لتجاوز تعثر عملية تحقيق الأهداف
ودراسة المشاكل التي يراها المواطن لب الموضوع: حتى يحصل على خدمة حقيقية، بينما
وزارة الصحة وعلى لسان وزيرها أن هناك تحديات لا تحل بين يوم وليلة.
في مدينة الرياض أربع مستشفيات رئيسة وقيادية حجما ومهام؛ بخلاف
المستشفيات الأخرى والعيادات والمراكز الصحية الحكومية:
1 – مجمع الملك سعود الطبي ( الشميسي ) تابع لوزارة الصحة
2 – المستشفى الجامعي تابع لكلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض
3 – المستشفى العسكري بالرياض تابع لوزارة الدفاع
4 – مستشفى الحرس الوطني بالرياض تابع للحرس الوطني
تعمل بشكل جيد ونرسم معالم الخدمة الصحية المتطورة والنموذجية؛ أجهزة
وكادر طبي وفني ومباني لافته للعيان؛ إنما الرضا عن أداء هذه المستشفيات كعينه لم
يصل إلى قناعة المواطنين بسبب الفجوات التي تثير الغضب وتخلق الشائعات بأن الكادر الإداري
غير فاعل، وان من يدير هذه المستشفيات أفراد من الكادر الفني غير السعودي، أمام
بصر وسمع الجهات الراعية، ومن هنا يرجع المواطن حتى يصل لحقه في العلاج؛ إلى
الديوان الملكي أو أمير المنطقة.
تجد في المستشفيات الأربعة نسبة أسرة أي مستشفى تحتلها اسر أصدقاء وأقارب
أطباء وممرضين وكوادر فنية وإدارية متسترة غير سعودية، بينما المواطن يتعثر في الحصول
على سرير له حال الراجعة ويدقق في العلاقات العامة بكل مستشفى في الحالة ويتم
التدخل حتى يحدد موعد جديد وسرير شاغر.
إذا التحديات مصدرها من داخل الجهاز الصحي، الذي امن العقوبة فأساء
التصرف، وعطل حق المواطن الذي حرصت الحكومة على تأكيده في الأنظمة وفي كل مناسبة
معلنه؛ وبالتالي مع وجود أجهزة رقابية ومتابعة نجد أسرة شاغرة ونجد أسرة يحتلها
غير مواطنين وأسرة تراكم عليها الغبار تؤجر أمام سمع ونظر من عجز عن الوصول إلى
حقه.
من خلال زيارتي للعلاج في ثلاثة مستشفيات من هذه المستشفيات الأربعة
نجد السودانيين والمصريين والهنود؛ بشكل لافت بين ممرات هذه المستشفيات مراجعين
ومرقدين ، بينما المواطن تتعثر حالته بأعذار واهية، حصلت على موافقة اللجنة الطبية
بالرياض على فحص وعلاج زوجتي، قال موظف الوارد الذي فتح لها الملف عندما سألته عن
كيفية الحصول على موعد: بالهاتف قلت: وأين قسم المواعيد قال: خارج المبنى فتكرم
مشكورا بتزويدي برقم ملف زوجتي ورقم هاتف المستشفى ورقم تحويلات قسم المواعيد،
وقبل الخروج من مبنى المستشفى سألت رجل الأمن الذي انتصب أمامي عن مكان قسم
المواعيد؛ فأشار يسار لممر يعج بالمراجعين وقال: هنا أي داخل المبنى وفي الجهة
المقابلة لجناح الوارد، ولما وجدت المكتب وبعد أسئلة قصيرة من شاب رائع في تعامله
قال: أسف يا عم اقرب موعد بعد شهرين.
هنا تباين في التصرف، كما هنا تباين في إدراك المسئولية، والشعور بأن
العمل في المستشفيات إنساني أكثر منه أداء وظيفة. إنما لماذا هذا التكدس ولما
التحديات مع وجود الأنظمة هل ما زلنا نركض مع ( أنا عملت ) على حساب التراكم
القائم. اضن إن سبب ذلك فشل الجهات الرقابية داخل الجهات المشرفة؛ وكذالك الحكومية
الأخرى في تحقيق أهدافها إذ ترى أن المواطن في إمكانه الحصول على أمر ملكي أو
واسطة ليحصل على حقه، إذا لم يتمكن من دفع إيجار سرير لسمسار سري يتجول بحرية داخل
المستشفى؛ يقول جبران خليل جبران: العمل الممزوج بالحب؛ هو أن تنسج الثوب بخيوط
منتزعة من قلبك، كما لو كان هذا الثوب سيكسو جسد من تحب. اللهم لطفك.&