الخميس، 28 يناير 2016

الاتصالات السعودية STC واللصوصية



الاتصالات السعودية STC  واللصوصية

محمد المنصور الشقحاء
الاتصالات السعودية شركة رائدة في خدمات الهاتف؛ الجوال والأرضي؛ كانت الوحيدة في احتكار السوق السعودي؛ واليوم أيضا وفي سوق التنافس أيضا محتكرة للسوق.

والعميل ضحية تطورها في مجال الاستغلال من خلال برامج حولت اليوم من 24 ساعة إلى 48 ساعة وهي تحول الفواتير من شهرين للسداد إلى شهر.

إذ المبلغ الذي يسدده العميل في الشهر كما هو في الشهرين؛ وهذا في مجال الاقتصاد فساد وسرقة المستفيد منها أولا مجلس أدرة الشركة وقياديها الرئيسيين والضحية العميل الذي تخدعه إعلاناتها البراقة وبرامجها التي تصرفه عن التدقيق.

واليوم وأنا أسدد هاتفي الجوال وهاتفي الثابت ( انفحن ) وبصفتي عميل التميز شعرت بالغبن فغردت عبر تويتر.

1 - الاتصالات السعودية stc تسرق العملاء؛ اليوم سددت عن هاتفي 477-ريال عن شهر، بينما كنت اسددها عن خدمة شهرين. هذه اللصوصية من يحاكمها.!!
2 - الاتصالات السعودية stc تسرق العملاء ببرامجها الوهمية سددت اليوم 495-عن اشتراك شهر انفجن؛ بينما الاشتراك 350 شهرين. من يحفظ حق العملاء.!
3 - الاتصالات السعودية stc وهي تعدل التسديد من شهرين لشهر؛ برمجت حاسبها ان اليوم 48 ساعة ومن هنا جاء سعر الخدمة؛ فكان ثبات المبلغ المسروق.


 قد أجد من يناقش هذه الحالة؛ من المختصين في مجال الاقتصاد حتى يشعر عميل هذه الشركة انه في حضن دافئ؛ وان الغذاء الذي يمتصه من ثدي هذه المؤسسة الوطنية غير مغشوش.&

السبت، 16 يناير 2016

قصص قصيرة ( 18 )

قصص قصيرة  ( 18 )
محمد المنصور الشقحاء – الرياض


خطوة
عندما انطلقت لم أكن أتوقع إن وجهتي معاكسة لهدفها، لما دخلت المقهى القابع في بوابة المدينة؛ قال النادل: هل أنت مطارد.! قلت: حتى ألحقها. ابتسم ولما عاد لأخذا ثمن فنجان القهوة، قال: هي خلفك منذ ساعة ركبت الباخرة مهاجرة إلى أمريكا.&




رخص
بعد فشله في جعل زوجته عتبه لتحقيق هدفه هرب  نتيجة خوفه وغضبها؛ ولما شعر بالندم وجد في صندوق بريده في الغربة؛ حكم المحكمة بخلعها لعدة أسباب أهمها الغياب وإهماله نفقة ابنته.&



لما عصف اللهب
بسبب نصائح والده المتلاحقة نمى في أعماقه كره اسود للمنزل؛ فتعدد أصدقاؤه وان سعى البعض على الاستئثار برفقته؛ تذكر هذا وهو يشاهد ابنه المتخرج حديثا من الجامعة، يؤجل موعد زواجه ليسافر مع وفد أهلي لتقديم المساعدة للمناطق المنكوبة بالجفاف؛ عاد الوفد ولم يعد ابنه ولما سأل عنه لم يجد الجواب.



مشاركة
انتهى الثاني من إلقاء ورقته؛ فدعا مدير الحوار الثالث لقول ما عنده، وتداخل الحضور في النقاش؛ ونحن نتناول العشاء تذكرت أني لم اقل شيئا؛ مع إني في ترتيب جلوسنا على المنصة كنت الأول.&



المسطح
شبهت حبه بقبر قديم سرق اللصوص شاهده؛ كان قبل الاختفاء مضطربا خارجا عن سيطرتها وفي أخبار الواحدة بعد منتصف الليل بالتلفزيون؛ جاء اسمه وصورته في خبر تفجير انتحاري نفسه وقد حاصره رجال الأمن في استراحة بشمال الرياض.&



خيانة الغيم
بعد أن وصلت للمركز التجاري طلبت من السائق العودة للمنزل، جاء في الموعد المحدد وولجا احد المطاعم؛ أثار حنقها حديثه عن السفر وهي من جاءت لمساعدته، وقفت بدعوى الذهاب للحمام ولما عادت لم تجده.&



التصحر
تدهور الأرض الزراعية بسبب زحف الشجيرات الشوكية، وتصحر أفكاري وجسدي مصدره مقت صديق غرق حتى أذنيه في ملاحقتي؛ لما تجاوزت الرعب لم أتخلص من الشك فيما أنا فيه؛ وقد تمكنت من تأكيد وجودي بشكل جدي.&



الجدار الفاصل
جاء صوتها عبر الجدار الفاصل بين منزلينا؛ تحتاج الهاتف حتى تتصل بوالدها فشقيقها مريض وأمها قلقة عليه؛ وبما إن سلك الهاتف طويل فقد تمكنت من تحقيق طلبها الذي تكرر في مناسبات أخرى أثناء غياب زوجتي.
 ولما حل موعد ولادة زوجتي وبعد أربع سنوات انتظار لمولدها الأول انتقلت من المستشفى لمنزل والدها، لمتابعتها صحيا من قبل أمها ومساعدتها على رعاية الطفل، شعرت جارتي بوحدتي فتجاوزت حديث الحائط، بقرع الباب محملة بطعام العشاء وإجراء مكالمة هاتفية من خلال أرقام تسكن ذاكرتها.
 وعرفت إن سبب عدم وجود هاتف بمنزلها، رفض والدها المراجعة والبحث عن واسطة بسبب أزمة أرقام جديدة وتمديدات متعثرة في الحي، كل شيء فيها مبتسم وكل شيء فيها قلق ومبعثر تركت الدراسة بعد فشلها اجتياز أولى ثانوي منذ عشر سنوات؛ وسفر خطيبها للدراسة منذ أربع سنوات إلى بريطانيا.
 وانشغال والدها بعمله وسفرياته المتكررة، وعناية أسرة والدتها بهم واتصالهم المتكرر للاطمئنان عليها وعلى شقيقها وأمها، كانت بعد انتهاء المكالمة تغادر مسرعة وكأن شيئا يحثها للحاق به، لم اهتم بغياب زوجتي وأعذارها التي اشعر أنها مفتعلة للمكوث بمنزل والدها.
 وذات مساء والظلام مخيم على الكون بسبب سحب متلبدة في السماء؛ نبهني من غفوتي جرس الباب كانت جارتي مستنجدة إيصال شقيقها للمستشفى، حملت الابن وأمه وفي غرفة الطوارئ تابعت فحصه، ونصح الطبيب بان يبقى تحت المراقبة أربع وعشرين ساعة، وتابعت نقله لسرير في الدور الرابع، وموافقة الطبيب بقاء أمه معه بضع ساعات فزودتها برقم هاتفي للاتصال إذا لم يتواصل احد معها.
 وأنا أهم بإغلاق الباب جاء صوت جارتي عبر الجدار تسأل عن شقيقها فطلبت منها الحضور وتركت الباب مشرعا، جلست على احد مقاعد صالة الجلوس، وسمعت الباب يغلق ووقع خطواتها، جاءت أنفاسها ورائحة عطرها لمحت هلعها فقمت طوقتها بذراعي سكن رأسها على كتفي، وشرحت لها حالة شقيقها شعرت أن أنفاسها تهدءا ودقات قلبها تعود للنبض الطبيعي.
بعد جلوسها عرفت أن والدها عند زوجته الأولى، أحضرت لها كوب ماء من البرادة في المطبخ، نهضت وأشعلت التلفزيون تبحث عن قناة تتابع مسلسل أجنبي مدبلج للعربية العامية تعيد عرضه في هذه الساعة، وكلما تحول الحوار الشائك للحميمة كانت أصابع كفها اليسرى تتقلص ولما نهضت مع انتهاء الحلقة رجوتها البقاء فأمها في المستشفى لم ترد وضعت كفي اليمنى على كتفها حدقت في ولما عدت لمقعدي جلست في حضني.
 أحسست بها ترتجف وقد أغمضت عينيها ركضنا مقتربين ولما توقف انفعالنا تمددنا على الأرض، قمت بإطفاء الأنوار وعلى أشعة شاشة التلفزيون أخذت تغرف ما يشبع ظمأها، رن جرس التلفون كانت أمها تنتظرني فقد اجتاز ابنها حالة مرض الربو التي كانت ضيق تنفس بعد كشف الطبيب المختص.
 تابعتها بنظري وأنا أدير محرك السيارة حتى دخلت الدار؛ زوجتي طلقتني بعد مشادة مع خالها الذي جاء من رحلة علاج طويلة؛ معه أخذت إجازة من عملي وسافرت في سياحة ابحث عن ذاتي؛ في الشهر السادس على عودتي اكتشفت أن المنزل المجاور مغلق وتنتصب على جداره لوحة مكتب عقار تعرضه للإيجار.
زرت مكتب العقار بدعوى استئجار المنزل بينما كنت ابحث عن معلومة ترشدني لجارتي؛ قال صاحب المكتب إن المنزل جديد بناه صاحبه من اجل سكنى ابنه المتزوج حديثا والذي حصل على بعثة دراسية قبل اكتمال البناء الذي توقف بسبب سجن صاحب شركة البناء&


تلبس
من خلال لقاء عابر تمكنت من إشعال النار الخامدة منذ أربعين عاما؛ وفي حفل خاص حلقت الدهشة فحطم العبث جدران الخوف الأسمنتية، ولما جاء غيابها لم تصدمني تفاصيله فلم أسعى إلى غلق النوافذ التي شرعتها، وكانت أسئلة من حولي تدفعني للركض في الغابة بحثا عن شجرة توت.&
27 – 3 - 1437




عندما أكلت حواء التفاحة
البدء كان تعطل سيارتي الرابضة بمواقف المركز التجاري فأوصلني لشقتي؛ وتزامن تسوقي الشهري مع برنامجه فكلنا من وطن واحد في بلاد الغربة، قبلت دعوته لزيارته فكان الغذاء الذي معه تجاوزت عطش الصحراء؛ اليوم وأنا أرافق ابنتي بسوق طيبه لشراء حاجتها من الذهب كعروس؛ حدق في ونحن نتجادل على السعر قال: أمرك زينب لن نختلف.&
5 – 4 – 1437



الجمعة، 15 يناير 2016

قصص قصيرة ( 17 )

قصص قصيرة ( 17 )
محمد المنصور الشقحاء - الرياض

شفرة الكون
والده زميل عمل بالرياض ورحلتي بتكليف من إدارتي للتعاقد مع موظفين جدد، جاء للفندق ترافقه زوجته تبادلنا الحديث على طاولة العشاء، وأبدى استعداده مساعدتي في انجاز مهمتي في التاسعة ليلا استأذن بسبب عمله؛ تاركا زوجته لتكملة النقاش.&


ثمالة زمن
وأنا أتأمل الأفق وقد تناثر حولي أفراد آسرتي بحثا عن الأمان خارج مدينة الرياض، جاء صوتها تنشد أبياتا تشاركنا نظمها وقد هربنا ذات مساء إلى الهدى حيث أخفتنا أشجارها عن العيون، وقبل فتح باب المنزل رن جرس هاتفي وقال بعد التأكد من اسمي أميمة هذا الصباح ماتت.&



عندما غاب الأفق

وقبل أن أقول شيئاً في اللقاء الأول بمقهى في شارع ألتحليه؛ رن هاتفه حدق في وهو يقف ثم غادر الطاولة التي تضمنا، غيوم الحزن تراكمت في الصباح وأنا وزميلاتي بالعمل نطالع أخبار الرياضة في جريدة الرياض، جاء اسمه متصدرا نعيا على صفحة كاملة لوفاة رجل أعمال كان سببا في موت والدي منذ عشر سنوات.&







نزف حلم
ذابت في جسده لما آتوا من فجاج المدن البعيدة، لمشاهدة رقصها وتلوي جسدها، على جمرته راهنت، وفي آخر وهج في دم العنفوان اختفى وحيدا.&



فتنة الأصدقاء
بعد ثلاثة عقود جاء لقاء عابر في حفل زواج ابني البكر الذي كنت احلم أن تكون أمه، لكن سؤال احد الأصدقاء ونحن نقضي بعض الوقت في مقهى بطريق ديراب ( لماذا جاءت والدتك برفقة أخيك ) قلت: لمشاورتي في خطوبة ابنة احد الأقارب، قال: بثينه .! قلت: ( لاإراديا ) نعم. افتر ثغره عن ابتسامة صغيرة ونهض من مجلسه وهو يهمهم ( لا تصلح لك يا صديقي ) واختفى بين مقاعد المقهى.&


طائر الفردوس
بعد تخرجي من الثانوية وحتى لا أغادر الطائف وحتى لا تبقى  قلقة على ابنها البكر، التحقت بالعمل في إدارة حكومية يرأسها احد أقارب والدتي كموظف على بند التشغيل، حتى تتم موافقة الوزارة بالرياض على التعيين الرسمي.
غير إن أمي لم تفرح طويلا ببقائي إذ توفت اثر وعكة صحية عارضة، معها شعرت أن إخوتي من أمي ووالدهم يرون بقائي يزعجهم، بينما المنزل الذي نقيم فيه املكه معها بالشراكة من ارث حصلنا عليه من أسرة والدي، الذي طلق أمي وأنا في الرابعة.
عرف مدير الإدارة بمستجدات حياتي فسرع طلب تثبيتي على وظيفة استقال صاحبها، مطالبها تتفق مع مؤهلي وخبرتي العملية، وأكد علي أن أقاوم العواصف والرياح الباردة، غير انه بعد عام من صدور قرار تثبيتي كموظف رسمي جاء تقاعده وتعين مدير جديد للإدارة.
وبما إن المدير الجديد من خارج مدينة الطائف، فقد وجد في المساعد الذي يثق فيه لترتيب إقامته، أقام في الفندق ثلاثة أشهر حتى تمكن من استئجار فيلا في حي الشرقية، تابعت تأثيثها وطلب مني استقبال زوجته وأولاده الثلاثة بالمطار لانشغاله بمناسبة رسمية يرعاها أمير الطائف ويشرفها الوزير.
في التاسعة ليلا كنت انتظر بالمطار، وقد تأكدت من لوحة الرحلات أن رحلة العائلة في موعدها، لمحت الزوجة وقد تلفعت بالسواد وبرفقتها ولدين وبنت تتفاوت أعمارهم بين العاشرة والرابعة، تجاوزت ارتباكي رفعت صوتي مناديا باسم المدير لتركض نحوي الطفلة ثم الولدين واقتربت المرأة.
لم يكن هنا عفش زائد وفي العربة كانت المرأة تجلس خلفي، كلما حدقت في المرآة لسلامة الطريق كنت أجدها أمامي، طرح اكبر الولدين بعض الأسئلة لمعرفة معالم الطريق، بينما الثاني كان صامتا والطفلة ذات السنوات الست الجالسة بجوار أمها تحدق في كلما تكلمت وقد فتر ثغرها عن ابتسامة صغيرة.
فتحت باب المدخل ثم فتحت الباب الداخلي للفلا وعدت للوقوف بجوار السيارة، ترجل الجميع ووضعت في الفناء العفش وأغلقت باب الفناء، وأنا أهم بالتحرك فتح الباب كان الولد الأكبر تريثت وفتحت زجاج باب السيارة الجانبي، قال بصوت خافت ( جيعانين نبغى عشاء ) طلبت منه مرافقتي، دخل مستأذنا وتركته يختار المناسب.
اتفقت مع إخوتي من أمي ووالدهم على بيع المنزل، واشعرنا احد مكاتب العقار بذلك وبعد عشرة أيام طلب مني صاحب المكتب مقابلته ووجدت زوج أمي وعرفت انه يرغب في شراء نصيبي بشرط أن أتنازل عن ارثي في نصيب والدتي، وبعد جدال لمعرفة المبلغ الذي وصل إليه ثمن المنزل، طلب مني صاحب المكتب التفكير.
يبدو انه يجب علي إزالة معالم الحزن ( الهوة السحيقة الممتدة حتى النجوم ) الذي تلبسني بعد رحيل أمي، كيف لي أن الغي هذه الحالة التي تشاركني كل خطوة منذ خمس سنوات، مكبلة خطواتي داخل سور الطائف متخيلا إن هناك حقول ألغام تترصد خطوات الرحيل.
وجاء اتصال صاحب المكتب كان حديثه ودودا وصادق كان يعرف حسب خبرته في السوق العقارية، أن المبلغ الذي سوف أخذه بعد بيع المنزل يمكنني من شراء شقة بأحد المباني الحديثة، إضافة إلى أن موافقتي تعد صلة رحم وصدقة؛ يسعد أمي في قبرها وقد وفرت الأمان لأخوتي.
هل كان الموت جزءا من متاعنا، تأملت هذا وأنا اجلس مع الأصدقاء في المقهى وقد تخيلته يجلس مع أمي في الزاوية المقابلة من المقهى، كانت أمي تتحدث وكنت اسمعها تقول شارحة ( سعادتك تجعل الفراش طريا . حيث تأكل الدببة البرية من أيدي الصغار ) وكان بين وقت وأخر يلتفت محدقا في، ولما نهضنا قررت الاقتراب منها لأكتشف أن الزاوية فارغة وان خيالي يساعدني على اجتياز الطريق.
رايته في متاهة أحلام الفردوس، طلب مني المدير وهو قد اعتاد تكليفي ببعض المهام الخاصة إحضار زوجته من حفل زواج تحضره، كانت الثالثة صباحا تفتح باب السيارة لتجلس في المقعد المجاور، رفعت غطاء وجهها وسحبت وهي تتخلص من العباءة مناديل ورقية أخذت تزيل أصباغ وجهها وتمسح عرق صدرها.
لمحتها تتخلى عن جزمتها ثم رفعت طرف فستانها حتى ركبتيها، لتتمكن من التخلص من الشراب الحريري اللدن، ولما سكنت قالت بصوت خافت ( أنا عطشى ) غيرت طريقي متجها إلى الهدى قاصدا محطة بترول اعرف إن المقهى والمطعم وبقالتها تستمر في السهر، وقمت بشراء قنينة ماء وقنينتي عصير ليمون، شربت جزء من قنينة الماء وسكبت الباقي على صدرها.
غادرت السيارة حافية القدمين فتحت باب الفناء ودخلت تاركة العباءة وحقيبة يدها، ترجلت من السيارة حاملا الحقيبة والعباءة، كانت تنتظرني على باب الفيلا لوحت بكفها حتى أغلق باب الفناء وتبعتها في غرفتها طلبت مني مساعدتها على التخلص من فستانها.
ارتدت ثوب نوم شفاف وجلست على مقعد التسريحة، طلبت مني ( تهميز كتفيها ) التقت نظراتنا في المرآة أغمضت عينيها بعض الوقت، ولما فتحتها سحبتني وأجلستني على فخذيها وأخذت تلعق عنقي ثم زرعت قبلة طويلة على فمي.
أخيرا وجدت بصيص نور في قناع روحي المتعب وامتدت يد الله شاقة صدري لتغسل قلبي من غضبه، شعرت بحرارة جسدها العالم كله هنا حيث أنا الآن تتجمع قطعي المحترقة وعرفت إن الروح عائدة  ( كنت بحاجة إلى محيط ودود ) وأنا اصعد وحولي نسمة ريح مبللة بقطرات مطر.
في العاشرة صباحا تنبهت تذكرت العمل وتأخري تجاوزت القلق والخوف الذين حطا فجأة في أعماقي، وجدتها في صالة الجلوس أمسكت بكفي وهي تهمس ( الفطور زاهب ) جلست قبالتي صمتها يشعرني انه لم يحدث شيء وعند الباب ( اكتشفت أنها الكمال الذي ابحث عنه ) ودعتني بضغطة خفيفة على كفي.
تتعمق الوحدة وان تفرقت السحب السوداء، الوساوس تمزق نفسها ببطء تذوب في لحظات اليقين، مواصلا الطيران عاليا مع الحلم والأوهام البعيدة انتقل من شجرة إلى شجرة تجذبني الغصون المزهرة ( يا أماه ابعثي لي الحب ) حتى أتجاوز الرطوبة القاسية التي تحيط بي.
في المقهى وقبل أن يصل الأصدقاء انطلقت فكرة التمرد على ذاتي، جاء النادل يشع بياضا وهو يقدم طلباتي، حدق في وقال ( الليلة لن يأتي احد ) وغادر لم ينتظر استفهامي، حولي هبوب مطر خفيف ارتفع معه حفيف أشجار المكان سمعتها تقول ( اطلب كأس ماء ) كانت أمي تجلس بالكرسي الملاصق لمقعدي وكان النادل المشع بياضا يناولها الكأس.
جسدها الغض بدا أكثر رشاقة في ثوبها المخملي الأسود، غدت سيدة مكتملة واثقة من تصرفها حريصة على احترام موقفها ختمت حديثها ( ولدي لك مطلق الحرية بالرحيل سوف أجدك أينما تستقر ) ونهضت شاركها النادل المشع بياضا السير، حاولت اللحاق بهم غير أن قدوم اثنين من الأصدقاء أعاقني.
طلب مني مدير الإدارة الحضور لمكتبه، لما دخلت أمر مدير مكتبه إغلاق الباب، كنت واقفا حدق في ثم سحب ورقة من ملف أمامه على المكتب، مدها لي وطلب مني الجلوس لقرأتها قال ( هذه خيارات مدن أخرى للنقل ) قلت ( مبروك ) قال ( اخترت المكان المناسب بشرط أن تكون معي ) أحسست بألم لاذع وارتعاشه قوية تهز جسدي.&



 خطوط قوس قزح
في شارعي المعتم وبحذر وجدت مكان لسيارتي ليس بعيدا عن المنزل القديم الذي استأجره منذ ثلاثة أشهر بالقرب من مستشفى الشميسي منذ تم نقلي على ضوء ترقية في الوظيفة مقرها الوزارة بالرياض.
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل كنت راجعا من حفل عشاء أقامه الزملاء بالمكتب الذي اعمل فيه مساعدا لمديره بأحدى خيام منتزه الرمال، ولما حاذيت باب المنزل سمعت احدهم يقول ( أنت.. أنت.. أنت ) تلفت حولي ولمحتها بباب موارب طفلة غابت معالمها.
اقتربت وجلا ومعالمها تتضح وجه ابيض مستدير وشعر اسود قصير ناعم خصلة منه تغطي جبينها وثوب قطني ابيض بخطوط قوس قزح انسدل حتى ركبتيها ولما وقفت بادرتني ( كنا ننتظرك ) تجاوزت الممر المظلم وقد تسلل الضوء من أبواب مشرعة.
سبقتني إلى باب في الجهة اليمنى لأجد سيدة تقتعد كنبة مزجودة قامت لما لمحتني ومدت كفها مسلمة، بيضاء رشيقة القوام شعرها الأسود منسدلا بحرية ترتدي ثوبا ابيض تتراقص مع تعرجاته ألوان قوس قزح.
عرفت أنها لمحتني مصادفة وعرفت إني غريب ووافد على الحي ولما تكررت المشاهدة قررت دعوتي للعشاء والتعارف، الهدوء والسكينة يدل أن لا احد هناك والطفلة الساكنة بالمقعد المقابل تتابع حوارنا، وقد أحضرت جيك ماء بارد وجالون صغير لعصير فواكه مشكل سكبت كأس لي وآخر للمرأة.
مسحت رأسي بكفها وقالت ( هل تنام عندنا ) وهي تردد ( تفضل .. تفضل ) تبعتها لتفتح باب غرفة عبقة الرائحة والضوء الخافت يخفي ألوان أثاثها، كل جزء من جسدها يدعكني ولما هدأت ثائرتها وقفت بجوار الفراش لتخلع ثوبها، شعرت ببرود جسدها وعنفوان حركتها وهي تأخذني إلى مغارات جسد اجهل معالمه وحقيقته، فكل ما اركض معه نزوات جربت بعضها إنما لم أصل إلى الحالة التي الآن أعيشها.
فتح باب الغرفة الموارب كانت الطفلة؛ معه همست المرأة في إذني ( جاءت لتأخذ نصيبها ) لم افهم العبارة حتى دارت حول الفراش، لتمد كفيها لملامسة جسدي أنفاسها تلفح عنقي وشفتيها تزرع قبلات صغيرة على ظهري، ولما لامست كفي مؤخرتها سكن حراكها وانفجرت ضاحكة.
نمنا في الفراش ومع السكون المحيط بالمكان وعلى ضوء الشمس تنبهت؛ لم يكن هناك احد كنت أنام على فراش ممزق ممدد على الأرض، في غرفة جدرانها ملطخة بالسواد، المكان متداعي ومهجور وأثار الخراب في كل مكان، عند الباب وجدت سيارتي وأنا أدير المحرك، قال: رجل بملابس رثة وقف بجواري بعد إلقاء تحية الصباح ( عسا ك تبي تشتري البيت ) هززت رأسي وأنا أتطلع في ساعتي كانت العاشرة والنصف.&



السائق الياس
لم يعد هناك مكان للقلق وأنا في طريقي للمطار في رحلة عمل وقد غمرني إحساسا مليئا بالأمل، جاء حديث سائق التاكسي الأسيوي غريبا وحتى أتأكد من صحته طلبت رقم جواله للتواصل عند عودتي، خلى المنزل من الجميع وتلبسني معه رطوبة قاسية تسكن أعماقي وبقيت أتابع إكمال أوراق تقاعدي من العمل، كان السائق الأسيوي ينتظر اثر حديثه وهو يتكفل بتوصيلي لمقر عملي.
امن السائق الذي عرفت إن اسمه الياس من أول اتصال عاملة منزل وقال وهو يناقش راتبها ( جربها ) الواقع شكل صدمة قاسية خسارتها غير مأمونة، في عطلة نهاية الأسبوع وفي اليوم الرابع من دخول خديجة المنزل وأول يومي عطلة نهاية الأسبوع، صحوت على حركتها بالمطبخ تقلبت في الفراش اطرد الكسل باحثا عن ومضات الصحو.
نزلت الدرج واتجهت للمطبخ كانت خديجة بحابسة الصدر وبنطلون جينز يبرز مكونات جسدها الأبنوسي إلا انه رشيق ومفعم بالحيوية، جلست على احد كراسي طاولة الأكل وقد تعددت أطباق الفطور إذ الساعة التاسعة صباحا، وأنا أتناول بعض اللقيمات دعوتها للمشاركة تمنعت بصمت وغادرت المطبخ.
عدت لغرفة النوم إذ لاشيء يدعوني للخروج ولم اهتم بتشغيل التلفزيون، سمعت نقرا خفيفا على الباب الذي فتح كانت خديجة، التي اتجهت للحمام لتعده حتى استحم واستعد لصلاة الجمعة.
وفي الثانية بعد الظهر كنت اجلس وحيدا على طاولة الأكل، منذ عام وحيدا جاء الترفع لمرتبة أعلا وبمسمى قيادي في المركز الرئيس غير أن زوجتي وابني بقيا في الطائف واجل مدير عام الشئون المالية والإدارية ندبي وقد تم التنسيق حوله مع مدير الفرع الذي اعمل به كمدير مالي.
ومعه بعد ثمانية أشهر قررت الاستقالة من العمل الحكومي فخبرتي الإدارية والمالية مطلوبة في المؤسسات والشركات الأهلية، ومعها عرفت أن التحفظ جاء من اكتشاف اختلاس ورشوة وفقد مستندات مالية لأعمال تابعة لقسم المشاريع بالرياض ورد فيها اسم احد كبار موظفي المركز، وعلي الانتظار والتفكير مليا في إكمال إجراء استقالتي.
في الثامنة ليلا جاء السائق الياس لأخذ خديجة كما هو متفق لساعات العمل، وفي السابعة صباحا جرس الباب قرع كان الياس وخديجة وأخرى؛ في صالة الجلوس عرفت أن خديجة طلبت الأخرى لتقوم بالتنظيف وغسل الملابس وهي تعد الأكل وتعمل الشاي والقهوة وتجهز العشاء قبل المغادرة.
طلب الياس أجرة الأيام التي عملتها خديجة وأجرة يوم للعاملة الثانية، استسلمت للتأمل في آمر لم استطع تغييره من خلال تأمل بعيد ويائس، وبعد تناول الغداء وشرب الشاي في صالة الجلوس متابعا مباراة كرة قدم في الدوري الأوربي، لمحت خديجة تقف بباب المطبخ خلفي تتابع المباراة، دعوتها للجلوس ومع نهاية الشوط الأول نهضت تابعتها تصعد الدرج وبعد دقائق كانت تهبط والعاملة الثانية.
انتهت المباراة وواصلت تأملي وهناك من يحلل المباراة مع لقطات منها، مذكرا بالمباراة التالية بعد ساعة وانتظار المجهول يضايقني تخيلت أني الآن ميت وقد اختفى الضجيج الذي يرافق تحركي واني اغرق في الظلام، وانتزعني بعنف صوت طلال مداح يردد أغنية تشعرني بالسكون فأغمضت عيني في حلم غابت ملامحه.
تنبهت على صوت خديجة وهي تطلب مني السماح لمرافقتها بالرقص، ابتسمت فربتت على كتفي ثم جلست على الأرض عند قدمي تتابع رفيقتها وكفيها ينهبان بحركة لم استوعبها ساقي وفخذي المغطيان بثوب النوم الواسع واللدن.
اتصل السائق الياس في العاشرة ليلا يعتذر عن إحضار خديجة في الصباح وان هناك من سوف يحضر الأخرى، جاء يوم الأحد مزدحما بالعمل معه تأخرت للرابعة عصرا ولما دخلت المنزل شعرت بالفراغ  توجهت للمطبخ كان الغداء على طاولة الأكل فصعدت لغرفتي أبدل ملابسي، كانت الأخرى راقدة في الفراش.
أخذت أتأمل جسدها الراقد على جانبه الأيسر، تنفسها مرتفع ويتخلله شخير متقطع يملا فضاء الغرفة السابحة في ضوء حاد، بدلت ملابسي وأنا أهمهم ( لا شيء يبقى سوى الذكريات ) تركت الباب مفتوحا وعدت للمطبخ وطاولة الطعام وجلست أمام التلفزيون في صالة الجلوس لتهبط وقد تبعثر شعر رأسها مرتدية ثوب نوم قصير أتذكر انه لزوجتي كاشفا جسد يمكن احتواؤه بطرفة عين.
دخلت المطبخ وعادت تحمل براد الشاي وكأس ماء مثلج بعد وضعها أمامي انحنت تقبل رأسي وهي تهنهن بكلمات لم افهمها، أمسكت بكفها أتأمل صدرها المتهدل عبر فتحة الثوب الواسعة وشعرها الأشعث، أخذت اضحك انهارت في حضني كل شيء فيها يرتعش؛ تنبهت ومؤذن المسجد المقابل لمنزلي يقيم الصلاة.
كنت مثل ناج يسبح خارجا من سفينة غارقة إنما تخيل موج البحر أشجار تتسلق منحدرا تبدو كأنها الطمأنينة التي فقدتها، بعد لحظات من الصمت تلفت حولي واحدهم يقول بصوت رقيق وخافت ( كل هذا سيكون مطمئنناً ) العتمة تحيط بي والتلفزيون مغلق أشعلت النور وأنا اصعد الدرج وجدت زوجتي في رأس السلم تبسمت وأمسكت بكفي.&



السقوط
يثرثر في بعض من سهراته مع الأصدقاء عن انتصاراته؛ وفي اليوم العاشر على وفاتها عثر وهو يعيد ترتيب غرفة النوم على دفتر مذكراتها، عرف أن أولاده الأربعة وبناته الثلاث نتاج علاقات خاصة، في العاشرة اقتحم عيادة ابنه البكر بالمستشفى العام؛ الذي استدعاه الممرض من اجتماع يشارك فيه جاء راكضا ليجده ميتا.&



المسبح
الموت منذ كنت في الرابعة من العمر يسير معي؛ والليلة اختفى تلفت حولي علي المحه على إحدى طاولات المطعم؛ بعد انتهاءنا أنا وزوجتي من إكمال فنجان القهوة، أمسكت بكفي وسحبتني خلفها عند الباب كان ينتظرنا بسيارته، غادرنا المدينة إلى ضاحية زراعية ولجنا مزرعة سياجها مرتفعا واندغمنا في ممرات زراعية، وبمحاذاة المسبح وقفت السيارة زوجتي بعد فتحها لباب السيارة تجردت من ملابسها وقفزت عارية في الماء، سائق العربة قلدها وارتفع صراخهم في المسبح؛ وأنا أراقبهم شعرت بأنفاس حولي كان الموت رفيق دربي أشار بإصبعه نحو الاثنان ثم وجهها نحوي.&







قصص قصيرة ( 16 )


قصص قصيرة ( 16 )
محمد المنصور الشقحاء - الرياض


نقاط تحول دفعتني للتوقف
أنا:
كثر هي عجائب الحياة، بعد فقداني طفولتي وحرماني في شبابي من أمان لم اهتم بمعرفة سماته، جاء انتقالي من قريتنا إلى المدينة بناء لطلب احد أقارب والدتي رجل أعمال بلغ الخمسين من العمر ولم يتزوج لديه مكتبة للأدوات المدرسية ودار نشر للكتب وخدمات للطلاب، وهو يحاورني لمست انه كان عشيق آمي، وان موهبتي في الخط ورسم الطبيعة من أغراه بأن أكون نائبا له في المكتبة ودار النشر، ومسئول مباشر على خدمات الطلاب.
إيمان:
في الشهر الرابع جاءت إيمان طالبة في الصف الثاني ثانوي مع والدتها، وتكررت زياراتها باحثة عن ملخصات لبعض الدروس ووسائل إرشاد، معها جاء موعدنا الأول بعد مغرب احد الأيام فكانت قبلتنا الأولى وعناقنا العفوي في عتمة بيت الدرج.
سعاد:
ولتأخذ شقيقتها الأكبر المعلمة سعاد جزء من وقتي في مشاركتها خيارات الوسائل التي تساعدها في شرح درسها وتوصيله لطالباتها، سعاد زوجة عسكري في القوات البرية يكلف بمهام خارج الطائف وأحيانا في المشاركة بوفود عسكرية خارجية للتدريب وشراء أسلحة، وغارفا من منابعها ما يروي عطشي.
إيمان:
وسعاد تستعد للسفر لاحقة بزوجها الذي عين في السفارة بلندن، وأنا ارقد في فراشها وهي بمدرستها تكمل وثائقها، دخلت إيمان الغرفة لا ادري كيف انبثقت إنما اعرف أنها تتجهز للزواج نهاية الأسبوع بعد اجتيازها الثانوية، فتخطينا نشوة القبل والعناق.
أنا:
نسيت كل شيء برحيل إيمان وغياب سعاد واندمجت في العمل وأصبحت املك نسبة مالية في رأس مال الدار، وفقدت أمي التي تعرضت لوعكة صحية لم تمهلها كثيرا، وكان نصيبي في ارثها غير مجزي فلم أناقش إخوتي وهم من زوج آخر في هذا، وتطرقت أختي وأنا أتحدث عن حياتي المدنية، إلى زواجي وانتظار تكليفي لها بالبحث عن شريكة العمر.
إيمان:
ورن جرس هاتف مكتبي كانت إيمان تسأل عني وتخبرني أن ابنها أكمل عامه الثاني، وتطلب مني مساعدة والدتها في استخراج صك من المحكمة توكل بموجبه خالها في إدارة وقف بمكة المكرمة لأسرتها، لقيت الأم في المحكمة مع ابنها وصديق له، ونحن نغادر لا ادري ماذا دفعني الى آن اطلب منها مرافقتي حتى أوصلها للمنزل لم يعترض الابن الذي انسحب مع صديقه.
أنا:
دخلت لم أقاوم طلبها الذي دعمته بكشف الغطاء وهي تقف في فتحت الباب فجاء وجهها وصوتها الخافت نداء تأمل، وفي غرفة الاستقبال تناولت مشروبا بارد وتبادلنا الحوار، ثم خلعت العباءة ألمخاطه كما الثوب الرجالي الفضفاض، كانت بثوب النوم الأحمر الشفاف والقصير ابتسمت وهي ترى اندهاشي، فوجدت معها ما كنت أخذه من ابنتها سعاد وما قدمته لي ابنتها إيمان.
فضة:
وأختي تلاحقني عبر الهاتف لأخذ موافقتي على الزواج، ذاكرة اسم شقيقة زوجها الطالبة الجامعية المتخرجة حديثا والتي تنتظر الوظيفة بين وقت وآخر، كنت وفق طلب من السيدة فضه والدة إيمان ووالدة سعاد في منزل أختها الأرملة بدرية المسافرة مع ولديها بعد انتهاء أيام الحداد إلى جده، لمناقشة ارثها مع شقيق زوجها الوصي على الأبناء والمكلف بحصر التركة.
إيمان:
تخرج سمير شقيق إيمان من الثانوية العامة والتحق بجامعة الملك عبد العزيز بجده التي استقرت بها شقيقته إيمان بعد أربع سنوات من التنقل مع زوجها، في مدن المنطقة الشرقية وفي المنطقة الشمالية، وبعد شهر لحقته أمه.

بدرية:
جاءت بدرية خالة إيمان مع ابنها الصغير الطالب بالمرحلة الابتدائية لشراء بعض المستلزمات المدرسية عرفتها من الطفل المرافق، سألتها عن أختها فضه وعن سعاد وإيمان، جاء صوتها مرتبكا وإجابتها مبعثرة إنما شعرت آن فيها شيء يخصني، وهي تحاسب وقبل أن تغادر أرفقت بفاتورة الحساب بطاقة تحمل اسمي ورقم هاتفي.

بدرية:
عرفت منها إن سعاد تخلت عن زوجها واختفت في لندن، ويقال أنها رافقت عشيقها إلى باريس، وان زوجها تقاعد بعد اعتذاره عن مواصلة العمل، عاد للطائف ويملك مزرعة لإنتاج الألبان، وتطرقت لأبنيها وفشل ابنها الكبير الدراسي وإهماله متابعة الشركة التي أسسها زوجها باسمها للمقاولات.
بدرية:
دعوتها للعشاء ثم جلسنا بمقعد في حديقة شهار ولما طال حديثنا دعتني لإكمال النقاش في منزلها، فولديها في زيارة عائلية لعمهم في جده تريثت في السيارة حتى فتحت الباب ودخلت ثم جاءت ملوحة بالدخول ومع ارتفاع أذان الفجر توقفنا عن النقاش.
أنا:
أقنعت بدرية ولديها إن زواجها بي لن يؤثر على حياتهم، أو يعكر علاقتهم بأسرة والدهم واني سوف أرعى مصالحهم واحمي والدتهم من غوائل الزمن، جاء عقد القران مختصرا عبر عشاء معها ومع ولديها بمطعم حديقة الملك فهد، في الليلة الأولى نمت بغرفة الضيوف، وجاء الغداء عائليا حوار حول الدراسة والعمل ونقاش لبعض المطالب ودوري في البيت.&


النفس الضالة
بعد سهرة صاخبة بالمرح وفي الواحدة بعد الظهر، الهدوء يخيم على المنزل إنما في داخل الرجل العجوز الذي تجاوز الستين من العمر الذي هو أنا، قلق فقد جربته عند وفاة زوجتي الأولى ورحيل ابني.
هذه الثانية من أقارب الراحلة، ارتبطت بها وأنا اعرف آن لها خليل، مع الوقت اعتدته لم اشعر بالذنب؛ ولم اغضب كما انه وإنها يريان تصرفهم، غذاء روحي لجسدي الذي فقد حيويته.
البارحة جاء العشيق ومعه احد الأصدقاء، طلب منها معاشرته فرفضت، ولما رجاني أن أحدثها تواصل تمنعها ولما شعرت بغضبي استسلمت، لكن أين هي.
على طاولة الأكل بالمطبخ، كانت الطاولة فارغة على غير العادة، وفي وسطها ورقة فوقها زهرة نرجس صفراء من أزهار الفناء الخلفي للمنزل، في أعلى الورقة البيضاء سطر واحد وبدون توقيع، بموافقتك آن أعاشر صديق خدني أقول وداعا.&




السلوان
هجر مدينته التي ولد فيها في اليوم الثاني لمغادرته السجن تاركا زوجته، وقد تخلى عن لقب الأسرة قاتل حتى أصبح يشار له كرجل ساهم في تنمية مجتمعه، وهو يقلب الصحف صفعته صورة ابنه الذي جاء ضمن العشرة الأوائل في الثانوية العامة.
 قرر العودة للمشاركة في الفرح جلس في الصف الأخير بمسرح المدرسة؛ لم يكن هناك احد يرافق ابنه وهو يستلم شهادة التكريم، وأيضا لم يكن معه أحدا وهو يسير في الشارع؛ تابعه حتى ولج المنزل القديم.
 وهو مع أفكاره المنثالة بغرفته في الفندق قرر الزيارة بعد صلاة المغرب؛ لما قرع الباب جاءه صوت أنثى يعرفه ( آهلا علي ) ولما شرعت الباب قالت:ابنك محمد يتابع درس يوم الاثنين بالمسجد.&



رفقه
جاء حضوري للرياض لنص نشر في صحيفة يومية واقتنع المحقق بما قلت ووقعني على إقرار أن اكتب مايفهم، وجاء اتصالها وأنا أفكر بملابسات القضية في غرفتي بالفندق تعرف كل شيء عني وأنا لا اعرفها.
 في مطعم الفندق التقينا كانت معها أخرى ونحن نشرب الشاي رن هاتفها وقفت ورمقت مرافقتها واختفت، طال حديث المرافقة وأزف موعد عودتي للطائف لمحت حقيبتي بجوار طاولة موظف الاستقبال، نهضت أكمل إجراء إغلاق حسابي شعرت بمراقبة المرافقة لوحت بكفي مطمئننا.
 ودخل ثلاثة بثياب بيضاء يرافقهم رجلي شرطه تلفت قائدهم حوله ثم اتجه للمطعم، نبهني الموظف أن سيارة الأجرة التي سوف تقلني للمطار تنتظرني سرت خلف عامل الفندق الذي يحمل حقيبتي.&



اليأس
هجرني وترك أولاده وهي هجرتك وأخذت أولادها، فجئت ابحث عن الدفء عندك، في اليوم الرابع عرفت إنها كانت تتسلل عبر الجدار.&


الجذمور
هي المركز وأنا الهامش، ولم أقاوم حركة الإقصاء والاحتواء وقد تلفعت عباءة النزعة النخبوية، ليصدمني خطاب مضاد مصدره مركز تعددت هوامشه.&


المتأنقة

جاء اللقاء الأول صدفة، كانت برفق والدتها التي سألت عن مكتب الموظف الذي تراجع في إدارتنا، سرت مع الاثنتين ووقفت معهن أمام مكتب زميل العمل وعدت لمكتبي، وبعد نصف ساعة كانت وأمها أمامي وابتسامة تعلو وجهها شاكرة مساعدتي في انجاز معاملة والدتها وطلبت الآم رقم هاتفي حتى تعرف مني مواعيد مراجعتها.
وجاء اللقاء الثاني بعد أربعة أيام وقد طلبت من الآم بعض الأوراق المتعلقة بمعاملتها، قالت إن أمها تنتظرها في سيارة الأجرة أمام باب الإدارة، طلبت منها إحضار والدتها وأبديت استعدادي آن أعيد الاثنتين للمنزل بعد التأكد من الموظف الذي عنده أوراق معاملة أمها إنها اكتملت.
عرفت إنها الرابعة في تسلسل أخواتها والسادسة في ترتيب الأبناء والبنات وعددهم تسعة، والدها موظف كبير ووالدتها من آسرة تجارية وهي طالبة في الجامعة، وتواصل حديثنا عبر الهاتف وأثناء الحوار دعتني لزيارتها بالمنزل، لم يكن هناك أحدا  فالجميع في مناسبة عائلية بمنزل خالتها.
عرفت أختها الأولى في الترتيب ما تقوم به، وقد شاركتنا جولة على المكتبات ومراكز خدمات الطلاب ونحن نبحث عن مراجع وملخصات لبحث كلفها إعداده أستاذ المادة مع اثنتين من زميلاتها، فأخذت تسهل اللقاء وتمنحنا فرصة اكبر لنشعر إنا في آمان.
ومعي احتفالنا بتخرجها من الجامعة كن الثانية والثالثة قد عرفنا التواصل من عبر تفسير شهواني لم تجد فيه صور مؤذية طالما أنها واثقة من حبها، وان عتبت الثالثة وهي الأقرب لها لتأخرها في اكتشاف صديق أختها، ولما جاء اسمها في بيان المرشحات لبعثة خارجية، لم اشعر بالقلق فأحد إخوتها سبقها إلى الجامعة التي حصلت على قبول فيها وفق تخصصها.
رتبنا إنها بعد إكمال عامها الأول نعلن زواجنا وأسعى من قبل إدارتي في الحصول على دورة تدريب تشمل إتقان اللغة الإنجليزية لمدة عامين في الدولة التي تدرس بها، كان الترتيب حلما استثنائيا يربطنا نحن الاثنين تجاوز لحظات التردد والتمرد، وجاء تطبيقه على ارض الواقع مرتبكا، والدي قرر زواجي من ابنة قريبة له ووالدتي أيدته، شعرت بالقلق ووجدت إن علي مناقشة الأمر مع آختها الأولى، التي رتبت مكان اللقاء في منزل إحدى صديقاتها، وهناك غرقت في النقاش الروحي والجسدي مع امرأة مكتملة تسيطر بشكل تام على جسدها، الذي حضر نهايته الصديقة بعد غياب ثلاث ساعات وابتسامة انتصار صغيرة على محياها.
تشتت ذهني وشعرت بالذنب فقد أضفت إلى همي وهم آخر، وتكرر الوهم في لقاء ثان وحديث طويل بمطعم أثناء عشاء هي من أرغمني على قبوله، استسلمت وكنت أداري انكساري عندما أتواصل هاتفيا وعبر الانترنت، باحثا عن حجج أغذي بها سخطي.
وشاركت الثانية استعدادها الزواج برجل أعمال من أسرة والدتها، وكنت أرافقها وأختها الأولى في بعض جولاتها في السوق أو مشاغل الخياطة، وذات يوم وهي بجواري في السيارة ننتظر أختها الأولى أمام الباب ( قالت: أنا خائفة ) لم اهتم ولما جاءت آختها وانطلقنا وغابت الاثنتان داخل مركز الخياطة وتجهيز العرائس لقياس ثوب الحفل وموعد إكمال الزينة وترتيبات حضور إحدى العاملات لقاعة الحفلات، خيم الصمت على ثلاثتنا وان طلبت منا الأولى الذهاب لمنزلها لشرب الشاي.
ونحن نشرب الشاي رن هاتف الثانية وكان احد المحلات التي تسوقت منها للحضور واستلام مشترياتها، اعترضت الأولى وأبدت استعداده للذهاب مع السائق وعلينا إيجاد مواضيع لخلق حديث ممتع بيننا حتى عودتها.
 بهدوء ( قالت: أنا خائفة ) وعرفت مصدر خوفها واتفقنا على آن ثمة صداقة روحية بيننا وعليها تجاوز الخوف بالاستسلام كليا لما وافقت عليه، فأدركت انه أطيح بي وعلي تجاوز اللحظة دون خوف أو أمل، أخذت كفها بين كفي ودست وجهها في صدري ووجدتها قد أغرقها الخوف تبحث عمن يعد جسدها لما بعد الحفل، قالت: تصدق البارحة حلمت إنني ألاحق حمامة بيضاء في سطح بيتنا لما قمت من النوم شعرت بانشراح لم اعتده.
تزوجت الفتاة التي اختارها والدي واحتفلت بها أمي، وأنا في الأسبوع الثاني من شهر إجازة من العمل، اتصل احد الزملاء يعلمني بوصول موافقة الوزارة على ابتعاثي، رتبت أوراقي وقمت بصياغة جديدة  لبرنامج السفر بعد إضافة زوجتي إلى جدول كنت أعددته، وبعد أشهر ستة وأنا في مكتبة الجامعة التي ادرس بها وجدتها، لمحتها تغادر المكتبة لحقت بها ودخلت خلفها المطعم وقفت أتلفت باحثا كانت تجلس مع اثنين، لوحت بكفها قالت: أخي وهذا زوجي.
كم أنا قلق، ويالها من حال تثير الرثاء كنت كما فأر في المصيدة هي وزوجها وشقيقها، وفي داخلي صراخ وحولي طيور بألوان سوداء وسيقان طويلة، كانت تضطجع على ظهرها في منتزه الردف تراقب النجوم وتبصر تحقق أحلامها، وهاهي تخدش كبرياءه وقد أكملت اللعبة رفعت رأسها حدقت فيه مبتسمة وطرف شفتيه يرتجفان بعصبية، همست أحببتك إلى حد غير معقول  إنما أردت ومن أعماقي أن أنجو منك.
تذكرت أني كنت اركض في جزيرة لا انتمي إليها،باحثا عن ماء عن عالم فقدته يوم عطشت أول مرة، كخالد يعلم إن الحاضر تشكل معه الغد والفقد ونهم لشيء آخر، وحين غادر الثلاثة المكان، عرفت أني كئيب فاجتاحتني نوبة اشمئزاز من نفسي.&


ملهاة
   لم يقلقها اتصاله الهاتفي، ولم يستفزها تلبيتها دعوته، إنما جاء استغرابها وقد محته من ذاكرتها، كتابتها لشيك بالمبلغ الذي طلبه.&


انبعاث الذاكرة

على غير العادة جاء لقاء الصديقات هذا الشهر بمطعم احد الفنادق، وأنا أتلفت حولي وصخبنا أحيانا يتجاوز الطاولة التي نجلس حولها، لمحته انه العالم الذي عرفته وعشت فيه وشعرت بقشعريرة تجتاح جسدي، خصلة بيضاء تلون شعر رأسه الكث وكذلك شعيرات بيضاء تخضب ذقنه الصغيرة.
 استأذنت مرافقاتي الذهاب للحمام ومررت من جانبه حتى أتأكد من حالتي، تابعني بنظره ولما عدت همس ( كيفك فاتن ) ولمحت ورقة بيضاء صغيرة تتمدد بجوار كأس الماء المنتصب على طاولته، تسمرت في أعماق رؤية يوتوبية أعادتني لزمن تجاوزته دقائق وأنا أحدق فيه ثم أخذت البطاقة ولما عدت لرفيقاتي دسستها في حقيبتي.
 في الواحدة صباحا وأنا افتح باب المنزل تذكرت القصاصة فجلست على احد مقاعد الفناء واتصلت، كان ينتظرني غاب عشرون عاما نصفها في السجن والنصف الأخر متجولا في بلاد الله بحثا عن الأمان، قلت كل شيء هو جزء منا حتى النار وشيء لا يوجد هو السلوان، وان ناقشنا الثقافات والقيم وأثارها العميقة في تصرفنا.
 جاءت عودته منذ أيام بعد أن فشل في فهم كيفية بلوغ المستقبل الحلم، وإقامته بالفندق مؤقتة حتى يرتب استقراره بعد خلاف مع بعض أفراد أسرته، ونفور أقاربه منه على ارث من أبيه وأمه حتى تمكن من الحصول على منزل الأسرة القديم، تذكرت كيف تسللت لغرفة السطح يقودني هدف المنفعة وقد غفي الجميع كانت لمرة واحدة إنما الأعمق ولم استطع التخلص منها.
 في اليوم الثالث وبعد أن أنزلني السائق بالسوق التجاري الذي تعودت التسوق منه للبيت وبعد دقائق من الجلوس على احد مقاعد المقهى الذي يستريح فيه رواد السوق من عناء التجول، تذكرت ضجيج روحي وقوة الإمساك بالمتعة وانتزاعي بعنف لقمة اللحظة الأخيرة مشدودة إلى الأرض وريح عاتية تقتلع أشجار الشوارع. 
 ركبت سيارة أجره وبعد ضياع بسبب تطاول المباني واستحداث الشوارع وصلت كان المنزل منتصبا كما عنقاء تقاوم الزمن، قرعت الجرس ليفتح الباب كان بملابسه الداخلية فانلة علاقي وسروال ابيض قصير، ابتسمت وأفكاري تبعث في طعما لاذعا انتشرت على وجهه عذوبة ملائكية، حدق في ومد كفه ممسكا بكفي وسحبني للداخل .&


غضف
وأنا أغادر مكتبة بطريق الملك عبد الله وجدت فيها الكتاب الذي ابحث عنه منذ أشهر؛ وجدتها على الرصيف اقتربت وقالت: هل توصلنا.
جلست بجواري ومرافقاتها الاثنتين وطفل في العاشرة في المقعد الثاني؛ توقفت أمام منزل في حي بشمال الرياض ترجلت والطفل، قالت: وصلهن وسوف تحصل على أجرتك منها.&


أجساد عفنة
احترم القواعد وهو يلعب بشرف؛ فخدش كبرياء أسرته تجاوز الرياح العاتية وانتصر في حرب عدمية، وفي لقاء عائلي اتفق مع مخطوبته آن تحضر بفانلة عليها شعار النادي الذي يشجع وسروال جينز قصير؛ قبل نهاية الحفل افتقدها، قالت أمه: عمك أخذها وطلب من أبوك آن تطلقها.&






الجمعة، 8 يناير 2016

زراع الموت

زراع الموت
محمد المنصور الشقحاء
في لقطة لمعرض يقال انها غنائم الحشد الشعبي ببغداد من داعش العراق؛ ريال ورقي سعودي وعشرة ريالات ورقية سعودية وخمسة رايالات ورقية سعودية ولوحة معدنية للسيارات كتب عليها ( السعودية للتصدير ) وخردة اسلحة ومتفجرات؛ بثته احدى القنوات التلفزيونية الناطقة بالعربية مع احاديث مختصرة من المشرفين على المعرض؛ لم يتحدث اي منهم عن المكان الذي تم الأنتصار فيه على داعش ومتى كانت الغنيمة.

ولم ينسى المذيع او معد التقرير اعدام المملكة العربية السعودية ل 47 ارهابيافصاغ اسئلة منتخبة عن بعض الأسماء التي من ضمن الأرهابيين المقتولين يؤكد فيها ان السعودية تصب الزيت على النار لمزيد من الصراع الشيعي السني وان العرب ( نسيو ) فلسطين وحصار غزة.

كلنا نعرف من مصادر عربية واجنبية ان ( داعش ) صناعة عراقية لمواجهة سوريا التي تأكدت الحكومة العراقية انها تصدر القتل والتفجير للعراق برضى من ايران التي تحتل العراق انذاك وفقدت اليوم بعض المفاتيح والدمى التي تنفذ تعليماتها فكان الحشد الشعبي.

وهاهي الحكومة السورية في مواجهة ثورة الشعب السوري وعبر المستشارين والعسكريين الأيرانيين ترحب بداعش لتحارب مع الحكومة السورية فصائل المعارضة السورية السياسية والمقاتلة، ويشاهد المتابع تحول ارض سوريا الى رقعة شطرنج يجلس حولها لاعبين لاهدف لهم سوى تدمير سوريا، استجابة لمطلب عراقي صدمه التصرف السوري.

توسعت رقعت الشطرنج فشملت الأرض العراقية والأرض السورية، ومع هزيمة بعض الفرق نجد ايران وتركيا من المنطقة وروسيا وامريكا كأصحاب مصالح يحركون الدمى البيضاء والسوداء على رقعة الشطرنج العراقية السوريه ايضا بدون هدف.

ويشغلون العالم بمراقبة المملكة العربية السعودية، التي انشغل العالم بسر استقبالها لعام 2016 باعدام 47 ارهابيا؛ فكان حرق السفارة السعودية بطهران وحرق الملحقية السعودية بمشهد؛ في اجراء غريب لم تصل اليه كل الأحتمالات او التفسيرات؛ بينما هو موجه للشيعة العرب في تصرف عنصري يؤكد ان الفرس؛ وقد فشلوا في تجاوز انهيار كسرى امام المسلمين العرب؛ وقيام دولة الخلافة في المدينة المنورة والدولة العربية في دمشق والدولة العربية في بغداد.

العقل الفارسي الحاقد جاء من باريس وعلى متن طائرة فرنسية بمباركة امريكية مع الخميني وورثه خامئني في انتظار اعادة بناء ايوان كسرى بالعراق العربية؛ فهل تشارك امريكا وروسيا وتركيا في تحقيق هدف ايران؛ كل المعطيات تؤكد ذلك ونحن كعرب في انتظار الأتفاق على البيان وتوقيعه.&

الاثنين، 4 يناير 2016

العقل العربي المأسور بالتخلف



العقل العربي المأسور بالتخلف
محمد المنصور الشقحاء

بعد تنفيذ حكم الشرع في مجموعة من الإرهابيين، تحرك العقل العربي وفق أهواء تاريخية وايدولوجيا متخلفة وبدائية؛ تذكرنا بالدمى التي نحركها بالريموت كنترول وبالإنسان الحجري والكهوف المظلمة؛ وبعض الهمج والغوغاء من العامة حيث يتكلم وفق ما يريد الكاتب أو المذيع.

العقل العربي الضاج اليوم في وسائل الأعلام؛ يتحدث بذاكرة مخرومة عن المملكة العربية السعودية؛ إحدى دول العالم العشرين وعضو الأمم المتحدة وكل مؤسساتها الإنسانية والعلمية والتي تساهم فيها المملكة بشكل عام.

والعقل العربي الضاج في إعلام غربي وشرقي اغفل الحراك العلمي والفكري العام المنبعث من فكر سعودي بناء جاء وفق أربعين جامعة وأكاديمية بها كل التخصصات العلمية والإنسانية ويشارك بها إخوة عرب وكل الأقطار العربية والإسلامية والعالم، بل اغفل هذا العقل الذي توقف نموه مع هزيمة عام 1967 والهزائم المتتالية لهذا العقل في أقطار عربية مثل العراق وسوريا ولبنان التي انسلخت من وعيها واندغمت في قتال مذهبي إسلامي إسلامي وإسلامي مسيحي على حساب الوطن بتوجيه من إيران وإسرائيل.

في جامعات العالم مئة ألف مبتعث سعودي للدراسة والتأهيل للمشاركة في البناء والتنمية والتحديث، كما إن علم المملكة العربية السعودية يرفرف في العالم على السفارة السعودية لخلق تواصل عام أهمها البحث عن الجديد المفيد للوطن والمواطن.

وكنموذج فج للعقل العربي المنكسر ( معن بشور ) وهو يتحدث عن انخفاض سعر برميل البترول وأنها مؤامرة سعودية على إيران وروسيا، واغفل دور أوبك ومقرراتها ومؤتمراتها وسياسية الحفاظ على الأسواق وقد كان للمملكة العربية السعودية تجربتين عام 1956 بسبب العدوان الثلاثي على مصر وعام 1967 بسبب الخديعة المصرية والخيانة السورية والورطة الأردنية فاحتلت إسرائيل سيناء وشرق قناة السويس المصرية والجولان السورية وسيطرت إسرائيل على باقي أراضي فلسدين العربية؛ حيث قامت بعض الدول برفع إنتاجها لتسرق أسواق المملكة العربية السعودية.

العقل العربي المنكسر ايدولوجيا كان عميلا للشيوعية باسم الاشتراكية وللامبريالية باسم الرأسمالية وفق ما يملى عليه وكانت المملكة العربية السعودية الهدف؛ واليوم هو عميل لإيران وروسيا التي دخلت الصراع السوري بقوة ومعه فقدت إيران سيطرتها على دمشق، إنما وخاصة من هم في لبنان ثبت إنهم لقطاء علاقة غير شرعية بعد تخلي من تبناهم عنهم ففضل أن يردد ما يمليه عليه مستأجره وهذا نشاهده في قناة العالم التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالعربية والروسية العربية والبريطانية العربية.


المملكة العربية السعودية وهي شريك الدول العشرين التي تقود العالم؛ تجاوزت نقيق الضفادع ونعيق الغربان وهي تسير في التنمية والبناء والتحديث من اجل وطن يشع بالنور ومواطن يقول الحمد لله، فهل يدرك العقل العربي المنكسر إننا تجاوزنا هذا النعيق التقليدي المتكلس والمتخلف. اشك في ذالك.&