الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

صراع تطلعات المجتمع ودور الحكومة



صراع تطلعات المجتمع ودور الحكومة
محمد المنصور الشقحاء

للدكتور أسامة عبدا لرحمن كتاب بعنوان ( المثقفون والبحث عن مسار ) ويحمل عنوانا آخر كهامش تعريفي ( دور المثقف في أقطار دول الخليج العربية في التنمية ) صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، في 9 – 10 – 11 من الكتاب لامس إشكالية هذا المثقف في 11 قال ( لقد غلب على قدر غير يسير من عطاء الفئة المثقفة الشعور بفداحة المشكلة التي تتمثل في الواقع الذي تمر به هذه الأقطار في الاعتماد على مصدر واحد آيل للنضوب ) وفي 10 جاء العنوان صادما ( مدى وضوح التوجه لدى الفئة المثقفة في أقطار الخليج العربية وسلامته ) وقسم الفئة المثقفة  إلى  أربع فئات مركزة على الجدل والحوار ومراقبة للفعل عبر المجتمع والدولة لتكون المحصلة إن المثقف لا تعنيه المشاركة ولا يملك إستراتيجية ( أن الفئة المثقفة مهما تباينت وجهات نظرها الاجتهادية جول الوسائل الكفيلة بتحقيق الأهداف المرجوة يجب أن تكون لها إستراتيجية محددة تنطلق في إطارها للقيام بالدور الفعال المطلوب منها.

ويقول جون لوك في كتابه الحكومة المدنية عن الفرد عليه ( وضع قدراته الطبيعية في خدمة السلطة التنفيذية للمجتمع بما يتفق وحاجة القانون ) كما جاء بصياغة أخرى عند جان جاك روسو في العقد الاجتماعي ( بدأ الأفراد يكتسبون تلقائيا بعض الأفكار عن الواجبات المشتركة ومزايا تحقيقها؛ أي طالما كان ذلك يمس وجودهم ومصلحتهم الظاهرة، فهم لم يكونوا يجشمون أنفسهم مشقة التفكير في المستقبل البعيد أو حتى في الغد القريب).

من كل هذا أين المثقف في المملكة العربية السعودية اليوم مما نحن فيه؛ اعرف إنهم قلة في مجتمع غالبه عامة وفئة صامته قانعة بمكسب شعار الأمن والأمان؛ المثقف السعودي يفضل الصراع على الحوار والمصادرة على النقاش والحدية في تبني رأيه وان عرف فشله على ارض الواقع.
نعيش صراع اجتماعي وتقاتل بين إسلاميين مؤجلدين ولبراليين ندماء مجالس وعلمانيين تناسى اغلبهم الدرس الذي تلقنه وهو يتعلم تخصصه في جامعات العالم لكسب عطف شيخ قبيلته أو رئيس جماعته؛ ثلاثة أرباع أسماء أفراد المجتمع تنتهي باسم القبيلة ( الحربي – العنزي – العتيبي – القرشي. . . الخ ) وجزء ينتهي بلقب جغرافي ( العسيري – الغامدي – الزهراني ) وان حمل جزء اسم العائلة في بعض المدن.

صراع المثقف السعودي في غالبه أما تقليد أو مستورد من أنماط في مجتمعات أخرى؛ إن كان مع الدولة أو فرد يختلف معه فكريا في قضايا اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية؛ فهو مكون من الشك والخوف من المستقبل وهذا يعني انه لا يثق في نفسه، فيسعى للتدمير.

الخلاصة: يقول جون لوك في كتابه رسالة في التسامح ( أن من واجب الحاكم المدني تطبيق القوانين، بلا استثناء، لتوفير الضمانات التي تسمح لكل الناس على وجه العموم، ولكل فرد على وجه الخصوص، بالامتلاك العادل للأشياء الدنيوية، أما إذا حاول احد أن يغامر وينتهك قوانين العدل والمساواة، التي تأسست من اجل الحفاظ على هذه الأشياء، فان مثل هذا المغامر يجب أن يمنعه الخوف من العقاب ).


العجب: غريزة صاحب الصوت المرتفع والمخالف، والبحث عن كم من التصفيق على حساب كيف من الحوار وهو هدف من يسعى للتدمير؛ ومن هنا الدولة وهي تنفذ أهدافها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ ترى في صراع الديكة متنفس وفسحة لتحقيق الخطط المعتمدة في التنمية والبناء ومعالجة الأخطاء على حساب الحقوق والواجبات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق