قصص قصيرة ( 12 )
الشمعدان
بعد لقاء صحفي نشر في جريدة
يومية، جاء اتصالها أخذت تنبش صندوق الذاكرة باحثة عن مواقف ولحظات تجاوزتها، ثم
ختمت اتصالها بأن الصحفية كما هي ابنتها أنا أيضا زارع بذرتها.
وفي معرض الرياض للكتاب جاءت
عدت وقفات، وكانت صاحبة اللقاء في الكوكبة، وأنا أوقع نسخ كتابي الجديد همست وهي
تتناول نسختها هذه أمي.&
12 – 5 - 1435
العاقر
بعد غياب تجاوز السنوات
الثلاث، عدت لغرفتي في منزل والدتي، وبعد نصف عام من الاستقرار في العمل كموظف
حكومي بدخل ثابت، استسلمت لطلب والدتي بأن أتزوج فأخذت تبحث عن شريكة العمر.
وبعد عشاء وأنا في غرفتي
استعد للخروج، دخلت فيها شيء أمطرني بالعطر والنشوة، كما حلقت معه في فضاء حلم
قديم لم يتحقق.
ووالدتي تعلن أسم شريكة
العمر، أخبرتني أن جارتنا منذ ربع قرن، رحلت مع زوجها حاملة همومها، ومعه جاء ساكن
جديد في المنزل المقابل.
وزوجتي في منزل أسرتها مع
قدوم ابني الأول، والثاني بعد فاطمة ذات السنوات الأربع، دخل مكتبي من قالت أعماقي
أني أعرفه، وأن حمل حديثه معلومات تؤكد أننا نلتقي لأول مرة.
غادر المكتب بين علامات
استفهام زرعها من يشاركني الغرفة من الموظفين، تاركا ملفا فيه أشياء تخصني.
وأنا اجلس في سيارتي القابعة
في فناء مبنى إدارتي بعد صلاة الظهر، فتحت الملف كانت به رسالة اعتذار لم يوقعها
صاحبها، وصك شرعي بموجبه أصبح المنزل المقابل لمنزل والدتي ملكي.&
30 / 5 / 1435
إدراك
على غير العادة؛ طلبت أختي
وأنا أهم بمغادرة المنزل، بعد تناولي العشاء معها ومع والدتي إيصال مذكرة جامعية
لزميلتها، التي اعتدت توصيلها بين وقت وأخر مع شقيقتي للجامعة.
لما فتحت الباب دعتني للدخول،
الهدوء يخيم على الدار والبهجة تطل من وجهها، وشيء مرتبك في داخلي أعاد ترتيبه
حديثها، ثم تناثرها كما فراشات فسفورية.
في الصباح وأنا استعد للخروج
إلى عملي، جاءت أختي تتفحصني طارحة بعض الأسئلة بحثاً عن جواب، أدركت أنها تعرفه
فلم أسألها عن إيصالها للجامعة، ولم أعرف كيف وصلت للمكتب قبل زملائي.&
30 / 5 / 1435
حكاية نرجس
( إهداء للشاعر سعدي يوسف )
قالت شهر زاد:
في الليلة الثانية بعد الألف
نرجس فتاة روميه
شاركت جيش الروم احد غزواته
للخدمة والترفيه
وكان آسرها وبيعها جارية في
بغداد
مولاها أهداها لأخيه المقيم
في سامراء
وفي السوق التقت احد أفراد
جيش الروم المنكسر
يعمل في دكان قماش
لما توفي سيدها
تركت ابنها في إحدى غرف الدار
وهربت مع عشيقها الرومي
شعر الطفل بالجوع
تجول بين ممرات الدار فلم
يهتم به احد
وعند الباب لمح عجوز رثة
الثياب
انجذب لصوتها فرافقها
الطريق.!
6 – 8 – 1435 هجرية
فاطمة
هي بكل بساطة أمي؛ لم اعرف
عمق أحاسيسي نحوها، اللا عندما وقفت عند قدميها وهي ممدة على نقالة بممر من ممرات
مستشفى الملك فيصل بالطائف جثة هامدة، انتظر تقرير الطبيب وشهادة الوفاة لدفنها.
تذكرتها كانت الزوجة الثالثة
لوالدي الأولى تركها حامل وهاجر بحثاً عن المعاش، والثانية تزوجها من إحدى قرى
المدينة التي استقر بها في أقصى جنوب الوطن.
ومن ذات القرية التي جاءت
منها الزوجة الثانية، جاءت أمي الزوجة الثالثة لترعى ابني الزوجة الثانية
المتوفية، بسبب مرض مجهول لم يمهلها طويلاً.
كنت في الثانية من العمر
عندما توفى والدي، فلم تسمح لأحد بأخذ ابني زوجها، ولم تتخلى عن ابن تبناه والدي،
عثر عليه بالمسجد جوار جثة لرجل مجهول، ولم تفرط في كابن وابنة لم تكمل سنتها
الأولى.
ضحت بكل شيء وتزوجت برجل وثقت
به تكفل بها وتعهد باحتضان أبناؤها الخمسة، وعاكستها صروف الحياة، استغل الرجل
حرصها وخدع حنانها وسرق أمومتها، احضر زوجته الأولى وأولاده وأخته، وتمتع بميراثنا
باع ورهن ما تبقى من ارثنا المادي والمعنوي مستغلاً كوارث الزمن.
وتنفيذا لأوامر إدارته جاء
انتقالنا للطائف، تخلى عن كل شيء بناءً على أمر النقل وأسرته التي أخذت تلاحقه،
إخوتي من أمي كانت معاملته لهم اقل طموحاً واهتماما من أولاده وبناته من زوجته
الأولى المحميين بأقاربه وأقاربها.
حنان أمي وعطفها ولد في
داخلها نعومة ملمس اللبوه وعنف الأسد العجوز، ومع الوقت اكتشفنا إن هناك قطعة ارض
نسي زوجها بيعها أو رهنها، فجرى بيعها وشراء منزل الطائف.
كان المنزل المشترى باسمها
واسمي فقط قديم ومن الطوب الطيني مسقف بالخشب وجذوع الأشجار والتراب، وتم تجديده
مما لفت أنظار أبناء وبنات زوجته الأولى، وبعض من أفراد أسرته.
شعرت بالحزن وقد قرر هجر
البيت حتى أتنازل عن نصيبي في المنزل، أمي وبملمس اللبوة الشابة، ومخالب الأسد
العجوز؛ حذرتني من الموافقة، فجاء طلاقها وتطور عنف إخوة إخواني من أبيهم.
جاء العزاء في وفاة أمي في
منزلي، وتوافد المعزين أقارب وأصدقاء يذكرون معاناتها وحياتها الصعبة، وحرصها على
أن أكون منتصبا مهما كانت الظروف، لتصفعني خالتي برفضها مشاركتنا مراسم العزاء
بمنزلي، وتذكرني في ثورة غضب إنها رفضت طلب أمي تزويجي إحدى بناتها.
لم اهتم بالأمر وانتهت أيام
العزاء، وأخذت الذاكرة تترهل وأنا افقد في كل يوم من يتحدث عنها، وليبقى المنزل
القديم مكان لمن تتعثر به الخطى وليتجدد بريق الذكريات.&
14 – 8 - 1435
الغرفة 813
غادر الجميع وتأخرت أصيغ
شكلي، عند الباب وجدته ينتظر فيه شيء أخذني إليه، تجاوزت سأم السائد وإرهاق
المعتاد، على طاولة العشاء ونادلة المطعم تسألني خياراتي، همست: رائحتك عبق الغرفة
813.&
التي قالت آنا.!
كانت ليلة خاصة اختلط فيها الحابل
بالنابل في الأسبوع الأخير من شعبان، وبعد أيام قال زميل عمل في لقاء يتكرر انه أعاد
زوجته التي طلقها منذ عام، عرفت تلك المرأة الني تتدبر أمرها وكرهتني من خلال مراقبتها
بطلات قصصي، وعودتها جاءت تنتظر مشاهدة موقعها في نصي الجديد.&
18 – 9 – 1435
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق