السبت، 23 أغسطس 2014

قصص قصيرة ( 11 )




قصص قصيرة ( 11 )


اتصال
كررت ونحن نتناقش في بهو المركز الثقافي، ( أنا بخير ولا ينقصني شيء ) ثم انطلقت لطاولة المشروبات، وأنا في ساحة مواقف السيارات اعترضتني سيارة سوداء فارهة.
رن الهاتف وأنا افتح باب غرفتي بالفندق
قالت المتحدثة: هل اختطفتك.!
قلت: من.!
لما عاودت الاتصال بالرقم المجهول؛ كان الهاتف مغلقاً.&




 اللفافة
شاركته اختيار هدية مناسبة لابنه المتخرج حديثا من الجامعة، والبائع يلف الهدية بأوراق الزينة والرباط الملون الذي اخترته، دعاني لفنجان قهوة في المقهى المقابل، شعرت أنه يسعى للمزيد من لقاء جاء مصادفة، في احد محلات مركز تجاري عج بالمرتادين، كما انشغلت زواياه بأحاديث لا حدود لها.
عبر غطاء وجهي الشفاف وعباءتي الثقيلة، رحبت بدعوته إيصالي للمنزل، نهض واستلم لفافة الهدية، سرنا متجاورين لما جلست في المقعد الأمامي، فتح بابه ووضع اللفافة بهدوء على المقعد الخلفي.
استوعبت الصورة التي أخذت ملامحها تبرز، شعرت بكفه تربض فوق فخذي وأنامله تتحسس ركبتي، أوقف السيارة بمحاذاة باب صغير وجانبي، من سور بناية اعرفها فتح باب السيارة لي، وقبل أن أترجل اتجه للباب الصغير.
لما دخلت؛ المكان غرفة فسيحة جدرانها بيضاء، في زاوية ثلاثة مقاعد وطاولة، وفي زاوية مطبخ خدمات صغير مكشوف، خلف المقاعد رف كتب ودولاب فيه تلفزيون.
صدمني لون باب موارب اتجهت نحوه، لمحته اللحظة جاءت وفق تجربته وقبولي، نبهني صوت يستعجل حضوري، تلفت حولي غادرت الفراش.
ونحن نتحلق حول طاولة الأكل، لمحت اللفافة تقبع فوق دولاب الصحون والملاعق، أمي أبي أختي التوأم أخواني الثلاثة والجميع يشغل تناوله للغداء بخصام وأحداث يومه، تركت صحني سحبت اللفافة وأخذت أفك طوقها.&




 الميت
فتح باب الشقة التي تسكنها في البناية المستأجرة من الشركة التي تعمل بها، فوجدها نائمة في الفراش وبجوارها صديقها الجديد، وضع مسدسه المجهز بكاتم الصوت على صدغها.&




عناصر

تكاملت كل عناصر اللحظة الرغبة والتوافق؛ فكان تدفق العسل الذي تسابقنا في لعقه، ولما لفنا جفاف الوقت جاء الوداع.&



ادم التعس


جاء اتصاله يسأل عن مقر صالة حفل الزواج، حتى يستأجر شقة مفروشة قريبة لمعرفته بتباين الوقت، بين عشاء الرجال وعشاء النساء،
فدعوته للسكن في شقتي توفيراً وحتى يكون اللقاء أطول قبل عودته، ولما اتصلت زوجته ونحن في المقهى مع ثلة من الأصدقاء، اتجهنا لقاعة الزواج.
وكانت الصدمة عندما التقت نظراتي بنظراتها في مرآة السيارة، كانت زوجة صديقي إحدى ثلاث سيدات شاركننا حفل خاص منذ عشرة أيام.&
27 – 4 - 1435




حواء التفاحة

بعد نصف عام من الاغتراب، ها أنا وفي سيارة أجرة برفقة أخت زوج أمي وأربعة بينهم امرأة في طريقنا من الرياض إلى الطائف، الساعة الخامسة عصرا وبعد اجتياز أربعمائة كيلو من الطريق نتوقف في استراحة مسافرين.
 المرأة اقتربت من مرافقتي ولمعرفتي بالطريق فقد اخترت غرفة خلفية تؤجر للعائلات للاثنتين ولما اطمأننت على دخولهن وجدت والد المرأة يقف في الفراغ المحيط بالمكان، عرفني بنفسه واخترنا كرسيين في جانب المقهى طلب شيشة جراك وبراد شاي لم يهتم بوجودي.
 ولما اشتم رائحة الشواء سأل: هل نتعشى.
طلبت من القهوجي براد شاي وقنينتي ماء وقمت بشراء فطائر كرسون وبسكويت من بقاله المقهى وحملت الجميع إلى الغرفة التي بها مرافقتي، لم أجدها ووجدت المرأة تناولت الأشياء التي احمل ودعتني للجلوس مستفسرة عن أجرة الغرفة وثمن المشتريات، الهدوء الذي تسرب إلى داخلي سببه جمالها ورقة صوتها وخصلة شعر غطت جزء من جبينها.
 وهي منشغلة بإخراج النقود من حقيبتها اليدوية غادرت الغرفة والباب يفتح ومرافقتي تقف تفسر الحالة؛ أعلن السائق تأخر انطلاقنا بسبب إبلاغ أشاعه امن الطريق بمنع السير لمدة ساعة بسبب قافلة من السيارات العسكرية على وشك اجتياز النقطة التي نحن فيها لم يطل انتظارنا رتل من سيارات النقل تجاوز المائة شاحنة تتقاطر أمامنا ولما اختفى كانت العتمة تتلبس المكان والطريق.
 في اليوم الرابع وأنا استعد للعودة للرياض وبينما كنت بعد العشاء متمدداً في غرفتي بسطح الدار فتح الباب كانت أخت زوج أمي تركت الباب مشرعا، وجلست على طرف الفراش تحدثت كثيرا حتى ابلغ رسائلها لابنها.
 نهضت من المرقد وقفت قبالتها منصتا ثم أغلقت الباب بالمفتاح، اخترقت حديثها وتغلغلت في ثنايا جسدها لم تقاوم؛ لا ادري كم من الوقت استغرقنا صحوت على صوت أمي تستعجلني على القيام حتى يوصلني أخي لموقف الرياض.&
12 – 5 - 1435



قوس قزح

تسرب الوهم إلى أعماقها، بأني على علاقة بزوجة أخيها زميلي في العمل، وتوطن هذا الوهم كشبح بعد أن علمت إن تدخلي كان أيقونة نقل وظيفتها إلى المكان الذي وجدت ذاتها فيه.
 لم أحاول تبديد الوهم ولم استثمره، إنما أزعجني انفعال زميلي الزائد ومحاولته هدم كل اقتراح أقدمه في اجتماع إدارتنا الشهري.
 وبعد عام طلق زميلي زوجته واستقال من الوظيفة بعد فشله في الحصول على نقل إلى إدارة أخرى، ثم غادر الرياض لمكان مجهول.&


12 – 5 - 1435

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق