لماذا الوطن أحق بالصرف
تناقلت وسائل الإعلام خبر التوجيه الملكي الكريم بتقديم مساعدات لمصر
بقيمة خمسة مليارات دولار ؛ لمصر الشقيقة العربية قالتها من عثرتها ضمن الربيع
العربي.
لا شأن لي بما يحدث في مصر، أو في سوريا، أو في لبنان فهذا نتاج خلاف
داخلي قائم وفق التطلع نحو الأفضل.
أن لم تخن الذاكرة ، هذه المساعدة الثانية لمصر خلال انتفاضة الربيع
العربي، التي فيها دمر مثيري الشغب في مصر السفارة السعودية بالقاهرة ومكتب الخطوط
السعودية وتبارى مرتزقين السياسة كما اعتدنا من إعلام مصر في شتمنا وان ( الأعراب
) نسل اليهود يسرقون المال العربي ومن خلال رجعيتهم يقاومون التقدم.
واليوم ينبثق سؤال محير: لماذا هذه المساعدة ووزارة الصحة عاجزة عن أداء
واجبها في تقديم الرعاية الصحية للمواطن، لماذا هذه المساعدة ووزارة التربية
والتعليم عاجزة عن غلق باب المباني المستأجرة للمدارس، لماذا ووزارة الخدمة
المدنية تعيق توظيف المتقدمين من المواطنين وفق كشوف الاحتياج في مجال الوظيفة
العامة.
خمسة مليارات دولار أمريكي مساعدة كريمة لمصر تدخل في أي خانة من
قائمة العمل الوطني والإحسان القيم في الأخلاق، يلهمني الرقم لو أن مليار دولار أمريكي
عززت به ميزانية وزارة التربية والتعليم مشروط بشراء ارض وبناء مدرسة ، ولو أن
مليار دولار أمريكي عززت به ميزانية وزارة الصحة بشرط دعم صيدليات عيادات مراكز
الرعاية الصحية في مجال طب الأسنان وأدوية الأمراض المستديمة مثل السكري والضغط.
ومليار دولار أمريكي يدعم بها صندوق التنمية العقارية لتسريع منح
المتقدمين لطلب قرض بناء مسكن له ولأسرته وقوائم الانتظار أصبحت مجال للسمسرة
المالية وإطلاق لإشاعات والطرائف والنكت البذيئة سياسيا واجتماعيا.
بارك الله لمصر في المساعدة المالية الثانية والتي هذه المرة وفق
توجيه ملكي كريم، كما جاء في البيان الصحفي ( وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد
الله بن عبد العزيز بتقديم حزمة من المساعدات لدعم الاقتصاد المصري لمواجهة
التحديات التي يواجهها حاليا ) ولكن معها نتذكر المساعدة الأولى لمصر منذ عام
والمساعدة المقدمة لسوريا منذ أعوام والمساعدة المقدمة للبنان وهاهم إعلام وسياسي
هذه الدول الثلاث يتسابقون عبر وسائل الإعلام بشتمنا والتظاهر أمام سفاراتنا
وملاحقة الموطن السعودي وسرقته.
بصدق هل نحن أعراب ويصدق فينا قوله تعالى ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا
وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم ) قوله تعالى ( ومن
الأعراب من يتخذ ما ينفق غرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع
عليم ) آمل أن يفسر لنا أعضاء مجلس الشورى ومفتي الديار السعودية وأعضاء هيئة كبار
العلماء ومجلس الوزراء بكل مكوناته كيف نهمل مواجهة القصور في الأداء؛ ونهدر بغباء
إيرادات الدولة باسم العروبة والإسلام في معونات خارجية نعرف أنها وفق تعاملات
البنوك ديون معدومة.
تمنيت أن هذه المساعدة المتوجة بتوجيه ملكي كانت في صالح المواطن الذي
يعرف حقوقه وواجباته إنما يشعر إن هناك من يحاول إخراجه من هذه الحقيقة وإنها مجرد
وهم والحقيقة أن لدينا حكومة عاجزة عن تحقيق أهدافها.&
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق