الخميس، 28 فبراير 2013

العروبة وشرطها السياسي




العروبة وشرطها السياسي
محمد المنصور الشقحاء

المملكة العربية السعودية: اليوم هي قلب العروبة النابض بالحياة؛ وهوى المسلمين بسبب مكة المكرمة المقدسة ببيت الله، والمدينة المنورة المقدسة بمسجد رسول السلام والإسلام.
وعاصمتها السياسية الرياض بيت العرب، وبحدودها السياسية والجغرافية تحتل اكبر مساحة من شبه جزيرة العرب؛ موطن الحضارات القديمة.
وتشكل المملكة العربية السعودية، مع دولة الكويت، وأمارة قطر، ومملكة البحرين، ودولة الأمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان؛ مجلس تعاون دول الخليج العربية، مع ان ساحلها الغربي يطل على البحر الأحمر.
ولكل دولة من دول مجلس تعاون دول الخليج العربي؛ علم واسم سياسي، كما ان كل دولة من دول المجلس؛ عضو في جامعة الدول العربية، وبقية المؤسسات الدولية، والنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي والعلمي كحضارة، تجاوز القائم في الأقطار العربية في آسيا وأفريقيا بسبب سياستها الداخلية؛ القائمة على قيم اجتماعية متطورة، معها تسير بخطى ثابتة لتحقيق شرط الحكومة المدنية الحديثة.
وان لم يتم تجاوز التحالفات العشائرية البدوية، وتقاليد وهم القبيلة الذي لم يعد في المملكة العربية السعودية، كمكون تحالفي في الواقع المعاش، انما نراه كما السراب في اصطفاف وهمي يمارسه أفراد أعياهم المسير الجماعي، مفضلين دور الخلوي والخادم والنديم؛ الذي معه يهرب للنوم حتى لا يرى ما يحدث في بيته.
اذا من يصمه السياسي العربي المأزوم، والمثقف العربي المزيف ( بالخليجي ) في تعليقه وحواره الذي يفقد مفاتيح الحقيقة، لفتح باب الحاضر ونجده اكثر صفاقة وتعسف في خطاب تابع نهشت العبودية أطرافه؛ في خطاب حزبي لبناني قائم على الاستجداء وتحقيق أهداف السيد القابع في قصره منتظرا أوامر سيده في الخارج.
ونراه في خطاب سياسي ومثقف مصري تسكن أعماقه عبودية، من الاف السنين بداءها الفراعنة ثم الطوائف التي عبرت الأراضي المصرية من أيام النبي يوسف، زارعة التبعية والذل في الكائن المصري ( وهناك مقلد فاشل في سوريا )، انما كل هؤلاء في لبنان وفي مصر؛ إنما هم ( أجراء ) لمشاركة أبناء المملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، والبحرين، والأمارات العربية المتحدة، وعمان.
بموجب وثائقهم الشخصية ( الجواز ) في الأماكن التي تحتاج لجهد بدني في تنفيذ، أفكارنا كدول وطالبنا الحياتية كمجتمع؛ للحاضر الذي يؤكد ان مستقبلنا مشرق، حتى وان تأثر البعض وهم اقليه ( كأفراد ) بخطاب مزيف.
تابعت اليوم ( قناة تلفزيونية عربية ) كان الحوار بين مثقف من دولة الكويت العربية، وآخر من لبنان حول ( خطاب سياسي حزبي يدمر لبنان الدولة ) المذيع الأمي والجاهل بالخطاب السياسي، يقدم المثقف الكويتي كمثقف ( خليجي ) ويقدم المثقف اللبناني كلبناني، بينما الوعي والواقع يملي على المذيع ( الأمي ) ربط المثقف العربي الكويتي بدولته الكويت، ذات العلم والكيان السياسي القائم، لقد كان المحاور الكويتي اصدق من المذيع الأمي في تحديد مأساة لبنان، وأكثر واقعية من السياسي اللبناني المزيف والخاضع بسقم لفكر وتوجيه زعيم حزبه.
الاتحاد الأوربي لم يسلخ الدول المنتمية اليه من هويتها السياسية واستقلالها وتعاملها مع القضايا التي هي احد أطرافها، وكذلك مجلس تعاون دول الخليج العربية، لم يسلخ دوله من هويتها وسياستها المستقلة، وخطابها المتباين بعض الشيء حول لقضايا العربية والإقليمية والواضح في الشأن الدولي، إذ لكل دوله موقفها الخاص الذي لا يؤثر على التعاون في المجلس.
لكن السياسي والمثقف الأمي والمنبطح في لبنان مجرد مقعد ( كما نشاهد حضور خطابات آمين عام حزب الله الآيراني فرع لبنان المتلفزة ) وهو في مصر تابع للمخابرات للمشاركة في الاستجداء.
لكل دولة من دول مجلس تعاون دول الخليج العربية أثرها ودرها في جامعة الدول العربية، ودور هام ومؤثر يعلنه ممثليها وأمامه اسم دولته وبجواره علمها الذي يرفرف فوق مبنى سفارتها في عواصم العالم، وعلى مبنى الجامعة ومقر الأمم المتحدة ومنظماتها.
نعم نحن تكتل عربي تحت مسمى ( مجلس تعاون دول الخليج العربية ) لنا كياننا كدول عربية ومن هنا؛ بعض الأميين في الإعلام العربي ينكرون عروبتنا فينعتونا عند مشاركتنا ( بالخليجي ) من باب عجزهم في استيعاب دورنا كدول عربية تملك قرارها تساهم في إعادة النفس لدولهم المتهالكة بسببهم والمتأخرة عن مجاراة العالم في البقاء.
أما مصفقجي اليوم وبالأمس في لبنان وفي مصر؛فهم متخلفين واميين كما واقعهم اليوم، ثقافتهم منذ نصف قرن لم تتجاوز فك الحرف، من معلم أعمى استغل إحدى غرف بيته، لتعليم أبناء الحي القراءة على نقر الدف وبنات الحي على الرقص.&
 

الخميس، 21 فبراير 2013

رواية النديم


اصدارات اي كتب
محمد المنصور الشقحاء كاتب مرموق. وهو خبير بلغته ويعرف البيئة التي ينطلق منها. ويجيد التصرف بعوالم هذه البيئة من اجل ان يتوصل الى إبلاغ ما يسعى الى إبلاغه من رسائل الحياة.
يقول في الطائف، انها مدينة السماء وغابة الضياع، تشكلت على الصراع والتنافس عبر تاريخ أنغرز في خاصرة الزمان ولطف المكان وتنافر الإنسان، من خلال علة ثبات باطلة انتفى فيه الفاعل وبقي لذاته يرتقي كمكان آخر في تبدل الأوصاف التي تضيع في الفراغ.
وينقل عن شهرزاد كيف اعدت لزواجها بخيانة مسبقة ووفاء مخطط له سلفا اتاح لها الالتقاء بحبيب لم يفارق خيالها لسنوات.
 ويرسم الشقحاء صورا متفاوتة من بيئة الفتن والتفكك التي تغزو جوانب مظلمة من المدينة، إلا انه يترك للقارئ فسحة واسعة لكي يستكمل تلك الصور، بينما يتابع سرد اوراق ذلك العسكري الهارب من الخدمة.
والروائي من مواليد الرياض 1366هـ، كتب المقال والقصة القصيرة والشعر في الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والشهرية والدورية من عام 1384هـ - 1964م
وصدرت له عدة أعمال هي: 
1
ــ البحث عن ابتسامة (قصص قصيرة)  1396هـ 1976م ط2 1985م مطبوعات نادي الطائف الأدبي
2
ــ معاناة (شـعر) 1397هـ 1977م مطبوعات نادي الطائف الأدبي
3
ــ بقايا وجود (شـعر)  1398هـ 1978م مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب / القاهرة
4
ــ حكاية حب ساذجة (قصص قصيرة)  1398هـ 1978م ط2 1985م مطبوعات نادي الطائف الأدبي
ــ مساء يوم في آذار (قصص قصيرة) 1401هـ 1981م مطبوعات إدارة النشر بشركة تهامة 
6
ــ انتظار الرحلة الملغاة (قصص قصيرة)  1403هـ 1983م صدر عن نادي القصة السعودي
7
ــ الزهور الصفراء (قصص قصيرة)  1404هـ 1984م مطبوعات نادي الطائف الأدبي
8
ــ قالت أنها قادمة (قصص قصيرة)  1407هـ 1987م صدر عن الدار السعودية للنشر والتوزيع
9
ــ مقاطع من أوراق عاشق (شـعر) 1407هـ 1987م صدر عن الدار السعودية للنشر والتوزيع
10
ــ الغريب (قصص قصيرة)  1408هـ 1988م منشورات دار مجلة الثقافة / دمشق
11
ــ الانحدار (قصص قصيرة)  1413هـ 1993م مطبوعات نادي الطائف الأدبي
12
ــ الرجل الذي مات وهو ينتظر (قصص قصيرة) 1415هـ 1994م صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت
13
ــ الطيب (قصص قصيرة)  1418هـ 1997م صدر ضمن سلسلة نوافذ وكالة الصحافة العربية / الجيزة ـ مصر
14
ــ قصائد من الصحراء (مختارات شعرية)  1409هـ 1989م مطبوعات نادي الطائف الأدبي
15
ــ نادي الطائف الأدبي مسيرة وتاريخ 1414هـ 1993م مطبوعات نادي الطائف الأدبي
16
ــ تحفة اللطائف في فضائل الحبر ابن عباس ووج الطائف (تأليف ابن فهد).
تعليق و مراجعة بمشاركة الأستاذ محمد سعيد كمال 1403هـ 1983م مطبوعات نادي الطائف الأدبي
17
ــ الشعر (كتاب دوري "1") 1399هـ بمشاركة الأستاذ على حسن العبادي مطبوعات نادي الطائف الأدبي
18
ــ القصة (كتاب دوري "3, 2, 1 ") نماذج من القصص السعودية 1398 هـ مطبوعات نادي الطائف الأدبي
19
ــ مقالات في الأدب ( كتاب دوري"2, 1 ") بمشاركة الأستاذ على حسن العبادي 1397هـ 1398هـ
مطبوعات نادي الطائف الأدبي
20
ــ الحملة (قصص قصيرة) 1423هـ /2002م منشورات نادي جازان الأدبي
21
ــ كلمات حتى نصل (مقالات في الأدب والحياة) 1425هـ / 2004م مطبوعات نادي أبها الأدبي
22
ــ الغياب (قصص قصيرة)  1426هـ /2005م صدر ضمن سلسلة أصوات معاصرة (العدد 145) ديرب نجم ـ شرقية / مصر
23
ــ أسئلة (مقالات في الأدب والحياة) كتاب الكتروني بصيغة PDF توزيع موقع الكتاب الالكتروني العربي 2007م/1328هـ
24
ــ المحطة الأخيرة (حكايات وقصص قصيرة) / دار الفارابي ببيروت 2008م
25
ــ البحث عن ابتسامة: طبعة جديدة أصدرها نادي القصيم الأدبي عام 1429هـ / 2008م (تضم أربع مجموعات / البحث عن ابتسامة / حكاية حب ساذجة / مساء يوم في آذار / انتظار الرحلة الملغاة ) الجزء الأول من المجموعة الكاملة.
26
ــ الانحدار: طبعة جديدة صدرت عن دار الفارابي. بيروت عام 1430هـ / 2009م (تضم أربع مجموعات / الانحدار / الرجل الذي مات وهو ينتظر/ الطيب / الحملة) الجزء الثالث من المجموعة الكاملة.
27
ــ نعمة الوطن وجفاف المنابع (مقالات في الشأن العام) السمطي للنشر والإعلام ــ القاهرة 1430هـ / 2009م
28ـ  الزهور الصفراء: طبعة جديدة صدرت عن دار الفارابي ببيروت. عام 1431 / 2010 م تضم ثلاث مجموعات / الزهور الصفراء/ قالت أنها قادمة/ الغريب، الجزء الثاني من المجموعة الكاملة.29ـ  الزهور الصفراء: الطبعة الثانية صدرت عن نادي لطائف الأدبي 1431 / 2010م
سعر الكتاب: 4 جنيه استرليني
طريقان لشراء الكتاب

1ـ يمكنك الإطلاع على 20% من الكتاب مجانا، ولكن لشراء نسخة كاملة، عبر غوغل بوكس
قيد الإعداد
 (غوغل بوكس تستقطع 48% من قيمة الكتاب لصالحها، أما إي-كتب فانها لا تتقاضى أية استقطاعات، وترسل كل ما يصلها الى المؤلف. إذا رغبت بان تدفع ثمن الكتاب كاملا الى المؤلف مباشرة، فيمكنك ان تطلب مفتاحا للنسخة المحمية منه)
2ـ الشراء المباشر
  ـ قم بتنزيل الكتاب المحمي بالضغط على الزر أدناه
ـ اطلب مفتاحا من المؤلف، على العنوان التالي:
ـ لفتح الكتاب، قم أولا بتنزيل برنامج القراءة الملائم لجهازك. انه برنامج صغير وآمن وغايته انه أداة للقراءة فقط.
        
   أجهزة آي-باد            أجهزة آبل ماك           أجهزة ويندوز

لفتح الكتاب: قم بفتح برنامج القراءة أولا، ثم اذهب الى قائمة ملف من هذا البرنامج، واختر: افتح، ثم اختر ملف الكتاب الذي قمت بتحميله. برنامج القراءة سيطلب منك مفتاحا. ضع المفتاح، واضغط: اوكي، والكتاب سيفتح. ولن تحتاج الى تكرار هذه العملية إذا عدت الى الكتاب من جديد.

ـ للحصول على نسخة ورقية من الكتاب، اكتب الى المؤلف على العنوان أعلاه

الثلاثاء، 5 فبراير 2013

لماذا ننتظر هبوب العاصفة




لماذا ننتظر هبوب العاصفة
محمد المنصور الشقحاء
صحف: يقول سماحة المفتي التطاول على أهل العلم الشرعي خطيئة. !
 وأقول: لسماحة المفتي لما لم يتدخل هؤلاء أهل العلم الشرعي، في مقاومة الفساد المالي في مفاصل الحكومة، وإلزام الجميع بتطبيق مواد الأنظمة والحث على التقوى، في إعطاء المواطن حقوقه التامة: والسعي في توفير السكن، والرعاية الصحية، وفرص التعليم، وإيجاد الوظيفة المناسبة مع مؤهلات الباحث وقدراته الجسدية؛ خاصة إن الدولة تملك الثروات الطبيعية التي من الله بها على بلادنا وتقوم بجباية رسوم الخدمات، وأن لا يعطل الهوى انظمه وقوانين معتمدة؛ مما حول المواطن إلى مولى لا يتحكم في ما وهبه الله من عقل وقدرة على الإنتاج، بما لا يخل بالشريعة والسلم العام.
المشكل سماحة الشيخ: أن آهل العلم الشرعي في صمت تام عن الشأن العام، مثال ذلك السعي لتعطيل التشكيل الجديد لمجلس الشورى، الذي اقره ولي الأمر، ومنهم من يصادر الفرح بالمنجز كما حصل في مهرجان إنتاج الزيتون، كما يتدخل البعض في المناسبات للحد من السعي لتطوير الأداء والخدمة العامة التي لا تتعارض مع الشريعة.
والنص الصريح في صرف الزكاة وجمع الصدقة لمقاومة الفقر ومساعدة المساكين، وتدليس النصيحة في مجال قيادة المرأة للسيارة بينما في بيوتنا سائق رجل وافد يرافق النساء كمحرم، وعاملات منزل وافدات في خدمة الرجال.
 مخالفين قوله تعالى ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبه ) وآملا أن لا يكون نصحكم يتبع قول من قال ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ) كما أخشى إننا أيضا نتوسل طريق فرعون ( وان فرعون لعال في الأرض وانه لمن المسرفين ) هل ننتظر هبوبا للعاصفة. حفظكم الله من كل سوء والحمد لله رب العالمين.&

نداء




نداء

لم أفكر كثيرا فقد كان الموقف جاذبا رغم انشغالنا بمتابعة أخبار حادث مروع تبثه شاشة التلفزيون، وشأبيب المطر تنداح عبر زجاج المقهى واقتحام نداء يتكرر بين وقت وآخر في بهاء الفندق.
طلب احدهم نسخة من كتابي الجديد وفي الممر المؤدي إلى موقف السيارات حيث تقف عربتي اعترضت طريقي، تبادلنا حديثا غير مترابط سرنا للعربة ومع المطر غادرنا الفندق عبر حوارنا المتقطع؛ جاء وصف دارها مع إخباري بأنها تبحث عن من تشاركه الحديث.
لم يستقبلنا احد السكون يخيم على الدار أشعلت الأضواء أنفاس الحياة تكمن في تقاطيع وجهها وحركة كفها وهي تتحدث، نبهني جرس الهاتف تلفت حولي كنت في فراشي بغرفة الفندق وشعاع الشمس يضج ألق؛ عبر زجاج النافذة. 



8 / 2 / 1432

السائق





السائق
قصة قصيرة
محمد المنصور الشقحاء

     لم أصل إلى النتيجة المتوقعة، كان ملف القضية مليء بالغريب من الأحداث والحالات التي لا يعرف سبب حدوثها، أوراق ممزقة وأدراج مكاتب تم العبث بمحتوياتها، وكلمات عابثة تكتب على الجدران بالفحم الذي تناثرت بقاياه في ممرات المبنى؛ تركته على طاولة بصالة الجلوس، وقد أرهقني التفكير وتسلط علي النعاس فنمت.
    نبهني جرس الهاتف، كان السائق الذي استأجر يستعجل خروجي، بعد اعتذاري همس بكلمات لم افهمها، وأنا أترجل أمام باب الإدارة قال ( ماما آنت تعبان لازم يستريح ) لم أرد ولوحت له بكفي ودخلت مكتبي، وجاءت مع ضجيجها وسوالفها التي اعتدتها هجرها لزوجها ومراقبة جارها المقابل لتحركها، واكتشافها لحمل خادمتها؛ ثم ذكرتني بموعد اللقاء الشهري.
    وأنا في هذه المعركة مع نفسي المأزومة بشيء اجهله وهمومي الأسرية ومشاكل العمل،التي لاحظها السائق واخذ يتحدث مسريا عني، ومعها شعرت بقربه أكثر مما دفعني ذات يوم في العاشرة صباحا، وقد عدت للدار أن لا اعترض على دخوله، احضر كأس ماء من البرادة المنتصبة في المطبخ؛ ووقف أمامي وأنا اجلس على احد مقاعد الصالة حتى أتجرعه.
قال: آنت مرهق كثير
قلت: نعم مشاكل
    وقف خلفي واخذ يدلك كتفي ويضغط مؤخرة رقبتي، ويتحسس بأطراف أصابعه فقرات ظهري العلوية، باحثا عن الألم الذي استوطن بدني وسرق مني حياتي، ولما مسد شعر رأسي شعرت بالخدر؛ فتنهدت باحثة عن الخلاص.


    توقف وحملني رائحته تزكم انفي وسكينة غريبة فرضت نفسها علي، مددني في الفراش وأخذت أنامله تجس جسدي، وشوط برق يسري في مفاصلي وينساب عنوة إلى شعيرات دماغي، معه انبثق نور غير محتمل فأغمضت عيني.
    كان يتمتم ليصطاد الطائر المقدس وأنا مشغولة بذاتي انتظر بشغف المجهول، شعرت بثقله فوق صدري عيناي مفتحتان وحواسي سكرا بنشوة لم اعتادها، ظلام يخيم فوقي وفي كل مكان وفي هذه اللحظة الغائبة كنت أحلق في غابة سكنت أغصانها وتوسد الندى أوراقها؛ كان مغمض العينيين يسبح كما سمكة في بحر لجي، كنت البحر الذي زاد صخبه ليسكن بسبب الارتواء؛ مع ارتفاع صوت مؤذن مسجد بالحي لصلات الظهر.
   تلفت حولي كان يقف بباب الغرفة نشر ذراعيه وحلق في الهواء كعقاب، بقيت في الفراش اردد فزعة ( احرسني يا خالقي أيها السرمدي، أحفظني يا الهي الحبيب )  وقد لبسني ثوبا من اللهب أتذكر معه ما حدث، لم استوعب استسلامي كانت رائحته حولي، والماء ينهمر على جسدي الملطخ ببقع حمراء وأثار أصابع عزفت نغمات إيقاعها مطر ونثرت أشعة غيمة حمراء وعميقة في داخلي، كسبت معها روحي بهاء التحول.
   عدت منتشية جسديا مرهقة فكريا، فجلست على احد كراسي طاولة الأكل بالمطبخ والجوع يلسعني تجرعت كوب ماء، فتحت باب الثلاجة كل شيء بارد، ليدق جرس الباب اتجهت إليه وقد أحكمت لف بدني بثوب الحمام، كان السائق يحمل آكلا ساخنا؛ احضره من المطعم الذي اعتدت مشويا ته في المناسبات وهمهم بكلمات لم افهمها ورحل.
   من تصرفه شعرت انه نسي حرقه لجسدي، والغابة المطيرة التي أخذني إليها، فركضت حافية القدمين وتسلقت قمم أشجارها العالية، أخذت أفكر فيه بوجد ولم أقاوم رغبة تعاظم لهبها في داخلي، فقررت شرح ما حدث لزميلة اشعر بقربها وقبل أن أغوص، رن هاتفها النقال تكلمت بصوت خافت، ثم التفتت نحوي وهدتني قبلة طائره وأمام اندهاشي همست في أذني ( بكره تعرفين ) ونسيت الأمر.
    جاء انتدابي معها لزيارة موقعا يتبع الإدارة التي اعمل بها، خارج مدينة الرياض بما يزيد على مائة كيلومتر، بسبب الملف الذي يحمل إحداث غريبة وكنت ادرسه منذ شهر يتحدى خبرتي العملية وفكري الإداري، تعثر إيجاد سائق رسمي فلم أجد سوى السائق الذي رحب بخدمتي وبالمقابل المادي الذي اعتمدته الإدارة مع جزء من تكاليف انتدابي، وأصابع كف زميلتي تتخلل أصابعي.
قالت: لن أعود معك


قلت: لماذا
قالت: هنا أقارب
   لم اطرح أي سؤال فقد كانت مجدولة برنامجها في الحادية عشر طلبت السماح، وفي الثانية بعد الظهر كنت في طريق العودة لنقف عند محطة نزود السيارة بالوقود؛ وليواجه تلفتي إعلان بخدمات الموقع ( موتيل ) للمسافرين، كان السائق وهو يحاسب عامل الخدمة مركزا نظره علي تبسمت، ولما تحرك لف داخل سور الاستراحة ووقف أمام صف من الأبواب في الدور الأول ترجل وفتح باب السيارة مد كفه يساعدني على الوقوف، شيء سرى في أناملي شعرت بأثره؛ واتجهنا إلى احد الأبواب صعد الدرج وفتحه.
   كانت غرفة فندق وجدت صورتنا في المرآة المنصوبة في الجدار المقابل، تركني واختفى كنت اجلس على طرف سرير متوسط الحجم، أتأمل الفضاء الممتد أمامي وأراقب تحرك أغصان أشجار الأثل، منصته لمواء القطط ونباح الكلاب؛ وتغريد العصافير مع تقاطع أبواق السيارات وفحيحها.
  ثم عاد أغلق الباب وجلس بجواري، رائحته التي أدمنتها تشعل النار في داخلي ومعها اخذ جلدي ينز عرقا، لم أقاوم الوقوع في الهاوية التي فتح المكان فوهتها، ليأخذني المستحيل نحو المطلق وميناء السكون.
  في الخامسة مساء ونحن نحاذي محطة البنزين مواصلين مسير العودة، وجدت زميلتي تقف عند طاوله تتناثر عليها مجسمات وهدايا ودمى تذكارية، عرفت أنها لمحتني وهي تركز نظرها على سيارتي لما وصلت الدار مع أذان العشاء، دخلت الحمام وتدفق شلال الماء على جسدي، ولما تمددت في الفراش كانت رائحة السائق تعطر الغرفة، وكنت كما كأس خمر امتلاء بعد نضوب طويل.
  الظلام يعم الطريق أتلمس خطاي، دليلي بصيص ضوء خافت يلوح على مبعدة، أنفاس تشاركني المسير بسكينة؛ كنت كمن أغوص في أعماق غابة، الضوء يقترب وفي محيط الدائرة المشعة غمرتني الهمهمة تذكرت السائق، ذات الوجه ذات القميص الأبيض والبنطلون الجينز وذات الرائحة أتجاوز الأول والثاني والثالث والمائة حجم واحد وتقاسيم واحده ورائحة واحدة وهمهمة واحده بكلماتها الغائمة.
نبهني جرس الهاتف من غفوتي، وأعادني للواقع الذي نسيت معه التعب والقلق والإرهاق، كانت صديقتي رفيقة المهمة الرسمية.
قالت: كم كان يومي رائعا
قلت: افتقدتك وعليك توقيع المحضر الذي أعددناه

  تذكرتها كانت في المحطة التي مررت بها، وقفز الفزع الساكن في أعماقي كانت السيارة الواقفة بجوارها ذات السيارة التي اركب، ومن كان يجلس خلف المقود، نسخة أخرى من السائق الذي يرافقني استعدت الحلم وانبثق التشابه، أشعلت ضوء الغرفة وبقية لمبات الدار، دخلت المطبخ وأنا أحوقل تجرعت كأس ماء وبلعت حبتي مسكن.
  وأنا في طريقي للمكتب أخذت أحدق فيما حولي، بين سيارة وأخرى سيارة تشبه سيارتي وسائق يحمل تقاسيم وجه سائقي،وأنا اجتاز الطريق متجهة لباب إدارتي وجدت سائقين في عدد من السيارات التي تشبه سيارتي تقف أمام الباب ويترجل منها بعض الموظفات والمراجعات، لما دخلت المكتب وجدتها، طوقتني بذراعيها وزرعت قبله طويلة على عنقي.
قالت: هو جارنا خدين عمر يعشق رائحتي
قلت متعجبة: . . . رائحتك
قالت: وقطع استمتاعنا إدخال والدته المريضة المستشفى
  غادرت المكتب بعد قيامها بالتوقيع على المحضر، حولت الأوراق لقسم المتابعة وطلبت من المراسلة السمراء التي أحضرت كوب الشاي الأخضر توصيله، ثوب المراسلة الناعم الملمس بخطوطه النارية لفت نظري، ومعه ركزت على مؤخرتها المكتنزة، شعرت برغبة ملامستها ناديتها، اقتربت من المكتب وسحبت الملف من يدها وأخذت اقلب أوراقه.
قلت: ما اسم هذا النوع من القماش
  كانت كفي وأصابعي تختبر سماكته، اقتربت أكثر فوصلت كفي لمؤخرتها كانت امرأة ناضجة رفعت ذراعيها ومدت أصابعها توثب جسدها بخفة صبيانية كشجرة زاهية، افتر ثغرها عن ابتسامة حميمة.
قالت: ( وأنفاسها ورائحتها تملا أعماقي ) متوفر بالمشغل الذي تملكه أختي
  لجم صوتها الرخيم لساني وحبس إحساس داخلي تدفقي، كنت في هذه اللحظة أنثى كانت تبحث عن حاجة فلما ظفرت بها أضاعتها، أخذت الملف من فوق المكتب، وهي تختفي شعرت أن فيها شيء خفي وفظيع، معه نسيت الوقت ليطل الحارس وقد فاجأه وجودي بالمكتب، لم أصرخ محتجة فلملمت أوراقي وغادرت المبنى، تلفت حولي لم أجد سيارتي ولم جد السائق.&

23 / 3 / 1434