نفحه
قالت : لم اتوقع ان نصل لهذه اللحظة .!
قال : انا كنت انتظرها منذ عشر سنوات ترحلت
فيها رغم انفي وكنت أتوقع هذه اللحظة في المحطة الأخيرة وها نحن نتبعثر في شقوقها.
استرجع شريط أيامه كان طالب علم في المرحلة
المتوسطة وكانت الجارة المشاغبة التي كسبت ود والدته.
تكومت حول نفسها تجمع مزق روحها لتجلس على
طرف اريكة تمددت في احدى زوايا صالة جلوس بشقة صغيرة مكونة من غرفة نوم وصالة جلوس
في الدور الخامس بعمارة تملكها.
اختارت ان تدفن روحها في بيتها منتظرة ولم
تعد تفرق بين الليل والنهار وقد غادرها الجميع وحين تسوء حالتها تتناول المهدئات
او النوم منزلقة برغبتها في العدم واذا قررت العودة خرجت في الظهيرة للتسوق.
خرجت للشارع دخلت مقهى طلبت فجان قهوة وقطعة
كيك رتبت افكاري متجاوزة احتقاني ومع انعكاس انوار السيارات المارة عبر زجاج وجهة
المقهى قفز سؤال لماذا لم اسأله عن حياته وكيف جاء
ساكن جديد واسم نبت في ذاكرتها عنوة فقررت
مقابلته فوجدته الفتى الذي امتص شحناتها وهي تمارس شغبها كل يوم ثلثاء بعد عرض
شاشة التلفزيون حلقة جديدة من برنامج المصارعة الحرة.
كانت في ذاكرته بيضاء ممتلئة وام لطفلين
وجارة وجدت في بيتهم ما اشعرها بالأمان فكانت ضجيج عبث وشغب تقبله الجميع مع جملة
( لكني لا اتجاوز ما لا يعجبني ) غاب مع انتقال عمل زوجها لمدينة الرياض.
جاء اختياره للسكن مصادفة بعد اشهر ثلاثة من
حصوله على وظيفة حكومية في منزل شقيقته المتزوجة كان ينام في غرفة الضيوف واذا جاء
متأخرا يجد فراش نومه في غرفة الاستقبال.
لم يعرفها وهو يجدها في مكتب المسؤول عن امن
وصيانة ونظافة البناية ابن اخيها بيضاء نحيلة لما تأكدت من شخصيته اخذت تحفر
ذاكرته.
يجب ان اتعلم السيطرة على نفسي لمزيد من
المكاسب التي لا ادري لماذا افقدها كل ما حاولت الإمساك بها اثر حركة غير متوقعه
همس لروحه بذلك وهي تنهض مغادرة المكتب وهي تتحدث في هاتفها النقال.
وفي يوم ماطر وهو يغادر بسيارته فناء
الإدارة الحكومية التي يعمل بها شعر بألم الجوع فقرر دخول اول مطعم يقابله ولكنه
وقف بجوار فندق صغير تذكر انه تناول العشاء فيه مع بعض زملاء العمل ومع الضوء
المعتم سار خلف النادل بحثا عن طاولة خالية.
جلس واخذ يختار طلبه وانشغل بهاتفه النقال
ولمحها تجلس على الطاولة المحاذية لطاولته نهض وجلس على الكرسي الفارغ لم تنبس
بكلمة واحضر النادل طلبه فهم بالقيام مدت يدها ممسكة بطرف ثوبه فطلب من النادل ان
ينقل طلبه لطاولتها.&
9 – 7 – 2021 م
فضاء
هي صاحبة البيت الذي استأجر جزء منه جاءت
لقضاء بعض الأيام بالطائف المأنوس كخلوة من مهام عمل صفقة تجارية دخلت فيها وتم
استبعاد اوراقها لخطأ ارتكبه موظف.
ليتصادف حضورها مع غياب زوجتي عن المنزل منذ
شهر مع ابننا ذي السنوات الثلاث جراء خصام عائلي تدخل فيه الجميع ولم يبت فيه.
وأيضا هي عانس تحمل شهادة جامعية مارست
العمل الحكومي كمعلمة توجته بالتقاعد المبكر لتغامر بالعمل الحر والخاص عبر شركتها
التجارية المتعددة الأغراض.
ارض البيت هدية من والدها في جزء بنت البيت
فقط دور ارضي واستثمرت الباقي كمستودع وغرف لبعض العاملين
بعد وفاة والدها غادرت الطائف لتواصل عملها
التجاري في مدينة جده ورعاية أمها بشراء شقة في احدى عمائر الأسكان.
كل هذا اعرفه من حديثها وهي تقضي بعض الوقت
للسمر عندنا لشعور لم تفصح عنه وان كانت هربا من مطالب أمها وسد حاجات اخيها الذي
فقد روحه فارتبكت حياته.
بيضاء ممتلئة الجسد مقبولة الشكل سريعة
الانفعال لغير سبب وجدتها امامي في فتحت الباب الذي يفصل الجزء الذي اسكن.
زارت اسرة زوجتي ولما عادت تمنت لي حياة
سعيدة ولبت دعوتي للعشاء ومشاهدة مباراة فريق نادي ضمك وفريق نادي النصر في دوري
كأس المحترفين لكرة القدم.
بعد عام ونصف من المجاورة فكرت فيها كجسد
يغري بالملامسة وقد سمعت عن قطرات دواء تثير المشاعر بقطرات خمس في كوب ماء او
عصير فواكه.
وانا ارتب غرفة الجلوس حيث يستقر جهاز
التلفزيون احضرت عصير الفواكه وقطرات الدواء منتظرا حضورها.
لأسمع صرير قفل الباب الجانبي ولأقف في الممر
مرحبا ولما استقرت في مقعدها قبالة التلفزيون قدمت كوب العصير بقطراته وانشغلت
بمتابعة تحليل المباراة الذي يسبق انطلاق صافرة الحكم .
تخلل الصمت تبايٌننا في قبول بعض الآراء
وكان حماسها يغذي حماسي وليرتفع اذان العشاء من مسجد الحي ولتقف مغادرة غرفة
الجلوس لحقت بها ولكنها كانت سريعة الحركة أغلقت الباب الفاصل وسمعت قفل الباب.
بداءة المباراة وفي منتصف الشوط الأول عادت
لاحظت انها غيرت قميصها وعطرها مع تورد خديها، شيء ما يتكون في حنجرتي
اختلفنا على نوع العشاء وقد انتهى الشوط
ولنتفق على طلب صندوق ساندويش مع سلطة الخضار ومعه جاء الكوب الثاني من قنينة
مشروب سفن اب.
انتهت مباراة كرة القدم بهزيمة الفريق النصراوي وانتهى العشاء وهي تقف
بجوار الباب الفاصل . . .
قالت: ما رأيك نواصل حديثنا في قسمي لترى مشروعي
الجديد وتعطيني رأيك.؟
تركت الباب مشرع واختفت، الممر معتم مرشدي
بصيص ضوء اوصلني لصالة جلوس على طاولاتها أوراق متناثرة وملفات ملونه جلست اترقب.
كانت تلبس قميص "تيشيرت" بأكمام
طويلة ورقبة على شكل مثلث يشبه حرف"V"
من القطن لونه وردي مع سروال طويل، وقد
تبعثر شعر راسها انحنت ترتب بعض الأوراق وجلست بجواري على الكنبة التي اجلس واخذت
تتحدث عن مشروعها الفاشل وما تخطط له كتعويض.
وقطعت حديثها غمرتني بنظرتها الغامضة
قالت: اشعر بشيء غير طبيعي جسدي يلتهب.!!
وضعت كفي على جبينها وتخللت اصابعي شعر
رأسها فلفت نظري تبلله بالماء قبلت جبينها حتى تفتح لي قلبها
قالت: حتى الماء تخلى عني.؟
نهضت مستأذننا تركت الباب الفاصل موارب
تأكدت من مزلاج الباب الخارجي وتمددت في الفراش .&
19 – 7 - 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق