السبت، 4 يونيو 2016

النادي الأدبي الهدف ووهم الأمية . !


النادي الأدبي الهدف ووهم الأمية.!

محمد المنصور الشقحاء*
عندما اجتمع الرئيس العام لرعاية الشباب؛ الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز رحمه الله بمجموعة من الأدباء والمؤرخين بمكتبه في الرياض لمناقشة فكرة إحياء سوق عكاظ التاريخي.
انبثقت فكرة النادي الأدبي فوافق سموه على تأسيس الأندية الأدبية؛ من خلال خطاب موقع من سموه موجه لمن يمثل من سعى لتأسيس ناد أدبي في مدينتهم كما حصل معنا في مدينة الطائف عام 1395 هجرية.

ثم صدر قرار سموه رقم 46 وتاريخ 7 – 5 – 1395 على لائحة الأندية الثقافية والأدبية المسماة ( نظام الأندية الثقافية والأدبية ) وهذا يجهله كتاب الصحف وغالبية الأدباء والكتاب، وبموجب هذا النظام في عام 1400 هجرية جرت أول انتخابات لمجلس إدارة عدد من الأندية الأدبية تحت إشراف لجنة مشكلة من أعضاء النادي وبمراقبة مندوب من إدارة الأندية الأدبية.
التي تعطلت بعد ذلك بسبب ملاحظات مدير إدارة الأندية الأدبية الجديد والذي كرس الوصاية على النادي الأدبي وافقده ( الشخصية الاعتبارية ) التي يتمتع بها حتى انتقال الأندية الأدبية إلى وزارة الإعلام التي أصبح مسماها وزارة الثقافة والأعلام.

واستبشر المنتفعين وأنصاف الأدباء بالخير وهم على بينه بسراديب هذه الوزارة وكادرها من الموظفين المخلصين لفن الإدارة على حساب الإبداع؛ وكانت الصدمة اعتماد وكيلا للثقافة بدلا من نائب للوزير للشئون الثقافية كما جاء في الأمر الملكي.

فكانت معاقبة الأندية الأدبية من خلال الوكيل للشئون الثقافية إقالة المجالس التي لم تتمكن من العمل بنظام الأندية بسبب خوف وجهل مدير إدارة الأندية الأدبية بعمل مؤسسات المجتمع المدني؛ وعين عشرة أعضاء ( متوسما حديث العشرة المبشرين بالجنة ) ولأنه لا يثق في عملهم حضر اجتماع العشرة في كل ناد وساهم في اختيار الرئيس والنائب وأمين السر وأمين الصندوق؛ وتعالى الصوت في الصحف عن قانونية الأجراء.

وغادر وزير الثقافة والإعلام كرسي الوزارة ومعه غادر الوكيل للشؤون الثقافية ولم يعتمد النظام الجديد (  لائحة الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية ) الذي شكلت لجانه وتنقلت مناقشة بنوده من مدينة لأخرى هدفها المكسب المادي أولا وملاحظة هل بعض المواد تتوافق مع البيئة الجغرافية لكل مدينة في تجاوز صريح للهدف.

وجاء وزير إعلام وثقافة جديد وأيضا وكيل جديد للثقافة واعتمد الوزير الجديد نظام النادي الأدبي ( اللائحة الأساسية للأندية الأدبية ) أي تم إلغاء صفة الثقافة الواردة في النظام السابق؛ وبما أن مجالس الإدارة مشكلة من إعلاميين ومعلمي صبيان وأعضاء هيئة تدريس بالجامعات تم إضافة الثقافة إلى اللوحة المعلقة على بوابة مقر النادي؛ مثال ذلك ( نادي الطائف الأدبي ) أصبح ( نادي الطائف الأدبي الثقافي ) وصمد مع رياح التغيير المظهري ( النادي الأدبي بالرياض ).

في الانتخابات السابقة التي اشرف عليها وأدارها وكيل الوزارة للشؤون الثقافية السابق استسلمت الأندية الأدبية لتجاوزات وكيل الوزارة للشؤون الثقافية للنظام وهذا لمسته في انتخابات مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي ثلاثة ممن فرضت الوكالة عضويتهم بالنادي بعد فتح باب التسجيل الذي تم قفله ترشحوا لعضوية مجلس الإدارة ولم يكتمل شهر على حصولهم على العضوية الشهر التصويت آليا مع تعثر الأجهزة الذي تسبب في تأخر إعلان نتائج التصويت؛ بل المضحك أن ممثل المثقفين في لجنة الانتخاب كان كما قلت يومها يلبس عمامة وعاظ السلاطين.

واليوم طلب وزير الأعلام والثقافة الجديد من الأندية الأدبية عقد الجمعية العمومية لانتخاب أعضاء مجلس إدارة جديد لكل ناد وقد اعتمد ( لائحة الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية 1437 ) ومدد ستة أشهر لمجالس الإدارة ومددها  ستة أشهر أخرى حتى يعد كل مجلس كشوف الأعضاء العاملين ممن يحق لهم حضور انعقاد اجتماع الجمعية العمومية وانتخاب أعضاء المجلس الجديد.
إلى هنا تسير الأمور كما تملي ذالك مواد اللائحة وتحقق معه الهدف الذي ضوئه تم تأسيس النادي الأدبي خدمة الأدب والأدباء؛ هنا تطاول أنصاف المتعلمين وأدعياء الثقافة وجهالة الصحافة وكل ناد يقوم بتسجيل من يتقدم للعضوية كما جاء في اللائحة.

وضج إعلامنا المقروء بهذا الجهل متطاولين على خصوصية النادي الأدبي سعيا لتفكيكها تحت مضلة الغباء بخصوصية كل مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني وعدم اقتناع بأسماء أدبية نحتت الصخر حتى تكتب اسمها، فلما أعيتهم الحيلة وقد هرب الأدباء من بيتهم ( هناك بيت التشكيليين المهدد بالغلق ) أن هناك فزعة قبلية وهناك مساعدة عائلية وخلافه من التهريج.

أدعياء الثقافة وهم أكثر من الهم على القلب؛ منعمين بخيرات الساحة العامة من خلال ولي النعمة الداعم؛ قد يكون فرد وقد تكون مؤسسة خاصة وقد تكون جامعة حكومية كما نراه في الجمعيات العلمية  حيث أخذت كل جامعة نصيبها وطمع بعض منسوبيها في مكان داخل النادي الأدبي.

هذا الضجيج الإعلامي حول النادي الأدبي وعضويته قد نقول انه صحي إذا تجاوز القصدية والمصادرة من خلال إلمام المتحدث أو الكاتب بمواد لائحة النادي الأدبي التي اعتمدها وزير الثقافة والأعلام وصدر أمره بتطبيقها من تاريخ صدورها فهل بدل كل نادي اسمه في اللوحة المعلقة على باب مبناه وشطب الثقافي.

وهذا الضجيج أين منه أعضاء مجلس إدارة كل ناد وقد شارك البعض فيه هل نؤمنهم في القادم من الأيام على تحقيق الهدف الأدبي القائم على أدب وأدباء الوطن. الأمل والحلم يرفرف إنما الواقع يرسم أكثر من علامة استفهام.&
______

*أديب قاص وكاتب في الشأن العام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق