ابتداع السب على المنابر.!
محمد المنصور الشقحاء
في القرآن الكريم أية رئيسة
في سورة آل عمران تقول ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وفي سورة الأنعام
آية أخرى تقول (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك
زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ) والسب اليوم
قائم فوق كل منبر وعبر كل وسيلة إعلام؛ من أفراد ينتمون للإسلام إلا من عصم الله.
من ابتدع السب: نجد في كتاب
نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب الذي جمعه الشريف الرضي في أواخر القرن الرابع
للهجرة بعض ملامح ( السب ) في الخطبة المعروفة بالشقشقية ( فيا عجبا بينا هو
يستقيلها في حياته، إذ عقده لآخر بعد وفاته، لشد ماتشطر ضرعيها، فصيرها في حوزة
خشناء، يغلظ كلامها، ويخشن مسها، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها، فصاحبها
كراكب الصعبة، إن أشنق لها خرم، وان أسلس لها تقحم ) ومع البلاغة؛ كل كتب السير
تذكر أن علي بن أبي طالب هو مستشار الخلفاء قبل أن يصبح الخليفة الرابع؛ ومن هنا
يأتي الشك في هذه الخطب التي وظف الشريف الرضي شاعريته وصراعه مع من حوله على
نقابة أهل البيت.
من ابتدع التكفير: الخوارج
وهم في جيش ( علي ) بعد رفع المصاحف في معركة صفين بين علي ومعاوية؛ لما انتهى
التحكيم إلى عزل علي وتثبيت معاوية، هذه الفرقة كفرت علي وطلبت أن يتوب عما ارتكب.
هذا منطلق السب والتكفير وهو
نتيجة غلو في الحب، قال تعالى ( لاتغلوا في دينكم ولاتقولوا على الله إلا الحق )
والقائم اليوم فتنة وقودها العرب؛ وليس الإسلام الذي نتلمس تعاليمه كدين سماوي من
القرآن الكريم وآياته المحملة بالعبر والقصص في سلام؛ لنكون العبد العابد الذي
يأمل من الله الرحمة والعفو.
ووزر من سب ووزر من كفر يوم
القيامة العذاب؛ وقد قال سبحانه ( كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون )
مرتبط بمن علم وتجاهل للفتنة، إنما كتابه يوم القيامة وراء ظهره ( وأما من أوتي
كتابه وراء ظهره. فسوف يدعو ثبورا ) بل ( وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني
لم أوت كتابيه ) وهناك المؤمن الصادق الفرح بكتابه ( فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك
يقرءون كتابهم ).
وفي حديث عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله
عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل ( ياعبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم
أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )
رواه مسلم.فهل
نرحم أنفسنا مما أنا فيه.&
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق