الجمعة، 10 أبريل 2015

نقاط تحول دفعتني للتوقف




نقاط تحول دفعتني للتوقف
قصة قصيرة
محمد المنصور الشقحاء


أنا:
كثر هي عجائب الحياة، بعد فقداني طفولتي وحرماني في شبابي من أمان لم اهتم بمعرفة سماته، جاء انتقالي من قريتنا إلى المدينة بناء لطلب احد أقارب والدتي رجل أعمال بلغ الخمسين من العمر ولم يتزوج لديه مكتبة للأدوات المدرسية ودار نشر للكتب وخدمات للطلاب، وهو يحاورني لمست انه كان عشيق آمي، وان موهبتي في الخط ورسم الطبيعة من أغراه بأن أكون نائبا له في المكتبة ودار النشر، ومسئول مباشر على خدمات الطلاب.

إيمان:
في الشهر الرابع جاءت إيمان طالبة في الصف الثاني ثانوي مع والدتها، وتكررت زياراتها باحثة عن ملخصات لبعض الدروس ووسائل إرشاد، معها جاء موعدنا الأول بعد مغرب احد الأيام فكانت قبلتنا الأولى وعناقنا العفوي في عتمة بيت الدرج.

سعاد:
ولتأخذ شقيقتها الأكبر المعلمة سعاد جزء من وقتي في مشاركتها خيارات الوسائل التي تساعدها في شرح درسها وتوصيله لطالباتها، سعاد زوجة عسكري في القوات البرية يكلف بمهام خارج الطائف وأحيانا في المشاركة بوفود عسكرية خارجية للتدريب وشراء أسلحة، وغارفا من منابعها ما يروي عطشي.

إيمان:
وسعاد تستعد للسفر لاحقة بزوجها الذي عين في السفارة بلندن، وأنا ارقد في فراشها وهي بمدرستها تكمل وثائقها، دخلت إيمان الغرفة لا ادري كيف انبثقت إنما اعرف أنها تتجهز للزواج نهاية الأسبوع بعد اجتيازها الثانوية، فتخطينا نشوة القبل والعناق.

أنا:
نسيت كل شيء برحيل إيمان وغياب سعاد واندمجت في العمل وأصبحت املك نسبة مالية في رأس مال الدار، وفقدت أمي التي تعرضت لوعكة صحية لم تمهلها كثيرا، وكان نصيبي في ارثها غير مجزي فلم أناقش إخوتي وهم من زوج آخر في هذا، وتطرقت أختي وأنا أتحدث عن حياتي المدنية، إلى زواجي وانتظار تكليفي لها بالبحث عن شريكة العمر.

إيمان:
ورن جرس هاتف مكتبي كانت إيمان تسأل عني وتخبرني أن ابنها أكمل عامه الثاني، وتطلب مني مساعدة والدتها في استخراج صك من المحكمة توكل بموجبه خالها في إدارة وقف بمكة المكرمة لأسرتها، لقيت الأم في المحكمة مع ابنها وصديق له، ونحن نغادر لا ادري ماذا دفعني الى آن اطلب منها مرافقتي حتى أوصلها للمنزل لم يعترض الابن الذي انسحب مع صديقه.
أنا:
دخلت لم أقاوم طلبها الذي دعمته بكشف الغطاء وهي تقف في فتحت الباب فجاء وجهها وصوتها الخافت نداء تأمل، وفي غرفة الاستقبال تناولت مشروبا بارد وتبادلنا الحوار، ثم خلعت العباءة ألمخاطه كما الثوب الرجالي الفضفاض، كانت بثوب النوم الأحمر الشفاف والقصير ابتسمت وهي ترى اندهاشي، فوجدت معها ما كنت أخذه من ابنتها سعاد وما قدمته لي ابنتها إيمان.

فضة:
وأختي تلاحقني عبر الهاتف لأخذ موافقتي على الزواج، ذاكرة اسم شقيقة زوجها الطالبة الجامعية المتخرجة حديثا والني تنتظر الوظيفة بين وقت وآخر، كنت وفق طلب من السيدة فضه والدة إيمان ووالدة سعاد في منزل أختها الأرملة بدرية المسافرة مع ولديها بعد انتهاء أيام الحداد إلى جده، لمناقشة ارثها مع شقيق زوجها الوصي على الأبناء والمكلف بحصر التركة.

إيمان:
تخرج سمير شقيق إيمان من الثانوية العامة والتحق بجامعة الملك عبد العزيز بجده التي استقرت بها شقيقته إيمان بعد أربع سنوات من التنقل مع زوجها، في مدن المنطقة الشرقية وفي المنطقة الشمالية، وبعد شهر لحقته أمه.


بدرية:
جاءت بدرية خالة إيمان مع ابنها الصغير الطالب بالمرحلة الابتدائية لشراء بعض المستلزمات المدرسية عرفتها من الطفل المرافق، سألتها عن أختها فضه وعن سعاد وإيمان، جاء صوتها مرتبكا وإجابتها مبعثرة إنما شعرت آن فيها شيء يخصني، وهي تحاسب وقبل أن تغادر أرفقت بفاتورة الحساب بطاقة تحمل اسمي ورقم هاتفي.


بدرية:
عرفت منها إن سعاد تخلت عن زوجها واختفت في لندن، ويقال أنها رافقت عشيقها إلى باريس، وان زوجها تقاعد بعد اعتذاره عن مواصلة العمل، عاد للطائف ويملك مزرعة لإنتاج الألبان، وتطرقت لأبنيها وفشل ابنها الكبير الدراسي وإهماله متابعة الشركة التي أسسها زوجها باسمها للمقاولات.

بدرية:
دعوتها للعشاء ثم جلسنا بمقعد في حديقة شهار ولما طال حديثنا دعتني لإكمال النقاش في منزلها، فولديها في زيارة عائلية لعمهم في جده تريثت في السيارة حتى فتحت الباب ودخلت ثم جاءت ملوحة بالدخول ومع ارتفاع أذان الفجر توقفنا عن النقاش.

أنا:
أقنعت بدرية ولديها إن زواجها بي لن يؤثر على حياتهم، أو يعكر علاقتهم بأسرة والدهم واني سوف أرعى مصالحهم واحمي والدتهم من غوائل الزمن، جاء عقد القران مختصرا عبر عشاء معها ومع ولديها بمطعم حديقة الملك فهد، في الليلة الأولى نمت بغرفة الضيوف، وجاء الغداء عائليا حوار حول الدراسة والعمل ونقاش لبعض المطالب ودوري في البيت.&


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق