الاثنين، 20 يناير 2014

تداعيات انثى تصالحت مع جسدها



تداعيات أنثى تصالحت مع جسدها
قصة قصيرة

محمد المنصور الشقحاء

بعد أربعة أعوام على تخرجي من الجامعة، جاء التوظيف معلمة بالمرحلة المتوسطة بمدينة صغيرة على البحر الأحمر، لم يسعى والدي لمساعدتي مع أنني ابنته المدللة والمختارة في نظره.

تقدمت لوزارة الخدمة المدنية، وتابعت تحفيز أوراق التقديم حتى جاء اسمي مع مجموعة من المعينات وأمامه المرحلة الدراسية واسم المكان.

قالت عمتي: تزوجي حيدر. .!
تبسم والدي، حيدر كما اعرف وهذا كل ما أعرفه عنه يصغرني بخمس سنوات، إخوانه وأخواته الم بحياتهم؛ أما هو لا أعرف عنه إذا جاء اسمه في اللقاء العائلي سوى انه ابن عمتي وصاحب طقوس خاصة.

بعد شهر من الزواج وخمسة أيام من مباشرة العمل وأربع ليال على إكمال تأثيث الشقة المستأجرة،طلبت منه أن يقوم بدوره كزوج.

في العام الثاني تم تكليفي بالعمل كمساعدة لمديرة المدرسة، وقد سقط اسمي من كشوف المنقولات، في الأسبوع الأخير من الفصل الدراسي الثاني، طلبت مني مديرة المدرسة التأخر بضعة أيام لحضور حفل زواجها.

جاء زواج مديرة المدرسة بسيطا ومبهرا، النساء بفناء المنزل والرجال في مزرعة والدها، في العاشرة ليلا جاء العريس وأخذها، وقد خلى الفناء من الحضور والمنزل من الضيوف، جلست على احد مقاعد الصالة بحثا عن الراحة والتفكير بالمغادرة.

قال: ( كان والدها وهو يقف في المدخل ) لما لا تنامين هنا . .!
في داخلي انبثق ضوء وتداعت صور لا أدري متى كانت وكيف تشكلت، فدلني لباب موارب واختفى، أغلقت الباب وتمددت في الفراش الضوء يرسم معالم الغرفة، لأتنبه على قرع خفيف جلست، وانفتح الباب جاء بثوبه الأبيض الفضفاض وجناحيه الأبيضين وشعره الأبيض الناعم والمتطاير والنور يشع من وجهه، كان الروح القدس وكنت مريم البتول.

في نهاية العام الثالث عدت حسب بيان الحركة مع المعلمات المنقولات للرياض، حيدر بقي لمواصلة العمل مع الشركة التي تنفذ احد المشاريع الحكومية حسب عقد مدته خمسة أعوام فتم تجديد عقد الشقة المستأجرة لمدة عامين طلب مني تسديدها.

بعد حصول ابني على الثانوية جرى إدراجه في قائمة المبتعثين للدراسة الجامعية في أمريكا لما أكمل البكالوريوس قرر البقاء للماجستير والدكتوراه، معها تم إيقاف صرف رواتبه كمبتعث فلم يبالي.

قال: انه يرغب بالزواج من زميلته
لم يذكر اسمها ولكن هي شاركته إعداد بحث معه قرر مجلس الجامعة قبول مواصلة الدراسة، وقد سمحت له بالعمل داخل المكتبة براتب يقدر بمعدل ساعات العمل.

وهنا تذكرت حيدر الذي اختفى بعد عودتي للرياض، اثر لقاء مع رئيسه المباشر أثناء العمل في المدينة الصغيرة ببهو احد الفنادق، جاء اللقاء بعد عشر سنوات غياب وانقطاع أخبار حيدر الذي أكمل تسع سنوات.

قال: لما جاء باحثا عن عمل شعرت انه الجزء الذي فقدته في اغترابي، كان يبحث عن الأمان فلما منحني الحب منحته رعايتي، في نهاية العام الأول وأثناء إجازتي سافر معي، وهنا تحققت مشاعرنا التحمت أكثر فجاء زواجي منه بعقد رسمي.

قلت: لم اشعر بذلك. .!
قال: هو توافق جاء من صالحنا كما جاء في صالحك وانتقالك زاد من مساحة مصالحنا، وانتهاء عقد الشركة أربك حياتنا في العام الثالث اختفى.

وهو ينهض مودعا قال: تقاعدت واليوم حصلت على موافقة من سفارة أوربية للسياحة والإقامة.

 تابعته بنظري حتى انغلق عليه باب المصعد.&


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق