بهاء الوعي ووداعة التخلف .؟
محمد المنصور الشقحاء
احتفل النادي الأدبي الثقافي
بجدة؛ بمناسبة مرور ( 40 ) عاما على تأسيس النادي، وكان لي شرف الحضور تلبية لدعوة
كريمة من رئيس مجلس إدارة النادي الأستاذ الدكتور عبد الله بن عويقل السلمي.
كان أجمل ما جاء ( وفق نظري )
في فقرات الحفل الرائع تكريم الرائد الأديب محمد حسن عواد، المؤسس ورئيس مجلس إدارة
النادي في زمني التأسيس والتكون.
وجاشت المشاعر فتذكرت خطوات
تأسيس نادي الطائف الأدبي، واحتفاله بمرور ( 37 ) عاما على تأسيس النادي.
النادي الأدبي الثقافي بجدة؛
كنموذج نجده ( منح النادي قطعة أرض من قبل الدولة وتم بناء المقر بتبرع رجال
الأعمال ) وهذه دلالة اهتمام الدولة ودليل بهي بوعي المجتمع بدور النادي التنويري.
وكنموذج للجانب السلبي (
التخلف ) النادي الأدبي بالرياض الذي تكرمت عليه أمانة مدينة الرياض، باستضافته في
احد مبانيها، حتى تتضح صورته القاتمة والغائمة والتي مازالت خيوطها السوداء
متشابكة حتى اليوم، لأسباب مجهولة ولكن هنا تأتي المقارنة بين الوعي والتخلف.
في جدة كان الوعي الإداري
لحكومي المقترن بالوعي الاجتماعي الأهلي، وفي الرياض كان التخلف الإداري الحكومي
والتخلف الاجتماعي الأهلي، بفقدان النادي لأرضه الممنوحة له، وعدم قدرة إدارته
الباهتة في تحقيق الهدف.
النادي الأدبي في الطائف،
تمكن من خلال ترشيد المصروفات من شراء مبنى مناسب كمقر للنادي، ومعه كمثال للإدارة
الواعية لدورها، نادي مكة المكرمة ونادي المدينة المنورة ونادي جازان ونادي القصيم
ونادي أبها.
مكان حفل النادي الأدبي
الثقافي بجدة المقر الجديد للنادي ( بتبرع سخي من مؤسسة حسن عباس شربتلي ) المقام
على ساحة مقدارها ( 1404 ) متر مربع.
كمثال للوعي بالهدف نجده؛
واضحا في ما حقق من خلال نادي الطائف الأدبي، والنادي الأدبي الثقافي بجدة ( هناك أندية
أخرى ) وكمثال صارخ للتخلف الإداري، نجده في النادي الأدبي بالرياض إذ ارتضت إداراته
المتعاقبة ( الصدقة ) مع كرامة الهدف، فتحولت من مثال وعي إلى رمز تخلف، عبر منجز إعلامي
باهت يؤكد فساد القصد ونفعية الفرد.
احتفال النادي الأدبي الثقافي
بجدة شعلة وعي.
احتفال نادي الطائف الأدبي
بالطائف شعلة وعي.
كما هو ارتقاء معرفي؛ فيه
تجلى بهاء الهدف والمنجز فكان المقر وجاء العمل الذي نتلمس فيه الوعي بالتنوير،
واحرص على إشعال شمعة بدلا من لعن الظلام.
فهل تشعر الإدارة الحكومية
بمدينة الرياض، وكذلك المجتمع المدني ( الأهلي ) بمدينة الرياض بمسئوليتهم عن
تحقيق النادي الأدبي لهدفه.
كلناحلم. إن وزارة الثقافة والإعلام
سرقت الأرض الممنوحة للنادي الأدبي بالرياض ولم تعوضه، واليوم أمانة مدينة الرياض
منحت النادي أرض بديلة؛ فهل تصحح وزارة الثقافة والإعلام الخطأ فتساهم في بناء مقر
للنادي، وهل نشعر أن مجتمع رجال الأعمال بالرياض فيه نفس وعي وحياة، فتأتي
المبادرة ببناء مقر مناسب.
انه حلم . .!