الأحد، 30 يونيو 2013
تعليق حول الإعلان الثاني لجائزة الشاعر محمد الثبيتي
تعليق حول الإعلان الثاني لجائزة الشاعر محمد الثبيتي
أعلن رئيس هيئة جائزة الشاعر محمد الثبيتي التي أطلقها نادي الطائف
الأدبي؛ متفردا بأسبقيته منذ التأسيس في تحقيق أهدافه، التي على ضوءها سار مواكبا
ومثريا ساحة أدبية منتجة يركض فيها التميز ويتجلى عبرها النص الأصيل.
أعلن رئيس هيئة الجائزة الدكتور عالي سرحان القرشي؛ اسم من فاز بالفرع
الثاني ( ديوان الشعر ) واسم الفائز بالفرع الثالث ( دراسة في تجربة الشاعر محمد
الثبيتي ) وكانت مصر هي المحظوظة برضا الهيئة، بعد أن خطف جائزة الفرع الرئيس في
الجائزة الشاعر المتميز علي الدميني، وقد حمد وبارك الجميع هذا الفوز إذ الساحة الأدبية
تعرف الشاعر علي الدميني كفارس تألق في الشعر والنثر.
نعود لجائزة الشاعر
محمد الثبيتي " رحمه الله " وهيئة الجائزة من خلال تصريح الرئيس ( جريدة
الحياة العدد 18349 الأحد 30 يونيو 2013 ) جاء الخيار للفرع الثاني من بين ( 26 )
ديوان شعر وخيار الفرع الثالث جاء بين ( 13 ) دراسة.
وجاء في تصريح الرئيس ( تجربة الجائزة في دورتها الأولى كانت ناجحة، واستقطبت
حماسة الشعراء والباحثين ) إعلاميا ( نعم ) اختيار نادي الطائف الأدبي أيقونة
الجائزة الاسم ( نعم ) فوز الشاعر علي الدميني بالفرع الأول ( نعم ) لكن نتاج هيئة
الجائزة ( في ذلك نظر ).
جاء فوز الشاعر المتميز علي الدميني بالمركز الرئيس في الجائزة تعويذة
كسب ونجاح أدبي يضاف للوهج الإعلامي الذي شع في أرجاء مقر نادي الطائف الأدبي وهو
يعلن الجائزة.
من خلال حوار الأصدقاء وقد تجاوز الفرع الثاني ( ديوان الشعر ) ديوان
الشعر في ساحتنا الأدبية، ومتجاوزا هدف النادي الأدبي في تنمية وتشجيع الصوت
الوطني، وهذا الخطأ يتحمل وزره أعضاء الهيئة أي لجنة الجائزة الرئيسية والفرعية.
قد يكون لهم العذر؛ إحجام الشعراء؛ لعدة أسباب إعلاني وإحباط من
اللجنة ( ذات البعد ألأممي في فقهها ) إذ يرى أفرادها ساحتنا ( مع حجمها الأكبر ) مجرد نقطة في مجرة كواكب كن
أهلها للنوم بسب عوامل خارجه عن إرادتهم ( ومن خلال ممثليهم عندنا ) فعلينا إخراجهم
من السبات وإعادتهم للحياة.
لأن حراكنا ( إبداع ووعي فكري ) تجاوز فقههم ( أي أعضاء اللجنة ) لأنه
انطلق من العقال وهم يرسفون في عبودية اعتقالهم بسبب أسوار عالية أحاطت بهم.
( 26 ) ديوان لا أدري كم نسبة ديوان الشعر السعودي، في هذا العدد
البائس وهل تم ( استبعاد ) أعمال لم تتفق مع شروط الجائزة أو ذائقة اللجنة. الأمر
محتمل .؟
نادي الطائف الأدبي: منذ تأسيسه وهو يضيف المميز والخالد من المنجز؛
وان اختلفنا في تقويم ذلك، إنما أن يستبعد شاعر أو شاعرة من الملكة العربية
السعودية ( اعرف شاعر له ديوان شعر عند إعلان الجائزة شجعته للمشركة ومع الوقت
عرفت انه جاملني بالموافقة . ليقول لي بعد انتهاء موعد المشاركة: أسف نسيت ) من
فرع الجائزة الثاني يسبب غلو تعصب أعضاء اللجنة، وأن تحرم باحثة حصلت على درجة
علمية في شعر محمد الثبيتي ( صدرت مؤخرا في كتاب ) من منحها جائزة الفرع الثالث.
هنا ترتسم علامة تعجب؛ للجميع تحياتي.&الخميس، 13 يونيو 2013
الشروق الفرض السادس
الشروق الفرض السادس
تعرضت للعطل الساعة الرقمية ألجداريه المضاءة؛ التي أمنها فاعل خير
قام مشكورا، بترميم مبنى مسجد بالحي أمام منزلي، أصلي فيه مع جيراني ومنه انطلقت
جماعتنا ( جماعة المسجد ) في لقاء شهري، بعد مغرب أول اثنين منذ عشر سنوات، ولظروف
البعض تحولنا لأول يوم أحد من كل شهر هجري.
المهم فاعل خير أخر حريص على ثبات أوقات الأذان والإقامة بالمسجد لم
ينتظر إصلاحها، فأمن ساعة جديدة الجديد فيها أن زمن الشروق ( الضحى ) أصبح فريضة
سادسة، لها أذان وإقامة كباقي الفروض الخمس: الفجر الظهر العصر المغرب العشاء.
إقرار الفرض السادس ( الشروق / الضحى ) المثبت في الساعة الجديدة، جاء
بموافقة وزارة التجارة التي سمحت ببيع هذا النموذج من الساعات الجداريه الرقمية
للمساجد والمدارس.
ولا أدري هذا الإجراء أي بدعة إضافة فرض سادس من صانع الساعة؛ هل جاء
بموافقة من وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد ومباركة من مفتي الديار
السعودية؛ أم إن ذلك اجتهاد مخترع الساعة.
الإشراق جاء في تقويم أم القرى لتحديد الزمن ( فجر إشراق ظهر عصر مغرب
عشاء ) في بعض مدن المملكة العربية السعودية، وفي الفضائل المستحبة أن من جلس يسبح
بعد صلاة الفجر مع شروق الشمس يصلي ركعتين، وهذه غير سنة الضحى التي وقتها من
ارتفاع الشمس قيد رمح حتى الظهر، وهذه الصلاة المستحبة لا يعلن عنها بأذان أو إقامة
ولا تلزمها الجماعة.
فما رأي من يعنيهم الأمر. .!مرضى الزهايمر
مرضى الزهايمر
الثلاثاء، 11 يونيو 2013
ملاحظات على: لائحة الأندية الأدبية الجديدة
ملاحظات
على: لائحة الأندية الأدبية الجديدة
سبق
صحفي يحسب لجريدة الشرق ( العدد 555 تاريخ 2 / 8 / 1434 )؛ نشرها اللائحة الجديدة
للأندية الأدبية، قبل اعتمادها من وزير الثقافة والإعلام وتطبيقها في قادم الأيام
( تمخض الجبل فولد فأرا ).
الجيد
في مسودة اللائحة تركيزها على ( النادي الأدبي ) وصياغة الأهداف وشرح وسائل
الأهداف بما يتفق مع التخصص الأدبي.
وهنا
ملاحظات بصفتي عضو مؤسس نادي الطائف الأدبي وعضو مجلس إدارة سابق حضر كمتفرج وناخب
انعقاد الجمعية العمومية للنادي الأدبي بالرياض، واليوم متابع من منازلهم للحراك
الأدبي:
1
– العضوية:
اقترح العضوية كالتالي أ – عضو عامل للسعوديين.
ب – عضو مشارك لغير السعوديين. ج – عضو شرف. وكل الفئات تشارك في خدمة النادي وأهدافه
بالحضور وعبر اللجان، وتستفيد من انجازاته؛ ويتفرد العضو العامل بحق الترشح لعضوية
مجلس الإدارة إذا استوفى الشروط المطلوبة، كما يحق له من خلال الجمعية العمومية
التصويت؛ وهنا يتم إلغاء منح السعودي المقيم خارج المدينة التي بها النادي إذ من
حقه أن يكون عضو عامل إذا استوفي نقاط بطاقة التقدم لطلب العضوية. مع ترك باب طلب
العضوية مفتوحا وفق استمارة يعبئها المتقدم ويرفق بها نماذج من إنتاجه، مع توقيعين
لعضوين من حملة بطاقة العضوية دعما لطلبه عند عرضه على مجلس الإدارة.
2
– مجلس الإدارة:
لا
يترشح لعضوية مجلس الإدارة اللا من له مؤلفات مطبوعة في الأدب ودراسات في اللغة
العربية نقد ومذاهب أدبية، وله مشاركات فكرية وأدبية عبر الصحف اليومية والمجلات
وباقي وسائل الإعلام المختلفة والمناسبات الثقافية العامة، ومن يحصل على أكثر
الأصوات عند انعقاد الجمعية العمومية؛ يكون رئيسا لمجلس الإدارة المنتخب، وتوزع
باقي المناصب بالتصويت السري بين الأعضاء الباقين من الثاني حتى العاشر نائب
الرئيس السكرتير ( آمين السر ) آمين الصندوق والمتبقين أعضاء، بحضور ممثلا للوزارة
وعضو شارك في اجتماع الجمعية العمومية.
3
– الجمعية العمومية:
أن يكون ضمن لجنة الإشراف على انتخابات أعضاء
مجلس الإدارة؛ عضوين من أعضاء الجمعية العمومية لم يتقدما للترشح لمجلس الإدارة،
بدلا من مندوب الوسط الأدبي الذي يختاره وزير الثقافة والإعلام، وهذا يلغي الفقرة
( 5 ) عضوية لجان الانتخاب لأنها أصبحت زائدة، وهذه اللجنة هي من تتولى إجراءات
التصويت والفرز وتوقيع محضر نتيجة الانتخابات، وهذا الدمج في المهام؛ يلغي المادة
( 4 ) التي تحدد لجنة الإجراءات الانتخابية باعتبارها زائدة.
وختاما:
أفضل أن تكون الانتخابات ورقية بعدما جربنا التصويت الآلي واللغط الذي تبعه، وأن يتم
عقد اجتماع الجمعية العمومية بمقر النادي الأدبي، بعد شهر من إعلان تاريخ الانعقاد؛
ولنا في تجربة انتخابات الغرفة التجارية المثال.&&
الخميس، 6 يونيو 2013
الخبر الفاجعة. . !!
الخبر الفاجعة. . !!
في زمن الملك عبد الله بن عبد العزيز عراب الإصلاح والتحديث، وفي زمن
صديق الثقافة والإعلام ولي العهد سلمان بن عبد العزيز.
جاء خبر الفاجعة اليوم في إحدى
الصحف ( أفرج أمس عن الكاتب السعودي تركي الحمد بعد توقيف دام أشهرا. وقال المحامي
وليد أبو الخير لوكالة فرنس برس أن السلطات أفرجت عن الحمد وانه أنتقل إلى منزله.
وأضاف أن الحمد لم يخضع للمحاكمة خلال مدة التوقيف وكانت السلطات أوقفته في 24
كانون الثاني ديسمبر. بأمر من وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز
الذي تلقى شكوى من مؤسسة دينية بحسب مقربين إليه. يذكر أن حوالي 500 مثقف وجهوا
عريضة إلى سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز للمطالبة بالإفراج عن الحمد
).
الخبر فجيعة إذا كان حقيقة خاصة أن الدكتور الحمد أكاديمي معروف
ومحاضر وكاتب ومؤلف في الشأن العام السياسي والاجتماعي.
لا أدري هل شكوى المؤسسة الدينية لم ينظر فيها قانونيا ولم تلاحظ
الاعتبارات الوطنية والاجتماعية مع السن التي وصل إليها الحمد؛ وهل من صلاحيات وزير
الداخلية حجز مواطن بهذا العلم وفي هذه السن وحجزه، لأن عضو في مؤسسة دينية لم
يعجبه رأيه، مدة السجن ستة أشهر في هذه المدة أين هيئة الادعاء العام وهي احد فروع
وزارة الداخلية، وأين جمعية حقوق الإنسان وهي تدعي الاستقلال.
ولما لم يتدخل ولي العهد شافعا وقد تقدم محبي تركي الحمد بطلب الإنصاف
والعدل في حقه، مع احترام قوانين وأنظمة الدولة المستمدة من تعاليم الإسلام
السمحة.
الخبر فاجعة: ولكن هل يعوض الدكتور تركي الحمد معنويا وماديا عن أيام
سجنه بدون محاكمة، وهل يستفسر ولي العهد وقد وصلته مطالب المساعدة عن مصير شفاعته.
وهل يقوم وزير الداخلية بزيارة الدكتور تركي الحمد في منزله كمواطن
يعتذر فيها عن ما حدث، مع وعد بمحاسبة من تجاوز الأنظمة من موظفي وزارة الداخلية.
لن أتطرق للمؤسسة الدينية؛ ونحن نعيش اليوم في العلم الإسلامي إرهاب
التصرف الديني وصراع الجماعات الإسلامية في الوطن العربي والعالم، وكل دعوانا في
هذا المجال اللهم لا رد للقضاء إنما اللطف فيه.
لعل مكتب وزير الداخلية يكذب الخبر الفجيعة؛ ويزرع شيء من الاطمئنان في
النفوس القلقة، خاصة أن الدكتور تركي الحمد قامة فكرية وأدبية لا تحتاج إلى تعريف.
من خلال منتجها الإنساني الذي بين يدينا.&الثلاثاء، 4 يونيو 2013
ملتقى القصة القصيرة بالمملكة العربية السعودية ( مقترح )
ملتقى القصة القصيرة بالمملكة العربية السعودية ( مقترح )
أثار مقترح عقد ( ملتقى القصة القصيرة ) الذي طرحه الصديق الأديب
القاص خالد أحمد اليوسف؛ في صفحته على الفيس بوك وصفحة نادي القصة السعودي، عددا
من الردود منها المسف ومنها السخيف ومنها الذي لم يستوعب الفكرة.
وقد تناسينا نادي القصة السعودي امسياته ومسابقاته واصداراته، وقد
تسبب جاهل بغلقه بعد ضم النشاط الثقافي لوزارة الاعلام.
القصة القصيرة بحاجة لملتقى خاص يقام كل عامين، يقيم ويصقل عطاء
تراكمي تجاوز الابهار برعاية كريمة من مؤسسة اهدافها خدمة الأدب والأدباء، وعلى
مستوى القائم الأندية الأدبية، ورسميا وزارة الثقافة والاعلام وهي ترعى معرض
الرياض الدولي للكتاب، وملتقى المثقفين السعوديين، ومؤتمر الأدباء.
ويشاركها في الهدف اليوم جامعة الملك سعود بالرياض من خلال كرسي الأدب
السعودي، الذي صدر عنه هذا العام كتاب ( القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا في
الأدب السعودي ).
في زمن الضياء؛ تبنى نادي ابها الأدبي ملتقى للقصة القصيرة، وفي زمن
الضياء هذا تبنت المكتبة العامة بالطائف وهي تحت اشراف وزارة التربية والتعليم
عندما كنت مديرا لها وعضو في اللجنة العليا للتنشيط السياحي بمحافظة الطائف، ملتقى
للقصة القصيرة عام 2000 بدعم ورعاية تامة من اللجنة العليا للتنشيط السياحي
بمحافظة الطائف.
أشرف عليه اصدقاء الكتاب بالطائف، وفي هذا الملتقى تم تكريم الأديب
ابراهيم الناصر الحميدان بدرع من اللجنة العليا للتنشيط السياحي بمحافظة الطائف،
ودرع اعتراف بدوره الأدبي كرائد من اصدقاء الكتاب بالطائف.
ثم كانت القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا برنامج ملتقى نادي القصيم
الأدبي الرابع عام 2008، وفيه جرى تكريمي بدرع فاخر مع تخصص جلسات في الملتقى كانت
اوراقها تناقش تجربتي القصصية.
واليوم يفعل الصديق القاص خالد اليوسف للمرة الثانية فكرة ( اقامة
ملتقى القصة القصيرة ) متمنيا له التوفيق في خطواته، وقد شاركته في محاولة اقامة
ملتقى للقصة؛ لم يحقق لها النجاح مع مجلس ادارة النادي الأدبي بالرياض السابق الذي
تبى الفكرة وناقشناها عبر لجنة خاصة، حتى تم تحديد الموعد المناسب والبرنامج، انما
حفظ كل شيء.
هذه نقاط أقترحها دعما لفكرة الصديق الأديب خالد أحمد اليوسف؛ ورفاق
أصدقاء الحرف واللون حيث لم تصمد مقترحاتنا وجدلنا في لقاؤنا الشهري الختامي لهذا
العام، للتوافق على الهدف والمضمون للملتقى، ومن يرعاه بعد اعلان الفكرة عبر
الفضاء الافتراضي وفي الصحف الورقية.
وبالله التوفيق أقول:
الاسم: ملتقى القصة القصيرة بالمملكة
العربية السعودية ( التاريخ والواقع ).
–
ورقة عن قصص أمين سالم الرويحي وحياته.
–
ورقة عن قصص عبد الله سعيد جمعان وحياته.
–
ورقة عن قصص إبراهيم الناصر وحياته.
– ورقة عن البدايات والتجديد في القصة
القصيرة خلال عقد من الزمان.
–
ورقة عن الرصد البياني من خلال الإصدارات ومتابعات الإعلام.
–
ورقة عن نقد القصة القصيرة في الكتابات الصحفية والمؤلفات.
– ورقة عن تيار الوعي في القصة القصيرة
السعودية.
– ورقة عن السريالية في القصة القصيرة
السعودية.
– ورقة عن البناء الفني في القصة القصيرة
السعودية.
– ورقة عن القصة القصيرة وفوضى التجنيس
متابعة نقدية.
– ورقة عن ملامح المكان في القصة القصيرة
السعودية.
– ورقة عن سلطة الانتماء وأثره في بناء
النص.
– ورقة عن جدلية القصة القصيرة بين
الذكورية والأنثوي من خلال الكاتب.
–
ورقة عن الذات في القصة القصيرة السعودية.
– ورقة عن الزمان وسلطته على المضمون داخل النص
القصصي.
– ورقة عن أثر الذائقة الخاصة في تبني النص والتحليق حوله.
– ورقة عن أسماء في القصة القصيرة السعودية في دراسات القصة في الوطن
العربي.
– ورقة عن البناء الفني في القصة القصيرة السعودية.
– ورقة عن اللغة وأثرها في بناء النص.
– ورقة عن سلطة الراوي في السرد وتطوره في القصة القصيرة السعودية.
– ورقة عن عنوان المجموعة القصصية المطبوعة وتأثيره على القارئ.
– ورقة عن الطرح الاجتماعي في النص القصصي السعودي.
– ورقة عن الطرح السياسي في النص القصصي السعودي.
– ورقة عن النمو الاقتصادي وأثره في المضمون والشكل في النص القصصي
السعودي.
– ورقة عن البترول وتوظيفه كمؤثر اجتماعي وسياسي واقتصادي في النص القصصي
السعودي.
–
ورقة عن مكة المكرمة والمدينة المنورة وأثرهما الديني والإنساني في تشكل قضايا
النص القصصي السعودي.
– ورقة عن الأنا من خلال الفضاء الاجتماعي في النص القصصي السعودي.
– تشكل لجنة علمية لتكريم عشرة أسماء بدرع
وشهادة لدورهم كمبدعين لهم أكثر من أربع مجموعات قصصية مطبوعة، ودورهم الأدبي في
تنمية الساحة لأدبية من خلال المشاركة والدعم المعنوي.
الأحد، 2 يونيو 2013
الجماليات المتجددة وآفاق البنية التشكيلية عند الشقحاء
الدكتور: محمد الصادق عفيفي
إن ثمة استعراضاً عاماً لقصص الأديب محمد
منصور الشقحاء (1) ، سوف يقف عليه القارئ عندما يحين نشره في الكتاب الخاص الذي
أفردناه (للقصة السعودية المعاصرة) وقد سبق – عندما تناولت في دراسة نقدية (2) قصص
مجموعة من أدباء المنطقة الشرقية – أن أومأت إلى بعض الملامح والتحديات الفنية
للقصة عند الشقحاء التي ذكرتها آن ذاك عرضاً لدعم وجهة نظري ، وقد نشرت تلك
الدراسة في (جريدة اليوم) سلسلة في حلقات ابتداء من الثالث والعشرين من شهر رمضان
الماضي لسنة 1413 ه ـ
واليوم أعود إليه لمناقشة بعض الجوانب في
مجموعتيه (حكاية حب ... ) 1400 ه = 1980 م (3) وهي فيما أعلم ثانية مجموعاته
القصصية ، حيث كان مولد المجموعة الأولى ( البحث عن ابتسامة ) في 1396 هـ = 1976 م
– و (قالت إنها قادمة ) 1407 هـ = 1987 م.
والدخول ولو بقدر يسير في معالجة
(الجماليات المتجددة ) عند الشقحاء سوف
ينطلق بنا – دون شك – ويجرنا – أردنا أو لم نرد – إلى تحديد بعض (المصطلحات) التي
لاب الحديث من حولها في أثناء تناول بعض الدارسين لمجموعة ما من القصص ، أو لمنهج
أحد كتاب القصة ، ونحن بذلك ولا ريب سوف نحدد على الطريق مجموعة من (الحقائق
الفنية بحسب قوانين القصة القصيرة المتعارف عليها ، والتي يجب أن تتوافر في
الأقصوصة ، ويجرنا أيضاً إلى تحديد بعض المفاهيم المقصودة من وراء ( الجماليات
المتجددة ) ، وأعني بها رصد جوانب (4) : (الثقافة – الفكر – البيئة – التاريخ –
اللغة – الحضارة ) الواضحة من خلال القصة ، والوقوف على مدى تطورها . مما يؤدي إلى
ربط القصة بالواقع ، وتغيير البنية التشكيلية لأنماطها من المنهج التقليدي إلى
المنهج التحديثي ، ومن ثم تتواصل تلك الجماليات على محور الحركة والتجدد المستمرين
، سواء على مستوى ( المحلي الإقليمي ) – وهو ما تدثرت به أقاصيص مجموعتي الشقحاء
التي بين أيدينا – اللهم إلا أقصوصة واحدة ندت عن هذا الاتجاه.
أو المستوى ( القومي العربي ، وبالنسبة
لهذا المستوى نلحظ أن الشقحاء قد ارتقى إليه في بعض الجوانب ، وجانبه التوفيق في
بعض الجوانب الأخرى ، وبمعنى أدق لم يلتفت إليه ، حيث كان همه الأول إرضاء الوسط
الذي يعيش فيه ( أي المحلي ).
أجل ، لقد تفاعل مع هذا المستوى القومي
باعتبار أعماله الفنية الأدبية صورة من صور نظراءه المحليين في العالم العربي ،
الذين تجمعهم روابط تاريخية واحدة ، ولغة واحدة ، وظروف مجتمع عربي واحد ... وإن
كان هذا لم يظهر فيما بين يدي (5) – في غير أقصوصة واحدة هي (احتضار زمن الوداعة)
(6) التي عرض فيها لصورة الحرب الأهلية في لبنان : "أحترق كل شيء ... احتلت
إحدى المنظمات مكاتب والدي في الحمراء ... نزحنا إلى بيروت الشرقية ... الرصاص
ينهمر من كل اتجاه ، لم يعد لبيروت وجود "
وإذا رجعنا إلى دراسة الدكتورة : فاطمة
موسى عفيفي (7) التي اقتبس الدكتور الشنطي (8) كثيراً من أصولها وأخذ بوجهة نظرها –
وطبقناها على الشقحاء باعتباره كاتباً من كتاب القصة القصيرة في المملكة ، نجد أن
بعض الروابط والخيوط ترقى به إلى الوقوف مع بعض نظرائه في الوطن العربي ، فهو من
حيث الرؤية والتكنيك ( التخطيط ) والنهضة المعاصرة والتحديث ، ومحاولة الالتحام مع عناصر التجدد في الفكر
والعلم والحياة والفن – الذي تفرزه الذات القومية –يجري مع جلهم في طلق واحد – إلا
أنه لم يلح على جانب الوعي ( القومي – الإسلامي ) ، ولا بد له – هو قرنائه في
المملكة – من أن يتحول شيء من وعيهم المحلي إلى وعي (تفرضه الذات القومية ) حتى
ولو كانت غير واعية به ، أو كان وعياً غامضاَ ، ولما يتبلور بعد في أيدولوجية
عربية ذات مصير مشترك يغشيه الإنسان العربي ، هذا الوعي الذي يصفه المفكر المغربي
عبدالله العروي "بأنه الأفق الذهبي في فكر الإنسان العربي المعاصر (9)"
أضف إلى هذا أن أسلوبه التعبيري يفتقد في
بعض نواحيه ومقاطعه أو فقراته : التدفق والانطلاق والسلاسة في الحركة الخارجية
والداخلية ، التي يجب أن تتوافر في السرد القصصي في حركة منظمة ومنطقية ، تجعل
القارئ ينتقل في يسر وسهولة من فقرة إلى فقرة ، ومن مقطع إلى مقطع ، بل ومن جملة
إلى جملة فلا يواجه تعثراً في الأفكار سواء اعتمد الكاتب في تناولها على الوصف ،
أو العرض ، أو المقارنة ، أو التحليل ، أو المنولوج ...
وذلك لأنه يستخدم أحيانا تعابير مثقلة
بالمبالغة التي لا يقتضيها السياق مثل : "كان يعرف إنها قريبته ، وأنها غدت خطيبة له منذ مليون
عام .. وها هم يتنكرون له (10)"
ومثل : "وذلك من خلال – نعم – التي
انسحبت على أيامه منذ مليون عام ، دون أن يعترضها (11)"
وتعد (نظرية السياق Context Theory (12) في التحليل وبخاصة للأساليب القصصية
والأدبية من أخطر النظريات شأناً (*).
وقد يكون مبعث الثقل (كلمات) وردت في بنية
الأسلوب ، ولو أخذنا كلمات ( غسان وهو يستفهم استفهام إنكار من دعوة ( بنان ) له ،
في قوله : "ماذا تريد من كل هذا ؟ هل تطلب مني العودة وطرد مرحلة الحرد
؟" وقوله : "في داخلي صوت ملعون يحاول شنق اللحظات (13)"
ففضلاً عن ما يجتمع في كلمات الحد (14)
وكلمة ( شنق ) من ثقل صوتي ، فإن الكلمة الأولى تعبر عن درجة شديدة من القلق
النفسي الذي مبعثه الغيظ والغضب والعزلة مما لا يستدعيه المقام ، والكلمة الثانية
تعبر عن قتامه الموت واسوداد الحياة ، مع أن الأمر بم يبلغ ( بغسان ) إلى هذا الحد
، لأن ( بنان ) لم تزد عن كونها امرأة دعته لشرب فنجان قهوة في منزلها ثم افترقا ،
ومن بعد ذلك تلقى منها مكالمة عبر الهاتف تقول فيها : إن شخصاً قد تقدم لخطبتها ،
وكان يكفيه أن يقول لنفسه : لا ضير أو لا بأس وعلي أن أتجلد .
وقد ينقص هذه التعابير حسن الربط اللغوي ،
والسلامة النحوية ، وهذا ما أدعو الشقحاء للنظر فيه مثنى وثلاث قبل الإقدام على
طباعة أو نشر أقاصيصه ، وأقدم بين يدي حديثي بضعة نماذج ، ففي قصة ( الحرمان )
(15) جاء قوله : "حرص سائق السيارة إطلاق نفيره" والصواب : " على
إطلاق نفيره ، وقوله : "حرص عادل على أن تكون هي الحقيقة كثرة ما سمعها
" والصواب : من كثرة ما سمعها ، قوله : "حاول أن يقول شيء ... ولكن جدار
جليدي يفصل بين ... والصواب : حاول أن يقول شيء .. ولكن جداراً جليدياً ... وقوله
: "وهجرها غير مبالي" .وما أكثر اصطدامه في هذه المجموعة أي (حكاية
حب ) بياء الاسم المنقوص (16) ...
ولا شك أن ذلك كان في كتاباته الأولى ( أي
المرحلة الأولى )فإذا جئنا إلى كتاباته الأخيرة ( أي المرحلة الثانية ) نجد أن قد
تلاقى كثيرا من هذه (العثرات والهنات ) التي لا تقلل من القيمة الفنية لقصصه ، وإن
كانت لم تختلف تماماً ، وهو ما لا بد منه ، ففي قصته ( اللعبة ) (17) جاء قوله
"إذا اكتشفهم أهل الدار يضحكون في سذاجتهم ، ثم يقررون في بلاهة ... "
والصواب : يضحكون من سذاجتهم ، وقوله في قصة ( تداعيات موقف .. ) : "يأخذ في
نزع الأوراق : واحدة .. اثنتان .. ثلاثة .. عشرة .. أحد عشر" والصواب : ثلاث
، عشر ، إحدى عشرة.
نعم ، قد تكون الفكرة واضحة في ذهن الكاتب
، ولكن هذا لا يعني وضوحها عند القارئ نتيجة هذا التعثر اللغوي والنحوي ، ومن ثم
فلا بد من الحفاظ على حسن استخدام أدوات الربط في اللغة والنحو ، لتفادي الغموض
والاضطراب وهذه الروابط يتولد عنها : قوة
السبك والصياغة الواضحة ، والتدفق الذي يعني حسن توصيل الأفكار ، وتخضع هذه الروابط
السبكية لقواعد محددة في إطار دلالتها اللغوية ، ولا يستطيع القاص المتمرس
الاستغناء عنها في كتاباته ، ولذلك ينبغي أن تكون جماعة القصاص دقيقة عند استخدام
أدوات الربط .
ويجب أن نفهم أن لغة كاتب القصة القصيرة
وحتى الطويلة ليست مجرد علامات لغوية تطلق على مسمياتها ، ولكنها – في جوهرها –
تعبير عن جوانب عقلية وانفعالية وواقعية وخيالية ، بحيث يبدو فيها الخلق والإبداع
الأدبي واللغة المستخدمة على هذا النحو تمثل مستوى بعينه هو ( التدفق والانطلاق )
(*) وعلى حد تعبير ابن المقفع ( السهل الممتنع ) ، وكثيرا ما يطل من خلالها هذا
التثاقل بشطريه ( أي المبالغة وبنية الأسلوب ) : الشعور الحاد بالغربة الذي يتجاوز
الطبيعة والرفض لمعطيات الواقع ، مما يجعله كثير الشكوى ، وقد أرجع بعض الدارسين
ذلك إلى ظروف اجتماعية يمر بها الكاتب أو قراءات سريعة ينقصها التملؤ ، أو الإحساس
بهروب الآمال الكبيرة التي يتطلع إليها على طريقة الرومانسيين ، وتمزق الذات في
أعقاب انحسار هذه الآمال (18)
ومما لا شك فيه أن الظروف العلمية والأدبية
والوظيفية قد أتاحت للشقحاء أن ينهل من الثقافة العصرية ، وأن يتأثر بالأوضاع
السائدة في العالم العربي ، وأن تعمل فيه عوامل التحول من المرحلة الأولى أي من سنة
1396 إلى المرحلة الثانية 1406 هـ ، وهي مرحلة ليست بالقصيرة وقد تخللتها آلام
التطلع الرومانسي ، ولكنه وصل من بعد ذلك في مجموعته ( قالت إنها قادمة ) إلى
مرحلة التأصيل.
وإذا كانت هذه الآلام وهذا التخلخل الذي
صاحب كثير من القيم والمفاهيم التي مبعثها الجذور القومية والوطنية والإنسانية
والعالمية عند الجيل الجديد من الكتاب قد جعل الرؤية تبدو وكأنها غائمة ، ويصبح
تبين موضع الأقدام صعبا (19) ، إلا أنها عند الشقحاء أكثر من ذلك حيث إنها تحمل
أيضاً جوانب من المناخ الفكري وثورته ،
والتنمية والتقنية والتحديث الذي يعني الكتابة بلغة ومفردات حديثة ، وانتقاء
الأساليب القصصية المناسبة كالتصويرية أو السردية أو الموحية أو الرمزية أو
التشكيلية ، والجمل أو المقاطع المكثفة باعتبارها وسيلة لا غاية . (20) ، الأمر
الذي يجعلها تستشرف آفاق الحاضر والغد ، بمنظور عصري متمدين فيه كثير من التجريب ،
وهذا واضح في تلك المحاولات الجديدة التي بذرها في أنحاء مختلفة من أقاصيصه : (
كالذهاب إلى السينما(21) ، و (المشي مع الصديقة السافرة (22) ، (مصاحبتها لبعض
الأماكن الخلوية (23) وإبداء الرأي في الرجل المتقدم للزواج (24) . وهذا جعله يولي
الشخصيات عمقاً كبيرا ، ويقف أمام جزئيات الوقع وتفصيلاته ملماً بها ، شأن كتاب
الواقعية .
الشخصية والتعبير المصور :
نلمس في شخصيات أقاصيص مجموعة ( قالت ... ) على سبيل المثال : أن الشقحاء قد جعلها الطاقة المحركة للأقصوصة , بما لديه من
قدرة على التعبير المصور .
واستمع إلى قوله في أقصوصة ( قالت إنها قادمة ) من المجموعة التي تحمل نفس الاسم : " كان
الخوف .. مصلوبا فوق الأشجار التي أمر بها
, ينذرني بأن التعب أخذ يسري في جسمي ,
كما تسري العتة في الثوب البالي , وأن علي أن أتوقف لأسرد أنفاسي.. لكن صراخهم يصم
أذني .. يحرق توقفي .. يحرق الأرض تحت قدمي لأحث السير .. (25 ) " وقوله :
" كان الطريق طويلا .. ونحن نجتازه اختفت الشمس .. تسرب الظلام إلى العربة
التي تسير وحيدة .. ( 26 ) "وقوله من
أقصوصة ( الحرمان ) من مجموعة حكاية حب :
" وانهارت كل أحلامه .. وتبخرت , وأخذ يبكي .. أصابته نوبة البكاء فلم يستطع
مقاومتها رغم امتلاء السيارة بالركاب الذين أخذوا يواسونه, بينما كان يردد : إنني
ملعون .. إنني ملعون ( 27 ) " . وقوله من أقصوصة : "سوف يعود"
: وعاد إلى الفراش .. ارتمى دون وعي ..
جعل من جدار الغرفة مرآة يتأمل فيه وجهه ,
لماذا قالت ( اقلع ) يدك عني .. ؟ هل
هو السأم الذي تشعر أم أنه شعور
غريب ... وعدم استساغتها لمزحه ولمساته .. ( 28 )
؟ "
طريقة التناول:
( أ ) الجملة الوظيفية: ونلحظ في هذه المقتطفات التصويرية وغيرها – وما
أكثرها في
مجموعتيه -اعتماده على الجملة الوظيفية –ذات الأبعاد المتشعبة -التي تقوم
على التماسك الإخباري ( * ) – فالتعب يسري
في جسمه , والصراخ يصم الآذان , والطريق
طويل ( ** ) , وعلى التطابق بين الإجابة والسؤال كقول عادل لزينب : "
هل أنت بحاجة لشيء .. ؟ هزت رأسها بأنها
لا تحتاج لشيء (29 ) " وعلى المقارنة
بين حالين : " فعصام: لا يميز بين صافرات الإنذار من غارات العدو ... أو
صافرات حراس الليل في مدينته .. (30 ) " وعلى التراكيب البلاغية ذات الجمال
الشاعري من استعارة كقوله : " كان الخوف مصلوبا فوق الأشجار ... أو تشبيه
كقوله :" أخذ التعب يسري في جسمي كما تسري العتة في الثوب البالي (*** )
" وعلى الجمل المفسرة ... الخ (انظر أقصوصة : لعبة الأيام ( مجموعة قالت .. )
ومثل (لا داعي للقلق , مر تافه .. إليك التفسير .. المرأة تبحث عن الرجل .. أقصد
الصغيرات اللاتي في سن المراهقة ... "
( ب ) الفقرة التحويلية (* ) :ونعني بها المقطع أو الفقرة ذات
الوحدة التي تهتم بالتحليل , وتقوم على
مجموعة من الجمل , لأن الجملة
الواحدة ليست ( 31 ) بكافية لكل مسائل التحويل والوصف , ومن ثم يتجه القاص إلى وضعها
مع أخواتها في إطار وحدة كبرى هي المقطع
أو الفقرة , وهذا ماصنعه الشقحاء , من ذلك تحليله لموقف غسان من بنان , وقد
دعته بطريق مباشر لزيارتها " لماذا لا تشرب عندي فنجانا من القهوة ( 32 ) ؟
ثم عادت وأخبرته هاتفيا بأن ثمة شخصا قد تقدم لخطبتها , فأخذ يحادث نفسه "
ماذا تريد من كل هذا ؟ " هل تطلب مني
العودة , وطرد مرحلة الحرد , وأنا الذي
هرب .. وظللت هاربا من أشياء كانت هي أحدها ( 33 ) , ومن ذلك تحليله لموقف
الإحساس بالغربة النفسية على لسان البطلة في أقصوصة قالت أنها قادمة " إنني
أقف وحيدة لا أحد يهتم بي .. أبي أيضا لا يعي أن لي دورا , وأنني كيان من لحم ودم
, لي مشاعري .. وأحاسيسي .. لي مقدرتي في أن أقول : لا .. بكل ما في أعماقي من
مقدرة ( 34 ) , وتحليله لهذا الصراع النفسي الذي يؤج بين حنايا جنبات منصور : الجوع
في أعماقه .. أجل .. إنه جائع لشيء ما , لكن ما هو هذا الشيء ؟
هاهو يلتهم ما يقع تحت يده .. ويلتهم
الآخرين بعيونه .. ويحلم .. ويحلم .. ( 35 ) " وتحليله لهذه الطعنة التي
أصابت قلب خالد عندما رفضته نجوى مع أنه يحبها " لقد احترق شيء في داخله ..
هكذا شعر وهو يضع رأسه على المخدة في
فراشه .. لكن ما هو هذا الشيء ؟ لا يدري , وهز
رأسه لعله يطرد هذا السؤال من خاطره .. وضع المخدة على عيونه وطوقها
بذراعيه ونام (36 ) .. " ومن ذلك تحويله من ضمير الغائب إلى ضمير المخاطب ,
إلى ضمير المتكلم ( ** ) , وإن كان ضمير الغائب تبقى له السيادة (37 ) .
( ج ) القطع والترابط :إن القاص لابد له أن يبدأ من
نقطة معينة , ثم يتطور بالضرورة الحتمية
من نقطة إلى أخرى , إلى أن يكتمل عمله , وهو في هذا التطور يعرض قطاعا , أوشريحة , أو جانبا من الحياة أو
من النفس الإنسانية , أو انطباعا معينا , وهذا هو النمط الحديث للأقصوصة , وهو ما
أكده ( فاينرش -)Veinrich من ضرورة الوحدة الكلية للقصة , بحيث تغدو مترابطة الأجزاء ,
متماسكة البناء من خلال العرض( السرد )وفقا لنظام سديد , بحيث تسهم كل فقرة , بل
كل جملة في فهم الجملة التي تليها , والجملة السابقة عليها , ومن ثم يتحدد المعنى
الكلي الذي تتضامن أجزاء الأقصوصة على إبرازه (38 ) ولكن هناك كثيرا من المقاطع ,
بل الجمل التي لجأ إليها الشقحاء في مجموعته , التي بين أيدينا , فعالجها معالجة
خاصة , وإخاله قد سلك هذا في كل مجاميعه , حتى لنجد بعض الدارسين ينوه بذلك مجرد
تنويه عابر (39 ) أجل , لقد لجأ الشقحاء إلى ( تكنيك ) القطع غير المتماسك دلاليا (40 ) , مع الجملة
أو الفقرة السابقة مباشرة , وذلك عندما كان يريد أن ينقل إلينا وضعا أو حالة أو
مشكلة تعانيها إحدى شخصيات الأقصوصة , حتى ينفس أو يقوم بالتفريغ الانفعالي الذي
كانت تعانيه الشخصية , وتكابده في الواقع , ويمكن أن نضع أيدينا على عشرات النماذج
من هذا ( القطع ) الذي تميزت به أقاصيص الشقحاء والذي لا يتساوق مع ما قبله مباشرة
" كانت مرحلة جديدة ( 41 ) , و " بعد أن قررت رفض ذاتها (42 ) " و " وابتلعت الحبة الأولى من علبة الأسبرين (43 ) و " لقد تقدم لطلب
يدك " ( 44 ) , و " يا ولدي هذي ما تبغاك .. ( 45 ) " . وهذا القطع
يعتبر كالوقفة القصيرة التي يقفها المتحدث للتفكير وتجميع ما نقص من كلامه , ويكون
من فكرة إلى فكرة سواء بالإخبار أو الاستفهام , أو الوصف ..
والمفروض في هذا القطع بحسب تكنيك الكتابة أن يكون من أول السطر , ولكن في
المرحلة الأولى والتي تمثلها مجموعة ( حكاية حب ) كان لا يعني الشقحاء بذلك ومن ثم
فيأتي هذا القطع في ثنايا السطر كقوله : " في عيون من حوله . إنها قادمة (46
) " و ( مهجورة من الوطن بعد أن تزوجت ( 47 ) و " ليحطم كل ما بناه . إنهم
يبحثون عن مكان ( 48 ) .
( د ) تكنيك الكتابة : وقد غدا في الأقصوصة , وبمعنى
أوسع في القصة الرواية أو المسرحية
ضرورة ملاحظة تكنيك الأنماط المستخدمة في
الكتابة , من ( بداية القول أو الفقرة – نوعية الكتابة بمعنى أنها مألوفة أو
مهجورة -المستمع أو القارئ وعلاقتهما بالكاتب أو القاص ) , ومن
أهم ما يلاحظ علامات الوقف وطريقة الكتابة , وأنه في الجمل القصيرة المتوالية ,
السريعة النبض والحركة , يمكن اختزال أو إسقاط ما يمكن إسقاطه , اعتمادا على
السياق في الإفهام والتوصيل , ومن ذلك الضمائر , وحروف العطف والأسماء الموصولة ..
وما إلى ذلك من الأدوات اللغوية الرابطة (49 ) ...
ومن ناحية أخرى ينبغي أن نشير هنا إلى أن
كاتب القصة القصيرة أو الطويلة قد يعمد إلى ترك بعض الفراغات أو الثغرات التبليغية
في قصته بهدف توظيفها توظيفا فنيا , تاركا لاجتهاد القارئ وفطنته , وحسن توجيهه
للمعنى فرصة ملء هذه الفراغات اتكاء على المفهوم الكلي للأقصوصة أو وحدة الدلالة ,
ومن هذا المنطلق يصبح موقف القارئ أكثر
إيجابية , وهو بدون شك شريك للمؤلف في تشكيل المعنى ( 50 ) وبحسب فحوى كلام
الدكتورة نبيلة إبراهيم في بحثها ( القارئ والنص ) : أنه قد أصبح
للقارئ دور فعال في عملية فهم النص أيا كان , حيث يقوم القارئ عند استقبال
النص بفك رموزه وشفراته , وفقا لمنظور من
اتجاهات النقد أصبح سائدا بين كثير من النقاد , مثل : الاتجاه البنيوي , أو
السيميولوجي , أو الاجتماعي .. ونحوها , ولكنها أي الدكتورة نبيلة ترى أن العلاقة
بين القارئ والكاتب أوسع من ذلك , وهي علاقة تبادلية بمعنى أن تسير فيها عملية
القراءة في اتجاهين متبادلين : من النص إلى القارئ , ومن القارئ إلى النص وبقدر ما
يقدم النص للقارئ من الأساسيات , والأدوات التبليغية– التي أشرت إليها سابقا –
يضفي القارئ على النص أبعادا جديدة , قد
لا يكون لها وجود في ذهن الكاتب والقاص ( 51 ) .
( ه ) الأفعال والصفات : ومن الجوانب الجيدة التي
نسجلها للشقحاء : الجزء النحوي الذي يتعامل مع الصياغة الواقعية والفنية في القصة ,
ويرفع من حركتها , وقوة أدائها , ذلك الجزء الذي يرتبط بالتأثير على القارئ
وبالشرح الأدبي , ألا وهو استخدامه ( للأفعال ) أكثر من استخدامه ( للأسماء
والصفات (52 ) .
وعندما أقول الجزء النحوي أعني الجملة
المؤثرة التي تعبر مع شقيقاتها عن فكرة كاملة لا تترك للقارئ مجالا للسؤال : استمع
إليه وهو يتحدث بضمير الغائب عن بطل القصة
"كان عليه أن يذهب إلى المدرسة حافي القدمين .. أن يترك الدراسة .. أن
ينتقل من مدرسة إلى أخرى .. أن يبحث لذاته عن وظيفة .. أن يتزوج .. أن يتنازل عن كل شيء .. ( 53 ) " وعن عادل في قصة الحرمان " فرح
كثيرا وأعد نفسه للمقابلة , وأخذ يسترجع ما في أعماقه من ذكريات .. (54 ) "
فهذه الجمل الفعلية , وأشكال السرد الأخرى من حوار ورسالة منولوج ... التي يستخدمها في أقاصيصه
,يتوافر لها من طريقة سبكها وحسن اختيارها مقومات أساسية تمنحها قوة وتأثيرا وتجعلها
متماسكة كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا في حركة
آسرة , ونبض مرتفع , بحيث تجذب القارئ إليها , وتترك لديه نوعا من الانسجام
مع الكاتب , ولا يكفي أن تكون أفعالها دقيقة فحسب , بل تحتاج من القاص إلى قدر من
التدبر والتأني , ومراعاة عدة سمات جوهرية تناسب روح الأقصوصة.
أما بالنسبة ( للأسماء والصفات ) فهي – ولا
ريب – تلعب دورا خطيرا في الشعر , وهي وإن كانت في القصة أداة أساسية في أدائها , ولكنها لا ترقى إلى منزلة (
الأفعال ) من حيث الحركة والحيوية والقوة , وهي تقدم في ثنايا القصة ألوانا من
الجمال الأسلوبي فيه ذوق وشاعرية , وفيه استرخاء ناعم كقول الشقحاء : " الأهداب
المقرورة (55 ) و " الهدوء مخيم على المكان (56 ) وإن كان هذا لا يمنع من
أنها تلعب دورا بنائيا لتفريغ الأحاسيس الانفعالية العارمة كقوله
: "عويل القنابل ( 57 ) "
ودورا ايحائيا نتيجة ارتباط الصفة بالموصوف كقوله : " الطفولة البائسة
.. طريق المدرسة الرملي .. الثياب المهلهلة ( 58 ) " والجمع بين المتناقضين
كقوله " أهو حار مليء بالدموع أم
بارد .. ( 59 ) " .
الشخصية والأضواء
الكاشفة :
لو أخذنا أقصوصة ( اللعبة ) ( 60 ) على سبيل المثال , فإننا نلمس أن
الشقحاء قد نجح في إلقاء الأضواء الكاشفة على جوانب شخصيات هذه القصة وهم (
سماهر -أحمد – بدر ) وقد جعل من هذا الثالوث وسيلته إلى عرض الاحداث
, وبث الأفكار التي تستطيع أن نذكر منها : فكرة تمرد الفتاة في شخص سماهر على واقع العادات والتقاليد ,
وذلك في كسبها لهذه الزميلة الجديدة صاحبة الأفكار الجريئة " في مناقشة
الأمور حتى تلك التي يحمر لها الوجه خجلا
, وفي صورة خروجها مع بدر – رفيق طفولتها صغيرا – وعاشق أنوثتها كبيرا , وتجولها
معه في الطرقات , على الرغم من زواجها بأحمد , وأنها لم تعد " تبال بأنها قد
غدت في وضع آخر " وفكرة الغيرة من صديقتها القديمة – أيام الدراسة -على زوجها أحمد الذي كانت " تراقبه بعين متلصصة لمعرفة تأثيرها عليه
في أثناء حضورها حفل زفافها .
ونلمس أنه قد وصف بعض شخصياته وصفا مباشرا
,كما هو واضح في شخصية سماهر , وهي الشخصية الرئيسية في القصة , فسماهر " كانت كل شيء – في دار أبيها – حتى لتبدو
أمام الجميع بأنها البنت الكبرى رغم معرفة الجميع أنها الصغرى ... وهي المخطوبة في
كل زيارة للبحث عن زوجة , ولكنها على الرغم من ذلك فقد " حرمت من السعادة التي كانت تتوقعها
من خلال موافقتها ... على الزواج من أحمد .. " تلك الموافقة التي قدمتها على
" أختين يكبرانها في السن , ولم يتم
زواجهما بعد .. ومن ثم فقد " طوحت بكل الأحلام والمواقف , حتى إنها "
لتغلق .. سرداب أعماقها .. على كل الأفكار
والأماني والطموحات , التي تخيلتها لنفسها .
وغاضت الابتسامة – من صفحة وجهها – مع مرور
الأيام , لتعلن عن مقدم الجدب الذي فرت منه ذات يوم , فإذا به يطل من كل ناحية
ليخنق صوتها , ويواصل امتصاص إكسير الحياة التي غنت لها , ولكنها لا ترضى بهذه
الهزيمة , ومن ثم أخذت تجد في البحث عن " بديل لصديق انهزامي , وتركن إلى
" حب زميلة جديدة تشاركها أفكارها التقدمية , وترتاح لجرأتها في مناقشة
الأمور , حتى تلك التي يحمر لها الوجه ,
ويندى له الجبين عرقا "
وتلك هي ( الطريقة التحليلية ) حتى لنستطيع
القول : بأن الشقحاء قد أحرز نجاحا في
تقديم صورة واضحة لدى القارئ عن
ملامح شخصية سماهر , وأنه قام بأدائها في إتقان , وليس معنى ذلك
نجاحه في رسم شخصيات هذه القصة فقط , ولكنه على حد تعبير أحد الدارسين "
والشقحاء في الطور الثاني – من حياته القصصية – يهتم برصد كل ما يتعلق بالشخصية ,
حتى إنه ليأخذ في سرد التفاصيل والجزئيات والدقائق التي تحيط بالشخصية ( 61 )
" وتنطبق على شخصياته مقولة نصر عباس " إنه يتقن تحريك الشخصية في
مسارات الحدث القصصي بكثير من الدقة , وفي الرؤية لواقعها بكل جزئياته وتفصيلاته , وأن يكون على قدر من
الاهتمام برصد هذه الجوانب رصدا موضوعيا بالاعتماد على عناصر الفن المختلفة (62 )
.
ونلمس أنه قد وصف بعض الشخصيات الثانوية
الأخرى * -التي مهمتها تكثيف الضوء حول الشخصية الرئيسية – وصفا غير مباشر عن طريق
الحوار كشخصية بدر وبدر هذا هو ابن الجيران , وهو رفيق طفولة سماهر , حتى أن الأسرة قد اعتبرته في أثناء الطفولة
كأنه فرد منها , "وكانت – سماهر الطفلة – تداعبه من خلال لعبة العريس والعروسة .. وكان الأهل – يقررون -سماهر
لبدر وبدر لسماهر
" ولكن بدرا غادر المدينة مع والده إلى مدينة أخرى بحكم وظيفته ,
وانقطعت أخباره عن أسرة سماهر , وبعد أن دارت الأيام دورتها , فإذا ببدر يعود بعد أن غدا رجلا , وقد أتم دراسته بالخارج
, وبحث عنها وأخذ يلاحقها في الطريق :
سماهر
... سماهر ..
من يكون ؟ أنه وجود ينتمي إليها ...
وأخذت تسترجع الذاكرة التي لم تسعفها .
أنا بدر
...
بدر
من ؟
وتذكرت رفيق الطفولة "
وبمكالماته التليفونية بعد أن كادت تنساه
" وقررت عدم الاتصال به , ولكن صوته الذي يصلها كل مساء عبر الهاتف أخذ
يغريها بتحديد موعد للقاء .. لم تعد تبالي بأنها غدت في وضع آخر غير الذي كانت
عليه ...
لم يكن بدر يملك عربة فأخذت تتجول معه في
الطرقات , وكنت أحب لو ترك الشقحاء مجال الحديث
والحوار لسماهر لتتكلم بنفسها بدلا من سياقه بضمير الغائب – كما صنع زوجها
أحمد – كنت أحب أن يترك ردود الفعل , بعد
عودة بدر والتصرفات في الأعمال لها , لأننا نفترض في سماهر -في هذه الحالة -أن تكون متجاوبة أو غير متجاوبة مع الظروف
الموضوعية التي تسيطر على جو القصة , وفقا للخطة التي رسمها الكاتب , وتلك هي (
الطريقة التمثيلية ) , وقد أفاض
(فرانسومورياك -F0 )Mouriac في هذه النقطة , حتى أنه ليقول " .. أن
أشخاص الأقصوصة ليسوا مجرد ألعوبة في يد الكاتب يحركها كيف شاء , بل لابد أن يترك
التصرف لذواتهم ( 63 ) .
ومن بعد ذلك تزوج بدر من ( عبير ) أخت
سماهر الكبرى , لا لشيء إلا ليكون بالقرب من سماهر " واستغل زواجه لمواصلة
البحث عن أبواب يعود منها إلى سماهر "
أما حكاية أحمد – وهو الشخصية الثانوية
الثانية – مع سماهر , فقد كان ينتظرها أمام باب الكلية , وتكرر ( تواجده ) حتى
اقتنعت بأن قدومه كان من أجلها وليس من أجل زميلتها في الدراسة , وتكرر لقاؤه ,
حتى سرت الهمسات بأنه مرغم على الزواج منها بعد أن سلبها عذريتها " وما أن
سمع موافقتها – على الزواج – حتى أخذ يتحدث بشكل هستيري عن السعادة التي سوف
يجنيها .. " وتم الزواج وانتقلت
سماهر لدار أسرة أحمد , ولكن بعد حين
داخله الشك " وانطلقت كوامن نفسه " :
لقد كنت تتحدثين عنه .
: من ؟
: بدر
: متى ؟
: البارحة كنت تترجينه أن يبتعد .. "
وأخذ يذكرها بالحلم , ويطالبها بالإفصاح
عما في داخلها , وشعرت بأن الشك تسرب إلى أعماقه فأخذ يحاصرها بمراقبته, الأمر
الذي دفعها إلى – العزلة – والعودة إلى واقعها – قبل الزواج– وركبتها الهواجس
ودفعت بها إلى حياتها في مرحلة الطفولة لتبحث من خلالها عن ذاتها " عن أي طفل
.. عن عريس لتكون هي العروس "
الحادثة و أبعادها
نعرف أن قصة الحادثة هي التي تسيطر فيها
روح الحادثة وأبعادها على الأقصوصة في كتابة مركزة مكثفة , لأن القاص قد اجتباها
إلى قلمه , وخلع عليها الروح والحياة بطريقة واقعية , ويشترط في هذا اللون أن يقصر
القاص نطاق عمله على حادثة واحدة محصورة النطاق , ضيقة الأبعاد , وقد وفق الشقحاء
في بعض قصصه في المرحلة الأولى إلى معالجة هذا النمط , والأقصوصة من هذا المنطلق ,
قادرة على أن تعكس , ما في داخلها وما في خارجها , وان كان ذلك بشكل غير مباشر , حتى أننا لنستطيع القول : بأن الشقحاء قد وضع
بذور الأيديولوجية موفقة على الطريق . لهذا النمط .
وأحب مستقبلا – أو في طبعات ثانية – أن
يقوم بالتقديم لمجاميع أقاصيصه , عارضا
وجهة نظره , هل في قصصه ما يواكب التحولات الاجتماعية والثقافية والحضارية
والتاريخية , في مجتمعه ؟ أم أنها بالنسبة له خروج من الغربة والعزلة , والانتصار
على العقبات والمآزق التي تقف في طريقه , أو أنه يجد فيها نفسه , وعلى حد تعبير
الفيلسوف الإغريقي سقراط ( اعرف نفسك ) فإذا عرفها استطاع أن يخوض بمهارة كثيرا من
التجارب الإنسانية .. وما إلى ذلك .
ومن هنا فإن معالجته لهذه الأيديولوجية .
لا أعني أيديولوجية عقائدية – ولكن أعني أيديولوجية القصة والقاص التي تتبلور في
صورتها الصريحة أو الضمنية من الإمساك بالخيط الذي تسلك فيه وحدات القصة طريقها
للربط فيما بينها من علاقات متشابكة , هذا فوق الترابط الطبيعي بين ( الدال
والمدلول ) في الاستخدام اللغوي ,حيث أن ( الدوال ) هي دائما – عند تحليل القصة أو
غير القصة – المفاتيح إلى المدلولات .
وسنقف من خلال هذه الأيديولوجية على أن ممارسة
الشقحاء لكتابة الأقصوصة تعتبر متميزة , لأنها تعكس كثيرا من ملامحها , وأنها
متطابقة لقوانين الفن وتشكيلاته , وهي في الوقت نفسه تخدم جانبا من التكوين
الاجتماعي والتاريخي والثقافي لمجتمع جيله ( 64 ) .
والحق في أن أيديولوجية ( القصة القصيرة في
السعودية – عند جار الله الحميد , وخليل الفزيع , وحمد الزيد , وخيرية السقاف ,
ورقية الشبيب , سباعي عثمان , وسليمان الحماد , وسليمان سند , وشريفة الشملان ,
والصقعبي , والمشري , وباقازي , والجفري , وعبدالله جمعان , وفوزية البكر ,
والصويغ , وعلي قدس )– وذلك من خلال المفهوم الذي ذكرته – أي في صورتها الصريحة أو
الضمنية من الإمساك بوحدات الخيط الفني الذي تسير فيه مدلولاتها , بما بينها من
علاقات متشابكة على مستوى العمل الفني باعتباره كلا أي بكامله تعد أكثر من جيدة ,
وبالرغم من الرابط الطبيعي الذي يشد جوانبها .. فإن الصياغة الفنية هي دائما
المفاتيح عند تحليل القصة وأخذها بالمعايير التي تمثل روح العصر .
ويحتاج الباحث في تفسير هذه العلاقة والإمساك
بالوحدات إلى مجموعة الأقاصيص الأخرى للكاتب أو الكاتبة , ليقف على أيديولوجية (
الأقصوصة ) في ضوء الظروف والأجواء التي نمت فيها ولادة هذا العمل الإبداعي , ولا
أريد من ورائها التوقف عند القراءة الاستكشافية التي تبحث عن المفهوم , ولكن أريد
أن أتجاوز ذلك إلى مرحلة القراءة الاستراجعية التي تنتحي التفسير والتأويل (65 )
ويدهش القارئ حينما يفاجأ بهذا الثراء
القصصي لهؤلاء الكتاب والكاتبات الذين
ذكرت أسماءهم (66 ) – ولا شك أن هناك آخرين غيرهم – ولهذا النضج لمفهوم
جوانب القصة القصيرة , ولا ستواء معلم التسلسل الفني لأعمالهم , وتكثيف اللغة في
هذه المرحلة – أي مرحلة السبعينات والثمانينات – وذلك بالنظر إلى ( أبعاد اللغة )
من جملة جوانب كالبعد الإيمائي والرمزي والتطبيقي والتصويري والسردي والتشكيلي
والحواري ومسار الوعي بمختلف جوانبه .. بهذا المنطلق أصبحت (القصة القصيرة ) في
المجتمع السعودي ذات تشكيل جمالي صارم , ولم يعد من السهل معالجته إلا باستقراء
دواله ومضامينه , وتحديد جماليات بنائه وأبعاده , ولم تعد هذه الأعمال تفريغا
عارضا لتجربة ( ذاتية لحظية ) تتوسل في بنائها – كما وكيفا – بقوالب مفككة ,
وتجارب باهتة , ضئيلة العطاء .
وليس معنى الأخذ أو الالتزام بهذا النمط من
الأيديولوجية , أو بأيديولوجية فكرية أو عقائدية , أنها متعلقة بالمدلول فحسب ,
كلا . بل إن التداخل بين الفن , ومنه ( القصة ) وبين الأيديولوجية , لا يعني بأي
صورة من الصور محو الخصائص الفنية للقصة
التي يميزها عن الأشكال والأجناس الأدبية الأخرى , فالقصة ذات الطابع الفني , بما
فيه من تشكيلات جمالية تبقى محتفظة بخصوصيتها , وإن عكست مفاهيم أيديولوجية , والفنان الواعي هو الذي لا يضحي
بجماليات فنه لحساب قضايا سياسية أو قومية أو اجتماعية أو أخلاقية , وينقلب إلى
نوع من الوعظ والإرشاد .
وقد يتوسع القاص قليلا في وصف الحادثة عن
طريق إبراز شخصيات أبطالها , وتوضيح الفكرة العامة للأقصوصة من خلال هذه الشخصيات
التي تجلو الحادثة , وتعمل على إبرازها , بحيث يستطيع القارئ أ يدركها لأول وهلة ,
دون أن يدخل في فلك توالد الحوادث , ومحيط تسلسلها , ونأخذ نموذجا لذلك أقصوصة (
الحرمان ) من مجموعة ( حكاية حب ساذجة ) , والناشر لهذه المجموعة التي بين أيدينا
(نادي الطائف الأدبي ) دون تحديد تاريخ للنشر , ويبدو أن تلك كانت الطبعة الأولى ,
وقد وقفت لدى بعض الدارسين ( 67 ) على أن تاريخ نشر هذه المجموعة للمرة الثانية
كان سنة 1405 = 1985 , وتدور على شاب ( عادل ) قست عليه ظروف الحياة , فانحرف إلى
تعاطي المخدرات , مع صديق آخر , وتلك هي (
قضية العصر ) .
فللشباب حاجات جسمية وانفعالية وعقلية
واجتماعية , وتقضي الأصول التربوية والنفسية توجيهها لتأكيد المكانة والرفعة ,
وتنمية المواهب والقدرات الخاصة واستثمارات المهارات وتأكيد الانتماء الديني
والروحي , وكبح الحاجات التي يتعذر إشباعها للسمو بها , وتكوين اتجاهات سليمة مع المجتمع .. ولا شك أن
الشباب بحاجة إلى توجيه سليم ليساعده ذلك على حل أزماته والتسامي برغباته والتفهم لمشاعره
ومشكلاته.
ويحدث في حياة الشباب طفرات مفاجئة تؤدي
إلى تغير شديد في أنماط سلوكهم ، وهذه الطفرات تشكل صعوبة في تعامل الأبوين مع
الأبناء ، ومن واجب الآباء والمربين والكتاب الملتزمين أن يكونوا بجانب الشباب ،
وأن يبعدوا عنهم الإحساس بالقيود والضغوط ... لأن تسلط بعض الآباء أو إهمالهم
لأبنائهم يؤدي إلى الانحراف والبحث عن علاقات خارج الأسرة دون حماية أو رقابة "
(68) وليس أمام الشباب إلا إخوان السوء وأصدقاء الندامة.
ولذلك كنت أود لو أن (الشقحاء ) باعتباره
عنصراً فاعلاً من عناصر الكتابة في المملكة وليس في الطائف فقط ، لو كان له رصيد
وسيع من القراءات العميقة ، وأعني بها تلك التي يستوعب فيها القارئ نماذج غنية من
كتب علم النفس والتاريخ والنقد ، وعلم الاجتماع ... يمكنه من توسيع من دائرة أفاقه
العلمية والقصصية ، ويعمق نظرته للموضوعات التي تعالج قضية نفسية أو تاريخية أو
وطنية أو إنسانية ... وعن طريق هذه الثقافة العميقة ، بالقراءة والاطلاع على آثار
كبار الكتاب – الفنية المتميزة – وعلى ألوان النقد الموجه إليهم – يتمك كاتب
الأقصوصة – آياً كان – بل كاتب القصة بصفة عامة من الاتصال الدقيق بكل ما يعتلج في
ضمير الإنسانية والمجتمعات ويعرف كيف يتغلغل في الأعماق – وكيف يفلسف الأفكار –
ويستخلص الحقائق الكامنة في النفوس ، حتى إذا أمسك بالقلم ليسطر أفكاره ، فإنها
ولا ريب سوف تطفو إلى قلمه ، ويحقق الهدف المطلوب من خلال العرض الدرامي ، لأن
الحادثة استدعتها .
وبين أيدينا كمثال لذلك أقصوصة ( الحرمان )
وقد فهمت أن الدكتور طلعت صبح (69) وابن حسين (70) قالا : إنها ( قصة حادثة )
ولكنني في الحقيقة لا أدري هل الشقحاء هل يريد أن يقدم لنا الحدث وهو ( المخدرات )
وهناك كان لا بد له أن يكشف عن أبعاد هذا الحدث على طول الأقصوصة وإلا افتقدت
الحادثة مغزاها ، أو أنه يريد أن يقدم لنا الشخصية وهي ( عادل ) .. لأن طبيعة عرض
الحادثة في الأقصوصة تستدعي أن يستمر القاص في عرضه لحادثة القصة في تسلسلها
وترابطها الطبيعي وتجانسها ليؤدي إلى نهاية معينة ، كما في أقصوصة ( الخوف ) (71)
من المجموعة نفسها وكما في أقصوصة ( تداعيات موقف أحتضر ) (72) الذي وفق فيها كثيرا مما يدل على تطوره
الفني لأنه من قصص المرحلة الثانية.
أجل ، إنه سلك طريقاً أخر ، غير طريق (
الواقعية الجديدة ) التي سنشير إليها فيما بعد في دراستنا للقصة السعودية المعاصرة
، وغير طريق تكثيف الحادثة ، وسلك الطريقة القديمة للأقصوصة ، من حيث العرض ثم
العقدة والحل ، أو المفاجأة الأخيرة الواضحة في قول الجندي " لقد عثرنا على
رفيقك في السيارة وقد اعترف " ثم قول الملازم "نحن آسفين لتوقيفنا إياك
، ولكنها إجراءات وروتين التحقيق (73)" كان هذا النهج هو الطابع القديم
للأقصوصة ، وما يزال بعض الدارسين الأجانب
والعرب يأخذ به ، وبمعني أدق لا يمانع فيه ، وفي هذا يقول عباس خضر
"إن سومرست موم مع تأثره بموباسان ، فإنه لم يتحول عن المنهج القديم في
الأقصوصة ، من حيث التشويق والعقدة والحل ، والإغراب إلى حد ما في قص الواقع ، حتى
أنه أنتقد تشيكوف في منهجه من : الاقتصار على قطاع أو شريحة من حياة الطبقة
البرجوازية (74) " وكما يقول الدكتور عز الدين إسماعيل والدكتورة وفاء سليم
" ولكي تصبح الحادثة ذات بناء متماسك وتؤدي هدفاً واحداً – فلا بد من الحبكة
التي تجعل من الأقصوصة وشخصياتها وحدة ذات دلالة محددة (75).
ونصير قليلاً مع أقصوصة ( الحرمان ) فنلحظ
أن الكاتب قد اتكأ فيها طريقة ( السرد المباشر ) وهذه الطريقة يحرك فيها القاص
شخصوصها ويرسمهم من خلالها من أجل الكشف عن بواعث الحادثة ، فعادل شاب في مقتبل
العمر ... وهو أكبر أخوته .. ولكنه منبوذ من الجميع لأنه أخذ بذنب أمه التي تزوجت
من أبيه ( صالح ) الذي يكبرها كثيراً وكان قلبها معلق بابن عمها الذي تربي معها في
البيت والذي يناهزها في العمر " أما فاطمة والدة عادل " فهي قروية ساذجة
كانت منذ الصغر مخطوبة لابن عمها الذي تربي معها في بيت والدها لأنه يتيم الأبوين
، وأما أبوه ( صالح ) فهو من رجال الشرطة ، وقد لفتت فاطمة نظره .. بجمالها فخطبها
من والدها ، وتدخل أولاد الحلال لإقناع أبيها بهذا الزواج على الرغم من معرفتهم أنها
مخطوبة لابن عمها ، ولم يدم الزواج كثيراً ، لأن صالحاً داخله الشك في سلوكها وفي
علاقتها مع ابن عمها فطلقها ، وانتزع ابنها عادل منها فعادت إلى دار أبيها كسيرة
الخاطر ، مجروحة الفؤاد.
وأما عبد الرحيم ابن عم فاطمة فكان قد ذهب
خارج البلاد للتحصيل العلمي ثم عادل وتزوج من فاطمة بعد طلاقها ، وإن كان لم يغتفر
لها غدرها به وزواجها من غيره في أثناء غربته ، مع علمه بأن زواجها كان على الرغم
منها .
ونلمس في الأقصوصة وجهين:
الوجه الأول : أن الشقحاء قد اتكأ على
شخصية عادل لإيضاح الفكرة التي تجلو بعض جوانب الحادثة وتعمل على إبراز الظروف
والبواعث التي دفعت به في هذا الطريق ، ولكنها أوغل في تبيان هذه الظروف ، وكشف
محيطها ، وتصوير الصراعات والتصرفات التي صدرت عنها نتيجة لتلك العوامل وتوسل إلى
ذلك .
بالمكان : مثنى وثلاث ورباع : "ارتطمت
السيارة الصغيرة بالحاجز المسلح في ملف النقبة الحمراء في طريق الطائف -مكة بالهدا
، واستكانت السيارة في حضن الجبل " ، ومستشفى الطائف وغرفة الحجز .
وبالحوار أكثر من مرة ، ووفق فيه أيما
توفيق ، لأنه استخدم فيه ( الصدق الواقعي ) ولأنه أدار فيه بعض المفردات العامية
الخفيفة التي تتوارد في لغة الحياة اليومية ، وتتقبلها لغة الأقصوصة الحديثة
" منين جاي – أنته –واللا– مين .. "والذي لا شك فيه أن هذا السلوك إنما
هو انعكاس لطبيعة الحوار الذي أداه ، ولطبيعة الموضوع الذي يعالجه ، لأن هذه
الكلمات مع قلتها وبساطتها برزت فيها ( قضية عادل ) بما فيها من إحساس بالغربة
والضياع والتعقد والاضطراب النفسي والفكري وأعتقد أنه لم يكن مناسباً أن يعبر عن
ذبك بلغة خطابية مسرحية على طريقة الواقعية الكلاسيكية ، ولا بلغة ذاتية محافظة على
طريقة الرومانسية : بل كان متدفقاً وطبيعياً للغاية القصوى :
" منين جاي يا ولدي ؟
-من الطائف..
-انته من أهل القرية ؟
- لا .. وكنت أريد زيارة أقارب لي.
-زملائك في المدرسة .. واللا العمل ؟
-أبداً .. أريد زيارة والدتي ..
-أيه .. ومن هي ؟
-.... ......
-سبحان الله أنت جاي تبغى تزور والدتك ..
والمسكينة ماتت في المستشفى .. كانت تبغى تشوف ولدها .. لكن لم يحقق لها أحد رجاها
.. "
وبالجو المسيطر على بعض جوانب الأقصوصة :
فرجال الشرطة صارمون .. وسياراتهم تطلق
نفيرها المفزع .. هذه الأجواء " أعادته – أي عادل – إلى حالة الانغلاق النفسي
والهواجس .. حاول أن يضحك .. حاول أن يقول : شيء .. لكن جدار جليدي * يفصل بينه
وبين مطوقيه ، رغم أنه لم يبح لهم باسمه
وباسم أبيه .. فقد أصرا على الصمت !! وها هو يتأسف على ذلك .. إنهم يتجاهلونه ..
يحاولون قدر المستطاع تحطيم ما تبقى في داخله من مقاومة "
وبالمنولوج : وبمعنى أدق بالاسترجاع
الخارجي ، وكنت أود لو أن الشقحاء – لم يتحدث عنه بضمير الغائب – ويتركه هو يقوم
بإجراء ذلك الاسترجاع في منولوج داخلي : " فرح كثيراً وأعد نفسه للمقابلة ،
وأخذ يسترجع ما في أعماقه من ذكريات راسماً صورة وهمية ( لأشقائه ) (76) الذين لم
يشاهدهم حتى الآن .. تسرب شيء من الخوف إلى أعماقه .. تهيب من موقف اللقاء
الذي لا يدري كيف يكون .."
وبالتصوير : وذلك عندما سمع بموت أمه ،
انهارت كل أحلامه .. تبخرت .. وأخذ يبكي .. أصابته نوبة من البكاء فلم يستطع
مقاومتها رغم امتلاء لسيارة بالركاب .. الذين أخذوا يواسونه بينما كان يردد : إنني
ملعون .. إنني ملعون .. وطلب من السائق التوقف ، وترجل من السيارة .. "
الوجه الثاني : أن الأقصوصة تعكس قطاعاً
كبيراً من المجتمع القروي السعودي :"فالمعارك تنشب بين رجال القرى بسبب
المياه والمزارع ، الأمر الذي يفضي إلى القتل" والفتاه الصغيرة تتزوج عنوة
وعلى كره منها من رجل في سن والدها ، ووضع المرأة التي تحوم حولها الشبهات بسبب
علاقات برئية ببعض أقاربها قبل الزواج .. بما يترتب عليه الطلاق ، وعودة المطلقة
إلى دار أبيها ، والعيون تطوقها من كل ناحية ، والشائعات تحاصرها .. لمعرفة بواعث
الطلاق الحقيقية ، وضياع الأولاد بعد طلاق الأمهات مما يولد فيهم الانحراف إلى
المخدرات وغيرها .. وتضخيم العقد النفسية بين حنايا صدورهم :" سمع – عادل –
الكثير عن أسباب الطلاق ، ولكن تركزت في أعماقه رواية واحدة .. " ... وشعر
بشيء من ( الحرمان ) في داخله يدعوه إلى أن يخطئ انتقاماً من المجتمع الذي حرمه من
كل شيء .. " والإحساس بالحرمان والكبت العاطفي ، وعدم القدرة على المعالجة ،
لم يحاول مطالبة والده بزيارة أمه بعدما دخل مرحلة الرجولة لشعوره بأن ذلك سوف
ينكئ جرحا التأم مع مرور الزمن .. فصمت على مضض " والزواج من أكثر من امرأة
.. والوساطات والمحسوبيات : فوالده له سلطات ومكانة بارزة لدى المسؤولين .. استطاع
بواسطتها أن يخرج من أكثر من مشكلة "
الزمان والمكان:
من المعايير المهمة في القصة الرواية ، أو
القصة القصيرة ، التوسل بالمعيار الزمني ، والمعيار المكاني ، باعتبارهما نسيجين
يدخلان في بنية القصة ، على مستوى الشخصيات أو الموقف أو الحدث والفعل ، وتشكيل
الشخصيات لا يتم اعتباطاً ، ولكنها تتم من خلال الزمن في الغالب ، ولا بد لها أن
تقع في مكان محدد ، ولا أريد أن أدخل في التعريفات والتحديدات العلمية لكل من
الزمن وأبعاده (77) ولكل من المكان وأجواءه ، ويعنيني من هذه الأبعاد أحد فروع هذا
الاتجاه وهو الزمن القصصي ، فأحداث الأقصوصة الحديثة تقع في وقت قصير بضعة أيام ،
أو بضع ساعات ، ولاسيما في الانطباع والموقف ، وهذه وحدة الزمن الفلكي ، وتدور في
مكان أو مكانين أو ثلاثة ، وتكون المشاهد هنا ضرورية ، وهذه وحدة المكان .
والفن القصصي بصورة عامة من أكثر الفنون
التي تتوسل بالزمان والمكان في التعبير عن النفس وعن الإنسان ، وعن العالم ، وأكثر
هذه الأزمان هو الزمن النفسي وفيه تتداخل الأزمان – فلا تأتي بترتيبها الطبيعي
الذي نعرفه من : الماضي والحاضر ، والمستقبل – ليتولد عنها حركة درامية تتحدد من
خلالها مصائر الشخصيات ، وهذا الزمن القصصي قد يطول حتى يغدوا دهراً ، أو كما عبر
الشقحاء حتى يغدوا وكأنه ملايين السنين ،
وقد يقصر حتى يبدو وكأنه لساعات أو دقائق أو ثوان ، ومرد هذا إلى إحساس الشخصية
بوقع الزمن عليها .
فاليوم أو الدقيقة الواحدة قد يكون وقعها
على الشخصية طويلاً وثقيلاً كقوله الشقحاء " الأسبوع سبعة أيام ثابتة ثبات
الانسحاق المزروع في أعماقه منذ أول يوم أطل فيه على هذا العالم .. " ماذا
تريد منه إنه شخص بال .. انتهى من خمسين عاما .. وسوف تتراكم أعوام الانتهاء ..
حتى تصل النهاية الأخيرة .. " احترقت المراجل فيه داخله .. إنها ثلاثة أيام
وهي في طريق الأتي .. " " ..
وكان الخوف مصلوباً فوق الأشجار التي أمر بها (78) " وقوله " تأملت
الساعة طويلاً فإذا بعقاربها واقفة .. لم تتحرك منذ تأملتها أول مرة (79) وقوله
" الانتظار علامة مجهولة .. ترسبت في أعناق الكائنات منذ الأزل .. وقد حاول
البعض خلق مبرر لهذا الشيء غير الملموس الذي يشعل في الأعماق أتون القلق والضياع ..
والحرد " ، " أخذت السنون كل ما في داخله .. لأصل في النهاية إلى مرحلة
الصفر (80) " وقوله : " لا يدري أين يذهب . الساعة تشير إلى السابعة
والنصف مساءاً .. كل شيء حوله هادئ هدوء الظلام التي ترسبت في أعماقه منذ ثلاثة
أيام حيث دب الحزن كالعادة إلى داخله في قسوة وجبرت ليحطم كل ما بناه (81)
هذه المواقف الزمنية النفسية التي أدت إلى
" الانسحاق " ، ( تتراكم أعوام
الانتهاء ) ، و ( احتراق داخلي ) و ( توقف العقارب فهي لا تتحرك ) و ( الانتظار
المترسب في أعماق الكائنات ) برع فيها الشقحاء حتى إن جانباً منها ليذكرنا بالموقف
النفسي الزمني المشابه لها عند امرئ القيس
، فهو يصور الليل وهو يرخي أستاراً ثقيلة من ظلاما الدامس المصحوب بأنواع شتى من
الهموم والانفعالات ، ويصور نفسه المنسحقة الحائرة القلقة ، وهي ترقب ابتسامة
الفجر ، ويتكور بعضها على بعض لتعود لذاتها ، فترى أنها أمينة ممنوعة ، وأن الصبح
ليس بأفضل مما جاء به الليل ، ويتوهم النجوم وقد شدت بأمراس (82) كتان إلى جبل
يزبل (83) :
فيالك من ليل كأن نجومه
بكل مغار الفتل شدت بيزبل (84)
أي أن هذا الليل العجيب ثابت متوقف في
مكانة لا يتحرك (85)
وبالنسبة لكاتبنا الشقحاء ، فإنه يمكن
تحديد الزمن لديه من الناحية الفنية لتقسيمه إلى قسمين بدلاً من التفريعات الكثيرة
الأنفة الذكر – وذلك كما تقول سيزا قاسم : الأول الزمن التاريخي ، وهو واضح في
قوله : " إن العام ثلاثمائة واثنين وخمسين * يوماً ، وأن العام اثنا عشر
شهراً ، والشهر ثلاثون يوما والأسبوع سبعة أيام .. " . والثاني : الزمن
النفسي القصصي ، والأول يمثل العالم الخارجي الذي يسقط عليه القاص عالمه التخييلي
، الواقعي ، باعتبار أن التاريخ ذاكرة البشرية ، وأنه مدون بأبعاده الفلكية ، في
أرصدة وثائق لها استقلالها التام عن الأدب ، ويستطيع أن يغترف منه ويتكئ عليه ،
بما يناسب أعماله الإبداعية (86)
أما الثاني : فهو زمن المشاعر والأحاسيس
التي تثيرها الأشياء الخارجية ، فتحول إلى مادة تشكيلية تخضعها الشخصيات لأحاسيسها
الذاتية ، وبمعنى أدق يخضعها القاص لعالمه القصصي بدرجات متفاوتة تعكس وجهة نظر
الشخصيات وتحدد سلوكها ، وأبعادها الداخلية والخارجية ، وتعمل هذه الشخصيات على
إفراغ هذا الزمن من طبيعته المتعارف عليها ، ومدته الثابتة المحددة ، وتلك هي
التقنية الفنية الحديثة للأقصوصة ، نتيجة لتعقد الحياة الإنسانية ومن هنا يجد القارئ
الذي يتذوق لذة الكشف النفسي والفكري – فضلاً عن الباحث – الذي يرى أن هذا العمل
الإبداعي عملية فكرية جادة وليست مجرد ازجاء الوقت والتسلية (87).
ويشكل الزمن النفسي عند الشقحاء – من حيث
أبعاده وطوله وقصره ومختلف حالاته ، وإبراز مدى وقعه على نفسية الشخصيات – عنصراً
مهماً من عناصر الإبداع القصصي ، يسري في كثير من أقاصيص مجموعة ( قالت إنها قادمة
) ، حتى لنرى أحد الدارسين يقرر : " أنه في كتاباته الأخيرة (88) حريص كل
الحرص على أن يبحر في عالمه القصصي عبر الزمن النفسي .. أي أنه يبتعد في طوره
الأخير عن الرصد المادي للأحداث ، وكأنه يريد أن يتناسى الواقع أو يمحوه بكل
تفصيلاته المادية المحسوسة ، ويأتي بدلاً منها بزمن آخر براه مجالاً لنقل الشخصية
القصصية بكل آلامها وتمزقاتها إلى عالمه ... وتراه يجعل للزمن أشكالاً ومفاهيم
ذاتية خاصة (89) تمنحه الفرصة لنقل ما بداخله من الدلالات الجمالية المتولدة عن
هذا الزمن ، ولا شك أن تلك الدلالات تختلف من قاص إلى آخر بمقدار العمق والمعالجة
الدرامية التي تتناسب وطبيعة العمل الفني في التشريح النفسي للشخصيات ، وتتناسب
أيضاً بمقدار ارتباطه بمستوى العمل الإبداعي الذي استدعى هذا الوجود الزمني ، وقد
استطاع الشقحاء أن يطوع هذه التقنية الزمنية بحنكة ومهارة جعلت الدكتور طلعت صبح
يقول : " إنه يجعل للزمن أشكالاً لا نعرفها ، ولم يكن له عهد بها (90) ، وقد
أشار إلى هذا الاتجاه الدكتور نصر عباس حيث يقول : إن محمد الشقحاء يتخذ من الزمن
أساسً لتحديد درامية الأحداث المعاشة ... وقد أكد هذا القاص على كيفية هذا التعامل
والتكيف مع تلك الأحداث وكيفية الإحساس
بها بشكل مباشر ... كما أنه يتكئ أحياناً على الرمز الزمني عن طريق تكثيف لغة
الحوار ، بوصفه معلماً من معالم عنصر التوتر * "
والحق أن القاص محمد الشقحاء من خلال
المساحة الزمنية – سواء في البعد التاريخي أو النفسي – قد استطاع أن ينتقل بين
شخصيات أقاصيصه ملقياً الضوء عليها من خلال الزمن النفسي الذي يلفه الحزن ، ويجلله
الألم ، ومن خلال الزمن الحاضر الذي يتصف غالباً بالحركة والفاعلية والإغراق في
أحداث واقع الحياة حتى أعماقها ومن هذا الحاضر المثقوب ، والزمن النفسي الثابت
للنفس البشرية أوغل الشقحاء في أعماق شخصياته حتى سمعنا مثل تعبيرات ( الانسحاق
المزروع في أعماقه ) .. واحترقت المراجل في داخله .. وكان الخوف مصلوباً فوق
الأشجار .. ، .. "
أجل ، إن الشقحاء كان يحس في قراره نفسه
وهو يمسك بقلمه ليسطر كلماته بالأبعاد الحقيقية لمأساة الإنسان المعاصر ، ولذلك فهو قد حكم على نفسه بالإبحار الدائم
في عوالم هذا الزمن النفسي ، ومن هنا يصبح التساؤل الذي يتوجه به في كثير من
مواقفه تعبيرا نفسياً يرقى إلى مرتبة الرمز الفني الذي تعبر به الشخصية أو يعبر هو
بها عن الشخصية أي عن مكنوناتها النفسية والداخلية كقوله " ماذا تريد منه ؟
إنه شيء بال .. انتهى منذ خمسين عاماً .. سوف تتراكم أعوام الانتهاء حتى تصل إلى
النهاية الأخيرة (91) وقوله : " من
يكون ؟ إنه وجود ينتمي إليها ، يعيش في كل قطعة من حياتها (92) .
هذا بالنسبة للمستوى الزمني ، أما بالنسبة
للمستوى المكاني فمن الطبيعي أن يحدد الكاتب مكان وقوع الأحداث في بنية الأقصوصة –
ولو أخذنا مجموعة ( حكاية حب ) – حتى لتصادفك جوانب المكان في كل أقصوصة ، ولو
أخذنا الأقصوصة الأولى ، ثم الوسطى ، ثم الأخيرة على سبيل المثال لوجدناها تطفح
بعنصر المكان ، ففي الأولى وهي ( الحرمان ) (93) نقف على (ملف النقبة الحمراء في
طريق الطائف - مكة) ، و ( إدارة المرور ) و ( مستشفى الطائف ) و ( غرفة الحجز )
وفي الوسطى وهي ( الحزن وأحلام اليقظة ) (94) نقف على ( النادي ) و ( المكتب ) و (
البيت ) و ( المقهى ) وتلك هي الأماكن الواقعية ، وهناك الأماكن النفسية "
إنهم يملأون داخله بدوامة انفجار ودمامل الألم (95) " وفي الأخيرة وهي (
أشياء صغيرة ) (96) نقف على : " الدار – السنيما – المقهى " ثم هناك
الأماكن النفسية " ذلك الفراغ الذي يملأ جوفه (97) " . ونلحظ في هذه
الأماكن بشطريها أن المكان القصصي قد يختلف في طبيعته عن المكان الواقعي ، لأن
القاص وهو يذكر المكان الواقعي يحاول كثيراً أن ينأى عن هذا الواقع ، ويغلفه بقليل
أو كثير من الخيال ليخلق لنفسه عالماً مستقلاً في الأقصوصة ، ومن هنا تكون قراءة
الأقصوصة رحلة محببة إلى هذا العالم والذي صنعه الكاتب وهو يبتعد في كثير من
جوانبه عن عالم الواقع ، ففي أقصوصة (اللعبة ) (98) تقع على مكانين أحدهما واقعي
" اشتعلت الثريات في الشارع الموازي لمنزل أسرتها " والأخر مغلف بالرمز
والخيال :" فبيادر أشهر مطربات الطائف .. توشح ابتسامها الصغير الأبدية ظلال
من الحزن مقره أحد الفنادق الكبيرة (99) " وفي أقصوصة " تداعيات موقف
احتضر " ما أكثر الأماكن الواقعية فيها ، والأماكن النفسية : " تركتني
ابتهال في عرض الطريق " ، "
قبعت عليه الأسبرين فارغة بجوار فراشي " و ( أشعة النور وأصوات الحياة تتسرب
من النافذة ) و ( كل ما كان مجرد تهويمات
شيطانية زرعها مجهول بقسوة فوق شباك ممزقة ، ألقاها البحر ذات يوم على الشاطئ
الحجري بعد أن التهم الصياد (100).
وهنا سوف أسجل ملمحين أو ثلاثة : الملمح
الأول:
أن القاص تفرض عليه طبيعة عمله الفني أن
يخلق عالماُ قصصياً – في حدود مقومات الأقصوصة من شريحة أو قطاع ، أو جانب من
الحياة ، أو من النفس أو انطباع معين يتجه فيه إلى عالم متخيل ، وإن كان في الأصل
يستمد عناصره من عالم الواقع ، ولكنه في الحقيقة عند إمعان النظر نجد أنه يتخلف عن
هذا الواقع اختلافاً جوهرياً يجعله قادرا ً على أن يصف أو يشرح المكان بسمات تجعل
له التأثير على الشخصية أو على القارئ أو الزمان أو على الحدث ، والعكس صحيح أن
تخلع هذه العوامل عليه صفات جديدة ليست له ، تكون معادلا موضوعياً لما يدور بين
جنبات الشخصية من أحاسيس ومشاعر " اتجهت إلى مقر عملي .. كلهم يتطلع في وجهي
.. بشكل غريب .. وألف سؤال حائر فوق العيون (101) .. " .. " دخل الفراش
إلى مكتبي وبين يديه دفتر تسليم الأوراق .. ثم ألقاها بهدوء فوق المكتب . أخذت
أقلب أوراقه – لمعرفة ما في داخله وإذا به صورة من مذكرة إحالتي للتحقيق (102)
الملمح الثاني:
كان اختيار الشقحاء .. لأماكنه في الغالب ،
الأماكن ذات الطابع الضيق والأفق المحدد مثل ( البيت – النادي – غرفة الحجز –
المستشفى – دار السينما– المقهى –المطبخ – سوق صغير – ساحة الدائرة ) حتى الأماكن
الوسيعة كان أحياً يأبى إلا أن يضيقها " كان الثلاثة في الرياض .. تسرب السأم
إلى ( صدر ) رفاعة وكان يتلفت حوله " يبحث عن منطلق .. إلا أن ( القفص )
يطوقه (103) "
وإدخال ذلك كان لأمرين " أن واقع
الأقصوصة لا يتسع في الغالب إلا لهذا النوع . الأمر الثاني : ليعكس طبيعة المعاناة
التي تؤج بين جنبات الشخصية من الضيق والقلق والغربة ... ونجح كثيراً في اتكائه
على إحدى وسائل التصوير والمعاناة النفسية في استعمال كلمة ( الفراغ ) التي ترمز إلى الصراع النفسي ،
وتتيح للشخصية أن تسلك سبيل التكثيف الدرامي كقوله : " تماضر .. احتل الفراغ
مساحات قلبها .. فلم تعد تعي ما يدور حولها .. أحست أنها مرتبطة به .. وارتباطها
هذا أفقد الأشياء طعمها ولونها .. (104)
الملمح الثالث : الوصف الموضوعي للمكان حيث
كان يعني أحياناً بذكر بعض عناصر المكان الخارجية المكونة له التي تساعد على كشف
جوانب الحديث أو الشخصية أو البيئة . من هذا وصفه لأحد المقاهي : " منذ ثلاث
سنوات وهو يرتاد هذا المقهى ... وهو مكان هادئ يرتاده القليل – من الناس 0 لبعده
عن الأضواء وصخب المدينة .. ولكن تكاثر الهاربون إليه حتى غدا المقهى أبه ما يكون
بسوق صغير .. (105) وقوله " إنه هارب من كل الناس إلى هذا المقهى المنزوي ،
لشرب الشاي ، وتعميره الجراك ، والانطلاق مع حبل أفكاره إلى عالم غير مرئي يحل معه
مشاكل (106) " وقوله " يجري فراش المكتب أمامي .. ويفتح لي باب مكتبي ..
يقوم بمسح الطاولة التي تراكم عليها التراب .. ثم يفتح ستائر النافذة .. يتجه إلى
الروزنامة يأخذ في نزع الأوراق .. ثم ألقي بها في سلة الأوراق التالفة (107)
وكنت أحب فوق ذلك أن يعنى قليلاً بالوصف
النفسي ، وبوقع الأماكن على النفس ، كهذه ( المقدمات الطلليلة ) التي نلمسها عند
شعرائنا القدامى في العصر الجاهلي ، وليس في هذا اللون أي تعارض مع النظرية التي تجعل الفن نوعاً من الجهد الذي
يبذله الإنسان كي يحقق التكامل بين النفس والمكان وتشكيله له ، وفقاً لتصوراته
الخاصة حيث تصبح هذه الأماكن حاملة لقيم شعورية عميقة التأثير يتضح من خلالها عمق
الشخصية وأبعادها النفسية وتصرفاتها الخارجية (108) " وقد أكثر كتاب القصة
الذين يتكئون على ( تيار الوعي ) من الأخذ بهذا الوصف ، لأنهم نظروا إلى الأماكن
على أنها حقيقية غير مستقلة عن الشخصية (109)
الهوامش والمراجع
1. انظر ترجمة مفصلة له في
كتابنا (أعلام الفكر والأدب السعودي المعاصر) ط –الخانجي بمصر (تحت النشر)
2. ألقيت قي أمسية بالنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية ثم نشرت بجريدة
اليوم في 18/9/1413 هـ.
3. هذا تحديد المؤلف للدكتور نصر عباس في كتابه (البناء الفني في
القصة السعودية) 283 ، وأعتقد أن ذلك هو الصواب ، وإن كان نصر عباس قد اعتمد في
ثنايا دراسته على نسخة رمز إليها (بدون تاريخ) : 295 ، وفي الوقت نفسه جانب
التوفيق باحثاً آخر فقال " إن الطبعة الأولى كانت 1407 = 1987 . وهذا التحديد
ضرري لنقف على أعمال الشقحاء الأولى ثم بيان ما دخل عليها من تطور .
4. أرجأت عرض هذه الجوانب لحين ظهور كتابنا ( القصة السعودية
المعاصرة ) ليتسنى لنا التعرف لى منزلة الشقحاء بين قرنائه من كتاب القصة القصيرة
في السعودية ، والمجتمع العربي بعامة ، إن كان هذا لم يمنع من تناولي في هذه
الدراسة التي بين أيدينا قدراً غير قليل من جانب (اللغة).
5. ولا أعلم له نشرا في دوريات على مستوى العالم العربي غير بضع
أقاصيص ، يبدو أ نه نشرها على سبيل التجربة في ثقافة دمشق ، وإبداع المصرية ،
وبيان الكويتية .
6. من مجموعة (قالت إنها قادمة) : 67 ( ط : الدار السعودية جدة
1407 = 1987 ) .
7. تطور القصة القصيرة في السبعينات ، مجلة الإبداع ، أغسطس 1984 ص
30 .
8. القصة القصيرة المعاصرة في المملكة : 325 ( ط : دار المريح الرياض 1407 = 1987 ).
9. مفهوم الأيدولوجية : 10 ( ط : المركز الثقافي العربي بالدار
البيضاء 1983 )
10. انظر أقصوصة ( غدير البنات) : 29 من مجموعة ( حكاية حب ساذجة )
ط : النادي الأدبي بالطائف / دون .
11. انظر أقصوصة : ( قالت إنها قادمة : 51 ) من المجموعة التي تحمل
نفس الاسم .
12. انظر : الفصل الخاص بنظرية السياق في كتاب ( اللغة والإبداع )
لمحمد العبد : 29 ( ط : دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع ، القاهرة 1989 - )
وقارن بكتاب ريفاتير في تصميفه لأنواع السياق : RiffaterreMicheal stylistic
context , word – 1960 po 207
*وهنا أسلوب الشقحاء يقتضي ( السياق الوظيفي ) ولذلك كان يمكن أن
يقول في العبارة الأولى : " غدت خطيبته منذ جاء إلى الحياة " ويقول في
الثانية "منذ عرفت عيناه النور " . أما تعبير ( بالمليون ) فهو من قبيل
السياق التجريبي . وهذا النوع من الأساليب أليق بالمسرحية ( لأنه يعتمد : نوعية
الصوت ، وسرعة الأداء ).
13. انظر أقصوصة ( الساعة الحادية عشرة ) : 33 من مجموعة ( قالت
إنها قادمة ) .
14. انظر : المعجم الوسيط مادة ( حرد ) .
15. مجموعة حكاية حب : 6 ، 7
16. هو ما كانت أخره ياء لازمة مكسور ما قبلها ، وبعبارة أخرى : ما
كانت لامه ياء ، وفي إعراب هذا النوع تحذف لامه في حالتي الرفع والجر .
17. مجموعة (قالت إنها قادمة ) : 10 ، 77 .
* (SeidleHerde
, A llgemeinestilistik , 1963 I ZweiteAuflage , Gocttingenpo 58 I )
18. انظر : القصة القصيرة ..
للشنطي : ص 325 وما بعدها ، وقارن بتطور القصة القصيرة لفاطمة موسى ، مجلة إبداع (
مرجع سابق )
19. المرجع السابق : 327
20. انظر : القصة أكثر الفنون تشعباً واختلافاً ( بحثنا المنشور
بجريدة اليوم )
21. حكاية حب : 67 ، وعندما تطل الأصوات : 26 وأشياء صغيرة 116 (
مجموعة حكاية حب ) ولعبة الأيام : 96 ( مجموعة قالت )
22. لعبة الأيام : 88 ( مجموعة قالت )
23. انسيال حلم شاهق : 17 ( مجموعة قالت )
24. تداعيات موقف احتضر : 74 ( مجموعة قالت )
25. ص : 54
26. ص : 54
27. ص : 10
28. ص : 33
* انظر : علم اللغة والدراسات الأدبية لبرند شبلنر : 185 ( ترجمة
الدكتور محمود جاد الرب ) ط : الدار الفنية للنشر والتوزيع ، القاهرة : 1987
** أقصوصة : ( قالت إنها قادمة
) : 54 ( المجموعة التي تحمل الاسم نفسه )
29. أقصوصة ( الهروب : 13 ) ( مجموعة حكاية حب )
30. أقصوصة احتضار زمن الوداعة : 76 ( مجموعة قالت .. )
*** أقصوصة ( قالت إنها قادمة : 54 )
*انظر : علم اللغة والدراسات
الأدبية لشبلنر : 184 ( مرجع سابق )
31. Sowinski
, Bernherd , Textlinguistik , Eine , Verlag Koh1 hammer . Stuttgart - -
Einehrung 24 I Berlin – Koln – Mainz 1983i ss
32. أقصوصة ( الساعة الحادية عشرة : 34 ( مجموعة قالت )
33. المصدر السابق : 35
34. أقصوصة ( قالت إنها قادمة : 52 )
35. أقصوصة ( غدير البنات : 30
) مجموعة حكاية حب.
36. أقصوصة ( حكاية حب ساذجة :
66 )
** مثل أقصوصة ( الهروب بحث المجاز : 13 ) مجموعة حكاية حب ،
وأقصوصة احتضار زمن الوداعة : 67 ( مجموعة قالت .. )
37. مثل أقصوصة (الحزن وأحلام
اليقظة :85) مجموعة حكاية حب , وأقصوصة :
(علبة العلكة :21 ,مجموعة قالت ..)
38. Veinrich
Ho Tempus , Besprocheneunderzahlte, - Stuttgart 1964i Po212i Welt وقارن باللغة والإبداع
الأدبي لمحمد العبد
* 36 (مرجع سابق ) .
39. فيقول : وتظل الانعطافة
المفاجئة من السمات المميزة لقصص الشقحاء , 34 (القصة القصيرة للشنطي – مرجع سابق
)
40. كان يتفادى ذلك أحيانا بوضح
أحد الحديثين بين قوسين وترك الآخر مطلقا دون أقواس . انظر : أقصوصة ( قالت إنها
قادمة : 52 ) أو بالتزاوج في الحوار المتخيل بين البطل والبطلة في صورة رسائل (أقصوصة لعبة الأيام : 90 من المجموعة نفسها .
41 و42 . أقصوصة اللعبة : 12 (
مجموعة قالت ..)
43 و44 . أقصوصة ( تداعيات موقف
احتضر : 74) وأقصوصة ( لعبة الأيام : 95 من مجموعة قالت .. )
45. أقصوصة حكاية ساذجة : 65
46. أقصوصة ( قالت إنها قادمة :
51 ) من المجموعة التي تحمل الاسم نفسه .
47 و 48. أقصوصة : (عندما تظل
الأصوات خجلة : 25 ) وأقصوصة : ( الحزن وأحلام اليقظة : 85 – مجموعة حكاية حب ) .
49. Enkvist , Nils Erik ,
Iinguistics Mouton , Paris 1974i u11mann , Stephen , Mcaning The Hague Po 41i
and Style , Oxford 1943i
50. اللغة والإبداع الأدبي
لمحمد العبد : 38 ( مرجع سابق )
51. انظر : نظرية التأثير
والاتصال , مجلة فصول مج 145 , أكتوبر – ديسمبر 1984 ص 109 وما بعدها .
52. انظر : علم اللغة والدراسات
الأدبية : 81 ( مرجع سابق )
53. أقصوصة ( قالت إنها قادمة :
52 ) المجموعة التي تحمل نفس الاسم .
54. أقصوصة ( الحرمان : 8 )
مجموعة حكاية حب .
55. أقصوصة ( علبة العلكة : 22
) مجموعة قالت
56. أقصوصة ( عندما تطل الأصوات
: 26 ( مجموعة حكاية حب )
57. أقصوصة ( علبة العلكة : 22
) مجموعة قالت .
58. أقصوصة ( قالت إنها قادمة :
52 )
59. أقصوصة ( الحرمان : 8 )
مجموعة حكاية حب .
60. مجموعة قالت ... : 7
61. القصة القصيرة في المملكة
.. لطلعت صبح : 82 ( ط : الأهلية للأوفست بالطائف 1988 )
62. البناء الفني في القصة
السعودية المعاصرة : 30 ( ط : دار العلوم – الرياض 1983 )
* انظر : أقصوصة (اللعبة : 7 )
مجموعة قالت ...
63. فرانو سورياك : الروائي
وأشخاص رواياته لعادل الغضبان – مجلة الكتاب المصرية ديسمبر 1952 ص 1176 وقارن
بالشخصية بين النظرية والتطبيق لمحمد حسن أبو عبية : 28 ( ط : دار المعارف –
القاهرة 1987
64. انظر : الخطاب الشعري
والقصصي بوصفه ايديولوجية لأنتوني أيستوب : 99 ( ترجمة حسن البنا ) – مجلة فصول
65. انظر في تفصيل ذلك كتاب (
مدخل إلى السيميوطقيا ) لمايكل ريفائير بإشراف سيزا قاسم وعصمة أبو زيد ( ط : دار
إلياس بمصر 1977 ص 217 وما بعدها .
66. أشكر للأستاذ خليل الفزيع
جميل تفضله بإعارتي بعض مجموعات من ذكرت أسمائهم.
67. انظر : مع بعض القاصين
لمحمد بن حسين : 46 وقارن بالقصة القصيرة لطلعت صبح : 184 .
68. انظر : الكتيب الخاص الذي
أصدرته جامعة الملك فهد بمناسبة ( اليوم العالمي لمكافحة المخدرات ) بعنوان ( لا –
للمخدرات ) ولاسيما كلمات الدكتور بكر عبد الله بكر : 4 ، والدكتور عدنان العقاد
أستاذ علم الاجتماع : 24 في 23 ذي القعدة 1409 = 26 يونية 1989 ودراسات في علم
الاجتماع الجنائي للدكتور عبد الرحمن الطخيسي ( ط : دار العلوم – الرياض 1985 )
69. القصة القصيرة في المملكة
.. : 142 ( مرجع سابق )
70. انظر : مع بعض القاصين : 46
( ط : النادي الأدبي بالطائف 1411 – 1991 )
71. ص : 37 ( مجموعة حكاية حب )
72. ص : 73 ( مجموعة قالت إنها
قادمة )
73. أقصوصة : الحرمان : 11 (
مجموعة حكاية حب .. )
74. القصة القصيرة في مصر : 78
( ط : الدار القومية بمصر 1966 )
75. انظر : الأدب وفنونه : 65 ط
: دار الفكر العربي بمصر 1948 ، ومن روائع الأدب العربي : 1950 ( ط : دار البحوث
العلمية ، الكويت 1979 ).
* ص 5 ( مجموعة حكاية حب .. )
* ص 6 ( مجموعة حكاية حب .. )
هكذا جاءت في النص .
76. تعريف : الشقيق هو الأخ من
الأب والأم وهو الذي جمعك وإياه صلب وبطن معا ، والأخ لأب : هو الذي جمعك وإياه
صلب ، والأخ لأم وهو الذي جمعك وإياه بطن واحدة – كما معنا في القصة ، وهناك الأخ
من الرضاع .
77. انظر : الزمن واللغة لمالك
المطلبي ، الهيئة المصرية 1986 ، وبناء الرواية لسيزا قاسم ، الهيئة المصرية 1984
ص 6 – ومجلة فصول ( التشكيل الزماني والمكاني لإبراهيم نمر : 302 ) صيف 1993 مج 12
عدد : 2 .
78. انظر : أقصوصة ( قالت إنها
قادمة ) من المجموعة التي تحمل الاسم نفسه ص 51
79. أقصوصة ( الساعة الحادية
عشرة : 37 – مجموعة قالت ...
80. أقصوصة ( تداعيات موقف
احتضر : 73 – مجموعة قالت ...
81. أقصوصة ( الحزن وأحلام
اليقظة : 85 – مجموعة حكاية حب
82. الأمراس : الحبال .
83. يذبل : جبل بنجد .
84. ديوان امرئ القيس : 18 (
تحقيق أبي الفضل ) ط : دار المعارف بمصر 1945 )
85. انظر كتابنا : النقد
التطبيقي : 158 ( ط أولى : مكتبة الوحدة العربية بالدار البيضاء 1972 )
86. بناء الرواية لسيزا قاسم :
46 ( مرجع سابق )
87. خلية النحل لسليمان العطار
( مجلة فصول مج 11 العدد 4 سنة 1993 ص 98 ( بتصرف ) وقارن التشكيل الزماني
والمكاني لإبراهيم نمر : 307 ( مرجع سابق )
88. لم يقدم لنا نموذجاً أو
مثالاً على ذلك .
89. القصة القصيرة في المملكة
لطلعت صبح : 142 ( مرجع سابق )
90. ( المرجع السابق )
*البناء الفني في القصة
السعودية المعاصرة : 168 ( مرجع سابق )
91. أقصوصة : ( قالت إنها قادمة
: 51 ) المجموعة التي تحمل الاسم نفسه .
92. أقصوصة ( قالت إنها قادمة :
10 ) المجموعة السابقة .
93. ص 5 ( من مجموعة حكاية حب )
94. ص 85 ( المجموعة نفسها )
95.ص 87 ( المجموعة السابقة )
96. ص 115 ( المجموعة نفسها )
97. ص 107 ( المجموعة نفسها )
98. ص 7 ( مجموعة قالت )
99. المصدر نفسه.
100. ص 73 ( مجموعة قالت ... )
101. المصدر نفسه ص : 77
102. المصدر نفسه ص : 78
103. أقصوصة ( غدير البنات : 32
( مجموعة حكاية حب )
104. أقصوصة ( احتضار زمن
الوداعة : 68 ( مجموعة قالت ... )
105. أقصوصة : ( الحزن وأحلام
اليقظة : 88 ( مجموعة حكاية حب )
106. ص : 87 ( المصدر السابقة )
107. أقصوصة : ( تداعيات موقف
احتضر : 77 ( مجموعة قالت )
108. سيزا قاسم : 81 ( مرجع
سابق )
109. المرجع نفسه.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)