السجن والسجان
محمد المنصور الشقحاء:
كلنا نعرف أشهر سجين في العالم حتى اليوم يوسف عليه السلام وقصته المعروفة، كما إن النظام الأساسي للحكم تقول مادته السادسة والثلاثون ( توفر الدولة الأمن لجميع مواطنيها والمقيمين على إقليمها، ولا يجوز تقييد تصرفات أحد، أو حبسه، إلا بموجب أحكام النظام ) وللسجين حقوق وعلى السجان واجبات.
لدينا إضافة للسجن العام التابع لوزارة الداخلية، سجون أخرى حجز إدارة المرور، وحجز إدارة الجوازات، وغرف حجز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، السجن العام يضم أصحاب القضايا الخاصة والعامة التي صدر فيها حكم شرعي من المحكمة العامة.
إنما اليوم لدينا حكايات تتناقلها المجالس العامة والخاصة، عن سجناء حق عام انتهت مدة العقوبة، كما جاء في الحكم الشرعي ولم يطلق سراحهم المتوقف على توقيع أمير المنطقة أو وزير الداخلية؛ وهناك من يقولون إنهم سجناء لا يعرفون قضيتهم إذ تم القبض عليهم وجرى إيداعهم السجن، وينتظرون الفرج من خلال نجاح أقاربهم في مقابلة المسئولين.
وهذه الشريحة سجناء الحق العام ممن انتهت مدة العقوبة، ومن يقال أنهم سجناء رأي تم القبض عليهم ولم يصدر فيهم حكم شرعي أو قانوني يتطاول الحديث عنها حتى وصل منظمات حقوق الإنسان الدولية واختلط الحابل بالنابل وهذا يحتاج إلى وقفة من الجهات المعنية.
لماذا المفرج عنه بنهاية حكم شرعي يحتاج إلى توقيع أمير المنطقة أو وزارة الداخلية لما لا تكون لدى مدير السجن صلاحيات إطلاق سراحه، وتزويد وزارة العدل ووزارة الداخلية أو إمارة المنطقة بمحضر الأجراء.
ولماذا لا يجد سجين الرأي؛ الذي لم يحاكم ولم يقدم حياله بلاغ لتوقيفه وحبسه، من يتابع قضيته من الجهات المعنية الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ؛ هنا يأتي تجاوز السلطات بين الوزارات المعنية واعتساف التنفيذ بما يراكم الشائعات ويتطور محور الحكايات وتكثر التأويلات التي معها يفقد السجين حقوقه ولا يطبق السجان واجباته.
ونشعر إن الأنظمة التي تسن والتشريعات التي تقر؛ يتم تجميد موادها وقتل روحها من قيادات إدارية تنفيذية، لا تملك خصائص الإدارة، ولا تفهم إن النظام الصادر من خلال مواده منحه حق العمل، وهذه إشكالية خلقت الحكايات وتأويلها والشائعات وتنقلها كالنار في الهشيم.
وهذا في الختام يشوه الصورة التي نرسمها كوطن يطبق الشريعة الإسلامية، ويحمي حقوق الإنسان؛ وحكومة مدنية ترى من واجبها وفق النظام الأساسي للحكم إشاعة العدل وحماية المساواة من خلال المواطنة بما تحمله من انتماء. &&
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق