نقيق مغاني العقول
محمد المنصور الشقحاء:*
هو تعليق تشكل من خلال قضية جائزة الكتاب المسروق ولقاء تلفزيوني على حلقتين لم أجد فيه ما يشعرني بالرواء وكلمة استمعت لها وشاهدتها في التلفزيون ضمن حوارات مدينة الدوحة عاصمة الثقافة العربية، وتوافقها مع ما جاء من جملة وجدتها في كتاب فقه اللغة للثعالبي: يقال للرجل إذا زاد الشيب به قيل: خصفه وخوصه .
ثم مع عنوان محاضرة لافت في صحفنا ( اللبرالية الموشومة ) وملخص للقاء تم في كلية الآداب بجامعة الملك سعود؛ وهذا حصيلة حراك الأستاذ الدكتور عبد الله محمد الغذامي عضو هيئة التدريس الجامعي بمكة المكرمة ثم جدة وأخيرا في الرياض الوفي والمخلص لدوره التربوي والعلمي القلق في طرحه النقدي النظري بحثا عن موضوع يجده فتحا.
اللبرالية كما عرفها ديفد هارفي في كتابه ( المترجم ) حالة ما بعد الحداثة: هي الإيمان بالفرد، وقدراته الكامنة، وبحريته المباشرة والكاملة، والقادرة على إطلاق مشاريع دينامكية وسلسلة أفعال بناءة منتجة، واللبرالية هي نقض الحتمية المطلقة. من هنا نعرف دواعي التركيز على نتاج الدكتور تركي الحمد السياسي والفكري والأدبي القادر على إطلاق مشاريع دينامكية وسلسلة أفعال بناءة منتجة تعامل معها واقعيا على خلاف الحتمية المطلقة التي انتهجها الدكتور عبد الله الغذامي الذي عرفناه تقليديا في نظريته النقدية الأدبية ثم تنكبا حالة الشك وهي حالة نفسية يتردد معها الذهن بين الإثبات والنفي ويتوقف عن الحكم مقلدا أستاذة عبد الفتاح أبو مدين ولنا في قصة الحداثة مثال حي وحكاية عضوية مجلس إدارة نادي جدة الأدبي الثقافي كحالة.
يقول مالك بن نبي في كتابه بين الرشاد والتيه ( فإذا كانت السياسة تفقد فعاليتها إذا انفصلت عن ضمير الأمة فإنها إذا انفصلت عن الضمير العالمي تضيف إلى العالم خطرا فوق الأخطار التي تهدده ) والدكتور الغذامي عندما عرف نفسه بأنه مفكر حر انفصل أدبيا واجتماعيا عن واقعه فخلق الحالة التي سيطرت على خطابه عبر الحال التي تفقد معه الشخصية وحدتها وتكاملها وهذا نراه في قوله ( مخرف . وكذاب ) كما ورد في تغطية صحيفة الحياة لمحاضرته اللبرالية الموشومة ( العدد 17420 الثلاثاء 14 ديسمبر 2010 م ) يقول الروائي يوسف المحيميد في روايته الحمام لا يطير في بريده ( كم كسرت الأم تلك الهالة الرائعة ! تلك القداسة المنيعة حول الأب! كم أحست طرفة، بعد ذلك، بالخيبة، كم كرهت أمها تلك الليلة البعيدة ) وفيما رصدته في حراك الدكتور عبد الله الغذامي الأخير وهو يحاول صياغة المنجز الفكري والأدبي في المملكة العربية السعودية من خلال مشاركته كفاعل كسر الهالة الرائعة التي شكلناها عنه كمشاركين في المسيرة عبر كتابه الخطيئة والتفكير وان لم يرتقي بمشروعه النقدي في الكتاب إلى وعي الشاعر الكبير حمزة شحاتة الذي قال يوما:
أجدت علاقات الهوى، لذوي الهوى مطالب، ضلت في دجاه المطامع إذا كان ما ترجوه غيبا محجبا فأيسر ما تهدي الغيوب الفجائع أمستودعا سر الهوى غير أهله لغير غريب أن ضيع الودائع
وكلنا نعرف إن الشاعر حمزة شحاتة يرفض طبع شعره في مقالة ( جريدة عكاظ العدد 8584 السبت 13 يناير 1990م ) اعتراضية مازلت احتفظ بها للأستاذ عبد الله عمر خياط بعنوان مع التحية والتقدير لصاحب السمو الأمير بعد صدور ديوان حمزة شحاتة يقول الخياط: فما كان منه رحمه الله . . إلا أن قال سأقاضيك. . ولن اقبل بغير ضربك بالسوط جزاء لك وهو ينتقد مقدمة الدكتور بكري شيخ أمين التي تجنى فيها على موهبة شحاتة الشعرية.
نجد الصورة تتكرر في تعليق الدكتور الغذامي عندما جاء اسم الدكتور تركي الحمد وهذا لن يقلص الفرق الفكري والأدبي بين الشخصيتين ولن يسرق أي منهما قرأ الأخر فكل له منهجه وكل منهم ينطلق من تخصصه العلمي الذي معه سوف يحفظ لنا التاريخ دوره. && ______
*أديب قاص وشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق