عمل المرأة والسعي الكريم
محمد المنصور الشقحاء:
الحديث عن عمل المرأة اخذ مناحي مختلفة منها الشرعي الذي ابتدع مواقف تخالف النص وتتجاوزه إلى العرف الاجتماعي وربطه بطاعة ولي الأمر.
وما صدر عن هيئة كبار العلماء في عمل المرأة محاسبه في المحلات التجارية القائمة جاء من اثر التزام القوامة في قوله تعالى ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله والتي تخافون نشوزهن فعضوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ) النساء 34
بينما وفي ذات السورة قال تعالى ( يأيها الذين أأمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكون غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا ألهوى أن تعدلوا وان تلوا أو تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا ) النساء 135
وهنا تأتي كلمة قوامون في بيت الزوجية وقوامين ولاة أمر والبون شاسع في إبراز دليل العدل في إباحة عمل المرأة ودورها في أعمار الأرض من خلال النسل والحياة بعد قوله تعالى ( وقلنا يا أدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) البقرة 35 هنا الأكل والرغد وهما عمل جاء لأدم وهو ذكر ولزوجه وهي أنثى وجاء النهي للاثنين كما هو سياق ألأيه ولا تقربا هذه الشجرة.
ومن هنا نعود إلى قوله تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح ونقدس لك قال إني اعلم ما لا تعلمون ) البقرة 30 من هنا أجد اجتهاد من عارض عمل المرأة خالف النص القرآني الشامل الذي ربط خلافة البشر في الأرض مرتبط بعمل الرجل والمرأة وقوامتهما في ما أوكلهما الله به وهو يناقش الملائكة في خلق ادم وعمار الأرض.
ونحن اليوم وقد نمى إدراكنا والله سبحانه وتعالى يقول ( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) سباء 46
وهذا العذاب يأتي من منع خلق الله من السعي في الأرض بحثا عن الرزق والمعاش الكريم لحياة أفضل.
من هنا ندرك من خلال النص القرآني تدرج الخلق والتكليف من الله سبحانه وتعالى فقد كلف الملائكة بالعبادة وتنفيذ التكاليف ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى ) النجم 27
والملائكة في السماء والبشر ادم وزوجه في الأرض يعمرونها بالعمل والعبادة وهو امتداد لأمره سبحانه وتعالى ادم وزوجه عندما كانا في الجنة الأكل الرغيد وعدم اقتراب الشجرة الملعونة التي خالفا أمر الله فاقتربا منها وبانت سوأتهما وجاء خروجهم إلى الأرض خلفه وعمارة وهذا لم يكن مناط فقط بآدم إنما هو وزوجه أي ادم وحواء وهذا يسري على خلائفه إلى يوم القيامة.
من هنا عمل المرأة تكليف من الله سبحانه وتعالى تفرضه الحاجة التي بها يأتي العمران وهذا مصداقا لقوله تعالى ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب ) أل عمران 195
والنقاش حوله يوصلنا إلى مخالفة التقدير الرباني في الجزاء من خلال تدبر نواهي تعيق سعي المرأة في المعاش والعمل الكريم فالعبد العامل خير من القاعد والله المستعان.&&
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق