النور الأزرق
قصة فصيرة
محمد الشقحاء
اتفق الورثة بعد خمس سنوات من وفاة
والدتهم على هدم ألبيت القديم الذي اورثهم والدهم.
والاستفادة من مساحة الأرض لبناء منزل
جديد يستوعبهم ويعيد لم شملهم.
البيت القديم بعض الشيء دور واحد وفناء
كحديقة خلفية بوسائل بناء فترة الطين والسقف الخشبي؛ تطاولت البيوت التي حوله وبقي
بأسراره يقاوم الزمن
كباقي مباني مدينة تسابق الزمن بنموها
الاقتصادي والعمراني.
أشرف على الهدم ونقل الانقاض وفرزها
ليجد صندوق خشبي صغير يبرز من كوة مخفية في احد الجدران تهشمت اطرافه.
نقله إلى سيارته ونسيه في الشنطة
الخلفية ليتذكره وهو يراجع مع مقاول البناء خارطة المنزل الجديد ورخصة البناء
وكمية المواد التي يحتاجها من أكياس الاسمنت وكم طن من الحديد للبدء في حفر
الاساسات.
نقل الصندوق للشقة التي استأجر في
عمارة شقق مفروشة بجوار البيت القديم لمتابعة الإنشاء.
كانت محتويات الصندوق أدوات تجميل
نسائية واكسسوارات وصور فوتوغرافية عائلية ودفتر يوميات بخط يعرفه.
بين الصور صوره لوالدته مع شخص لا يعرف
قدح زناد أفكاره وأعاد شريط حياته وفشل في معرفته.
قلب اوراق دفتر اليوميات ووجد صورة
ثانية وثالثة ورابعة ليجد اسمه على صورة مفردة وخطه على ظهر الصورة الخامسة عابد
البخاري.
في الشارع الرئيس بالحي محل تجاري لبيع
الملابس الرجالية يحمل اسم البخاري لصاحبه عدنان حسين العابد
كل العاملين فيه وافدين من شرق اسيا.
عرف ان صاحب المتجر يأتي بعد صلاة
العشاء يومي الاثنين والخميس مزق صورة أمه وحمل صورة الرجل ولما تفحصها عدنان قال
هذا جدي عابد رحمه الله.
عاد لدفتر اليوميات ليقرا تفاصيل حراك
الانثى والحدث الخالد في حياتها كزوجة
وكموظفة حددت وقتها الخاص ويصل للشك والتحليل الذي يشكل مقاربة التخيل الذي
يستجيب لنتاج من الصور للحظات حميمية ومواقف تصنع الادعاء الكاذب ونتائجه انه
والده ووالد شقيقتيه وإن من يحمل اسمه ومن ورثه المنزل كان الزوج المخدوع
سطر قراءه عن الحقيقة ( الحقيقة هي ما
يظهر لحواسك ) تذكره فهمهم هل ما عثر عليه هو الحقيقة وكل ما كان لا شيء ومعه (
غامت الرؤى متلاشية حتى العدم ) تغلب عليه النعاس وتلاشى ليرجع على جرس الهاتف
وقرع متكرر على باب الشقة وهرج كان حارس البناية واحدى شقيقتيه ومقاول البناء
ومرافقه.
وهو يقاوم موج الأفكار المدمرة لعمر
كله نبل وطموحات وصخب الم اجتاح روحه واخذ دفتر اليوميات والصور وأشعل موقد المطبخ
وتابعها وهي تتحول إلى رماد ليعود السكون لأعماقه.
17 – 10
– 2021