جهنم.
. . .
جاء كتابها الجديد تحت عنوان
"جهنم تنتظر قدومكم" بعد رواية ومجموعتين قصصية.
الكتاب يحمل فلسفتها؛ حول الوجود
والعدم، في مجتمع عنصري كما تقول.
نتاج تجربتها كأستاذة جامعية في كلية،
عرف طلابها بالنخبة وأعضاء هيئة التدريس، أيضا بالنخبة.
في البدء محاضرات محدودة في تخصصها؛ ثم
وعبر احدهم وقد شعر بالدفء في سريرها، اصبحت ببشرتها السمراء عضو هيئة تدريس.
الكتاب مذكرات عشر سنوات؛ غنية
بالحوار، ودفء علاقات ولحظات مشاركة، في ملتقيات علمية.
ابلغتها الجامعة؛ بعدم تجديد عقدها،
وعليها ترتيب أوراقها. شيء فيها انكسر.
ليأتي صوته عبر الهاتف؛ إنه ينتظرها في
لندن، لمناقشة محطتها القادمة، تذكرت زوجها وابنها وقد سبقاها إلى بيروت، لترتيب حياتهم الجديدة.
ولما اهدت مكتبتها لمكتبة الجامعة؛
وساعدها الأصدقاء، على بيع اثاث سكنها الجامعي، وسيارتها.
ها هي في مقعدها؛ تنتظر إقلاع الطائرة،
المتجهة إلى لندن من مطار الرياض.&
انفصال. . .
بعد عشر سنوات؛ طلبت الخلع تاركه
ابنتنا ذات السنوات الست، وابننا صاحب السنوات الأربع لي.
لتتزوج موظف المبيعات المصري، الذي
يعمل بمركز تموينات بالحي الذي نسكن لوالدها، وليختفي أثرها ويغيب اسمها عن المنزل
وفي مناسبات الأسرة.
شرت شقة في عمارة سكنية في القاهرة،
وفي رحلة سياحة الى لندن اختفت، لتحضر حفل تخرج ابنتها من الجامعة كطبيبة.
لم يشغلني حضورها عن الابتهاج بهذه
المناسبة، ولكن لفت نظري برود مشاعر ابني بالمناسبة، وتجاهله لثرثرة والدته وعدم
الرد على أسئلتها.
وجاء عمل ابنتي؛ بمستشفى حكومي بجنوب
الوطن، بمدينة جازان معه رافقتها، لترتيب حياتها الجديدة.
وتخرج ابني من الجامعة؛ لتستقطب الكلية
التي اخذ تخصصه كمهندس مدني منها، وتقرر ابتعاثه لنيل الماجستير والدكتوراه، في
إحدى جامعات لندن، ليجد أمه في استقباله واقناعه بالسكن معها.
ولنكتشف؛ انها المفكرة والاديبة، التي
مجموعة من مؤلفاتها متناثرة، في ردهات منزلنا بالرياض، باسم فني يفصح عن أحلامها،
التي دمرت حياتنا، وبنت شخصيتها الوهمية.&
تصدع.
. !
اخيرا هاجر ليس للبحث عن حياة جديدة؛
ولكن تخَلُص من همسٍ شكك في وجوده، ولما وصل ارهقه فراغ سَكن داخله. فتمزقتْ روحه
والعدم يلاحقه.&
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق