( هذه الإجابة الكاملة لحوار صحفي نشر اليوم
"مختصرا " في صفحة أدب وفن بجريدة "الحياة" اليوم الخميس 12
ابريل الموافق 2018 الموافق 26 / 7 / 1439)
عمر البدوي
الأديب والقاص محمد المنصور الشقحا
حوار ثقافية الحياة | الأربعاء ٤ / ٧ / 1439
علقت على خطوة إنشاء مركز للأرشيف الإعلامي، بأنه استمرار من
وزارة الثقافة والإعلام في الاهتمام بالهامش على حساب المتن وخاصة في مجال "
الثقافة " ؟
·
المتن الذي اقصد تطوير القائم واحترام
دور الجهات الأدبية والفنية التي أصبحت احد الأجنحة التي تحلق اليوم بها وزارة
الثقافة والإعلام.
كمتابع وبصفتي أديب وقبلها مواطن ينتمي لهذه
الأرض التي اسمها المملكة العربية السعودية كنا نعاني من القناة التلفزيونية
الأولى والقناة التلفزيونية الثانية التي نلقبها في مجالسنا الخاصة ( غصب واحد
وغصب اثنين ) وفي حواراتنا الإعلامية كأصدقاء تلفزيون النفي والشجب وهذا ينسحب على
الإذاعة بمختلف مسمياتها.
نتابع أخبارنا إذاعيا في إذاعات
العالم العربية والناطقة بالعربية وأخرجنا الطبق الفضائي من العمى الثقافي إلى
فضاء نجد فيه ما ينمي مهاراتنا ويكثف المعلومة.
مركز الأرشيف الإعلامي تأسس في عهد
وزير الأعلام علي الشاعر ولم يعرف من كلف بإنشائه الهدف فتم صرف النظر ومكتبة
الملك فهد الوطنية هي اليوم الوعاء المعرفي الكامل لكل ما كتب عن المملكة العربية
السعودية كتب وصحف ووسائط مسموعة ومشاهدة وهي كمركز وطني تنمي هذا الجانب.
ويضاف لها دارة الملك عبد العزيز التي
ترصد تاريخ المملكة العربية السعودية في كل المجالات فماذا يضيف مركز المعلومات هل
قصد معالي الوزير توثيق تاريخ وزارة الأعلام وشهادات عن حياة منسوبيه إذا كان
الأمر كذلك لن يجد شيئا.
ومن المتن الذي اشعر انه هم ثقيل على
وزارة الثقافة والأعلام الأدب والفنون وهذا يؤكده أن الهيئة العامة للثقافة حتى
اليوم لم تلتقي بممثل النادي الأدبي وبممثل جمعية الثقافة والفنون ولم تفعل جائزة
الأدب التقديرية حسب التوجيه الملكي.&
كما لاحظنا، ما زلت تتصفح ورق الصحف يومياً رغم الأزمة الخانقة
التي تمر بها ؟
·
رائحة الحبر والورق دواء لمرض الفراغ
ومع التعود أصبحت الصحف الورقية والمجلات الورقية والكتاب الورقي إدمان يعيد
تعاطيها اليومي السكينة إلى أعماقي وعندما لا أجد عنوانا ابحث عنه استعين ( بالعم
قوقل ) فاخزن المادة في حاسبي ثم أقوم بنسخه ورقيا من خلال الطابعة لقراءة وإذا
كانت المادة حجمها كبير انسخها في ( سي دي) وطبعه ورقيا عبر احد مكاتب خدمات
الطلاب.
مشكلة صحافتنا الورقية قيامها على مؤسسات إعلامية تجارية حتى رئيس التحرير
هاجسه تنمية رصيد الصحيفة المالي على حساب دورها الإعلامي إخباريا وتقديم معلومة
كل من ساهم في هذه المؤسسات الصحفية ومن عمل في الإدارة أو التحرير تضخم رصيده
المالي فقط وبعض من غادر نسيه القارئ كما نسيته المؤسسة.
هذه الحالة اليوم تؤكد إن إغلاق صحف
الأفراد جريمة .
كيف وجدت مرحلة التقاعد ، خاصة لأديب يجد ما يشغله ويشتغل به ؟
·
أجمل ما وجدته في رحلة التقاعد أنني
املك وقتي وأوزعه وفق برنامجي الخاص النوم مشاهدة التلفزيون تصفح الجرائد وقراءة
الكتب والجلوس أمام الحاسب والمناسبات الأسرية ولقاء الأصدقاء الشهري والمقهى الأسبوعي
أيضا مع الأصدقاء.
يعني
لم اشعر بالفراغ ولم أفكر في السياحة والسفر داخل المملكة وخارجها أنا أفضل السكون
( بيوتي ) سفري إذا دعاني ناد أدبي لشاط منبري لا يتجاوز ستة وثلاثين ساعة وافضل
السفر وحيدا.
كما إن التقاعد منحني إعادة النظر
فيما صدر لي من كتب وإعادة طباعتها في مجلدات تضم أكثر من إصدار وخاصة في مجال
عشقي الأزلي القصة القصيرة.
هل تتفق مع فكرة أن التعريف بالأدب السعودي ضعيف خارج المملكة
، وكيف نتجاوزه ؟
·
من قال أن التعريف بالأدب السعودي
ضعيف خارج المملكة جاهل أو إن في صدره الحالة المرضية التي تعيشها ساحتنا لأدبية
وهي الحسد والتصنيف حتى نلغي التميز لأسماء أثرت المشهد الفكري والأدبي في الداخل
وتحدث عنها الأخر عرب وغير العرب.
الأدب السعودي في الوطن العربي من خلال المقدمات التي كتبت للكتب الصادرة في القاهرة أو بيروت أو دمشق اثبت
وجوده
وان لم تكن لدينا دور نشر وطباعة وتوزيع التي لم
تواكب الحراك الأدبي وهاهو النادي الأدبي يصدر كتابه بالشراكة مع دور نشر وتوزيع
عربية فأصبح يتنقل معها من معرض للكتاب في الكويت إلى آخر في مراكش.
التجاوز يتم من خلال ناشر عاشق للكتاب
الأدبي ووزارة الأعلام والثقافة إذا شعر منسوبيها بالانتماء الوطني الحقيقي وليست
جهاز حكومي وزيرها عضو في مجلس الوزراء إذ أراها المرآة الحقيقية للوطن عليها دور
هام في هذا المجال.
ونحن أدباء ننتمي لهذا الوطن ولسان
حاله.
وصفت مقاطعة الأدباء للأندية الأدبية، بأمية المثقفين بدور
المؤسسة ٬ وأن الغياب حالة نفسية أو نزق أديب ٬ وكأنه لا يوجد مبرر حقيقي ومنطقي
لهذا الموقف تجاه الأندية ؟
·
المثقف وصف عام عندما وافق الأمير
فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب على تأسيس النادي الأدبي منحه قدمها
للأدباء ولم يقدمه كهدية للمثقفين.
النادي الأدبي نظامه الحقيقي هو النظام الذي اعتمده الأمير فيصل بن فهد
وتابعته إدارة واعية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أيام الأستاذ راشد الحمدان
رحمه الله وأيام الأستاذ احمد فرح عقيلان رحمه الله.
ولما انتقل النادي الأدبي بعد ضم
الثقافة لوزارة الأعلام تعطل الهدف وتغيرت الرؤيا وكالة الوزارة للشؤون الثقافية شنت
حملة إقالة ( بل طردت ) أعضاء مجالس الإدارة وعينت لكل ناد مجلس إدارة وانتدبت ممثلها
لمراقبة توزيع المهام.
وصاغت لائحة بها كم من المواد ولم
تحترمها حتى في الانتخابات كانت لها ملاحظة على بعض الأسماء ( تأكد التدخل في حذف اسمين
من قائمة المتقدمين لمجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض ) فتشكلت المجالس من
الأسماء الموجودة اليوم.
وإضافة إلى العبث بالهدف أصبح اليوم الاسم
الرسمي ( النادي الأدبي الثقافي ) بينما اللائحة التي اعتمدها وزير لثقافة
والأعلام الأولى والثانية تقول ( النادي الأدبي ) ولم يعد العاملين بكل قطاعات
وزارة الثقافة والإعلام يحترمون الأدباء والأدب كمنتج أو لأنهم كبار في السن ولهم
خصوصيتهم.
ومن هنا الأديب الحقيقي اليوم يفضل
العمل منفردا وان حضر جاء كزائر وشاهد عصر على التردي.
جربت كتابة الرواية، ولك عدة محاولات وصفتها بالفاشلة، هل
أصبحت فكرة كتابة نص روائي في طيّ التجاهل تماماً
·
كرواية طويلة نعم اكرر القول أني فشلت
رغم المحاولات المتعددة التي عرضت بعضها على الأصدقاء ولكن لم تختفي سمات الرواية
في بعض قصصي القصيرة تعدد الشخصيات والزمن الطويل وان كان المكان محدودا وهذا غفل
عنه النقد لم تشر إلى ذلك كتب النقد أو
الدراسات العلمية التي تفردت بالكتابة عن شخصيتي الأدبية.
منذ ستينات القرن الماضي وأنت تركض في مضامير الأدب، كيف تحافظ
على جذوة النشاط والرغبة في داخلك بلا ملل ؟
·
أحافظ على ( جذوة النشاط والرغبة )
بالتوقف عن الكتابة ومراقبة تحركات من حولي ورصد انفعالات الناس العاديين في
الشارع أو في إدارات الحكومة أو في صراخهم على نادل المقهى.
أما الركض الفكري والروحي الأدبي فلم اقطعه حتى حالتي الصحية اليوم تدفعني
للجلوس والمكوث في المنزل إنما في داخلي شيء يركض يحفز على طرح الأسئلة في لقاء
أصدقاء تعودنا الحوار وتباين المعطيات إذا تصادف أن هناك حالة تدعوا للتأمل.
وأنت ابن بواكير الحالة الثقافية السعودية ، كيف تنظر الآن
وتقيّم تلك المعارك الثقافية الحادة التي نشبت عن الحداثة وبقية المواضيع الجدلية
؟
·
الحداثة مطلب المجتمع لمواكبة مطالب
العصر والمعارك التي تسنمها كتاب الصحف ودعاة منابر المساجد وكمشاهد لم أجد الوطن
عند هذا الشيء الذي اسميه الصخب.
فكل
فرد ولا أقول حزب كان يدعي القيادة بينما مبرراته هزيلة وطرحه لا يؤصل لنظرية كلهم
ناقل وناقل بجهل يغضب إذا طلبت منه إيضاحا ومن هنا لاحظ الجميع بعد انتهاء الاشتباك
أن الساحة خلو من أي فكرة أو نظرية تستحق التأمل بكل أسف.
الحالة الثقافية السعودية فيها من فاز
كتابه بجائزة خليجية ومنهم من شارك في ملتقيات عربية وفضل اختصار طرحه حتى ينصت
كطالب في فصل دراسي لما يقوله معلمه ( الجالس بجواره على منصة المناسبة كمشارك ) بينما
نحن اليوم المركز الثقافي الأول في الوطن العربي كلهم عندنا يتحدثون معنا وعنا باحترام.
تبدو الهيئة العامة للثقافة ستتوسع من خارطة الاهتمامات
والمجالات التي قد يشملها لفظ الثقافة ، بمعنى أن المجال الأدبي مجرد واحد من باقة
كبيرة ، هل أنت متفائل ومتحمس لإحداث تغيير في ظروف الثقافة والأدب خصوصاً ؟
·
أتابع منذ أيام أخبار صحفية عن الهيئة
العامة للثقافة وهذه بشرى خير أنها خرجت من غرفة العناية المركزة التي جهزت لها في
احد مباني وزارة الثقافة والإعلام.
وقال
صديق أن انتداب أعضاء المجلس لم ينقطع لتنقلهم للمشاركة في ورش عمل بمناطق المملكة
وتوقف لما انتهى البند المخصص لهم في ميزانية الوزارة ولا اعرف ماهية المواضيع
التي نوقشت.
غضب رئيسها وزير الثقافة والإعلام من
تصريح الهيئة العامة للترفيه حول دور السينما لم يفهمه الوسط الثقافي. أنا كأديب
يهمني احترام نظام النادي الأدبي وتقدير دور الأعضاء في تحقيق هدفه وان لا تساوم
الهيئة الأعضاء نوعية النشاط وان تحترم جمعية الثقافة والفنون كمؤسسة لها فروع
قدمت الكثير.
وان تعلن شروط الدورة الثالثة لجائزة
الدولة التقديرية للأدب حتى لو حصلت أسماء على جوائز فروعها بالواسطة المهم آن نجد
شيئا نتناقش حوله.
ولن أطالبها بجمعية الأدباء والكتاب احدى مؤسسات
المجتمع المدني التي سعيت لتأسيسها مع ثلة من الأدباء وفشلنا كلنا في شرف التأسيس
بفعل فاعل مجهول.
محمد الشقحاء: عندما
انفضّ الاشتباك بين الحداثيين والمحافظين تكشف المشهد عن فراغ
·
·
·
·
·
أوضح القاص والكاتب
محمد الشقحاء أن الحداثة مطلب المجتمع لمواكبة العصر، لافتا إلى أنه عندما انفض
الاشتباك بين الحداثيين والمحافظين تكشفت الساحة عن فراغ من أية فكرة أو نظرية
تستحق التأمل. ويقول الشقحاء في حوار مع «الحياة» ان الساحة الأدبية مريضة بالحسد
والتصنيف، بقصد إلغاء اسماء أثرت المشهد الثقافي. ويضيف أنه يحافظ على جذوة النشاط
والرغبة في داخله، بالتوقف عن الكتابة ومراقبة تحركات من حوله ورصد انفعالات الناس
العاديين في الشارع أو في إدارات الحكومة أو في صراخهم على نادل المقهى. أما الركض
الفكري والروحي الأدبي فلم يقطعه، وحاله الصحية اليوم تدفعه إلى الجلوس والمكوث في
المنزل، إنما في داخله شيء يركض ويحفز على طرح الأسئلة.
الأديب الكبير
المولود في مدينة الرياض (1947) كتب المقالة والقصة القصيرة والشعر منذ عام 1964،
وأسهم في تأسيس نادي الطائف الأدبي عام 1975، كما شغل عضوية عدد من الجمعيات، وله
مؤلفات متنوعة أسهم من خلالها في إثراء الحركة الأدبية والإبداعية في السعودية.
وعن قصص الأديب الشقحاء صدرت دراسات ضمت في كتب عدة، وحصل على مجموعة من شهادات
التقدير والدروع تقديراً لدوره في إثراء الحياة الأدبية السعودية، إذ نال شهادة
تقدير من أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، حينها، بعد إهدائه مكتبته
الخاصة إلى مكتبة الملك فهد الوطنية عام 1418 هـ، وتم تكريمه في إثنينية الشيخ عبد
المقصود خوجة في جدة.
فإلى نص الحوار:
> كما لاحظنا،
ما زلت تتصفح ورق الصحف يومياً، على رغم الأزمة الخانقة التي تمر بها؟
- رائحة الحبر
والورق دواء لمرض الفراغ، ومع التعود أصبحت الصحف الورقية والمجلات الورقية
والكتاب الورقي إدماناً يعيد تعاطيها اليومي السكينة إلى أعماقي، وعندما لا أجد
عنوانا ابحث عنه استعين «بالعم غوغل» فاخزن المادة في حاسبي ثم أقوم بنسخه ورقيا
من خلال الطابعة للقراءة، وإذا كانت المادة حجمها كبيرا انسخها في «قرص» وأطبعه
ورقيا عبر احد مكاتب خدمات الطلاب.
> كيف وجدت
مرحلة التقاعد، وبخاصة لأديب يجد ما يشغله ويشتغل به؟
- أجمل ما وجدته في
رحلة التقاعد أنني أملك وقتي وأوزعه وفق برنامجي الخاص؛ النوم، ومشاهدة التلفزيون،
وتصفح الجرائد وقراءة الكتب، والجلوس أمام الحاسب، والمناسبات الأسرية، ولقاء
الأصدقاء الشهري، والمقهى الأسبوعي أيضا مع الأصدقاء.
يعني لم اشعر
بالفراغ ولم أفكر في السياحة والسفر داخل المملكة وخارجها، أنا أفضل السكون (بيوتي)
سفري إذا دعاني ناد أدبي لنشاط منبري لا يتجاوز 36 ساعة، وافضل السفر وحيدا. كما
أن التقاعد منحني إعادة النظر في ما صدر لي من كتب وإعادة طباعتها في مجلدات تضم
أكثر من إصدار، وبخاصة في مجال عشقي الأزلي؛ القصة القصيرة.
> هل تتفق مع
فكرة أن التعريف بالأدب السعودي ضعيف خارج المملكة؟ وكيف نتجاوزه؟
- من قال إن
التعريف بالأدب السعودي ضعيف خارج المملكة جاهل، أو إن في صدره الحال المرضية التي
تعيشها ساحتنا الأدبية، وهي الحسد والتصنيف حتى نلغي التميز لأسماء أثرت المشهد
الفكري والأدبي في الداخل وتحدث عنها الآخر من عرب وغير العرب. الأدب السعودي في
الوطن العربي من خلال المقدمات التي كتبت للكتب الصادرة في القاهرة أو بيروت أو
دمشق اثبت وجوده، وإن لم تكن لدينا دور نشر وطباعة وتوزيع، التي لم تواكب الحراك
الأدبي.
وها هو النادي
الأدبي يصدر كتابه بالشراكة مع دور نشر وتوزيع عربية، فأصبح يتنقل معها من معرض
للكتاب في الكويت إلى آخر في مراكش. التجاوز يتم من خلال ناشر عاشق للكتاب الأدبي،
ووزارة الإعلام والثقافة أراها المرآة الحقيقية للوطن، عليها دور مهم في هذا
المجال. ونحن أدباء ننتمي إلى هذا الوطن ولسان حاله.
> وصفت مقاطعة
الأدباء للأندية الأدبية، بأمية المثقفين بدور المؤسسة، وأن الغياب حال نفسية أو
نزق أديب، وكأنه لا يوجد مبرر حقيقي ومنطقي لهذا الموقف تجاه الأندية؟
- المثقف وصف عام،
عندما وافق الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب على تأسيس النادي
الأدبي كان منحة قدمها للأدباء ولم يقدمه بمثابة هدية للمثقفين. النادي الأدبي
نظامه الحقيقي هو النظام الذي اعتمده الأمير فيصل بن فهد وتابعته إدارة واعية في
الرئاسة العامة لرعاية الشباب أيام الأستاذ راشد الحمدان، رحمه الله، وأيام
الأستاذ احمد فرح عقيلان، رحمه الله.
> جربت كتابة
الرواية، ولك محاولات عدة وصفتها بـ«الفاشلة»، هل أصبحت فكرة كتابة نص روائي في
طيّ التجاهل تماماً؟
- من جهة الرواية
الطويلة نعم اكرر القول إني فشلت على رغم المحاولات المتعددة التي عرضت بعضها على
الأصدقاء، ولكن لم تختف سمات الرواية في بعض قصصي القصيرة، تعدد الشخصيات والزمن
الطويل، وان كان المكان محدودا، وهذا غفل عنه النقد، فلم تشر إلى ذلك كتب النقد أو
الدراسات العلمية التي تفردت بالكتابة عن شخصيتي الأدبية.
> منذ ستينات
القرن الماضي وأنت تركض في مضامير الأدب، كيف تحافظ على جذوة النشاط والرغبة في
داخلك بلا ملل؟
- أحافظ على «جذوة
النشاط والرغبة» بالتوقف عن الكتابة ومراقبة تحركات من حولي ورصد انفعالات الناس
العاديين في الشارع أو في إدارات الحكومة أو في صراخهم على نادل المقهى. أما الركض
الفكري والروحي الأدبي فلم اقطعه، حتى حالي الصحية اليوم تدفعني إلى الجلوس
والمكوث في المنزل إنما في داخلي شيء يركض يحفز على طرح الأسئلة في لقاء أصدقاء
تعودنا الحوار وتباين المعطيات إذا تصادف أن هناك حالاً تدعو إلى التأمل.
> وأنت ابن
بواكير الحال الثقافية السعودية، كيف تنظر الآن وتقوم تلك المعارك الثقافية الحادة
التي نشبت عن الحداثة وبقية المواضيع الجدلية؟
- الحداثة مطلب
المجتمع لمواكبة مطالب العصر والمعارك التي تسنمها كتاب الصحف ودعاة منابر
المساجد، وبصفتي مشاهداً لم أجد الوطن عند هذا الشيء الذي اسميه الصخب. فكل فرد -
ولا أقول حزب - كان يدعي القيادة، بينما مبرراته هزيلة وطرحه لا يؤصل لنظرية، كلهم
ناقل، وناقل بجهل يغضب إذا طلبت منه إيضاحا ومن هنا لاحظ الجميع بعد انتهاء
الاشتباك أن الساحة خلو من أية فكرة أو نظرية تستحق التأمل بكل أسف. الحال
الثقافية السعودية فيها من فاز كتابه بجائزة خليجية، ومنهم من شارك في ملتقيات
عربية وفضل اختصار طرحه كي ينصت مثل طالب في فصل دراسي لما يقوله معلمه (الجالس
بجواره على منصة المناسبة بصفة مشارك) بينما نحن اليوم المركز الثقافي الأول في
الوطن العربي، كلهم عندنا يتحدثون معنا وعنا باحترام.