السبت، 12 مارس 2011

فساد القصد يسمم الكلمة الطيبة



فساد القصد يسمم الكلمة الطيبة
محمد المنصور الشقحاء
في البدء تشكل اعتساف مفهوم كلمة الأمة مع قيام مقاومة الحكومة الشيوعية في أفغانستان وتعدد المفهوم من خلال وعاظ السلطان وهذا على النقيض عن ما ذهب إليه علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين.
وفي المملكة العربية السعودية واليمن ودول الخليج العربية وعاظ التقليد والمطالب الشرعية من منظور ثوري قائم على كسب تعاطف العامة على حساب المصلحة العامة القائمة على العدل لتنمية الوعي بالمطالب من خلال الحقوق واحترام الواجبات.
وفي هذه الدول نجد الشيخ يوسف القرضاوي عبر كتبه ووسائل الأعلام حالة تستحق الدراسة إذ نجده في وسائل الإعلام لا يخرج عن مطلب المحاور بصوته الجهوري وعنعنته كما نجد الدكتور حاكم المطيري يستعجل لثورة وتغيير السلطة في دول الخليج العربية من خلال رؤية شرعية للعودة لحكم القبيلة وكأنه يجد في انتمائه القبلي وعلمه الشرعي الفرقة الناجية وفي اليمن نجد الدكتور عبد المجيد الزنداني المتخصص في العلوم يدخل باب السياسة من خلال رؤية شرعية.
الأمة هي الجماعة ونحن ألبسناها ثوب الإسلام في زمن التعدد بحثا عن امة واحدة وحكومة راشدة الإسلام انطلق من مكة المكرمة وتشكل سياسيا في المدينة المنورة وغدا دولة عربية في دمشق ثم انتقل كدولة إلى بغداد فعشش الاجتماعي في عروقه فتولدت الدول حتى وصلنا للراهن.
هنا إذا تظاهر أهل تونس ضد قياداتهم فكانت ثورة التغيير هنا جاء انتصار التونسيين من اجل الحقوق والواجبات التي لم تعد الحكومة تحترم قيم العدل بخروجها على القانون بسبب منافع خاصة وعندها اكتشف المصريين فساد حكومتهم وهم يرون مواد القانون تنتهك وتشذب فكان ما حدث وهذا يذكرنا بحراك اللبنانيين بعد مللهم من اعتساف الجيش السوري لدوره الأمني في لبنان وتدخلهم السياسي والاقتصادي فكانت ثورة الأرز والخروج الكريم.
إما المطالب في المملكة العربية السعودية ودول مجلس تعاون دول الخليج العربية فهي اقتصادية اجتماعية تم اعتسافها لتكون مطالب سياسية مرتبطة بوعي القبيلة على حساب الدولة ومن هنا نرى الحراك في الكويت صراع قبلي أكثر منه تنموي وفي البحرين مذهبي ديني بينما في اليمن اختلطت فيه الأوراق بين السياسي والاقتصادي والاجتماعي فألبسه السياسي صوت القبيلة.
نحن في المملكة العربية السعودية وفي دول مجلس تعاون دول الخليج العربية نقاوم بردة مفهوم الحكومة المدنية ونبحث أفراد وجماعات إلى كسر القانون بحثا عن منفعة ونشعر إننا إذا لم يقم شيخ القبيلة بالبصق في وجوهنا كأفراد أننا عرايا وان ملابسنا لا تستر ولنا في مؤلفات حاكم المطيري المثل في مكوننا العام.
يقول علي الوردي ( الواعظين دأبوا على تصنيف رجال التاريخ إلى صنفين متعاكسين: أخيار وأشرار وهم قد اعتادوا على نسبة كل مثالب الدنيا إلى صنف الأشرار، وكل فضائلها إلى صنف الأخيار ) هذا سابقا أما اليوم الواعظ فقد هويته فأستجدى العامة ممن يرون إن مصالحهم لم ترتقي إلى الحق الذي تراه كل فئة إنها الأجدر ووعاظ اليوم وهم يعتسفون النصوص سياسيا كما بائع الأقمشة يروج للفاسد إعلانا وتدني سعر على حساب الجيد. والله المستعان.&&

هناك تعليق واحد:

  1. كلامَ منطقيِ ورائعَ
    تكلمتَ من جميعَ الجوانبَ
    التي كان ينبغيِ ان يتكلم عنهاَ الجميع
    طابَ مساؤكَ بكل خيرَ

    ردحذف