السبت، 26 فبراير 2011

أسئلة في تقويم مسار الاصلاح





أسئلة في تقويم مسار الإصلاح
محمد المنصور الشقحاء:
          الحديث عن المملكة العربية السعودية قلق ومرتبك داخليا وفي الوطن العربي والعالم في فكر كتاب الرأي؛ لتجاوزنا عند الموافقة على تحقيق مطلب الأنظمة المشرعة والمنفذة بموافقة الملك أو صاحب الصلاحية بدون العودة للجهة المنفذة وكسرا لدور الجهة المشرعة.
كلنا يعرف الألقاب التي عرف بها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن أل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية:                                                                                               
     1/ أمير نجد ورئيس عشائرها   1902                                                             
      2 / سلطان نجد وملحقاتها      1920                                                                 
   3 / ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها     1926                                                
    4 / ملك الحجاز ونجد وملحقاتها     1927                                                              
 قبل أن يقوم نائب الملك في الحجاز بتوقيع الأمر الملكي رقم 2716 بتحويل اسم المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها إلى اسم المملكة العربية السعودية عام 1932م ووفق للروايات عن اختيار الاسم الجديد جاء تحقيقا لرغبة مجموعة من الشخصيات الاجتماعية والسياسية في الحجاز.
التحول من المسمى تأكيدا للوحدة والتضامن بين أقاليم الجزيرة العربية التي نجدها تندرج تحت مسمى ( ملحقاتها ) في المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها إنما المسمى الجديد وأهدافه السامية خلق إشكال قانوني وسياسي زاد حجمه بعد استقلال أمارات الخليج العربي وانسحاب الاستعمار البريطاني والفرنسي سياسيا وعسكريا من أقطار الوطن العربي.
وبالتالي غدا اسم المملكة العربية السعودية السياسي مفتاح لكل نقد لدورنا التنموي وشراكتنا العربية والإسلامية لربط الوطن باسم الأسرة الحاكمة، ومن هنا وكما تدرجت ألقاب الملك المؤسس وتناميا مع التطور المعرفي والحراك السياسي القائم نحن بحاجة ملحة ليكون اسمنا السياسي الجديد المملكة العربية المتحدة.
ومن هنا نتلمس الحرص الوطني في أوامر الملك عبد الله بن عبد العزيز الاقتصادية الاجتماعية وأثرها البالغ في تصاعد أسئلة مسار التجديد؛ المرتبط بالحكومة المدنية والديباجة التي حملتها هذه الأوامر ( من منطلق المسئولية الملقاة على عاتقنا ) والتي يتلمس الجميع في الداخل والخارج حاجتنا لقرارات جديدة تعيد صياغة النظام السياسي بما يتوافق مع الحراك العام المستنبط من إلزامية تنفيذ بنود الأنظمة ومحاسبة التجاوزات ورفع مسلك الحفاظ على القانون من منطلق منطوق المادة الثامنة من النظام الأساسي للحكم ( يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية على أساس العدل، والشورى، والمساواة، وفق الشريعة الإسلامية ).
لقد واكب عهد الملك عبدالله الكثير من النجاحات المدهشة ويتمثل الانجاز الذي تحقق لبعضها قدرته على إيجاد نمط تحريضي تستشرف منه القطاعات الحكومية والأهلية نماذج وطنية منتجة تحاكي النماذج النموذجية على مستوى العالم؛ إنما ينقص هذا الفعل محاسبة المقصرين ومن يعطل التفكير المستقبلي مع وجود قيم الوعي والتنمية وتملك القرار فما أصدره الملك عبدالله من قرارات دعم ودراسة وتنمية وتطوير له في الحكومة أجهزته المنفذة والمشرعة فلما جاء هذا عن إرادة ملكية ولم يأتي بعد دراسة كل جهة لواجباتها عبر مجلس الوزراء.
 هنا ننتظر أمر ملكي يقيل بموجبه مجلس الوزراء ويبقى الوزراء لتصريف الأعمال حتى يتم تشكيل مجلس وزراء جديد؛ نحن بحاجة لمجلس جديد وفق النظام الأساسي للحكم بعد تعديل  المادة السادسة والخمسون إلى ( الملك هو من يرشح رئيس مجلس الوزراء، ويعاون الرئيس المكلف في أداء مهامه أعضاء مجلس الوزراء وذلك وفقا لإحكام هذا النظام وغيره من الأنظمة . . الخ ) كما تعدل المادة الأولى من نظام مجلس الوزراء إلى ( مجلس الوزراء هيئة نظامية يرأسها من يختاره الملك ) وتحذف ( الملك رئيس  من المادة 29 ) وللتاريخ في عهد الملك عبد العزيز صدر أول نظام لمجلس الوزراء فيه يكلف ولي العهد برئاسة المجلس وتشكل المجلس برئاسة ولي العهد وفي عهد الملك سعود وبعد صدور نظام جديد لمجلس الوزراء يترأسه الملك، صدر أمر ملكي بتكليف ولي لعهد برئاسة إحدى الوزارات.
مع الالتزام بالمادة الخامسة من نظام الحكم بشأن الفقرة ( د ) مع تحقيق أهداف نظام هيئة البيعة وان هذه الأهداف تخطط لقيام الملكية الدستورية التي معها تزيد مساحة استقلال وعمل السلطات: 
 1/ السلطة القضائية                                                                                      
   2 / السلطة التنفيذية                                                                                        
 3 / السلطة التنظيمية ( التشريعية )                                                                       
 خاصة إن المادة السادسة والأربعون من نظام الحكم تقول ( القضاء سلطة مستقلة، ولا سلطان على القضاة في قضائهم لغير الشريعة الإسلامية )
 يقول جبران خليل جبران في كتابه النبي عن القوانين ( إنكم لتبتهجون حين تسنون القوانين، ولكنكم تزدادون بهجة حين تخرجون عليها ) ونحن لا نثق بالقوانين القائمة لتنامي الشائعة واحتكامنا لسلطة الشك إلي معها لون الإحباط خطوات بعضنا ننتظر الفرصة المبدلة لمعاشنا والتي تطل في المناسبات وقد عطلنا المسار الطبيعي للنمو ورسم معالم المستقبل.
لدينا هيئة الخبراء بمجلس الوزراء ولدينا مجلس الشورى والجهتان تنظيمية تشريعية يتم تعيين الأعضاء بها بأمر من الملك والمجلس والهيئة تضم نخبة جيده من المستشارين والأعضاء ذوي الخبرة العلمية والحياتية التي تمكنهم من اقتراح الأنظمة وتعديلها وسن التشريعات المستحدثة إنما ارتباط المجلس بالملك والهيئة برئيس مجلس الوزراء أربك فعاليتها.
 فقد كرس المجلس والهيئة تنفيذ الأمر بدلا من صياغة القانون ومن هنا نحن بحاجة إلى مجلس تنظيمي منتخب ( كما هو حال مجلس الشورى ) يقوم بالمشاركة في بناء سلطة تشريعية فاعلة ويمثل مناطق المملكة من خلال نسبة تتفق مع العدد السكاني المعلن ويكون عدد الأعضاء فيه يساوي أعضاء مجلس الشورى وخبراء هيئة الخبراء بمجلس الوزراء وعلى من يرشح له لا يقل عمره عن أربعين عام ولا يقل مؤهله الدراسي عن الثانوية العامة والترشيح يأتي من خلال الانتخاب العام في المنطقة التي يقيم في إحدى مدنها، مهمة المجلس مشاركة مجلس الشورى في إقرار الأنظمة ومتابعة السلطة التنفيذية في مطابقة الإجراء لهدف النظام وإتباعه لمواده المشرعة.
وهذا المجلس ليس بدعا فقد جاء بالتدرج مع أنظمة ملكية وأخرى جمهورية وفي الوطن العربي كتجربة القائم في المملكة الأردنية وفي دول الخليج العربي دولة الكويت ومملكة البحرين وسلطنة عمان لتنمية التواصل الجماهيري مع السلطة وتجاوز حاجز الخوف والسلطة الأبوية القائمة على الثقة وقبول الأمر والتوجيه الذي لم يعد له اليوم مكان في بناء الدول يقول جون لوك ( وحيث انه لا يمكن أن يقوم أي مجتمع سياسي إلا إذا كانت لديه القوة على المحافظة على الملكيات ومعاقبة المعتدين عليها، فهذا وحده هو دعامة المجتمع السياسي، حيث يتنازل كل عضو فيه عن حقوقه الطبيعية ليضعها بين يدي الجماعة، فتتولى هي حمايتها عن طريق القانون الذي تصوغه شاملا ووافيا لحاجة الجميع ) هذه معالم البناء الحقيقي للوطن القوي الذي يحمي مواطنيه بما يؤسس من أنظمة وقوانين عادلة مستمده من القرآن الكريم والسنة النبوية وتتوافق من خلال أهل العلم مع المستجدات التي معها يجد الجميع الكرامة والحرية القائمة عند احترام الحقوق وتطبيق الواجبات بدون تميز وذائقة خاصة.
الملك عبد الله بن عبد العزيز شرع أبواب مواربة فتح الابتعاث الخارجي من خلال مخصص خاص فشلت وزارة التعليم العالي في بحثه واستسلمت جامعاتنا لقرار شفهي فقلصت تنمية خبرات منسوبيها فاستعانت بالوافدين حتى فقد الوطن معالمه في الجامعة.
زار المناطق فقام بتأسيس جامعات جديدة في كل منطقة، كما أرسى معالم التطوير في مجال السلطة القضائية باعتماد ميزانية خارج وزارة العدل لبناء محاكم وتأهيل قضاة يرسمون معالم أنظمة تصيغ مفهوم القاضي العادل الذي يحترم الأنظمة ويزاوج بينها وبين تعاليم الشريعة في المستجدات والنوازل حتى لا يرشح اعتراض تحت مظلة اعتساف الحكم.
إذا ونحن نتناقش في تنفيذ الأوامر التي صدرت في يوم الأربعاء 20 / ربيع الأول عام 1432 مع عودة الملك عبد الله بن عبد العزيز من رحلته العلاجية للوطن سليما معافى شاكرا لله نعمته فقدم بما أمر في المجال الاجتماعي والاقتصادي وهو العارف بمطالب المواطن الذي غلت يديه بسب نقاش نظري لم يكتشف الحقيقة ولم يسعى لمداواة الجرح النازف ولم يصل في فكر السلطة التنفيذية بكل أقسامها إلى إعلان حالة الطوارئ لموجهة اثر العاصفة وكشف الغمة.
بعد هذه الأوامر الاجتماعية والاقتصادية نحن بحاجة إلى أوامر سياسية معها يقوم مجلس الشورى بمناقشة التالي:                                                                                         
     1/ الاسم السياسي للمملكة العربية السعودية مستفيدين من تدرج المسمى في الوثائق الرسمية والكتب التاريخية التي دونت مسارنا كدولة منذ استعادة القائد المؤسس الملك عبد العزيز للرياض عام 1902 حتى يتوقف النقد الذي قزم دور المواطن في البناء وقلص أثرنا السياسي المشارك إلى الداعم المالي.                                                                                            
   2 / تعديل المادة الأولى من نظام مجلس الوزراء إلى ( مجلس الوزراء هيئة نظمية يرأسها من يعينه الملك ).                                                                                             
  3 / عمل قانون جديد يراعي الأنظمة القائمة في دول الخليج العربية والعالم، لتأسيس مجلس نواب منتخب يشارك في إقرار الأنظمة وتعديل القائم بما يتفق مع الحاضر والمستقبل.
المملكة العربية السعودية عضو في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والعديد من المنظمات واللجان الدولية، وهذه المؤسسات واللجان تراقب الأداء الحكومي وتناقش مدى توافق التشريعات الدولية لحقوق الإنسان مع القائم للمواطن ثم الوافد، وقيم العدالة والمساواة الإنسانية. &&                            
  

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

قصص وعبر الورقة التي شاركة بها في مركز التنمية الاجتماعية بحي الوادي



بسم الله الرحمن الرحيم

قصص وعبر*

محمد المنصور الشقحاء:
     * * * في تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي لسورة القصص قال ( الآيات المستحقة للتعظيم والتفخيم  " آيات الكتاب المبين "  لكل أمر يحتاج إليه العباد، من معرفة ربهم، ومعرفة حقوقه، ومعرفة أوليائه وأعدائه، ومعرفة  وقائعه وأيامه، ومعرفة ثواب الأعمال، وجزاء العمال، فهذا القرآن قد بينها غاية التبيين، وجلاها للعباد ووضحها )
ويقال: السعيد من اعتبر بغيره، والشقي من أعتبر به غيره                                  ولهذا قال المفسرون: الاعتبار هو النظر في حقائق الأشياء وجهات دلالتها ليعرف بالنظر فيها شيء آخر من جنسها
والإلهام قد يكون بطريق الكسب، وقد يكون بطرق التنبيه
ومن المطالب حرية الرأي والتعبير عنه بالوسائل المشروعة مصونة، ولكل إنسان ممارسته في حدود مبادئ الشريعة وقيم الأخلاق مثل الدعوة بالحكمة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بمفرده ومع غيره في ممارسة هذا الحق والدفاع عنه لصالح المجتمع وخيره
ويروي سعيد بن المسيب عن علي أنه سأل رسول الله قائلا: الأمر ينزل بنا بعدك لم ينزل فيه قرآن، ولم يسمع منك فيه شيء،                                                    فقال: اجمعوا له العالمين من أمتي، واجعلوها بينكم شورى، ولا تقضوا فيه برأي واحد.
مثال تحدث عنه الشيخ سلمان بن فهد العودة قال حفظه الله: فقد ذكرنا مجموعة من الكتب التي نشرت في أمريكا، وهي تتحدث عن سقوط أمريكا وانهيارها وتراجع اقتصادها.                                                                                فمفهوم التقهقر الغربي يعالج، ويطرح على خطورته وعلى حساسيته، والكتب والصحف والمجلات أصبحت تتناوله بوضوح؛ لأنهم يدركون أن السكوت عن هذا أو إغماض الأعين لا يعني أن الغرب أصبح يترقى، ولا يعني أن ألانهيار توقف.
أما نحن المسلمين فنقول دائما وأبدً: نحن بخير وجميع الأمور على ما يرام.
من هنا: يأتي رهان مطلب المجتمع المدني من خلال مؤسساته ( مثل هذا المركز ) كرؤية فكرية تتعلق بالتحديث ومواكبة العصر في بحثه العلمي وبحثه الإنساني في مجال التطور والتحديث وتجاوز العوائق التي تسعى إلى اعتساف لواقع اجتماعي بقيم وعادات فرضنا عليها المسوح الرهبانية حتى نعيق الحوار والبحث عن مخرج يؤد الفتنة ووهم انخرام وحدة الأمة وينمي ضمان المصالح من خلال التوسع في الحقوق والتزام الجميع بالواجبات فالشريعة لا تميل إلى حرمان المسلم من حريته.
ونتحدث بقلق ( هل حقوق الإنسان غير صحيحة ) لأنها موضع انتهاك أو تجاهل في أماكن مختلفة من عالمنا اليوم في خصوصيتنا الثقافية التي نخشى عليها من مفهوم العالمية التي يراها البعض ملمح أساسي في بناء السلطة الاستعمارية بما تختزنه في حقيقتها من أدوات للقهر والسيطرة.
بعد هذه النقاط أتمنى منكم مساعدتي: في الاستفادة من الوقت بطرح سؤال أو تعليق نتحاور معه من أجل تحقيق جزء من الهدف الذي معه جاء تأسيس المركز.
وقد كنت أفكر إن النقاط التي تشغل بالي من خلال تجربتي كأديب كتب القصة القصيرة والمقالة وشاركت في لجان أدبية وثقافية عامة إن منجزنا الثقافي والأدبي مهمل من قبل مؤسساتنا مثل المكتبات العامة والأندية الأدبية وفروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وإهمال الدور الثقافي والاجتماعي في الأندية الرياضية وانصراف أبناؤنا عن الكتاب والمجلة المتخصصة من طلاب المدارس إذ لا يوجد وازع ثقافي يعي المواهب وينمي القدرات داخل المدرسة وإذا وجد يتوقف عند نهاية اليوم الدراسي كما أن المسجد أصبح معزولا عن محيطه إذ لا يرتبط بمصليه من الجيران ولا يتفقدهم عند الغياب لمرض أو سفر أو انتقال فقد فصلناه عن دوره الاجتماعي التربوي وحصرناه في الجانب ألعبادي بكل أسف بينما الإسلام مكتمل.

من خلال الدراسات الأدبية عن المنجز الأدبي نثر وشعر لدينا كتب عده صدرت غنية بما تعج به المكتبة العربية في مجال الرواية يقول الدكتور سلطان بن سعد القحطاني في كتابه الرواية في المملكة العربية السعودية ( وقد خرجنا من الدراسة بنتائج تبشر بظهور رواية واعدة، بعد أن بدأ الاهتمام بها كنوع أدبي له خصوصياته وأصوله وقيمته الأدبية ) وفي كتابه النثر الأدبي في المملكة العربية السعودية قال الدكتور محمد عبد الرحمن الشامخ ( وإذا كان هذا البحث قد أشاد بما حققه الكتاب السعوديون لأدبهم من تطور وتجديد، فان ظروف البيئة قد روعيت في ذلك ) وهذا مصداق لقول الدكتور عمر الطيب الساسي في البحث الخاص بالأدب العربي السعودي ألذي جاء في كتابه دراسات في الأدب العربي ( إن من يمعن في تاريخ الأدب المعاصر في هذه البلاد يلاحظ كيف استطاع أدباء هذه البلاد أن يتزودوا بالعلم والمعرفة ) ولا ننسى في هذه الورقة دور الدكتور محمد بن سعد بن حسين وكتابه القيم الأدب الحديث تاريخ ودراسات وتخصيص الجزء الثاني للنهضة العلمية والأدبية في المملكة العربية السعودية متناولا بدايتها وعواملها التربوية والاجتماعية.&&
______________
 لجنة التنمية الاجتماعية بحي الوادي / ديوانية الحي بعد غرب يوم الثلاثاء 12 / 3 / 1431*  
 















المنحوسة
وتذكرة السفر إلى القدس

وتلفتُّ حولي ، أبحث فيهم عن شيء غير الصورة التي شدت بصري ، من أول خطوة خطوتها داخل المعسكر ، وتناثرت أسئلتي على الأرصفة المغبرة تسأل المارة عن حقيقة ما أشاهد . كان يطل من عيون الجميع الجوع واللهفة .. الخشية ومسامير الترقب تملأ الأحداق دماً ..
أخذت أبحث عنهم، كان كل همي أن ألتقي بأكبر مجموعة من الصبيان أسألهم هل يحبون الحرب، وماذا يتمنى كل واحد منهم. سيفاً أم بندقية. أم دبابة. أم وردة وقلماً وقرطاساً..؟
أخذ أحدهم يبكي وهو يستمع كلماتي.. سألته العجوز الواقفة ..
ـ لماذا .. ؟
ـ ألا تعلمين ؟ إن الطائرات كانت هنا .. ولم يبق من أسرته أحد..
ـ الطائرات كانت هنا .. ؟
ـ أجل أنت لست صحيفة .. كيف نحن سكان الخيام المحتاجين لقطعة رغيف ، نعلم ، وأنت لا تدرين ، رغم وجود الراديو معك وباستطاعتك اقتناء الصحف والمجلات ..
ـ آسفة يا سيدتي..
ـ وماذا يفيد الأسف ، أنت آسفة لأنك لا تهتمين بالآخرين لكن ماذا يجري مع الآخرين أولئك الذين لا همَّ لهم سوى إبادتنا نحن ، هربت وحيدة ، طوحني الهواء ، أخذ يدفعني هنا وهناك حتى وصلت إلى الجسر .. كنت أتلفت حولي أبحث عن رفيق أو مؤنس للطريق لأني أخشى غدر شيخوختي ، كان الجميع هناك .. ينتظرون .. يمضغون اللبان .. ويتعارفون رغم أن فوهات البنادق مصوبة إلى صدورهم، وببسمة الأطفال المتعلقين بأكتاف آبائهم وأمهاتهم، حاولت أن أبكي، ولكن دموعي التي شاركتني الطريق استعصت عليّ هذه المرة لا أدري لماذا.. لكن عرفت أخيراً أنها الكبرياء .. كنت أتحدى تلك البنادق والفوهات المصوبة . تلك الأحذية القذرة التي تتحكم في مصير هذا الكوم من البشر الفارين من ديارهم . كلنا نبحث عن خيمة . وسعيد الحظ من كان أحد أفراد أسرته يعمل في الكويت أو السعودية أو ليبيا أو حتى في البرازيل .
وانسحبت العجوز قبل أن أعرف شيئاً عن الطفل الباكي، وأخذت أتأمل قصتها. مصيرها أنها وحيدة وهذا الطفل وحيد. وتخلصت من المتكومين حولي ، وأخذت أسير على غير هدى أتحدث مع نفسي . نسيت آلة التصوير والقلم والأوراق .. أصبح رأسي مسجلاً يسجل كل شيء حتى صراخ الأطفال .. حديث السيدات على الأرصفة ومن النوافذ المتهرئة ، والرجال المتكومون أمام الأبواب حول راديو صغير . الريح القاسية . البرد القارص..
كنت أحاول شيئاً لم أستطع حتى هذه اللحظة معرفته وفجأة قفزت الصورة أمام ناظري. كانت العجوز تتكلم مع الصبي أمام صنبور الماء وهي تغسل وجهه وتقبل جبينه ثم تشده من يده وتواصل طريقها جاذبة الجمع المتكوم حول صنبور الماء .. كان الخرير الناعس يفرض هيبته على الموقف ..
ـ إنها منحوسة ..
ـ من .. ؟
ـ هذه العجوز. إن نحسها سوف يلاحق الصبي . كل المجموعة التي حضرت معها ماتوا وبقيت هي. وذلك الصبي يجب انتزاعه منها قبل أن تأتي الطائرات..
لا أدري أي شيء هذا ولكنني وجدت هذه القصاصة أمامي فاغرة فاها تمد لي يدها لانتزاعها من على الطريق.. إنها صورة من الصور المفروضة على أمتنا والتي يريد العالم تكرارها، ويجد العالم فيها شيئاً ما لإزجاء الوقت. أنتم يا شباب العالم فكاهة (...)؟ كانوا يتسكعون على الأرصفة .. وتحت ظلال المسجد الأقصى.. وكل ما عليكم هو شراء تذكرة سفر إلى القدس إلى أورشليم.. لمشاهدة بعلبك، ومدائن صالح..
فحضارة الغرب تتسكع هنا .. والمنارات لا زالت قائمة ممشوقة في عنان السماء.. بصقت العجوز بمرارة وهي تجرجر الصغير وراءها ..
ـ إني تعب يا جدتي ؟ ..
قال ذلك وهو يرفع عينين خطف الرعب بريقهما. وهمَّ أن يقول شيئاً ما، لكنها صدمته بصمتها، فلم يقل شيئاً وأخذ يجرجر خطاه وراءها.
كانت الغيوم تتلبد في السماء بينما هبت نسمة تحمل رائحة الأرض الطيبة . كانت خطواتهما واضحة على الأرض وابتعدا رويداً رويداً ، وسرعان ما ابتلعهم المعسكر .&&
*    *    *





      

اليتيم


جاء صوت أخيه أمرا. فكان أن ذهب رغم انفه إلى منزل الأستاذ عبد العزيز للقيام بخدمته وخدمة والدته وزوجته وطفلهما الرضيع.
لم يتجاوز الثالثة عشر. نحيل الجسد ارتبط بالفاقة واليتم من سنته الثانية، يعيش متنقلا بين منزل أخيه وأمه المتزوجة، ومع هذه الظروف كان ناجحا في دراسته متقدما على أقرانه.
بينما كان يصب القهوة ذات ليلة لحظ مدرس الفقه الضرير بين الحضور. ارتبك ولم يهتم بالأمر، وأدرك إن المدرس شم رائحته وسوف يفضحه في الفصل بين زملائه بأنه خادم في منزل أحد الوجهاء.
ورافق أخر الضيوف إلى منزله في حي أخر. لإحضار العدد الأول من صحيفة يومية جديدة، كانت الساعة العاشرة من ليلة شتائيه  هجر المارة فيه الطرقات، عاد يمشي وحيدا عبر طريق طويل ووجد عبد العزيز قد أندس في فراشه.
استقبلته الوالدة بعطف وخوف. لفت حول جسده البارد بطانيتها ودعته للجلوس أمام المدفأة في غرفتها.
تنبه على صوت الزوجة التي وقفت فوق رأسه بثوب نومها الشفاف. وهو يدعك عينيه متفحصا ألقت في حضنه زوج جرابات. . طالبة منه غسلها بسرعة.
دعك الجوارب بين يديه ثم عقدها حول حبل غسيل ممتد في فناء الدار. ثم أخذ يداعب الطفل الذي أقبل نحوه في عربة تساعده على المشي.
أرتفع صوت شجار من داخل الدار بين المرأتين. تلفت حوله طبع قبلة على جبين الصغير وخرج. &&



* * * *









النجاح


أخذت تركض في أرجاء الدار. نجحت أخيراً؛ لم تفكر في نسبة التقدير، كان همها اجتياز عقبة فشلت في تخطيها خمس مرات، ولما شعرت بالتعب دخلت غرفتها ونامت.
أقلق تأخرها الجميع. أسرعت أمها وإحدى أخواتها، استقبلتهما رائحة عبقة وابتسامة صغيرة.
هزتها أختها كانت متصلبة وباردة. لقد أسلمت الروح منذ كان انتصارها.& &



الإسفلت

توقف عند خطوط عبور المشاة لامرأة وثلاثة أطفال.اجتاز الثلاثة الإسفلت وارتقوا الرصيف.
أما هي فقد دهمتها سيارة لا تعرف الانتظار. ولم يتوقف قائدها حتى صدم عمود    الإضاءة، الفجيعة كانت فوق احتماله فتوقف قلبه.& &







المسـجـد


وقف عند فتحة الباب ، تنقلت نظراته بين إسفلت الشارع الذي تراكم عليه التراب ، وكوم المخلفات في الأرض المحاذية للمسجد الجديد المقابل لمنزله ، وقد تأخر افتتاحه بسبب عدم وفاء فاعل الخير الذي لم يف بوعده فأخذ أهالي الحي يساهمون في إنجاز ما تبقى .
مد أحدهم الكهرباء وساهم آخر بالماء وتوسط ثالث لدى شركة من أجل تعبيد الممرات حول المسجد .
باب المسجد مفتوح وصبيان الحي يتراكضون للدخول . تذكر أن جاره قال قبل يومين: سوف نصلي المغرب يوم الخميس بالمسجد أغلق الباب واتجه إلى المسجد .
عندما حاذى النوافذ سمع المصلين يقولون “آمين"، مد الخطى ودخل. لحق الإمام راكعاً ، أكمل ما فاته من الصلاة . تلفت حوله كان المصلي الوحيد . & &
      
                                                                  
        



الأحد، 6 فبراير 2011

الخدمات الصحية وكبار الشخصيات




الخدمات الصحية وكبار الشخصيات:

كلنا يدرك تأخر وزارة الصحة في مواكبة النمو السكاني، مما خلق تعثر العلاج ونقص أسرة المرضى بالمستشفيات الحكومية ففي الرياض سبعة مستشفيات حكومية عامة فقط بمقدره متدنية، كما يوجد مستشفيات حكومية متخصصة  ( 14 ) منها في المجال الطبي علاج ووقاية ومنها من ترعاهم أي لفئة معينه؛ إنما العجيب وجود عيادات خاصة بكبار الشخصيات ونافذة في الصيدلية خاصة بصرف علاج كبار الشخصيات.
واليوم وأنا أجدد وصفة صرف علاج السكر والضغط جاء من يقول للموظف: لو سمحت هذه أوراق السائق لفتح ملف خاص به ! !
 لم أقاوم الحزن فقد فشلت في تحديد موعد مع الطبيب للكشف لمتابعة حالتي الصحية؛ وأثرت صرف العلاج بموجب الوصفة السابقة. . . وهاهم كبار الشخصيات مع خدمهم يتميزون بالخدمة بينما المرض واحد.
 انه غباء التصرف ؟ ؟