السبت، 16 يناير 2016

قصص قصيرة ( 18 )

قصص قصيرة  ( 18 )
محمد المنصور الشقحاء – الرياض


خطوة
عندما انطلقت لم أكن أتوقع إن وجهتي معاكسة لهدفها، لما دخلت المقهى القابع في بوابة المدينة؛ قال النادل: هل أنت مطارد.! قلت: حتى ألحقها. ابتسم ولما عاد لأخذا ثمن فنجان القهوة، قال: هي خلفك منذ ساعة ركبت الباخرة مهاجرة إلى أمريكا.&




رخص
بعد فشله في جعل زوجته عتبه لتحقيق هدفه هرب  نتيجة خوفه وغضبها؛ ولما شعر بالندم وجد في صندوق بريده في الغربة؛ حكم المحكمة بخلعها لعدة أسباب أهمها الغياب وإهماله نفقة ابنته.&



لما عصف اللهب
بسبب نصائح والده المتلاحقة نمى في أعماقه كره اسود للمنزل؛ فتعدد أصدقاؤه وان سعى البعض على الاستئثار برفقته؛ تذكر هذا وهو يشاهد ابنه المتخرج حديثا من الجامعة، يؤجل موعد زواجه ليسافر مع وفد أهلي لتقديم المساعدة للمناطق المنكوبة بالجفاف؛ عاد الوفد ولم يعد ابنه ولما سأل عنه لم يجد الجواب.



مشاركة
انتهى الثاني من إلقاء ورقته؛ فدعا مدير الحوار الثالث لقول ما عنده، وتداخل الحضور في النقاش؛ ونحن نتناول العشاء تذكرت أني لم اقل شيئا؛ مع إني في ترتيب جلوسنا على المنصة كنت الأول.&



المسطح
شبهت حبه بقبر قديم سرق اللصوص شاهده؛ كان قبل الاختفاء مضطربا خارجا عن سيطرتها وفي أخبار الواحدة بعد منتصف الليل بالتلفزيون؛ جاء اسمه وصورته في خبر تفجير انتحاري نفسه وقد حاصره رجال الأمن في استراحة بشمال الرياض.&



خيانة الغيم
بعد أن وصلت للمركز التجاري طلبت من السائق العودة للمنزل، جاء في الموعد المحدد وولجا احد المطاعم؛ أثار حنقها حديثه عن السفر وهي من جاءت لمساعدته، وقفت بدعوى الذهاب للحمام ولما عادت لم تجده.&



التصحر
تدهور الأرض الزراعية بسبب زحف الشجيرات الشوكية، وتصحر أفكاري وجسدي مصدره مقت صديق غرق حتى أذنيه في ملاحقتي؛ لما تجاوزت الرعب لم أتخلص من الشك فيما أنا فيه؛ وقد تمكنت من تأكيد وجودي بشكل جدي.&



الجدار الفاصل
جاء صوتها عبر الجدار الفاصل بين منزلينا؛ تحتاج الهاتف حتى تتصل بوالدها فشقيقها مريض وأمها قلقة عليه؛ وبما إن سلك الهاتف طويل فقد تمكنت من تحقيق طلبها الذي تكرر في مناسبات أخرى أثناء غياب زوجتي.
 ولما حل موعد ولادة زوجتي وبعد أربع سنوات انتظار لمولدها الأول انتقلت من المستشفى لمنزل والدها، لمتابعتها صحيا من قبل أمها ومساعدتها على رعاية الطفل، شعرت جارتي بوحدتي فتجاوزت حديث الحائط، بقرع الباب محملة بطعام العشاء وإجراء مكالمة هاتفية من خلال أرقام تسكن ذاكرتها.
 وعرفت إن سبب عدم وجود هاتف بمنزلها، رفض والدها المراجعة والبحث عن واسطة بسبب أزمة أرقام جديدة وتمديدات متعثرة في الحي، كل شيء فيها مبتسم وكل شيء فيها قلق ومبعثر تركت الدراسة بعد فشلها اجتياز أولى ثانوي منذ عشر سنوات؛ وسفر خطيبها للدراسة منذ أربع سنوات إلى بريطانيا.
 وانشغال والدها بعمله وسفرياته المتكررة، وعناية أسرة والدتها بهم واتصالهم المتكرر للاطمئنان عليها وعلى شقيقها وأمها، كانت بعد انتهاء المكالمة تغادر مسرعة وكأن شيئا يحثها للحاق به، لم اهتم بغياب زوجتي وأعذارها التي اشعر أنها مفتعلة للمكوث بمنزل والدها.
 وذات مساء والظلام مخيم على الكون بسبب سحب متلبدة في السماء؛ نبهني من غفوتي جرس الباب كانت جارتي مستنجدة إيصال شقيقها للمستشفى، حملت الابن وأمه وفي غرفة الطوارئ تابعت فحصه، ونصح الطبيب بان يبقى تحت المراقبة أربع وعشرين ساعة، وتابعت نقله لسرير في الدور الرابع، وموافقة الطبيب بقاء أمه معه بضع ساعات فزودتها برقم هاتفي للاتصال إذا لم يتواصل احد معها.
 وأنا أهم بإغلاق الباب جاء صوت جارتي عبر الجدار تسأل عن شقيقها فطلبت منها الحضور وتركت الباب مشرعا، جلست على احد مقاعد صالة الجلوس، وسمعت الباب يغلق ووقع خطواتها، جاءت أنفاسها ورائحة عطرها لمحت هلعها فقمت طوقتها بذراعي سكن رأسها على كتفي، وشرحت لها حالة شقيقها شعرت أن أنفاسها تهدءا ودقات قلبها تعود للنبض الطبيعي.
بعد جلوسها عرفت أن والدها عند زوجته الأولى، أحضرت لها كوب ماء من البرادة في المطبخ، نهضت وأشعلت التلفزيون تبحث عن قناة تتابع مسلسل أجنبي مدبلج للعربية العامية تعيد عرضه في هذه الساعة، وكلما تحول الحوار الشائك للحميمة كانت أصابع كفها اليسرى تتقلص ولما نهضت مع انتهاء الحلقة رجوتها البقاء فأمها في المستشفى لم ترد وضعت كفي اليمنى على كتفها حدقت في ولما عدت لمقعدي جلست في حضني.
 أحسست بها ترتجف وقد أغمضت عينيها ركضنا مقتربين ولما توقف انفعالنا تمددنا على الأرض، قمت بإطفاء الأنوار وعلى أشعة شاشة التلفزيون أخذت تغرف ما يشبع ظمأها، رن جرس التلفون كانت أمها تنتظرني فقد اجتاز ابنها حالة مرض الربو التي كانت ضيق تنفس بعد كشف الطبيب المختص.
 تابعتها بنظري وأنا أدير محرك السيارة حتى دخلت الدار؛ زوجتي طلقتني بعد مشادة مع خالها الذي جاء من رحلة علاج طويلة؛ معه أخذت إجازة من عملي وسافرت في سياحة ابحث عن ذاتي؛ في الشهر السادس على عودتي اكتشفت أن المنزل المجاور مغلق وتنتصب على جداره لوحة مكتب عقار تعرضه للإيجار.
زرت مكتب العقار بدعوى استئجار المنزل بينما كنت ابحث عن معلومة ترشدني لجارتي؛ قال صاحب المكتب إن المنزل جديد بناه صاحبه من اجل سكنى ابنه المتزوج حديثا والذي حصل على بعثة دراسية قبل اكتمال البناء الذي توقف بسبب سجن صاحب شركة البناء&


تلبس
من خلال لقاء عابر تمكنت من إشعال النار الخامدة منذ أربعين عاما؛ وفي حفل خاص حلقت الدهشة فحطم العبث جدران الخوف الأسمنتية، ولما جاء غيابها لم تصدمني تفاصيله فلم أسعى إلى غلق النوافذ التي شرعتها، وكانت أسئلة من حولي تدفعني للركض في الغابة بحثا عن شجرة توت.&
27 – 3 - 1437




عندما أكلت حواء التفاحة
البدء كان تعطل سيارتي الرابضة بمواقف المركز التجاري فأوصلني لشقتي؛ وتزامن تسوقي الشهري مع برنامجه فكلنا من وطن واحد في بلاد الغربة، قبلت دعوته لزيارته فكان الغذاء الذي معه تجاوزت عطش الصحراء؛ اليوم وأنا أرافق ابنتي بسوق طيبه لشراء حاجتها من الذهب كعروس؛ حدق في ونحن نتجادل على السعر قال: أمرك زينب لن نختلف.&
5 – 4 – 1437



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق