الساحة
الأدبية وفقدنا للناقد الأدبي
محمد
الشقحاء
الحديث
عن الساحة الأدبية ضجيج غير مثمر مع جودة المنتج قصة قصيرة رواية شعر والعطاء
المتواصل لأسماء نجدها في قوائم البحث العلمي.
النقد
الأدبي وجدناه في تراث عبد الله عبد الجبار وتشكل في كتابه ( التيارات الأدبية
الحديثة في قلب الجزيرة العربية ) وفي تراث الدكتور محمد بن سعد بن حسين وتجلى ذلك
في كتابه ( الأدب الحديث تاريخ ودراسات ).
وفي
العصر الحديث توسمنا من أسماء أثرت الساحة الأدبية بالحوار والتعليق في الصحف وعلى
منبر النادي الأدبي وإذا بها تنزوي تحت مظلة التخصص العلمي بعد ركض غير مقنع في
الجانب الشعري .
الدكتور
عبد الله الغذامي في كتابه الشهير ( الخطيئة والتكفير ) ولكن ليقول لنا الشاعر
حمزة شحاتة ( الغذامي أرادني سلم فأرهقه الصعود ) وفي كتابه غير الشهير ( الصوت
القديم الجديد ) ليحاور نازك الملائكة ومحمد حسن عواد في موسيقى الشعر فلم تسعفه
ثقافته؛ فعاد لقاعة الدرس عضو هيئة تدريس بالجامعة لعله يجد في أسئلة الطلاب الروح
التي يبحث عنها في عالم الإبداع.
وكما
الدكتور عبد الله الغذامي جاء الدكتور سعد البازعي ليقف عند جدار الشعر فجاء كتابه
( إحالات القصيدة قراءات في الشعر المعاصر ) ولكن ليدخل في عام القصة القصيرة حتى
يغرينا باسمه كناقد فذكر في السياق أسماء ولم يتناول النصوص.
وخدم منبر
نادي جدة الأدبي الغذمي الثقافي وخدم منبر النادي الأدبي بالرياض البازعي؛ وكما
عاد الغذامي لقاعات الدرس في الجامعة عاد البازعي لقاعات الدرس بالجامعة ليس بحثا
عن الروح الأدبية ولكن لتحقيق ما التزم به كأستاذ جامعي لمادة اعد مفرداتها مجلس
الكلية.
وفقدت
الساحة الأدبية الناقد الذي يقوم النص وان تلمسنا في أسماء أخرى رفوف المكتبات
العامة والخاصة تحمل كتبهم مثل الدكتور سعيد السريحي والدكتور عالي القرشي
والدكتور عبد الله الفيفي وان تفرد السريحي والقرشي بخصوصية التعليق وإثراء الحوار
المنبري بالمداخلات والفيفي تفرد كشاعر وأبحاثه العلمية التي معها نكتشف انه لم
يقل شيء.
قد يكون
الدكتور منصور الحازمي هو من تنطبق عليه صفة الناقد من خلال كتابه ( فن القصة في الأدب السعودي الحديث ) إذ كتابه مرجع لكل
باحث في مجال القصة كما انه لم يقف عند القصة بل تناول نقد النقد ويشاركه في صفة
الناقد الدكتور عبد الله الحامد في كتابه ( الشعر الحديث في المملكة العربية
السعودية خلال نصف قرن ) وتناوله كمتابع للساحة الأدبية نقد النقد.
اليوم
نكتشف آن شجرة النقد التي غرسها الرائد محمد حسن عواد فوق احد أرصفة الساحة
الأدبية جفت عروقها واصفرت أوراقها وتخشبت أغصانها؛ وبما إن الساحة الأدبية أشجارها
مثمرة وأغصانها تتطاول خارج السياج وجدت شجرة النقد نبته جديدة أخذت تورق اسمها (
الدراسات العلمية ) إذ أشرعت الجامعة أبواب البحث ماجستير ودكتوراه لدراسة القصة
القصيرة والرواية والشعر نصوص كمدارس وأسماء قدمت المنتج الذي أشعرنا بأهميته ولنا
في إصدارات كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود المثال الأسمى المنتمي للوطن
وثقافته كرافد للنادي الأدبي الذي تبنى طباعة منتجنا كأدباء واحتفل بنا كأسماء
وباقي مراكز البحث العلمي في باقي الجامعات وغدونا نجد أسماؤنا كمبدعين في فهرس
كتاب جديد يؤكد إننا موجودين.
النقد
اكبر من مقال في صحيفة سيارة أو بحث يتحدث عن مدارس أدبية ومذاهب فكرية النقد نص
يبني سطوره على نص إبداعي وهذا تقوله المدارس الأدبية التي يدعي كتابنا إنهم يبرون
مراسمهم لتبسيطها لقارئ يدركون انه سوف يتجاوزها لأنها لا تعنيه وثانيا أن الزمن
تجاوزها.
وفي
الختام كشاهد على إن ساحتنا الأدبية خلو من الناقد الأدبي الذي يملك وسائل النقد
ودرجات التقويم وحلت الدراسات العلمية مكانه مغلقة فجوة الفراغ طبع كرسي الأدب
السعودي لدراسة الأستاذ ناصر سالم الجاسم ( صورة البطل في روايات إبراهيم الناصر
الحميدان ) وطباعة النادي الأدبي الثقافي
بجده دراسة الأستاذ عادل خميس الزهراني ( جدلية الوجود والعدم مقاربة أدبية فلسفية
لأعمال حمزة شحاتة ) وطباعة النادي الأدبي بمنطقة الباحة دراسة الأستاذ عبد المحسن
بن سليمان الحقيل ( المراَة الصوت والصدى التفات القصيدة إلى ذاتها في الشعر
السعودي المعاصر ) وطباعة نادي مكة الثقافي الأدبي دراسة فاطمة بنت مستور بن قنيع
المسعودي ( الرافد التراثي في القصة القصيرة في الإبداع السعودي ). وبالله التوفيق