الخميس، 5 أكتوبر 2017

قصص قصيرة


    مواطن
    قصة قصيرة
    محمد المنصور الشقحاء
    لم أتوقع هذا السؤال وأنا أقف أمام الموظف أشكو ارتفاع قيمة استهلاك الماء؛ التي تجاوزت الخيال " هل أنت مواطن " ثوبي الأبيض وطاقيتي المخرمة وغترتي البيضاء ولهجتي التي فيها بقايا مدينة الطائف؛ التي هجرتها في منتصف العقد السادس من العمر لم تشفع لي عند الموظف الذي " طالب بالسداد " ثم تقديم الشكوى.
    شعرت فجأة بحاجة مؤلمة ليد تسندني، فانسحبت بصمت وعند الباب الخارجي لمكتب شركة المياه أنقذني الرصيف، جلست على طرفه المترب أتأمل الشارع والسيارات العابرة وظل يلاحق أجساد مارة من عوالم أخرى، البعض يحدق في والبعض يلوح بكفه.
    لماذا " أنا " كلمة واحدة دفعتني إلى التفكير في اختيار نفسي؛ وان كنت ألاحق أفكار تنهش ما تبقى من العمر، جعلتني فريسة سهلة للمرض الذي هربت منه في العقود الخمسة الماضية من حياتي؛ التي كيفتها حسب الحلم الذي أعيشه بعبث وعدم مبالاة عبر أني موجود.
    عبر أسرار أنا اخلقها، وامنحها الحياة لتكون حكاية أسردها على لأصدقاء في المقهى، مع دخان الشيشة وعلبة السفن آب وأكواب الشاي وهدوء الحوار وصخبه، وحالة الصمت الذي يفرضه علي طيف " نجوى " المتراقص بين مربعات فناء المقهى وهو يبخل علي بسبب رحيلها المفاجئ؛ وقد سمحت لي بعد أن عرفت إن إحدى هواياتي التصوير الفوتوغرافي بالتقاط صورة لها ذات ظهيرة.
    تذكرت أني تركت هاتفي النقال عند موظف الحسابات؛ الذي آخذه مني حتى يتأكد من صحة اعتراضي، ويعرف متى وصلتني رسالة شركة المياه وقارن المبلغ المبالغ فيه؛ برسائل سابقة كانت خمسة عشر ريال وقفزت إلى مائة وعشرين واليوم ألف وسبعمائة ريال لشهر واحد، وأنا انهض جاء صوته الذي اعرف " السلام عليكم " كان احمد رفيق المقهى.
    رافقني إلى الشباك الذي توقعت إني نسيت هاتفي عند الموظف الذي يجلس خلفه، موظف يرد العبارات كما ببغاء منزلية تردد سباب زوجين أنهكهم الهدوء المحيط بهم؛ وخلو الدار من الأبناء وعاملة منزلية فضلت إنهاء مهامها، إذا الجميع أمام شاشة التلفزيون يلاحقون أحداث مسلسل يتابعونه.
    وأنا ادخل المفتاح في قفل باب المنزل؛ لم أجد سيارتي في موقفها المعتاد؛ وقفت في فتحت الباب قلقا ليرن جرس الهاتف، كانت زوجتي تقول إنها تنتظرني بمركز الحي الطبي وتذكرت أني أوصلتها، وقمت بمراجعة مكتب شركة المياه ومن هناك أوصلني احمد للمنزل بعدما اشترك في الحوار مع الموظف واستعاد هاتفي.&




قصص قصيرة جدا
محمد المنصور الشقحاء

ألِف
طلب من القاضي تفسيرا لتكرار مطالبته بالصمت، لم يحظى بالتفسير مع انه صاحب الشكوى ليتنبه على صوت يقول: بعد أربعة أيام راجع السجلات لأخذ نسخة من الصك؛ في باحة المحكمة وهو يحلق في فضاء نفسه؛ أطلق ساقيه للريح لتصدمه سيارة عند البوابة.&

باء
همست: الفأر في المصيدة وقد توقف صراخها عبر الهاتف، تضطجع على ظهرها تتابع مسيرة أيامها في خطوط سقف الغرفة؛ فتحت الباب صدمها وجه أنكرته في المرآة قالت بصوت مسموع: في داخلي كهف غارق في الظلام.&

جيم
الموت والظلام تهامس الرفاق إنهما هناك؛ حتم عليه تأكيدها أن يعيش اللحظة، الأجواء المتوترة والخانقة ترده إلى عزلته لم يكن ممزقا بين امرأتين جاء التمزق من خوف يحتل أعماقه وحرصها على إشراكه في مغامراتها، هل كان خوفه في هذه اللحظة هو. حين غاصت السكين في صدره.&
14 – 9 – 1438

غباء أنثى

لما قلت أن إحدى أعضاء الوفد الشبابي الإسرائيلي، الذي ادعت أنه زار الرياض كما جاء في صفحتها بالفيس بوك، حصلت على إذن هي وزميل لها لقضاء وقت ممتع مع ابن خالتها رجل الأعمال اللبناني المقيم في الرياض؛ عصبت وتدهورت حالتها النفسية. فألغت صداقتنا بالفيس .&

10 – 10 – 1438





قصص قصيرة جدا
محمد المنصور الشقحاء
بكاء
اكتشف أن حرصه على مشاركتها لقاء الأصدقاء كزوجة افقدها خصوصيتها؛ ولما اكتشفت ذاتها أخذت تركض مغادرة القفص الزجاجي لتنتقل من الأنموذج إلى وجود، فتجاوزته متخلية عن كل شيء لتبدءا بتأسيس بيتها؛ فكان الفقد الذي جاء معه البكاء.&
27 – 10 - 1438
النسناس 
فقد توازنه لما اختارت صديقه ولما أصبحت أرملة، أخذ يكتب خواطر رومنتيكية قد تعيدها لذاكرته؛ وفي حفل خاص بمناسبة زواج ابنتها شعر أن انكساره أكبر من حلمه.
وهي غارقة في حديث مع صديق غادر خلوته؛ أثناء مناسبة حرصت "إحداهن" أن تعيد لقاء توقف منذ ربع قرن كانت ترعاه.&
3 – 11 – 1438

 البتول
تجاوزتِ الأربعين، يعرفها الجميع أخصائية نفسية بمستشفى خاص،
رشيقة الجسد والعبارة في عيد ميلادها التاسع والأربعين، اختارتني من بين
ملفاتها لأكون الشاهد الوحيد على إطفاء شمعة كعكة المناسبة.
وهي تغادر قالت: لا تنسَ موعد العيادة القادم. تذكرت أني تجاوزت حالتي
التي كانت بسبب موت خطيبتي وإصابة والدتها، عند اصطدام سيارتي بعمود
إنارة بعد شراء بعض أثاث الشقة التي سوف تجمعنا.&


خديعة
نزح: وراء الأحلام التي تشاركه مجلسه بالمقهى، مع دخان الجراك وهو
يحصي عتبات صعوده ودرجات تدحرجه إلى هاوية العمر وقد أغلق الواقع منافذ
الإحساس، فلم يحضر حفل تكريم المتقاعدين من العمل فهو منهم في إدارته
الحكومية.
همهم: وصديق عمره يشاركه هذه الليلة الشتائية الصاخبة بالرياح والمطر،
مز دخان الجراك: كنت فراشة جذبها النور الحارق فاحترقت، ولما كنست الريح
ما تبقى من يباس تناثرت في الفضاء.&

نحت
شيء ما حجب الضوء، ومعه توقف خرير الماء وحفيف الشجر، تنبهت على
اسمي سمعته مرات عديدة؛ ولما وصلت عجزت عن الكلام.&.








أسى

في اليوم الرابع ونحن نتناول العشاء بمطعم الفندق الذي اخترناه في رحلة شهر العسل رن هاتفه وهو يحدق في شاشة الهاتف تغيرت ملامحه ونهض ليرد على المتصل.
لما عاد لمقعده اخبرني آن هناك أمر هام عليه انجازه وعلي بعد إكمال العشاء الصعود للغرفة وأنا أتلفت حولي لمحته يجلس وحيدا كان يحدق في وعلى وجهه ابتسامة لما أدرك إني لمحته لوح بكفه.
وأنا انتظر المصعد مع آخرين كان يقف بجواري والمصعد يتحرك لامست كفه كفي ولما توقفنا عند الدور الثامن الذي أقيم فيه خرج الجميع وتفرقنا بالممر دخلت غرفتي وأشعلت التلفزيون ابحث عن ما يشغل وقتي.
رن هاتف الغرفة وجاء صوت غريب قال: مساء الخير مؤكد لوحدك انتظرك في الغرفة رقم 216 بالدور الثالث وأغلق الاتصال.&

16 – 12 – 1438