هل
نحن على بدعة!
محمد المنصور الشقحاء
بألم وصلت إلى هذه النتيجة خشية أننا إحدى
الفرق الإسلامية الموعودة بجهنم نعترف آن هناك أربعة مذاهب إسلامية المالكي
والحنفي والشافعي والحنبلي ونجد المذهب الحنبلي يعادي زوار المسجد الحرام بمكة
المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة بل يحارب أصحاب المذاهب التي نستشهد بأقوال
أصحابها.
نقبل عداء الدول المسيحية
واليهودية لأنه مرتبط بالمصالح؛ إنما لماذا خطاب العداء المتنقل في العالم الإسلامي
عامة ومتعلمين جهلة وفقهاء والذي اليوم استغله السياسي ليبتزنا، هل هي ردة فعل
نصيحة جاهل يتجول بين الطائفيين والمصلين بالمسجد الحرام يقول لزائر ( أنت على
بدعة ) ويتوج نصيحته بقوله ( ما تفعله حرام ) ثم يتوج نصيحته بقوله ( أن الله لا يقبل
توسلك فأنت من أهل النار ) هذه النصائح قائمة في الحرم المكي ومنتشرة في مسجد
الرسول وحول مقابر الصحابة والتابعين بالمدينة المنورة.
يقول سبحانه تعالى في سورة
البقرة ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) كل زائر قادم للحج أو العمرة
قبل آن يعزم على السفر يستفتي عالم مدينته أو مفتي دولته أو أستاذه في مسجده؛
طريقة قبول حجه وعمرته أي لا يقدم على رحلته حتى يعرف أمور عبادته ولما يوجه وجهه
للكعبة المشرفة يأتي من يقول له ( أنت مبتدع ولن يتقبل الله مسعاك ) بأي وجه يقابل
الزائر ربه وما أثر ذلك عندما يرجع لبلده ويناقش معلمه ومفتيه فيما سمع، هنا يأتي
العداء وهنا يأتي التكفير وهنا يصرح الجميع إننا الفرقة الضالة.
بعد مؤتمر الشيشان سمعت كلمة
( النابتة ) وقد كنت اجهل معناها وهدفها حتى فسرها الأصدقاء ودلني بعضهم على كتب
الفقه الإسلامي فعرفت إننا فرقة ( نابتة ) تمزق الإسلام والمسلمين بينما خطابنا
المعلن خلاف ذالك، والبارحة احد جيران المسجد الذي أصلي فيه بعض الفروض الخمسة
والمجاور لمنزلي قال ( صيام اليوم الأخير من شهر الحجة واليوم الأول من المحرم
بدعة وكل بدعة ضلالة وهذا الصيام حرام ) والجيد من خطب بعض المحتسبة في مسجدنا
عرفت إن هناك من يصوم العشر الأولى من شهر الحجة.
الخطاب العدائي والمكفر الذي
نسمعه في الإذاعة والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي نحن من حفزناه بخطاب بدعي
صادر كل اجتهاد فقهي ونسينا القرآن الكريم ( لكم دينكم ولي دين ) وقد قال سبحانه
تعالى بعد حجة الوداع لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت
عليكم نعمتي ) فهل بعد هذا مغالاة.
الخطاب الإسلامي المحمل بالعداء
ليس لخلاف السياسية، بل هو نتاجا التدخل في مناسك زوار المسجد الحرام وفرض (
بدعتنا ) عليهم وليس الإسلام الصحيح كما ندعي، ولاحقناهم في المدينة المنورة في
مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لنزعجه في مرقده عليه الصلاة والسلام وصاحبيه
الكريم بالغثاء الذي ننصح به زواره ونشغلهم عن السلام عليه.
حتى مساجدنا التاريخية في
المدينة المنورة وفي الطائف وفي الإحساء وغيره من مدن المملكة العربية السعودية؛ لم
تسلم من ابتداع المقلدين مننا والجاهلين بسماحة الإسلام ومن يتغابى عن الزمن والمكان
وتطور المجتمع بالحرق والإغلاق وملاحقة من يزورها وفق قناعته كمسلم فهل نحن إحدى
الفرق الضالة الموعودة بجهنم.
الطريقة الأشعرية وهي من
الفرق النابتة مؤسسها أبي الحسن الأشعري خرج على المعتزلة وقال أستاذي ومعلمي احمد
بن حنبل، وكذالك الماتريدية فرقة كلامية نابتة مرة بعدة مراحل وأبي منصور
الماتريدي حنبلي؛ ومحمد بن عبد الوهاب ينتمي للمذهب الحنبلي ويرى البعض أن
الوهابية فكر نابت أتباعه مع الوقت وهو تكفيري ولم يكن مجددا بل تفكيري كما دونته
كتب التاريخ في حروبه ضد من حوله فلما يتم غلق باب الاجتهاد.
ونحن المملكة العربية
السعودية وبكل أنظمتنا وعضويتنا في الأمم المتحدة وجميع مؤسساتها الإنسانية؛
ومشاركتنا في تأسيس جامعة الدول العربية وعضويتها ومشاركتنا في تأسيس مجلس تعاون
دول الخليج العربية، وتوقيعنا على قانون حقوق الإنسان وباقي الوثائق الإنسانية؛
نرزح تحت فكر ( الفرقة الضالة ) وبالتالي كل الأعمال الإنسانية التي نقوم بها تؤدي
إلي التكفير والإرهاب، بسبب تدخلنا في مناسك حجاج بيت الله وزوار مسجد رسول الله
العلماء وهم يرون الحفاوة يكملون شعائرهم بحمد الله على مضض؛ والعامة يكملون
شعائرهم على كره فرحين بسلامة العودة لأهلهم.
وتتطاول المؤتمرات والندوات وأحاديث
من يرون أنهم الفرقة الناجية على أسلوبنا في التعامل العام مستعجبين من ادعاؤنا إننا
الفرقة الناجية، بينما يرى الجميع أن أفعالنا خطابنا هو منهج الفرقة الضالة. فهل
نعود لفقه الواقع من خلال رابطة العالم الإسلامي ومنظمة اتحاد العالم الإسلامي ولا
نتدخل في مناسك الحج والعمرة للزوار ولا نمنعهم من زيارة الأماكن التاريخية وقد
سهلنا كل الإجراءات. . اللهم أرشدنا للحق.&