الخميس، 4 فبراير 2021

 

 

الكَمَالُ

 قصة قصيرة

 محمد الشقحاء

اعتذرت عن المشاركة في رحلة بحرية للوفود المشاركة في لقاء بحثي تقدمت بورقة علمية وزوجتي بورقة ادبية لأتفرغ لابنتي ذات السنوات الثمان.

يومين انشغلنا عنها حسب برنامج مكثف لجلسات عمل وقد استأجرنا لها مرافقة تهتم بطلباتها عبر خدمة العملاء في الفندق الذي نسكن.

جاءت الرحلة من خلال الجهة الراعية للمؤتمر الى جزيرة يملكها رئيس مجلس إدارة الجامعة الخاصة التي تتبع احد مؤسسات التكتل الراعي الاستثمارية.

غياب اليوم الأول لزوجتي لم يقلقني وكذلك اليوم الثاني الذي بدأت ارتب لعودتنا للوطن.

في اليوم السادس ونحن نستعد للانتقال للمطار جاء سؤل ابنتي عن امها ونحن نتناول الإفطار بأحد مطاعم الفندق كجرس إنذار.

لاقف امام موظف العلاقات العامة لأسأل عنها وليقول سافرت البارحة مع الوفد الفرنسي الى باريس قلت وحجز الرياض قال بعد بحثه في جهاز الحاسب الآلي كما الساعة الثامنة مساء.

اتصلت على هاتفها النقال وجدته مغلق لا ادري ماذا اقول لابنتي وإن قلت لها ونحن في مطار برلين في انتظار الصعود للطائرة المتجهة للرياض امك سبقتنا.

والطائرة في السماء توالت رسائل الواتساب من رقم هاتف اجهل صاحبه وان كان رقم ٩٦٦ يحمل حراك زوجتي في شوارع باريس وهي راقده في فراش مع شخص اخفى وجهه.

لما وصلت الرياض قصدت منزل والدتي التي طوقتني بذراعيها واجلستني بجوارها ولتأخذ العاملة المنزلية ابنتي

لتسألني امي عن حالتي النفسية وانها على علم باختفاء زوجتي.

قلت: وابنتنا ؟؟

قالت: شقيقتك كانت تعرف أحلام زوجتك وطموحها وانت فتحت الباب لها ناقش اختك بهدوء لتتخلص من القلق.

سألت عن شقيقتي التي اعرف انها الآن في محلها التجاري بسوق مركزي على الدائري الشمالي اتصلت بها اخبرها بوصولي.

سألت عن ابنتي اخبرتها انها معي واننا ننتظرها لتناول العشاء في بيت امي قالت وبيتك قلت لا أدري وصمت ولما طال صمتي قالت انتظرك الرابعة عصرا لتشاركني فنجان قهوة في المحل وافقت.

تمددت في غرفة الضيوف بمنزل العائلة ولما غفوت جاءت ابنتي وتمددت بجواري كل شيء فيها يرتعش وارتفع نشيجها وقالت بصوت متقطع اين امي؟

صمتي دفعها للجلوس وإعادة السؤال تكومت في الفراش قلت اخرها البحث عن مراجع في بعض المراكز العلمية  لإكمال بحثها وتأتي اعرف اني اكذب.

ونحن نتناول فنجان القهوة بمحل شقيقتي لوحت بجهاز هاتفها الجوال وارتني صور لطليقها وزوجتي لقد رتب الاثنان زوجتك وطليقي هذه الحالة الم تقابل ابني وابنتي عند امي لقد تخلى عنهم وهو من رفض حضانتي لهم ليحضرهم قبل عشرة ايام ويختفي.

لقد سبقكم الى لندن ومن الفندق الذي سكنت انت وزوجتك وابنتك فيه اخذ زوجتك محققا طموحها.

هذه صورتهم بمقهى الفندق وهذه صورتهم بأحد مسابح الفندق لقد تنازلت عنك كما تنازل زوجي عني وعن طفليه ووطنه.

 

19 – 12 - 2020

 

 

 

السماء

 قصة قصيرة 

محمد الشقحاء

 

1 -

كنت احضر قبل بدء الدرس لأحظى بخيال يكشف تفاصيل جسدها.

هو رجل علم شرعي له درس أسبوعي بعد صلاة المغرب واستاذ جامعي.

اقنعه أحد طلابه بدرس لنخبة من طلاب العلم في منزله ولما التقيتها صدفه في سوق الخضار تشاركه شراء حاجات المنزل.

دخلت في هذه النخبة.

تكرر حضوري قبل الجميع وكنت لا استوعب الدرس إذا وجدتها سبقتني بتجهيز المجلس.

تخيلت اننا اسرى رهان لم نحدد مقداره.

من أحاديث اللقاء الجانبية عرفت كيف جاء وفرحه بعقد العمل كعضو هيئة تدريس تمنحه فرصة اكبر للحج والعمرة وقد فاز هو واسرته زوجته وولده وبنتيه بزيارة مسجد رسول الله.

لاقتنص لحظة غيابه عن درس المسجد لسفره لمناقشة رسالة علمية قرعت الباب وفتحه ابنه صاحب السنوات الثمان الذي تلعثم وجاءت مع إحدى بنتيها.

تبادلنا الحوار وشكرتني على مشاعري الطيبة واغلقت الباب بعد اخذها بطاقتي التي تحمل رقم هاتفي واسم مؤسستي التجارية.

عدنا للدرس وحضوري المبكر ومتابعتها تجهز مجلس الدرس المنزلي ليأتي صوتها تسأل عن توفر بعض احتياجاتها بمتجر مؤسستي.

انتظرتها وطال ترقبي وفي درس المسجد اعلن عن سفره في مهمة علمية قد تأخره عن حضور الدرس القادم.

قرعت الباب كانت هي من فتحت الباب وبنتيها ابنها في المدرسة.

قبلت دعوتها للدخول جلستا البنتين واحده عن يميني والثانية على يساري وتأخرت لتجيء وقد لفت رأسها بغطاء ابيض يضيء صفحة وجهها.

سألتني عن الدرس الذي وصلت إليه فوجدتها فرصه فقلت انه عن اخلاق الرسول في بيته وتعامله مع زوجاته.

قالت وهل هذا طور تعاملك مع زوجتك؟

قلت حتى الان لم أتزوج بسبب حالة امي الصحية ورعايتي أخواني وانشغالي بتنمية تجارتي.

 

2 –

 

سافرت ايام مع والدتي المريضة بحثا عن علاج غبت فيها عن درس المسجد ودرس النخبة.

ولما انتظمت عرفت انه تم ايقاف درس المسجد بسبب انتظار تنظيم خاص لهذه الدروس تعده الجهة المشرفة على المساجد.

ومعه تأجل درس النخبة للتوافق على استمراره.

لأجدها أمامي مع اخرى تتجول بين رفوف المتجر تابعتها من خلف زجاج المكتب ولما وقفت عند الكاشير ارسلت المحاسب ليعفيها وصاحبتها من دفع قيمة المشتريات ولتدخل المكتب معترضة مع مرافقتها التي كانت اختها الملتحقة حديثا هي وزوجها الممرض بمستوصف الجامعة بالجامعة كأخصائية اجتماعية.

اقنعتها بقبول المشتريات كهدية ابتسمت وقالت دروس النخبة سوف تعود من الاسبوع القادم.

اقتربت اكثر وبحت لها برغبة امي ان تحظى باحتضان اولادي.

لتكون معلمتي في هذه الحالة كررت الدروس النظرية التي كان يشرحها زوجها ليصل هدفي فكان الدرس العملي عصر يوم في غرفتي وقد خلى المنزل من الجميع.

تجاوزت ارتباكها وخوفها وغرقت في جسدها ولتقول بعد لقاء شاركتنا فيه اختها انها حامل وسوف توقف نقاشنا لسفرها لأنها تحتاج لرعاية خاصة.

لاكتشف أن الجامعة لم تجدد عقد زوجها وانه يفكر في العودة للقاهرة للتأمل قد يتعاقد لعمل في مكان آخر.

تسوقت وسهلت لها شحن حقائبها في المطار من خلال احد الاصدقاء.

لتزورني اختها في المكتب وتخبرني ان زوج اختها لما نزل من الطائرة تم حجزه بتهمة الانتماء لجماعة الاخوان المسلمين وان اختها تحتاج تكاليف العلاج.

شيء في لم يصدق الرواية ولكن بلغني أمام مسجدنا ان الأستاذ الذي كان يقدم درسه الاسبوعي بالمسجد انظم لأحد اجنحة المعارضة في إسطنبول  كمجاهد بعد انتهاء الحجز.

قلت بعفويه وزوجته واولاده هز رأسه وقال انه لا يعرف شيء.

لتصلني عبر الواتساب صورة طفل في سريره وقد كتب كشرح لها هذا ابنك.

 

 

3 –

 

لم ارد وانشغلت بوالدتي التي تدهورت صحتها واخي الذي اصر على السفر لإتقان اللغة الانجليزية وزواج اختي التي تقاسمت مشاعرها بين الالتحاق بزوجها أحد أفراد الجيش المتواجدة فرقته في الشمال.

سافر اخي واقنعت اختي الالتحاق بزوجها وانا اتعاقد مع مستشفى خاص جهز غرفة والدتي بالمنزل ووفر ممرضة بالتناوب تخدمها وتساعدها في تحركها واخذ جرعات العلاج.

ولحظات مخطوفة من وقت العمل غير منتظمة اهرب إليها للترويح واستعادة لياقه في مزرعة صغيرة شريتها في طريق الخرج.

اخي لم يعد وانقطع اتصاله امي لفظت أنفاسها اختي اغرتني بالزواج من شقيقة زوجها المعلمة العانس.

ولأجد بعد مغرب يوم وانا اراجع فواتير بضاعة انتظر وصولها بالأستاذ الجامعي وزوجته يدخلان علي عاد منذ شهر بجواز جديد واسم جديد للعمل بأحد المؤسسات التعليمية الأهلية كمشرف عام ومعه فقط زوجته كمرافقه له موعودة بأن تكون موظفة في إدارة المؤسسة.

 

15 – 12 – 2020